الرئيس محمود عباس: لن أتنحى لأنني صاحب مشروع وطني ويجب إقحام العالم كله في عملية السلامالأحد ديسمبر 19 2010
عباس: انا صاحب مشروع وطني وامضيت عمري للوصول به الى غايته
عمان -
من منير عبد الرحمن - قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" إنه لن يتنحى عن رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية لأنه صاحب مشروع وطني أمضى عمره مناضلاً للوصول به إلى غايته، وهي إقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 بالوسائل السلمية والسياسية.
وأضاف أبو مازن في حوار مع صحيفة "الرأي" الأردنية نشرته في عددها الصادر اليوم الأحد أن "حل السلطة الفلسطينية والمغادرة سيؤدي إلى فوضى"، غير أنه أكد ضرورة "التفكير في شيء لنضع إسرائيل في الزاوية".
ووصف أبومازن الاحتلال الإسرائيلي بأنه أرخص احتلال في التاريخ وقال" إن إسرائيل تحتل وليس عليها أي مسؤوليات، لها الواقع ولنا الاسم، هذه المعادلة السخيفة يجب أن تحل، ولكن كيف؟".
وتابع: "نحن نرى أن علينا المضي في خياراتنا كلها، نحن بدأنا في الخيار الأول، وهو الذهاب إلى مجلس الأمن من أجل وقف الاستيطان، وهناك بين أيدينا الآن خيارات أخرى وبعدها نمتلك خيارات متتابعة ومتصلة، ولكن إذا فشلنا في كل شي علينا أن نتوقف في لحظة مراجعة شاملة لنفكر في كيفية حل مشكلتنا مع هذا الاحتلال، باعتباره أرخص أنواع الاحتلال، فهو لا يكلف الإسرائيليين شيئاً، وفي نفس الوقت هو مستمر باحتلال الأرض، يملك ويحكم ولا يعطي".
ووصف الرئيس الفلسطيني الدور الأردني بـ"القريب جداً"، وقال: "إننا ملتصقون مع بعضنا البعض، نحن والأردن، وهو دائماً وأبداً في صورة كل ما يجري، والعرب حسبما رأينا في لجنة المتابعة العربية في اجتماعها الأخير، كان موقفهم إيجابياً".
وحول جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية، أوضح عباس أن "هذه المساعي مستمرة وهدفنا الأساسي أن نصل إلى هذه المصالحة، لتشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة مستقلين تقوم بإعادة بناء غزة والإعداد للانتخابات".
وردا على سؤال حول الرفض الأميركي للرجوع بالملف الفلسطيني إلى مجلس الأمن، قال عباس: "التحرك الأميركي خاطئ، لأننا في الأساس لم نذهب إلى مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ذهبنا إلى مجلس الأمن وسنستمر في الذهاب إلى مجلس الأمن من اجل مسألة الاستيطان وعدم شرعيته، وهذا ما ورد في خطاب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مؤخراً في مؤسسة - سافان - حيث قالت إن استمرار الاستيطان غير شرعي".
وأضاف: الأميركان يستبقون الأحداث ويتحدثون عن أن السلطة الفلسطينية تريد أن تذهب لمجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا غير صحيح حتى الآن، ولكن هذا أحد خياراتنا في المستقبل، وليس الآن".
وقال عباس: "طلبنا من مندوب فلسطين في المنظمة الدولية التشاور حول موضوع الاستيطان مع الدول العربية ودول عدم الانحياز والدول الإسلامية، من أجل أن يتقدم بطلب لمجلس الأمن من أجل مسألة الاستيطان فقط".
وحول الدور العربي والأردني في المرحلة المقبلة، أكد عباس أن "الدور العربي مساند تماماً، والدور الأردني قريب منا جداً"، وقال: "إننا ملتصقين مع بعضنا البعض نحن والأردن ومصر بالذات"، مشيرا إلى أنه في حال إذا لم تنعقد لجنة المتابعة العربية، فعلى الأقل هناك بعض المشاورات التي نجريها بين الفترة والأخرى مع رئيس لجنة المتابعة ووزيري خارجية مصر والأردن، وأحياناً بعض الدول العربية القليلة في فترات ما بين الاجتماعات.
ولفت إلى أن "العرب حسب ما رأينا في لجنة المتابعة العربية في اجتماعها الأخير، كان موقفهم إيجابياً".
وردا على سؤال إلى أين وصلت جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية؟ قال عباس: "مساعينا للتوصل إلى المصالحة الوطنية مستمرة، وهدفنا الأساسي أن نصل إلى هذه المصالحة لتشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة مستقلين, تقوم بإعادة بناء غزة والإعداد للانتخابات، وهذا هو الهدف".
وأضاف: "هناك جملة من الحوارات آخرها كانت في دمشق وقبلها كانت في دمشق أيضاً، ولكن حتى الآن لم تتوصل الأطراف إلى صيغة والسبب أن حماس تواصل الرفض".
وتابع: "حتى عندما نتكلم عن مجريات الأمن فإن حماس لم تقدم مقترحاً واحداً، بينما تواصل الاعتراض من دون اقتراح البدائل، ومع ذلك والتزاماً منا بمصالح شعبنا، وهي عندنا فوق كل الاعتبارات، سنذهب إلى دمشق مرة أخرى بعد شهر أو أقل أو أكثر لنتابع هذا الحوار، وفي اللحظة التي تذهب فيها حماس لتوقيع الوثيقة المصرية، ستكون المصالحة قد بدأت مرحلة الإنجاز".
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك اتصالات مع القوى الإسرائيلية المؤمنة بالسلام وحل الدولتين، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "هناك اتصالات مستمرة ولم تنقطع يوماً، واليوم سيكون هناك في رام الله لقاء بين 100 شخصية إسرائيلية وعدد من الشخصيات الفلسطينية في مكتب الرئاسة"، مشيرا إلى أنه "سبق أن تم إجراء عدد من اللقاءات الأخرى للجاليات اليهودية في العالم، مثل "الإيباك" في واشنطن ثم "الآي باك" في نيويورك ثم الجالية اليهودية في باريس ثم واشنطن، كما أن "نير إيست انستيتيوت" أتوا إلينا من أميركا إلى رام الله، و قبلها في أميركا اللاتينية وفي كل مكان".
وعما إذا كان هناك دور محدد منتظر من الرباعية الدولية؟ أجاب أبو مازن: "نعم بالتأكيد، خاصة بعد أن عبّر الاتحاد الأوروبي عن موقف واضح وممتاز ومحدد في بيانه الأخير, وعزز فيه بيانه الذي أصدره في العام الماضي"، واصفا هذا البيان بأنه "أصبح علامة فارقة في السياسة الأوروبية".
وأضاف: "المطلوب الآن، وهذا ما نقوم به، وما تحدثنا فيه مع الدول العربية أنه يمكن أن نشكل وفداً عربياً مشتركاً ليلتقي مع أطراف الرباعية لتبني البيان الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي، لأنه بيان عظيم".
وتابع: "نحن مستعدون لنوقع عليه فوراً، فالاتحاد الأوروبي تقدم بخطوة، وهناك الآن موجة من الحديث أكثر فأكثر عن الدولة الفلسطينية، كما حدث في النرويج التي رفعت التمثيل الفلسطيني فيها إلى درجة سفارة، وهذا ممتاز جداً، ثم إن دول أميركا اللاتينية ستعترف تباعاً بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو"، معربا عن اعتقاده بأن هذا الجو يصب في مصلحة التحرك باتجاه الرباعية لتأخذ أولاً موقفاً كموقف الاتحاد الأوروبي.
وأكد ضرورة أن يكون هناك آلية واضحة ومحددة لعمل الرباعية الدولية، حيث لا يكفي أن تتوقف الأمور عند أن يذهب المبعوث الأميركي ويأتي المبعوث الأميركي ولا نتيجة، وقال: "الآن يجب إقحام العالم كله في عملية السلام، وبديهي أن في هذا مصلحة لأميركا أولاً، ومصلحتنا ومصلحة العالم كله".
القدس دوت كوم