بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الغناء والموسيقى والمعازف والقينات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين ، محمدا" وعلى آله وصحبه ،ومن سار على نهجه وهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين ،وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا" عبده ورسوله ، وخاتم أنبياءه ورسله .ألأدلة من الكتاب : -1 – قال تعالى :( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ، أؤلئك لهم عذاب مهين ) لقمان 6 .* سئل عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) عن قوله عز وجل في هذه ألآيه فقال هو الغناء وأقسم على ذلك .* سئل ابن عباس ( رضي الله عنه ) عن قوله عز وجل في هذه ألآيه فقال هو الغناء وأشباهه .* سئل مجاهد قال الغناء .* سئل عكرمة قال الغناء .* وكذلك قال الحسن البصري وسعيد بن جبير وقتاده وابراهيم النخعي ، وهؤلاء هم أكابر أئمة التفسير والتأويل والذين نقلوا وتعلموا وفهموا عن النبيّ الجليل . 2 – قال تعالى :( وأنتم سامدون ) النجم 61 . * عن عكرمة عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال هو الغناء ، وباللغة الحميرية ( سمد لنا ) أي غنى لنا ، وقال مجاهد هو الغناء ، يقول أهل اليمن ( سمد ) فلان اذا غنى . 3 – قال تعالى :( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم ، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) الاسراء 64 .*عن سفيان الثوري عن ليث عن مجاهد قال : عن هذه الآيه هو الغناء والمزامير .**فهذا هو فهم كبار المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين لكتاب الله ، ولم يختلفوا على معنى هذه الآيات من كتاب الله ، وكيف وهم أصحاب الفصاحة واللسان والفهم لمراد ربهم وهم من أخذوا عن نبيه (صلى الله عليه وسلم ) . ألأدلة من السنه : - *عن نافع عن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) : أنه سمع صوت زمارة راع فوضع إصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق حتى لا يسمع هذه الزمارة ، وأدبر وهو يقول يا نافع أتسمع فأقول (نعم) فيمض حتى قلت ( لا ) فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق وقال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) سمع زمارة راع فصنع مثل هذا . *عن أبي أمامه قال : - نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عن شراء المغنيات وبيعهن وعن تعليمهن الغناء ، وقال ثمنهن حرام وقرأ : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ....) . وقال شبهه نزلت عليّ ( أي هذه الآيه ) . وقال : ( ما من رجل يرفع عقيرة صوته للغناء إلا بعث الله له شيطانين يرتدانه أعني هذا من ذا الجانب ، وهذا من ذا الجانب ولا يزالان يضربان بأرجلهما في صدره حتى يكون هو الذي يسكت ) .*وروت عائشة ( رضي الله عنها )عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم ) : ( أن الله عز وجل حرم المغنيّة وبيعها وثمنها وتعليمها الغناء والاستماع إليها ثم قرأ : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ....) .*وروى عبد الرحمن بن عوف ( رضي الله عنه )عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ( إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نعمة وصوت عند مصيبة ) . *وعن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر ( رضي الله عنهما ) قال :دخلت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فاذا ابنه ابراهيم يجود بنفسه ( أي ينزع ) فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فوضعه في حجره ففاضت عيناه فقلت يا رسول الله أتبكي وتنهانا عن البكاء فقال لست أنهى عن البكاء إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لعب ولهو ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة ضرب وشق جيوب ورنة شيطان ) . *وعن عكرمة عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) أن النبيّ (صلى الله عليه وسلم ) قال : ( بعثت بهدم المزمار والطبل ) . *وعن ابن عمير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه )قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): ( بعثت بكسر المزامير ) .*وعن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ( إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء فذكر منها ( اذا أتخذت القيان والمعازف ) . *وفي الحديث الذي رواه الترمذيوالذي رواه أبي هريره ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): ( اذا أتخذ الفيء دولا" ، والأمانة مغنما" ، والزكاة مغرما" ، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأتة وعصى أمه ، وأدنى صديقه وأقصى أباه ، وظهرت ألأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وظهرت القينات والمعازف ، وشربت الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عند ذلك ريحا" حمراء وزلزلة وخسفا" ومسخا" وقذفا" وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكة فتتابع ) . *وروي عن سهل بن سعد عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم ) : انه قال : ( يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ ) ، قيل متى يا رسول الله ؟؟ قال : - ( اذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر ) .*وفي سنن ابن ماجه :جاء عمرو بن قرة فقال يا رسول الله ، ان الله عز وجل قد كتب عليّ الشقوة فما أراني أرزق الا من دفي بكفي فاذن لي في الغناء في غير فاحشة ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ( لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة عين ، كذبت يا عدو الله لقد رزقك الله حلالا" طيبا" فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله ، ولو كنت تقدمت اليك لفعلت بك وفعلت ، قم عني وتب الى الله عز وجل ، آ ما أ نك قلت بعد القيامة اليك ضربتك ضربا " وجيعا " ، وحلقت رأسك مثلة ونفيتك من اهلك وأحللت سلبك نهبة لصبيان المدينه ) . فقام عمرو وبه من الشر والخزي ما لا يعلمه الا الله عز وجل . فلما ولى قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ( هؤلاء العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله عز وجل عريان لا يستر بهدبه كلما قام صرع ) . ألأدلة من الآثار : - *قال ابن مسعود ( رضي الله عنه ) : - ( الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) . * وقال أيضا" : - ( اذا ركب الرجل الدابة ولم يسمي ردفه الشيطان وقال : تغنه فان لم يحسن قال له تمنه ) . *ومر ابن عمر ( رضي الله عنهما )بقوم محرمين وفيهم رجل يتغنى . قال ألا لا سمع الله لكم . ومر بجارية صغيرة تغني فقال : لو ترك الشيطان أحدا" لترك هذه . *وسأل رجل القاسم بن محمد عن الغناء فقال :أنهاك عنه اكرهه لك . قال أحرام هو ؟ قال أنظر يا ابن أخي اذا ميز الله الحق من الباطل ففي أيهما يجعل الغناء . *وعن الشعبي : - قال لعن الله المغني والمغنى له . *كتب عمربن عبدالعزيز الى مؤدب ولده :- ليكن أول مايعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن عز وجل ، فانه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب ، ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه .*وقال فضيل بن عياض : - الغناء فيه رقية الزنا . *وقال الضحاك : - الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب . *وقال يزيد بن الوليد : - يا بني أميّة اياكم والغناء فانه يزيد الشهوة ويهدم المروءة وانه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر ، فان كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء ، فان الغناء داعية الزنا . *وقال ابن الجوزي : -كم قد فتنت الأصوات بالغناء من عابد وزاهد وقد ذكر جملة من أخبارهم في كتابه المسمى ( ذم الهوى ) وقال إن الغناء يخرج ألأنسان عن الأعتدال ويغير العقل . وبيان هذا أن الأنسان اذا طرب فعل ما يستقبحه في حال صحته من تحريك رأسه ، وتصفيق يديه ، ودق الأرض برجليه الى غير ذلك مما يفعله أصحاب العقول السخيفة ، والغناء يوجب ذلك بل يقارب فعله فعل الخمر في تغطية العقل ، فينبغي أن يقع المنع منه . *قال أبو عبد الله ابن بطه العكبري : - سألني سائل عن استماع الغناء فنهيته عن ذلك وأعلمته أنه مما أنكرته العلماء واستحسنه السفهاء وانما تفعله طائفه سموا بالصوفيّه وسماهم المحققون الجبريّه أهل همم دنيئه وشرائع بدعيّة يظهرون الزهد وكل أسبابهم ظلمة ، يدعون الشوق ويصعقون ويتغا شون ويتماوتون ويزعمون أن ذلك من شدة حبهم لربهم وشوقهم اليه ، تعالى الله عما يقوله الجاهلون علوا" كبيرا" . الشُــبه التي تعلق بها من أجاز ألغناء : - *حديث عائشة( رضي الله عنها )كان عندها جاريتين تضربان بدفين فدخل عليها أبو بكر ( رضي الله عنه) فوجد الجاريتين تضربان بالدف وتغنيان ما تقاولت به الأنصار يوم بعاث . فقال أبو بكر ( رضي الله عنه) أمزمور الشيطان في بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : دعهما يا أبا بكر ان لكل قوم عيدا" وهذا عيدنا . - قال أهل العلم :سماح النبي (صلى الله عليه وسلم ) للضرب بالدف وما صاحبه من انشاد بكلام يحض على مكارم الأخلاق والكرم والشهامة والشجاعة لا يشابه ما يحصل في أيامنا هذه من شجون ومجون وميوعة وخلاعة وخنا وكلام يخدش الحياء بل يثير غرائز الشباب ويفضي الى الحرام والعياذ بالله . وهذا من جنس ما صح عن عائشة( رضي الله عنها ) أنها قالت : لو رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ما أحدثت النساء بعده لمنعهن المساجد .- * وكذلك انكار أبو بكر ( رضي الله عنه) لصنف الغناء لما هو معلوم من دين الله بالضروره أنه حرام ، وكذلك عائشة( رضي الله عنها ) كانت تسمع الأنشاد وهي صغيرة السن وعندما كبرت ذمت الغناء أيضا" لما صح عنها . *حديث حاطب عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ( فصل ما بين الحلال والحرام الضرب بالدف ) . والدف قرره العلماء بدون ( خراخيش ) .*حديث فضالة بن عبيد عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال :( الله أشد اذنا" الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القيّنة الى قيّنتة ) . - وجه الحجة التشبيه للصوت الحسن بالقرآن الى الأستماع للقينة ( المغنيّة ) قولهم لا يجوز القياس أو التشبيه بالمحرم ، ومنها حديث أبي هريره ( رضي الله عنه) عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ( ما أذن الله عز وجل لشيء ما أذن لنبيّ يتغنى بالقرآن ) . الرد : لا يمنع أن يكون المشبه به حراما" كقول الرجل شربت العسل فوجدته ألذ من الخمر . *قال الأمام أحمد بن حنبل امام السنة : -أرجو أن لا يكون بالدف بأس في العرس ونحوه وأكره الطبل . * وأما الدف فكان جماعة من التابعين يكسرون الدفوف لما تغيرمن مصاحبتها الغناء المحدث . **هناك من أفتى في هذه الأيام وممن يحملون شهادة الدكتوراه في الفقه الأسلامي الأزهري بما يلي : عندما سئل عن الموسيقى والغناء قال : اذا كانت الموسيقى صاخبة فهي محرمة ، واما اذا كانت موزونة وهادئه فهي حلال ....... وسئل عن ( الباروكة ) للنساء اهي بمثابة حجاب وغطاء للرأس؟؟ قال بدون تردد ( نعم ) . هذا دكتور تجاوز السبعين من العمر ماذا يطمع من الدنيا بعد؟؟ واذا كانت هذه الأدلة التي ذكرتها في هذا البحث على التحريم هل يسع دكتور فقه أن يجهلها ؟؟ وهل نقيس على بعض المحرمات كقياسه ؟؟ مثلا" اذا أخذنا من الخنزير قطعة لحم طرية وناعمة مثل ( موزونة وهادئة ) تصبح حلالا" ؟؟ واذا سألنا الدكتور لم تلبس المرأة(الباروكة) ألا تلبسها للتجمل !! الم يلعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) الواصلة والمستوصلة !! .** وهناك من لبس عليهم ابليس بما يسمى اليوم بالغناء الأسلامي وألأناشيد الأسلامية المصاحبة للطبل تارة" وللموسيقى تارة" أخرى ، وغدا" يلبس عليهم بالخنزير المذبوح على الطريقة الأسلامية ، والخمر المعصور على الطريقة الأسلامية ، كما حصل قبل فترة في دولة اسلامية بتحليل الفوائد البنكية ( الربى الأسلامي ) . ومقرر في علم الأصول أن مرتكب الكبيرة لا يكفر الا اذا استحلها . فاذا أقيمت عليه الحجة تراجع وتاب الى الله عز وجل والا كفر .....*وهناك من لبس عليهم ابليس بما يسمى اليوم بالأناشيد الأسلامية زورا"( بدون موسيقى) ولكن يقوم جماعة من الناس بالهمهمة والآهات وتقليد الآلات الموسيقية بأفواهم بما يشابه الآلحان ، فهل هذا حلال وجائز..!!؟؟.والطامة الكبرى في هذا العصر رنات وموسيقى وأنغام الهاتف الخلوي ، وادخالها حتى في المساجد فأصبحت صلاتنا كصلاة النصارىعلى أنغام الموسيقى فصدق فينا حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا" بشبر وذراعا" بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قالوا اليهود والنصارى ؟؟ ، قال : فمن !! . ) .* ومن يستمع إلى الغناء في الدنيا يصب في أذنيه الآنية ( الحديد المصهور ) في النار .* و لا يجتمع ( الكذب والنفاق ) مع الأيمان في القلب الواحد الا أخرج احداهما الأخر .*وكذلك لا يجتمع الغناء والقرآن في قلب واحد ، حيث أن القرآن كلام الله عز وجل والغناء هو قول وفعل الشيطان . فهما لا يجتمعان في القلب الواحد أبدا" .......... فأيهما يا أخي تختار ؟؟ .*تم بعون الله عزوجل ، فان كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان ،وان كان من صواب وحق فمن الله وحده ،فلله الفضل والمنة ، ومن ثم لا أنسى الفضل لأهل الفضل من أكابر علماءنا الأفاضل من سلفنا الصالح ممن اقتفيت آثارهم ونقلت عنهم في انشاء وكتابةهذاالبحث. * * والحمد لله رب العالمين *** اللهم إجعل ما كتبناه حُجة ً لنا لا علينا يوم العرض عليك *
* وأستغفر الله *
الثلاثاء، 11 آذار، 2008 * لاتنسوني من صالح ِ دعائكم الثلاثاء، 04 ربيع الاول، 1429جميل لافي ( أبو مهند) .