abu khadra
عدد المساهمات : 2706 السٌّمعَة : -760 تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| | قراءة في هجومي اللاذقية ودمشق ! | |
محمد العلي - الجزيرة نت
بدأت العمليات العسكرية المواكبة لأحداث الثورة السورية تأخذ طابعا تصعيديا مع إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن تعرض موقع بحري في مدينة اللاذقية مساء أمس السبت إلى هجوم مسلحين يستقلون قوارب مطاطية، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المهاجمين وقوات الجيش.
وسبق الإعلان بيوم واحد حصول عملية "انتحارية" في قلب العاصمة دمشق كانت الثالثة خلال أربعة أشهر، بعد التفجير الأول في حي الميدان في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي, وتفجير حلب في 16 مارس/آذار الماضي.
كيف يقرأ المحللون العسكريون هجوم اللاذقية (الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه) وتفجير دمشق الجديد؟ فهل يشكل الهجوم الأول تغييرا نوعيا وغير معلن في التكتيكات الحربية للجيش السوري الحر؟ وهل يثبت الهجوم "الانتحاري" الثالث وجود جماعات جهادية ناشطة في سوريا؟
نقل المعركة استبعد المحلل العسكري المعروف العميد صفوت الزيات أن يكون الجيش السوري الحر أو أي تشكيل من تشكيلات الثوار وراء ما قال النظام إنه هجوم بحري على حامية باللاذقية. وقال في اتصال مع الجزيرة نت إن "النظام يحاول أن ينقل المعركة إلى شكل من أشكال الحرب الإرهابية أو شبه التقليدية لتوريط دول المنطقة".
وربط الزيات توقيت الإعلان عن هجوم الساحل السوري بقضية توقيف الجيش اللبناني السفينة "لطف الله 2" التي تحمل أسلحة وذخائر من مصدر ليبي كان من المفترض إنزالها في مرفأ طرابلس اللبناني القريب نسبيا من الحدود مع سوريا. وقال إن الكشف عن تهريب الأسلحة يساهم في اجتذاب نظر المجتمع الدولي كله إلى الساحل ويقدم مبررا للأسطول الروسي كي يقدم المساعدة للنظام في سوريا.
في المقابل اعتبر رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط العميد المتقاعد هشام جابر أن "حصول هجوم على الساحل أمر طبيعي ولا يفاجئني"، نظرا لما اعتبره "تطورا نوعيا في عمليات تهريب الأسلحة على الساحل السوري الممتد من شمال لبنان إلى الحدود التركية". ويمضي العميد جابر متسائلا عن مغزى انكشاف أمر الباخرة لطف الله 2، مشيرا إلى أن "من المفترض أن تكون أكثر من باخرة نجحت في المرور إلى أن ظهر من قرر إفشاء سرّ هذه الباخرة".
وعن مغزى وقوع العملية "الانتحارية" الثالثة خلال أربعة أشهر يرى العميد الزيات أنه "لا يجزم بوجود تنظيمات جهادية في الداخل السوري"، دون أن يستبعد تدخل بعض العناصر الجهادية الموجودة في سوريا في الصراع.
تجربة البوسنة واعتبر الزيات أن "تكرار العمليات الانتحارية يمثل إنذارا للمجتمع الدولي من مخاطر ترك الأمر للنظام وحده". وقال إن على المجتمع الدولي استعادة الدروس المستخلصة من تجربة البوسنة والهرسك أواسط تسعينيات القرن الماضي (لدى مسارعة الغرب إلى إجبار الأطراف المتحاربة بالبوسنة على توقيع اتفاقية دايتون للسلام عام 1995)، "عندما شعروا بأن العناصر الجهادية بدأت بالدخول إلى البلقان". ورأى أن "ترك الشعب السوري عرضة للعنف على مدار اليوم يؤدي إلى وجود فرصة سانحة للعناصر الجهادية التي تقدم نفسها كحامية للناس من عنف النظام". من جهته اعتبر العميد جابر هجوم حي الميدان الثاني دليلا على وجود عناصر جهادية في سوريا. وقال إن السلطات العراقية اعترفت بنفسها أن جماعات مسلحة انتقلت من العراق للعمل في سوريا وكل المعلومات تشير إلى انتقال مجموعات كانت في ليبيا للعمل في سوريا
وقال جابر "هؤلاء لا علاقة لهم بـ الجيش السوري الحر . فهم يعملون بأجندة إسلامية متطرفة وستتطور عملياتهم أكثر فأكثر". وأضاف إن "انتحاريي سوريا ليسوا مرتزقة بل أشخاص معبؤون عقائديا ونفسيا ومقتنعون بأنهم ذاهبون إلى الجنة".
وتوقع رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط "زيادة الهجمات الانتحارية ما دامت الأزمة السورية قائمة والحل السلمي غائب". | |
|