جميل لافي مشرف المنتدى الأسلامي
عدد المساهمات : 69 السٌّمعَة : -5 تاريخ التسجيل : 24/02/2010 العمر : 66 الموقع : عمان
| | غيرة الرجال وحياء النساء . | |
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث ِ رحمة ً للعلمين
الحياء والنساء ، والغيرة والرجال
هذب الإسلام الرجال والنساء بأخلاق وصفات قلما تجدها في المجتمعات المُنحلة خـُلقاً وأخلاقياً ، فأصبحوا كالأنعام بل هُم أضل ، فلا تجد منهم من يغار على عِرضهِ ، ولا من تستحي من مُخالطة الرجال بلباس خال ٍ من الحشمة والوقار ، وهن من وصفهن َّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بالكاسيات العاريات ، كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة فقال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) صحيح مسلم . واصبح رجالنا ونسائنا يقلدون الغرب والشرق ، ولا يتورعون في خلع ثوب الحياء ، فلا نساء تستحي ولا رجال تغار .
فمن باب الحرص على أعراض المسلمين في زمن ٍ َرخـُصت فيه ِ الأعراض ، وتخنزرت فيه ِ الرجال ، أسوق هذه الأحاديث لعل الأمور تستقيم وتعود الأمة إلى جادة الصواب ، وسابق عهدها . ************************ * من مكانة الصحابيات وصبرهن على خدمة الأزواج : ( إن نساء الصحابة (رضي الله عنهم) كن مجاهدات عاملات في خدمة الأزواج ، صابرات على المشقة والتعب ابتغاء وجه الله عز وجل ، ومما يدل على ذلك ما فعلته أسماء بنت أبي بكر (رضى الله عنهما) ، من العمل العظيم في خدمة الزوج الشجاع الزبير بن العوام (رضي الله عنه) ، فقد كانت تنقل النوى من أرض بعيدة عن منزلها ، وتخرز الغرب ، وتستقي الماء ، وتعجن وكل ذلك بيدها ، والحمل على ظهرها ورأسها، وهذا يدل على قوة عزيمتها ، ورغبتها فيما عند الله عز وجل ) شرح النووي على صحيح مسلم وفتح الباري لابن حجرالعسقلاني.
* (( رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) أسماء بنت أبي بكر تحمل النوى على رأسها من أرض الزبير البعيدة عن منزلها ، فدعاها (صلى الله عليه وسلم) ثم قال : لراحلته إخ إخ ؛ لتبرك فيحمل أسماء عليها خلفه ، كما كان يردف أصحابه خلفه مرارا لا تحصر ، وهذا يدل على عظم تواضع(صلى الله عليه وسلم) ولا شك أن الحياء مهم وخاصة للمرأة ، وقد دل هذا الحديث على عظم حياء أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ؛ لأنها عندما أناخ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) راحلته لتركب خلفه استحيت (رضي الله عنها) ولم تركب ، قالت : "فاستحييت أن أسير مع الرجال ، وقالت : فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحييت فمضى )) البخاري ومسلم وأحمد . * ومن الغيرة المحمودة : إن الغيرة المحمودة هي التي تبعث على القيام بالواجبات وتنفر من المحرمات ، وقد ظهر في هذا الحديث أن الغيرة من الصفات الحميدة التي ينبغي أن يتصف بها الرجال ، قالت أسماء (رضي الله عنها) : ( فاستحييت أن أسير مع الرجال ، وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس ) البخاري وأحمد . * أنظرنَّ يا نساء شدة حياء أسماء (رضي الله عنها) وممن تستحيي ؟؟ من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . * وانظروا يا رجال غيرة الزبير بن العوام (رضي الله عنه) على زوجته أسماء .
* وقالت العرب : ( إنَّ الحُرة َ إذا ضُربت على رأسها من الخلف لا تنظر على من ضربها لشدة حيائها ) . * وهذا يؤكد أهمية الحياء ، ولهذا قال (صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان ) البخاري . وفي رواية لمسلم : ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأولها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ) * وعن عمران بن حصين (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود .
* ولأهمية الحياء عده النبي (صلى الله عليه وسلم) من شرائع الأنبياء التي لم تنسخ ، بل يكون إلى يوم القيامة ، فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) البخاري في الأدب وأحمد وأبو داود.
* وأعظم من ذلك دلالة أن هذا الحياء من أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فعن أبي سعيد (رضي الله عنه) : ( كان النبي (صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء ـ والعذراء: البكر ، والخدر: هو الموضع الذي تصان فيه من الأعين ـ في خدرها ، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه ) البخاري وابن ماجة وأحمد . * وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( لا أحد أغير من الله ؛ ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله ؛ ولذلك مدح نفسه ، وليس أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل ) البخاري ومسلم والترمذي والدارمي .
وعن المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه) قال : ( قال سعد بن عبادة (رضي الله عنه) : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه ـ وغير مصفح : أي يضربه بحد السيف لا بعرضه ـ فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : "أتعجبون من غيرة سعد ؛ فوالله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا شخص أغير من الله ، ولا شخص أحب إليه العذر من الله ، ومن أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ، ولا شخص أحب إليه المدحة من الله ، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة ) البخاري ومسلم وأحمد والدارمي .
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يغار ، وإن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه ) البخاري وأحمد والترمذي .
* ومما يؤكد غيرة الله عز وجل على محارمه : ما روته عائشة (رضي الله عنها) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : ( يا أمة محمد ، ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته يزني ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) البخاري ومسلم والنسائي وأحمد ومالك والدارمي .
* فهذه جملة من الأحاديث التي تدل وتحث على غيرة الرجل على أهل بيته ، وأنه مسؤولٌ عنهم أمام الله ، ومن لا يغارُ على عرضه ِ فهو الديوث ، والديوث الذي يٌقر الخبث في أهله ِ. * وأيضاً ، ما يجب على المرأة من الحياء والإلتزام والإتزان إذا ما خرجت خارج بيتها ، ولا يكونُ ذلكَ إلا للضرورة .
باركَ الله بكم جميعاً ، وحفظ الله أعراضنا وأعراض المسلمين من ذئاب الرجال العابثين ، ومن النساء المُستهترات ، ومن لصوص النظر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ * والحمد لله رب العالمين *
* وأستغفر الله *
جميل لافي 20 / 10 / 2010 | |
|