في الصباحيـــــــة !

الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

دخل الى المسجد للمرة الأولى .. هادئا .. جلس بالقرب من رجل طاعن في السن : السلام عليكم .. تناول القرآن وأخذ يقلب صفحاته .. لو سمحت يا شيخ , كيف تقرأ هذه الكلمة ..؟
اقيمت الصلاة .. آخذ بيد الشيخ يعينه على النهوض .. صلى بقربه .. أنتهت الصلاة .. سلم على الشيخ ثم غادر بكل هدوء .. في صلاة المغرب والعشاء حرص على أن يكون بقرب الشيخ .. في اليوم التالي , واليوم الثلاثين , توطدت العلاقة بينهما .. وصار الشيخ يفتقد الشاب .. تأخرت يا أبني اليوم .. وبعد أنتهاء الصلاة أصر الشاب أن يوصل الشيخ الى بيته .. أخذ بيده وخرجا سويا يتحدثان , وما أن وصلا بيت العجوز حتى هم الشاب بالمغادرة , الا أن الشيخ أمسك بيده " وحلف يمين " الا يدخل ويشرب الشاي !
دخل الى غرفة الضيوف , نادى الشيخ على أهل البيت لعمل الشاي وأن معه ضيفا .. الشاي جاهز .. قالت البنت الكبرى .. أبوي .. الشاي جاهز .. قال الشيخ للشاب .. لو سمحت يا أبني تناول ابريق الشاي من البنت .. قال الشاب , لكن يا عمي وأشار الى البنت .. فأجابه الشيخ .. ما يهمك يا أبني هذي مثل أختك .. أنت صاحب دين وأخلاقك عاليه .. تناول الشاي من البنت وهو مطأطي الرأس ولم تقع عيناه عليها ..
بعد عشرة أيام .. تقدم الشاب من الشيخ كعادته , متهلل الوجه بلحيته الطويلة وثوبه الأبيض الناصع .. السلام عليكم رد الشيخ وعليكم السلام .. اتفضل يا أبني .. نظر اليه الشيخ وكأنه يراه للمرة الأولى .. يا ولدي : لو تقصر هاللحيه شوي .. أنا شايفها طويله .. , لا يا شيخ كله ولا اللحيه .. هاذي سنة .. بقدرش ! بعد قليل مال الشاب على الشيخ يريد أن يقول شيئا / عمي الشيخ الله يعطيك الصحه , بدي أطلب منك .. تردد قليلا ثم تابع , بدي أطلب منك ايد بنتك على سنة الله ورسوله واللي بدك أياه أنا جاهز .. تفاجأ الشيخ وسأله , أنت شفتها بتعرفها ؟ أجابه بكل ثقة وهدوء , أبدا .. لكن أنا قلت للحجه الوالده الله يحفظها وهي شافتها من بعيد ورح تيجي تزوركم في البيت اليوم أذا مفيش مانع ؟ أبتهج الشيخ للخبر ورحب بقدوم والدته , فقال الشاب .. ونا قدامك يا شيخ وشايفني من البيت للمسجد , لا روحه ولا جيه والحمدلله
بعد ثلاثة شهور .. أتفقا على موعد الزواج الأسبوع القادم .. أنتهى الأسبوع .. عملو سهره شباب ! قال الشيخ : يا أبني سمعت أنك جايب فرقة موسيقى ومطربين .. وبعدين شايفك " حلقت لحيتك " قال الشاب : يا عمي الليله عرسي ونت عارف يعني .. بعدين بربيها مش مشكله ! اما الفرقه .. صدقني يا عمي هاذول أصحابي قال بدهم يفرحو .. وقلتلهم انا ما بدي لكنهم أصروا والفرقه كلها ع حسابهم ! تدخلت الحجه والدة الشاب : يا شيخ خلينا نفرح .. يعني هي جت علينا , كل الناس بيجيبو فرق تغني في الأعراس عادي !
قال الشيخ وقد أصابه التوتر: يا حجه .. البنت دارسه شرعي كلية شريعه ومش رح تقبل ! وهذا شي مخالف للسنة ! يا سيدي قبلت ولا ما قبلت وهي مالها علاقه بالموضوع .. العريس أبننا وبدنا نفرح فيه ..!
في صباح اليوم التالي .. نادى المؤذن لصلاة الفجر .. نهضت العروس توضأت وأعدت نفسها للصلاة .. نادت على زوجها توقظه .. اقتربت من سريره .. فأمسك بيدها وسحبها اليه , قالت : قوم نصلي سوا .. ما سمعت الآذان ؟ تعالي ! بعدين ملحقين ع الصلاة ! بدك تعملي علي شيخه ؟! أزعجتها أجابته ! لكن الصلاة ما بتستنى .. الصلاة في وقتها .. قاطعها ساخرا : وقتها ايش يا ماما ! مش فاضيين ! لو سمحت اترك ايدي ! ايدي توجعني - توتر الجو - بقولك ما في صلاة .. وسمعي الكلام أحسن .. قالت العروس بثبات وقوة : أسمع أنا اللي بقولك : أترك أيدي الأول .. أنت خدعتنا وكذبت علينا وعملت نفسك شيخ وبتصلي .. جبت فرقه ومغنيين وشلة صيع من أصحابك وقلت هاي مجامله منهم .. قلنا معلش ليلة وتنقضي .. حلقت لحيتك اللي كنت مربيها عشان تخدع أبوي فيها ونجحت خطتك وأمك الحجه بتقول آه وماله أحنا أحرار .. أنا بنذرك ! أذا بتقرب مني رح أصرخ بطول صوتي وألم عليك الدنيا !
حضر والديها في - الصباحية - للمباركة حكت لهما ما حدث ! استدعى والد العروس الحجة والدة العريس وحكى لها القصة فقالت جايين تعملو علينا شيوخ , ابني حر يعمل اللي بدو اياه .. انت مش ربه عشان تحاسبه .. روح ربي بنتك اللي ما بتسمع كلام جوزها !
رفع الأمر الى القاضي .. وسجلت قضية خداع وأحتيال .. وتم الطلاق !ا
بعد مرور عام من تاريخه , وجد الشاب ملقى على أحد الأرصفة وهو بحالة من - السكر الشديد -
تم الكشف عليه , تبين أنا مصاب بالأدمان وألتهاب الكبد , أقتيد الى أحدى المصحات لمتابعة حالته !
وأما البنت , فقد أفاقت من الصدمه وهي أكثر تمسكا بدينها وأكثر وعيا في أختيار الزوج المناسب ! وقد نالت مديح كل من سمع لقصتها ! تمت خطبتها من جديد , وهي تجهز نفسها ليوم الفرح , وأدرك والدها الشيخ أن المظاهر كثيرا ما تكون خادعة وأن من الواجب التريث وعدم الأستعجال خاصة في قضايا الزواج !

شكراً جزيلاً عمنا أبو خضره قصة في غاية الفائدة والعبرة ،،،

الهي يخرب بيت اللي خلفوك يا ابن اللي عامله نفسها حجه .. قال لسه في أمل !
هاي الخيبه كلها في هالقصه .. شوفو الخداع والكذب اللي ع أصوله .. شوفو الحقاره لحد وين ! حتى في الدين بيتلاعبوا .. قال أيش .. روح ربي بنتك اللي ما بتسمع كلام جوزها .. ريتك ماتسمعي الرعد بودانك يا بعيده .. وعامله نفسك حجه !
روحي الحقي ابنك اللي عرفت تربيه سكران وبتشجعيه كمان .. قال هو حر .. حراره تاخدكو الجوز يابعدا .. جنيتو على هالبنت وكسرتو خاطرها .. لكن ملحوقه .. هيها رح تجوز وخليه حبيب قلبك في مستشفى المجانين !

ابو خضرة تسلم يدينك ع القصة ...
وكلامك صح سااارة..
غش وخداع ومصالح وكذب..واللي يقهر امه الحجه خسااره -فيها هالكلمة - اللي حطت الغلط ع البنت وانها ما تسمع كلام زوجها....
اللحين حتى كلمة حج او حجة فقدت معناها .. يكون راجع بنص الليل كنت فين يا حج وهو متبهدل ااخر بهدله ..وعاملة ايه ياا حجة وهي تكون لسه راجعه من النادي والشله الصايعه الضايعه بتعتها.
حسبي الله ونعم الوكيل..
الشيء الذي بنى على الغش والخداع والكذب عوواقبه وخيمة
وكما قاال ابو خضرة في موضوع ساابق - وكانه مااااااااات الضمير -..
والمفروض ان لا نخدع بالمظاهر والمغريات..وايضا لا نغفل واجب الاب في السؤال عن المتقدم لخطبة ابنته في ان لا يستعجل القبول وانما يتحرى عن كل شيء..فهذه مسؤولية كبيرة وقد تعيش البنت وكذلك الاسره باكملها في شقاء وتعاسه نتيجة اختيار سيء......
فليس التدين بملازمة المساجد وإطلاق الحلى فقط وإن كان هذا واجب بل بأمور اخرى واهمها الصدق في التعاملات والاخلاق الطيبة والصفات الحميدة

وقااااال ايه في الصباحية حبقى اقولك.... قصده في الصباااحيه تكتشفين مين انا

ابو خضرة شكرا لك

وردة الرباض

على مهلك يا بنتي .. هدي شوي .. أنت لأنك بعدك زغيره تفاجئت بالقصه .. ما مر عليك هيك مشاكل .. ومنين بدك تعرفي ونت من المدرسه للبيت .. الحياة با بنتي فيها كل ألوان السلوك والطباع والتربية البيتيه .. فيها من كل الأنواع .. مقابل هالصورة السلبية في القصة هناك العديد من الصور الجميلة والمدهشه ..
ويظل الأمل والتفاؤل نصب أعيننا .. فلا تبتئسي .. أنظري حولك وستجدين مساحات من الجمال لم يلوثها أحد
حاولي الأستمتاع بها , وخذي معك صديقاتك حتى تزيد البهجة !

الأبنة ورده .. بارك الله فيك .. هناك مسألة خطيرة .. بعض الناس يعيها تماما ولكنه يتغافل عنها لهوى في نفسه أو " يعمل حاله مش عارف " لتحقيق كسب مادي غير مشروع أو منافع معنوية مثل الجاه والمركز وسأعطي أمثلة على ذلك لتقريب الصورة .. وأنا أعتقد أن كل من يظن أنه ما أن يتوجه الى السعوديه بقصد الحج ويختم جواز سفره على الحدود" ب فيزا الحج ثم يصعد عرفه ويطوق بالمناسك ويلبس الأبيض ويطوف طواف الوداع .. كل من يظن أن هذه الخطوات أو " آلية أداء خطوات الحج " أنه حين يؤديها قد أصبح حاجا لبيت الله حقيقة ويعود كما ولدته أمه حتى وأن كتبوا الأعلانات في أستقباله ووضعوا جريد النخل , حتى وأن قام بتوزيع المسابح والسواك ولبس الدشداشة القصيرة تماشيا مع السنة .. كل من يظن أنه أصبح من أهل الله حين يغير اللوحة على باب منزله ويضيف اليها كلمة حاج للبركة .. كل من يفعل ذلك يكون واهما لسبب بسيط جدا : وهو أن العبادات بمجملها ليست أنماطا شكلية وحركات تقليدية تعتمد على الأعتقاد بأن مجرد القيام بها - حركيا - تكون قد أديت واجبك !
الأعتقاد وحده لا يكفي الا أن يمتزج ويتوحد مع عمل فعلي يدعم ما تعتقد أنه صواب !
أذا أنه لا يكفي أن أعتقد أن " الله موجود " ولا أقوم بعبادته كما شرع ! ولا يكفي أن أعتقد أن السرقة حرام ثم لا أدع شيئا الا قمت بسرقته ولا يكفي مجرد الأعتقاد أن الكذب من الكبائر ثم أقوم بالكذب حتى على نفسي !
الأعتقاد لا يعوض الفعل بأي شكل حتى مع " النية " يقول الله تعالى عن سيدنا ابراهيم ( يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى ؟ قال يا أبتي افعل بما تؤمر ستجدني أنشاء الله من الصابرين ) سيدنا ابراهيم يعتقد بأن الرؤيا التي أراها الله اياها هي رؤيا حق ولذلك طلب من أبنه الأنصياع لتنفيذها مع شدة ألمه حيال ذبح أبنه , ولكنه ؟ أمر الله " كما فهمه أبنه ( أفعل ما تؤمر )وأمر الله لا يصح فيه التردد والأعتذار , أذن سيدنا ابراهيم يؤمن بأن الرؤيا حق وقد نقل هذا الأيمان الى ولده على شكل سؤال وأجاب الولد بالقبول والموافقة , بالأضافة الى أن الأمر كله واقع تحت نظر الله وعلمه ولا مجال للتسويف وخلق الأعذار , فلماذا لم يفتدى - الولد - عند هذا الحد وهو الأعتقاد الجازم والذي لا يقبل الشك من الولد وأبيه أن الرؤيا حق وهي واجبة التنفيذ ؟
ولم يكن سبدنا أبراهيم وأنى له أن يعلم أن الله تعالى سيقوم بفداء - ولده - " بذبح عظيم " لأنه لا يعلم الغيب ولا يدرى ما الله تعالى فاعل به بعد القيام بذبح أبنه .. ولم يفكر سيدنا ابراهيم - طيب وبعدين .. بعد الذبح ما الذي سيكون ؟ وأنما قرر ووافق الولد , ولم يقم الله تعالى بفداءه لمجرد أعتقاده وأيمانه الجازم بحتمية ذبح الولد !
وأنما أنتظر حتى بدء " العمل " بالذبح .. ( فلما أسلما وتله للجبين قلنا يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا .. ) الآن عند لحظة البدء بالعمل ( قد صدقت الرؤيا ! فهل كان سيدنا ابراهيم لم يصدق الرؤيا من قبل " ولم يؤمن بها كأمر من الله؟ وكذلك - ولده - لم تكن موافقته حقيقة وكانت العملية كلها أشبه بالتمثيلية - !
معاذ الله أن يكون ذلك ! وأنما كان اعتقادا جازما ومؤكدا وقبولا من الولد طواعية وبدون أكراه ! عند هذه اللحظة ( قلنا يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا )
فالعمل لا تكفيه النية والأعتقاد وأنما العمل يالتنفيذ , ومقتضيات الأيمان تتطلب منا أن نفعل ونطبق ما نؤمن به على أرض الواقع
فلا أقول أن الصلاة حق لله ولا أصليها , ولا تكون صلاتي حقا لله أن لم " تنهاني عن الفحشـــــاء والمنكر "
وللحديث بقية أن بقي من العمر ..

ماااااااا شاء الله
كلام سليم جدا ..
ابو خضرة..لا استطيع الرد..
ولكن اوجه لك تحية لفكرك الراقي .. وتحليلك للامور..ولسلامة منطقك....
شكرا لك استااذنا..

اعوذ بالله من الناس اللى تأخذ الدين حجة للاعايب الخادعه والنصب على الناس ...
مين يلاقى وحدة متدينة كدة ومتعلمة كلية شريعة وقانون ويفرط فيها او حتى يحاول يجرحها.
مسكينة وقايمة تصحية يصلى الفجر فكرت فية خير...والله اخوى (ابوخضرة )انا بصراحة تضايقت عندما قراءت اول القصة لاكن الجزاء الذى اخذة كفاية والله يستر على جميع بنات المسلمين.

لا يغرنك اللحية .. العبرة منيحة من القصة بس اكيد مش واقعية .. الاسلام خلق وليس تشدد بنقدر نمشي مع الدين بطريقة بتجاري العصر بصير ولا اروع لانو دينا مناسب كل زمن ومكان

السلام عليكم .. أنا ساره أرحب بك صديقتنا فداء ابو شرار ويسعدنا أنضمامك لأسرة منتدى ابو خضرة وأتمنى أن نعمل معا للأرتقاء به نحو الأفضل وشكرا
أما الموضوع الذي نحن بصدده فهو موضوع حقيقي وحصل فعلا .. وأنا اللي قدامك لو قدر لي أن أكون في ذلك الموقف أقولك بصراحة " أضحي بكل شيء فداء الدين ولا أخالف الشريعة .. نحن الذين بحاجة الى تطبيق الشريعة في حياتنا والشريعة ليست بحاجة لنا كي تثبت أحقيتها .. نحن من يجب أن نذعن لأوامر الدين وليس للدين حاجة كي يطاوع هوانا !
اما أن الدين صالح لكل عصر .. صحيح .. ولكن على العصر أن يتماشى مع تعاليم الدين وليس العكس لأن الدين ثابت والزمن متغير .. هذا ما أحببت قوله شكرا لك