إخواني الاحبة حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مبارك علينا وعليكم هذه الذكرى الثامنة على استشهاد الشيخ أحمد ياسين فقد آتت ثمارها اليوم بما نراه من ثورات الشعوب المقهورة على جلاديها والطواغيت والفراعنة فيها
ففي مثل هذا اليوم 22/3/2004 فقد العالم علما ورمزا ومصلحا ومجاهدا في سبيل الحق والعدل من أجل نصر دينه وقضيته وشعبه ومن أجل المسجد الاقصى المحزون الاسير وفي الحديث الصحيح عن
أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ) خ
وقد ورد بلفظ التمني وذلك فيما أخرجه النسائي والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله تعالى : يا ابن آدم كيف وجدت منزلك ؟ فيقول : أي رب خير منزل ، فيقول : سل وتمنه ، فيقول : ما أسألك وأتمنى ؟ أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات ، لما رأى من فضل الشهادة ) الحديث ،
وحديث ابن مسعود المرفوع في الشهداء قال " فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئا قالوا : نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى " م
عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر ) صحيح سنن ابن ماجة
إن موت العالم هو حياة أمة
استشهاده علو في الحياة وعلو في الممات
كان من أغلى أمنياته الشهادة في سبيل الله وقد تحققت بعد 68 سنة من ولادته
اجتمع مع مسك دمه صلاة الفجر فهو في ذمة الله وتنفس الصبح وحسن الخاتمة حيث خرج من المسجد وبطولته وشجاعته فلم يختبئ وهو يعرف أن العدو يطلبه
انتصر الكرسي المتحرك وروح الجسد المشلول على آلة البطش الصهيوني المجرمة
صنائع معروفه لا تعد منها أنه غرس حب الاقصى في قلوب الامة
هناك عملاء من أبناء الجلدة في العلن والسر يريدون القضاء على كل حر كريم
أقسم الله عزوجل على نصرة المظلوم ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) وكان النصر في معركة الفرقان 2008-2009ومن نصر الله عزوجل له زوال ملك طواغيت مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا والحبل على الجرار
رأيتم قصور الطواغيت إخوان الشياطين بعد دحرهم وكنسهم من الثراء والعلو والفساد فقصر الشيخ الشهيد الفاخر في حي الصبرا من الرمال والحجر المخلوط ببعض المواد شديد الحر صيفا والبرودة شتاء وباب حديدي قديم جدا فيه كراسي القش والكنب القديم وقد زار سلمان سلامة المساعيد رئيس وفد نقابة الممرضين الاردنية والذي زار غزة أثناء المعركة على غزة ووصف معركة الفرقان بمشاهد حية من غزة في كتابه الرائع والذي يحمل هذا الاسم السابق في طبعته الاولى 2010 قال المؤلف : قمت وتمددت على سرير الشيخ لأعيش لحظات عزة لأستنشق رذاذ الشهادة ثم نظرت أمام المكتبة وإذا ببقايا كرسي مقعد محطم وعليه بقايا عباءة بنية ممزقة بفعل 3 صواريخ من طائرة الاجرام الصهيوني
هذا المؤلف الكريم أخذ معه ترابا في كيس صغير من أرض غزة العزة للذكرى ولما غادر غزة ودخل معبر رفح المصري فتشه ضابط مصري من فلول عمرو سليمان وحبيب العدلي ومبارك ولما رأى كيس الرمل المبارك سأله ما هذا ؟ فقال : تراب فيه بركة من أرض فلسطين مخلوط بدم الشهداء فمسكه الضابط ورماه على طول يده قائلا : ( بلا بركة بلا زفت هذا قرف ) ثم أخذوه إلى السجن
وسبحان الله ( من آ ذى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) والعدلي اليوم سجين حقير ومبارك طريد مطارد
أكسبوك من السباق رهانا
عبد الرحمن العشماوي
أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا
إني لأرجو أن تكون بنارهم لما رموك بها، بلغتَ جِنانا
غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا
أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا كم قدَّموا لشموخك الإحسانا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا
يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا
وثَّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما صلَّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا
وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً إنَّ السجود ليرفع الإنسانا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى وطوى بك الآفاقَ والأزمانا
علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا
أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا
لكأنني أبصرت في عجلاته أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا
حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ تمشي به، كالطود لا تتوانى
إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما لقيتْ جحود القوم، والنكرانا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟
وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا
هل أبصروا جسداً على كرسيِّه لما تناثَر في الصَّباح عِيانا
أين الحضارة أيها الغربُ الذي جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا
عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ قد ضلَّ من يستعطف البركانا
هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه من يعبد الأَهواءَ والشيطانا
يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا فلقد تركتَ الصدق والإيمانا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا
أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا
أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا
يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ للفجر حين يبشِّر الأكوانا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا
هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي شيَّدتُ في قلبي له بنيانا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ ما أجمل الأنهارَ والبستانا
ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا
رحم الله الشهيد
المحب جمال موسى السويد