بسم الله الرحمن الرحيم
قصة اليوم هي قصة بطل مُجاهد من أبطال المسلمين هو :
عبدالله بن حُذافة السهمي (رضي الله عنه)
أكثرالمُسلمين لا يعرفون من هو ، وحتى لم يسمعوا عنه ،
وسبب ذلك تعلقهم بالفنانين والفنانات ولاعبين الكورة وغيرهم ....
فهؤلاء أصبحوا بمثابة الأبطال في أعينهم....
فلو إستطعنا أن نُعيدهم إلى تاريخهم العظيم ، لتغير حالنا ولأرجَعنا مُقدساتنا ،
فأسلافنا هم من فتحوا بيت المقدس .
ونحن من فرطنا به ِ ، فلن تقوم لنا قائمة إذا ما رجعنا وتعلمنا وتربينا في مدرسة الأولين .
* ففي خلافة أمير المؤنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ، أُرسلت القوات الإسلامية
لضرب معاقل الروم التي تـُهدد دولة الإسلام ، فدارت بينهم المعارك ، فأسرَ هرقل حاكم الروم
الصحابي الجليل عبدالله بن حُذافة (رضي الله عنه) مع رهط ٍ من المُسلمين ، فسألهم هرقل عن كبيرهم
فقالوا له هو عبد الله ، فأرادَ أن يُغريهُ بمال ٍ أو جاه ٍ ليترك دينهُ ويتنصر ، فدارَ بينهم حوار
أمام الجميع ، فأراد أن يستعملَ معه أُسلوب الترغيب والترهيب ،
فقال هرقل : تتنصر وأُعطيكَ نصف مُلكي وأُزوجك إبنتي ؟
فقال عبدالله : والله ِ لو أعطيتني كل مُلكك ما تنصرت ،
فقال هرقل : يا عبد الله إن لم تتنصر فسوف أُعذبكَ عذاباً شديداً .
فقال عبدالله : إفعل ما تشاء فإنما تـُعذبُ جسداً فانياً ، وأما الروح فلا يملكها إلا الله عز وجل ،
فأمر هرقل بصلبه ِ وأن يُضرب بالسهام على يديه وقدميه في غير مقتل ، وكلما اصابهُ سهم قال :
لا إله إلا الله ، فلم يُجدي معه نفعاً .
فقال هرقل :أنزلوه ، فأمر بقدر ٍ به ِ ماء ٌ يغلي فعرض عليه التنصيرمرة ً أُخرى ،
أو يأمر بإلقائه ِ في القدرِ فابى .
فقال هرقل : ألقوهُ فيه ، فإذا بعبدالله تدمع عينه وهو يمشي إلى القدر .
فقال هرقل : الآن تمكنتُ منهُ ، فقال : ما أبكاك ؟؟ .
فقال عبدالله : والله ِ ما بكيتُ خوفاً من الموت ، ولكني بكيتُ لأن لي نفساً واحدة ً،
وأودُ لو أن لي مئة نفس تـُعذب في سبيل الله .
فقال هرقل : إسجنوه وأدخلوا عليه ِ إغانية من الجميلات في حُجرته ِ حتى الصباح ،
فصارت الغانية تروح وتجيء أمامه وهو ساكن لا ينظرُ إليها .
فقال هرقل: أحضروها لنسمع منها ، فأحضروها وسألها ما صنع عبدالله معك ِ ؟؟.
فقالت : لا أدري إلى ما أرسلتني يا سيدي !! أأرسلتني إلى بشر ٍ أم إلى حجر ٍ ؟؟
فكلما مررتُ أمامهُ فلا أسمعُ منهُ إلا قول : لا إله إلا الله .
فقال هرقل : دعوهُ في السجن ِ ولا تقدموا له إلا الخمر ولحم الخنزير ،
(وهرقل يعلم أن المُسلم لا يأكل الخنزير ولا يشرب الخمر) ،
وبقي في سجنه ثلاثة أيام ٍ دون أن يقرب الخمر أو الخنزير ، فدخلوا عليه فوجدوه يُصلي ويذكر الله ،
والخمر والخنزير كما هو ،
فقال له أصحابه : ما منعك من الطعام والشراب وأنت مُضطر .
فقال لهم : خفتُ أن أُشمتَ أعداءَ الله ِ في دين ِ الله .
فلما يئس هرقل منه ، أرادَ أن يحفظَ ماء وجهه ِأمامَ رعيته ِ
فقال : أتـُقبـِلَ رأسي وأُطلقَ سراحك ؟؟
فقال له : بل تُطلق سراح إخوتي قبلي ، فوافق هرقل على ذلك ،
ولما ذهب ليُقبلَ رأسهُ قال بينهُ وبين ربه :
اللهم إنك تعلم أنه مُشرك نجس ولكني سأبصق على رأسه ولن أُقبلها ،
فإذا سألتني عن ذلك يوم القيامة ، فإنك تعلم ما فعلتُ ذلك إلا لأطلقَ سَراحَ إخوتي .
ووضع عبدالله فمهُ على رأسِ هرقل يوهمهُ أنهُ سيقبل رأسهُ وبصق عليه ، دون أن يُشعره بذلك !! .
فأطلق هرقل سراحهم جميعاً وعادوا إلى المدينة المنورة ،
فاستقبلهم عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ، وقصوا عليه ما حصل ، فقام أمير المؤمنين
وقال : حق ٌ على كلِ مُسلم ٍ أن يُقبلَ رأسَ عبدالله ابن حُذافة إكراماً لعزته ِ ودينه وشجاعته ،
وأنا أبدأ بنفسي ، فقبل رأسه ، وتبعهُ بذلك المُسلمين .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أقول : لو عندنا أمثال هذا البطل المُجاهد في هذا الزمن !!
لا أقول بالملايين أو بالألاف ، بل بالمئات لكان حالنا غير هذا الحال !! .
والحمدُ لله الذي لا يُحمدُ على مكروه ٍ سواه .
اللهم إجعل ما كتبناه ، وما قلناه حُجة ً لنا لا علينا ، يوم العرض ِ عليك .
الثلاثاء / 16 ـ 2 ـ 2010 م ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ جميل لافي / أبو مهند