بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) [النساء: 36]
صلة الرحم موضوع حق علينا ان نذكر به في زمن ما اشبهه بالامس ,ذلك الزمن الذي قال
فيه جعفر لملك الحبشه كنا قوما اهل جاهليه نعبد الاصنام ,ونأكل المبتة ,ونأتي الفواحش , ونقطع الارحام و نسئ الجوار , و يأكل القوي منا الضعيف
وقال تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) [محمد: 22- 23]
حتى بعث الله محمد علبه الصلاة و السلام ليخرج الناس من الظلمات الى النور و من
الضلاله الى الهدايه متمما مكارم الاخلاق حيث ان صلة الرحم من مكارم الاخلاق
و التي كانت عند البعض بالفطره فجاء الاسلام و اقرها
وسعى (حاتم الطّائي) إلى صلة الرّحم، استجابة لنداء الفطرة في مثل قوله:
يرى البخيلُ سبيلَ المالِ واحدةً
إنَّ الجوادَ يرى في مالِهِ سُبُلاَ
لا تعذليني على مالٍ وصلتُ به
رَحْماً، وخيرُ سبيلِ المال ما وَصَلا
عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله " . رواه مسلم.
الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك :
المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل ، لأنه يـكافئ الزيارة بمثـلها ، وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن ، أو قضى له حاجه فردّ له ذلك بمثله لم يكن واصلاً بل هو مكافئ ، فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب .
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ". رواه البخاري .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم : "إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " . رواه مسلم .
والمَلّ: الرماد الحار ، قال النووي : يعني كأنما تطعمهم الرماد الحار ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخال الأذى عليه .
ففي الحديث عزاء لكثير من الناس الذين ابتلوا بأقارب سيئين يقابلون الإحسان بالإساءة ويقابلون المعروف بالمنكر فهؤلاء هم الخاسرون .
و صلة الرحم من اسباب دخول الجنه كما قال عليه الصلاة و السلام :
" يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك
السبت فبراير 04, 2012 9:46 pm من طرف رمضان رجب أبوخضره