بسم الله الرحمن الرحيم
عيـــــد الحــــب !!
( فالنتـــــاين )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن إستن بسنته ، وإقتفى أثره إلى يوم الدين .
وبعد ،
قال تعالى : ( ولن ترضى عنكَ اليهودُ ولا النصارى حتى تتبعَ مِلتهُم ، قـُل إن هُدى الله ِ هوَ الهُدى ، ولئن إتبعتَ أهواءهُم بعدَ الذي جآءكَ من العلم ِ ما لكَ من الله ِ من ولي ٍ ولا نصير ) البقرة 120 .
وقال (صلى الله عليه وسلم) : ( لتتبعُنَّّ سَُننَ مَن قبلكم ، شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جُحرَ ضب ٍ لدخلتموه ) ( وفي رواية : حذو القـُذة بالقـُذة ) قالوا : اليهودَ والنصارى ؟؟ قال : فمن !!. ) ــ أيّ من غيرهم ــ .
وقال (صلى الله عليه وسلم) : ( من تشبه بقوم ٍ فهو منهم ) . ( ومن تشبه بقوم ٍ حُشر معهم يوم القيامة ) .
إخوتي في الله ،
ما أسرعَنا في التقليد الأعمى !! ، وما أسرعنا في التخلي عن ثوب أبآءنا وأجدادنا واسلافنا الذين سبقونا في الإيمان !!
ما أجمل ما قال سلفنا الصالح :
** لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلُح أولُهـــــا !! ......والله ِ إنه لحق .
إخوتي في الله ،
فليعلم القاصي والداني بأن الأعيادَ من الدين ، ودليلُ ذلك : عندما هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة ، وجد هناك أعياد ومناسبات فقال : لقد إستبدلكم اللهُ بهذه الأعياد بعيدين ، الأضحى والفطر ، وعيدُ الأسبوع الجمعة .
** إذاً هذهِ هي أعيادنا فقط ، وبها قال علماءنا الأجلاء .
فمن أينَ لنا بهذه الأعياد المُبتدعة ؟؟ كعيد الأم ، والشجرة ، وعيد الحب ، والعامل ، والمعلم ، ورأس السنة الميلادية ، والهجرية ، ويوم الأرض ، وعيد الإسراء والمعراج ، وعيد ، وعيد .............. إلى آخره .
** فما حُكم هذه الأعياد ؟؟
** وهذا من أُصـى ـول الدين .
حُكمها : أنها بدعة ٌ في الديّن ( والبدعة ُ لا تكون إلا في الديّن ) ، وكما ذكرتُ آنفاً ، أن الأعيادَ من الدين ، والله ِ لو كان خيراً لسبقونا ودلونا عليه الأوائل ، وهل تأتي البدع إلا من الإستحسان ؟؟ ، ومن إستحسن فقد شرّع ، والتشريع والتقنين لا يكون إلا لله ِجل عُلاه ، وبما أمر به ِ رسوله.
* إذاً هي حرام ، وكل ما يثبُت تحريمه ، يَحرُم الإعانة عليه ، وتجارته ، والدخل الذي ينتج من مُزاولته ِ.
قال تعالى : (... وتعاونوا على البر ِ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم ِ والعُدوان ) المائدة2
وأضربُ مثلاً : لا يقول أحدٌ بِحُرمة ِ بيع العنب ، ولكن إذا عِلمَ البائع أن من سيشتريه سيعصره خمراً ، فيحرُم عليه بيعه إليه .
* ولا يجوز في هذا اليوم شراء وبيع ولبس كل ما له صلة ودلاله بهذا العيد المكذوب ، من ملابس ، وورود ، وقلوب وهدايا حمراء .
* والذي ينظر إالى محلات مدن المسلمين في هذا اليوم ، يتفاجأ بإنقلاب كل واجهاتها إلى اللون الأحمر ، مما عرضوه من هدايا وورود ، وكانهُ بلندن أو باريس أو نيويورك ... وغيرها من مدن الغرب أو الشرق !! .
* وفي هذا العيد المكذوب يصل ثمن الوردة الحمراء إلى أكثر من عشرة ، أوعشرين دينار .
قال تعالى : (... وكلوا واشربوا ولا تـُسرفوا إنه لا يُحبُ المُسرفين ) الأعراف 31 .(وهذا في الحلال ، فكيف إذا كان في الحرام ).
* هلا تذكرنا أن لنا أهلاً وأُخوة ً في غــــزة لا يجدون ما يسُد رمقهم ، ونحن نصرف الأموال الطائلة بالباطل في هذا اليوم !! .
ربما يتسائل البعض ، هل الحُبُ مُحرمٌ في الإسلام ؟؟ وهل مُحرمٌ عليَّ أن أهدي زوجتي أو خطيبتي في هذا اليوم وردة أو هدية ؟؟ .أقول واللهُ المُستعان :* الحُب والعشق فيما حرمَ الله تعالى هو مُحرم إلى يوم الدين ، ولكن هل حُرمَ حبُ الله جل عُلاه ؟؟، أو حُب النبي (صلى الله عليه وسلم) ؟؟، أو حُب الوالدين ؟؟ ، أو حُب الزوجة ؟؟ ، أو الأولاد ؟؟ ، أو الأرحام ؟؟ ، بل من أعظم أنواع الحُب ، أن تـُحبَ في الله .ــ ففي حديث السبعة الذين يُظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظلَ إلا ظله : ( رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه ِ وتفرقا عليه ) .ــ ويوم القيامة يقول الله عز وجل : ( أينَ المُتحابين في جلالي ؟؟ ) .* لا يوجد دينٌ على وجه الأرض إعتنى وكرمَ الولدين غيرَ الإسلام ( ولكن تخصيص يوم واحد لبر الوالدين لا يجوز، بل لا يكفي) .والآيات ُ والأحآديث وألأثار كثيرةٌ ، وأكثرَمن أن تـُحصى في هذا الباب .* ولا نقولُ للمسلم ِ بعدم جواز تـقديم وردةً أو هديةً لزوجتك أو خطيبتك أو أُمك على مدار السنة ، ولكن التخصيص في هذا العيد المكذوب لا يجوز ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~هذا وإن كان من حق ٍ و صواب فمن الله وحده ، وإن كان من خطأ ٍ أو سهو ٍ أو نسيان ٍ فمني ومن الشيطان . وأستغفر الله .~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~*اللهم إجعل ما قلناه وما كتبناه حُجة ً لنا لا حُجة ً علينا يوم نلقاك . * والحمدُ لله ِ رب ِ العالمين *
السبت 13 ــ شبـــاط ــ 2010 م ~~~~~~~ جميـــل لافــي / أبو مهند * لا تنسوني من صالح ِ دعائكم *