وددت لو أعود طفلا ،،، يلعب بما يحلو له أن يلعب ،،، رغم الإمكانيات المحدوده في ذلك الزمان الجميل
وددت لو أن الزمان يعود ،،،،،،،،،،،،، آه ما أحلاها من سنوات عمر مضت ،، رغم شقائها في بعض الأحيان ،، إن لم يكن جلها ،،،،،،،،،،،،،،،
وددت لو أن أبي يعود ويأنبني من جديد ،،، ويصرخ علي ،،،، ويوبخني لو تطلب الأمر
وددت لو أن المشاعر لا تعدو زمنية المكان ،، أو فرضية الزمان ،،، أو ذكريات لإنسان
كنت طفلا يافعا حين كنت ألهو بعجلتي ،،، وقد كان محظوظا في ذلك الزمان من يملك عجله ،، وما زلت أذكر يوم إشتراها لي والدي رحمة الله عليه ،، فقد كانت من ثلاث عجلات ولونها أزرق ،، أما المحل اللذي إشتراها منه ،،، فقد كان على سقف السيل قرب مطحنة السعودي ،، يا إلهى كم أتذكر تلك اللحظة كأنها الأمس القريب ،،، يا إلهي ،،، فها قد بدأت عيناي تدمع لمجرد إعادة ذلك الشريط أمام ناظري وفي شرايني وبين ضلوعي
آه آه آه ،،،،،، ما أحلاه من زمن ،،، ما زلت أذكر يوم إصطحبني معه للشام في صيف عام 1972م لأنني كنت سأذهب للصف الثاني الإبتدائي
آه ،،،،،،،،، أذكرها كأنها الأمس ،،، فقد تعطلت بنا سيارته ،، وعدنا مواصلات إلى عمان ،، وترك سيارته هناك ،،،،، وذلك كي يحضر لها قطع غيار
،،،،،،،،، ما زلت أذكر يوم وفاة جدي ،،، حيث كنت في الصف الثاني الأبتدائي ،،، وكانت معلمتي رحمة الله عليها المربيه الفاضله والممثله الممتازه رشيده الدجاني (( أم عواد لمن يتذكرها ))) ألله يرحمها
ذكريات جميله
ما زلت أتذكر والدي رحمه الله حين كان يعلمني الأحرف في الصف الأول الإبتدائي وما زلت أذكر الحرف فقد كان ،،،،،،،، ر ،،،،،،،،،،،
ما زلت أذكر أمي تراجع معي درس العلوم في الصف الأول الأعدادي
ما زلت أذكرها وهي تنتظرني على شباك بيتنا الضيق عند وصولي ونزولي من السرفيس
ما زلت أذكر والدي وهو يصطحبني معه في حله وترحاله ،،،،،،،،، آه آه
ما زلت أذكر أيام عملي الاولى في بداية 1984م عندما حضر أبي للسؤال عني ،، وقد لمحته بشماغه الأحمر وطوله الفارع ،،،،،،،،، آه آه الله يرحمك يا أبو إبراهيم
ما زلت أذكر تلك الليالي التي أعمل بها ليلا ،، وأدرس بها نهارا وكم أن ظروفي كانت لا تسمح لي برؤية والدي إلا يوم الجمعه ،،،،،،،،،،،،،
ما زلت أذكر أول يوم لي في العسكريه يوم شربنا القهوة بالحليب ويوم وداعي لوالدي ووالدتي
أيام الطفوله ،،، وأيام المراهقه ،،، وأيام الشباب ،،،،
وربيع عمري اللذي ضاع في أتون الغربة اللعينه ،،،،،،،
ما زلت أذكر ذلك اليوم اللذي ذهبت لمقابلته في السعوديه عام 1990م وقد كان في منطقة تبعد عن المدينة المنوره حوالي 300 كيلو متر
كأنه الأمس القريب
كأنها الساعة الأخير من ليلة أمس
آه آه
ما زلت أذكر يوم قال لي والدي ،،، كفاك غربة يا بني ،،، فأجبته بأن هذه السنة يا والدي هي آخر سنه ،، وبعدها سأعود لأستقر في كنفك وتحت عبائتك ،،
ولكنه سارعني بقطع إجابتي قائلا
لن أكون موجودا حين تعود في المرة القادمه ،، ولم يكذب الموت خبرا له ،،،،،،،، بعد سفري بشهر كامل ودع الدنيا
وقررت العوده ،،،،،،،،،،،،، ولكن بعد أن فاتني القطار ،، فلم أجد صدرا حنونا أرتمي عليه
ولم أجد رأسا شامخا أقبله وأفاخر الدنيا به
،،،،،،،،،،،، أعلمتم لماذا أردت أن أعود طفلا
(((( حلمت بيوم يغير من حالي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وها أنا نادم على كل يوم مضى من عمري )))
إبراهيم جمعه إبراهيم أبوخضره
الخبر
السعوديه