| رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| |
| |
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| |
| |
abu khadra
عدد المساهمات : 2706 السٌّمعَة : -760 تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، الإثنين مايو 30, 2011 5:27 pm | |
| حبيبي أحمد .. مساء الخير بداية جيدة ومقدمة موفقة لمسلسل الرحلات .. الله يرحم والديك اشهد معي في حلقة قادمة أنني لم أخون وأشرب الحليب وحدي !! لأنه أصلا ما في حليب .. والغنمات محلوبات من باكر .. ماشي أخوي ... | |
|
| |
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، الأربعاء يونيو 01, 2011 9:25 am | |
| ( السماء ملبدة بالغيوم ) استيقظت صبيحة اليوم التالي كان الجو غائماً وبارداً وتوقعت أن تكون منطقة المشقر كونها جبال مكشوفة أشد برودة فقررت أن آخذ احتياطي ؛ وبالفعل قمت بأخذ جاكيت شتوي معي (وكيس كبير من النايلون !!!) ولبست ملابسي على عجل ثم خرجت فالتقيت مع شقيقي يزيد كان قد تجهز هو الآخر للخروج ؛ سألته : هل تنوي أن نأخذ معنا بعض الأشياء عن الطريق ؟؟ فأجابني : عمي أبو ياسر يشترط علينا أن لا نصطحب في رحلتنا سوى أسناننا !!! عندها أمسكت عن الكلام ؛ لأنني أعلم مقدار العناد الهائل عند عمي الحبيب وخشيت من زعله علينا ، فلم أرغب بالخروج عن رأيه ،،،، بقينا ننتظر معاً حتى وصل عمنا رمضان المحامي بسيارته الكيا سبورتاج ( أحب الكيا يا أبو شوشه ) وبرفقته عمنا أبو وحيد (أبو خضره ) وكان ذلك تقريبا تمام الثامنة والربع صباحاً ،،، العم ( رمضان رجب بعد ربع ساعة تقريباً من انطلاقنا ) | |
|
| |
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، الخميس يونيو 02, 2011 4:44 pm | |
| التقينا بالأحضان وتبادلنا السلام بالمصافحة والقبل وكان لقاءً مليئً بالحميمية والحب والضحكات الرائعة ،،، ركبنا السيارة ، جلست في الكرسي الخلفي مع شقيقي أبو زياد (يزيد) بينما جلس حبيبنا ( أبو خضره) في المقعد الأمامي بجانب عمي رمضان الذي تولى قيادة السيارة باتجاه المشقر ،،،
كان عمي ( أبو خضره ) أبو وحيد قد لبس جاكيتاً شتوياً عسكرياً (فلده) فقد أخذ احتياطه خوفاً من البرد مع بنطال من الجينز مناسب للحركة في الرحلات بينما حبيبنا رمضان فقد كان يلبس ملابساً صيفية ( بنطال قماش مع قميص خفيف - طبعاً القميس كان مكوي ) فقلت في داخلي مسكين عمنا غير متعود على جو عمان البارد يظن الجو حار مثل جوهم في الزرقاء ،،، لكن المشكلة هناك في المشقر المنطقة جبلية ومكشوفة على الغرب أكيد سوف تكون أشد برودة ،،،
في السيارة تبادلنا الحكايا والقصص الرائعة وانتقلنا من السياسة إلى أخبار المنتدى وتبادلنا قصص من المنتدى وأفكار متنوعة ولم يخف عمنا أبو خضره إعجابه بالعديد من الأخوة الأعضاء وبذكائهم ونباهة أجوبتهم ،،، وانتهي بنا الكلام للتطرق إلى بعض أخبار وأساطير عالم الجن بين الحقيقة والخرافة ،،، وكانت هناك العديد من الأخبار والقصص الطريفة ،،، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قصة تلك المرأة التي ذكرها أحد الأخوة الدعاة حيث قال : كانت إحدى النساء تزعم بأنها مصابة بمس من الشيطان وأنه يحضرها ويتلبسها ويصرعها وتصيبها نوبات من الهستيريا وأنها سوف تبرأ إذا قرأ عليها الشيخ ،،، ومضت المرأة على هذا الحال حتى أحضروها لهذا الداعية فقرأ عليها بصوت منخفض ،،، وقرأ ،،،، وقرأ ،،، والمرأة تصرخ ،،، ثم تدعي بأنها تتحسن وأنها بحاجة إلى عدة جلسات من هذا العلاج حتى تبرأ ؛ فلما أنهى هذا الشيخ قراءته صرح لها بأنها بخير وأنها لا مس من الشيطان بها وأنها لم يتلبسها الجن وهي بخير ولا شر بها ولا أذى فأنكرت واستغربت ،،، فما كان منه إلا أن صارحها بأنه لم يقرأ سوى بضعة أبيات من الشعر العربي المهذب وأنها مصابة ببعض الوسوسة والتخيلات التي لا أساس لها من الصحة !!! ولكن يا هل ترى هل اقتنعت تلك المرأة ؟؟؟!!! الله أعلم ،،، وكانت القصص كثيرة وسريعة وأنساني الشيطان أجملها ،،، ربما ساعدتني ذاكرة عمي رمضان أو أبو وحيد ،،،
ثم قررنا شراء طعام الإفطار معنا في الطريق سيما وأننا خرجنا مبكرين دون إفطار ،،، فأوقف العم رمضان السيارة في طريق الجمرك ونزل لشراء طعام الإفطار ( فنزل معه كل من عمي أبو وحيد ويزيد لشراء مستلزمات الإفطار ) أما أنا الراوي فاكتفيت بالنظر إليهم من داخل السيارة وتشجيعهم ) صدقوني مش نذالة مني ( ههههه : أنا ما أطلع من شور عمي أبو ياسر ،،، هو قال لي أحضر أسنانك فقط يعني بدكم يزعل عليّ ،،، أكيد ما ترضونها لي !!! )
أحضروا طعام الإفطار حمص وفول وفلافل وبعض زجاجات الكولا وخبز الطابون الرائع ،،، طبعاً تفاجأ عمي رمضان من (علب الفول) في عمان فعلبة الفول في عمان يختصرونها كأنها عينة بعكس المحافظات ،،،
ركبوا السيارة وانطلقنا نجوب الشوارع باتجاه المشقر فكانت الطريق جميلة وممتعة ،، وكان الحوار في السيارة ممتعاً وجميلاً ،،، ومضينا نشق طريقنا ببركة الله وحفظه ،،، وكانت المناظر الطبيعية البيوت جميلة جداً بل بعضها كان رائع الجمال حتى تظن نفسك قد خرجت إلى بلاد أوروبية وكان الربيع لا يزال حاضراً بألوانه البهية وأزهاره الجميلة وظلاله الوارفة ،،، ولم ننتبه من جمال الطريق للوقت الذي قطعناه ولا لطول الطريق فكان الجمال يلهي ببعضه عن بعض ،،، حتى وصلنا إلى الجامعة الألمانية وهي جامعة حديثة مهنية متخصصة وقد علمت بأن أحد فصولها النهائية للتخرج يشترط أن يكون في ألمانيا نفسها على نفقة الطالب الخريج نفسه ،،،
ثم دخلنا إلى مناطق المشقر الجميلة بين الأودية الجبال وكانت الشمس قد بدأت بالسطوع والغيوم قد بدأت تتراجع أمام أشعة الشمس المنتصرة والجو قد بدأ يكتسي بالدفْ ،،، وكانت الطرقات بين الجبال وعرة وجميلة حقاً ،،،
وما زلنا كذلك حتى كنا في أسفل الوادي نمضي في سيارة عمنا رمضان حتى رأينا على رأس الجبل فتى صغيرا يرعي قطيعاً من الأغنام ،،، فاقترح عمي أبو وحيد ( أبو خضره) أن نسأله عن بعض الحليب فنحن نود شراء الحليب منه لأنفسنا إن رغب بذلك ،،، واختلفت الآراء بين مؤيد ومتردد ( ولا أخفي بأنني رغبت بذلك ولكن لا كلمة لي بوجود الكبار (فلا أعلم ماهي ظروف الرحلة وهل الوقت يكفي للتوقف وانتظار الراعي حتى ينتقي لنا الأغنام المناسبة ويقوم بحلبها أم لا خصوصاً وأن يسوق السيارة هو أمير رحلتنا فشورنا في يديه هل يقف أم لا ) ،،، ثم واجهتنا مشكلة عدم حملنا لأي إناء مناسب للحليب ،،،
وأخيراً استقر الرأي على أن يتوقف عمي رمضان ؛ وهنا يسأل عمي أبو وحيد الراعي الصغير : يا ولد في حليب ؟ ،،، يجيب الراعي الصغير : نعم ياعم يوجد حليب ،، ننزل ولكن عمي رمضان يسأل أين ستضعون الحليب ؟؟!! ،،، وهنا تظهر لنا فكرة ،،، ألا وهي أن نسكب الماء البارد الذي معنا حتى نقوم بملء زجاجة الماء البارد بالحليب !!! بالفعل سارعنا لسكب الماء على الطريق وقام الولد بالإمساك بإحدى الشياه ليحلبها لنا ،،، وهنا اقترح عليه عمي أبو وحيد أن يغسل يديه جيداً قبل الحلب لنا ( يا عم إحنا في البر يا عم !!) ،،، بالفعل استجاب الصغير ولم يعترض ، قمنا بإعطائه الماء ليغسل يديه ،،، وجلست أنتظر الحليب بفارغ الصبر فأنا أحب حليب الماعز ( وهنا تذكرت كيف كنت في طفولتي أرضع من ثدي أغنامنا مباشرة دون الحاجة لحلبها ،، خصوصاً من تلك العنز الشامية السوداء التي كان حليبها وفيراً دسماً ومميزاً عن حليب كافة أغنامنا ،،، وأخذتني الذكريات ،،،) حتى أنتبهت وفوجئت بالصبي يعتذر لهم بأسلوب راقٍ ومهذب : سامحنا يا عم لقد حلبناها في الصباح وحاولت الحلب لكم ولكن لم يتكون حليب جديد في ثدي المعزاة بعد ، ولكن عودوا إلي في المساء وأنا أعطيكم حليباً دون مقابل ،،، ) ولم يحلب الصغير في زجاجة الماء التي خسرناها سوى بضع قطرات من الحليب فقط شربها عمي أبو وحيد فبالكاد نزلت في فمه من الزجاجة ( تلك القطرات التي فضحناه بها ،،، وقال له عمي رمضان : شربت الحليب لوحدك يا أبا وحيد !!! ) أما أنا الحزين فقد تبخرت أحلامي بكوب الحليب الطازج ،،، ولم أنتبه بأنني لم ألتقط أي صور لذلك الصغير الشهم الذي أعجبت جداً بنباهته وكرمه حيث أنه كان يستطيع أن يقول لي وهو في أعلى الجبل ما في حليب ؛ ولكن أبت عزته وشهامة نفسه الكريمة أن تقول : ( ما في !!! ) فمدحته بعدما انطلقنا وأثنيت على البيت الذي رباه ،،،، وانطلقنا باتجاه مزرعة العم أبو ياسر التي كانت قد باتت قريبة جدا منا ولكنني كنت أظن الطريق أطول ولم أعلم بأننا قد وصلنا ،،،
أكمل لكم إن شاء الله فأنا أشعر بالتعب الآن فالساعة باتت قرب الواحدة فجراً ،،،،
يتبع ،،،،، | |
|
| |
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، الجمعة يونيو 03, 2011 12:46 am | |
| | |
|
| |
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، الإثنين يونيو 06, 2011 11:14 am | |
| وصلنا إلى المزرعة كان الباب مفتوحاً على مصراعيه ،،، دخلنا بالسيارة إلى الداخل ،، وجدنا سيارة العم أبو ياسر البيضاء نوع تويوتا دبل كابين متوقفة عند الباب فأوقفنا سيارتنا بجوارها ،،، نزلنا من السيارة أنا والعم رمضان وعمي أبو وحيد ،، وكانت عيوني تنظر في كل مكان بحثاً عن عمي أبو ياسر ،،، فإذا به يخرج من بين الأشجار مرحباً ،، حيث كان يلبس ملابس العمل ويظهر أنه كان يقوم ببعض ألأعمال قبل وصولنا ،،، فكان لقاءً كله حرارة ودفء وهنا انتهزت فرصة انشغالهم باللقاء فتأخرت عن القوم إلى الخلف وتناولت جهاز هاتفي النقال وقمت أصور حرارة اللقاء بالفيديو لأن الكلام لا يفي لوصف حقيقة الواقع وحتى الصور لأنها تعرض الصورة ولكنها قلما نقلت دفقات الشعور والعاطفة ،،، لم أستطع التقاط المنظر من بدايته ولكنني التقطت جانباً رائعاً منه وذلك عندما تصافح الحبيبان أبو ياسر وأبو وحيد ،،، فكان منظراً لا ينسى ،،، ثم التفت العم أبو ياسر إلى العم رمضان ( وهو شقيقه لمن لا يعرف من الأخوة الأعضاء ) ،، وقم ينتقد بعض كتاباته بأسلوب مازح مرح كوميدي وكذلك العم رمضان يرد عليه بنفس الطريقة المرحة ،،، حتى قال له العم أبو ياسر يا أخي تكتب هناك : ((حمامة الكش بــ (15) دينار كان جبت معك (مك) حمامة ،،، هههه ؛ نفسي أعرف إيش معنى كلمة (مك) هذه ،،، )) فيجيبه العم رمضان مدافعاً بأن هناك خطأ مطبعي ،،، ويرد عليه اتهامه بآخر من نفس القبيل ،،، ونحن نضحك ،، حتى تدخلت مدافعاً بأن (مك) هي خطأ مطبعي أصلها (كم) حمام ولكن الحروف قلبت ،،، فيحاول العم أبو ياسر إنهاء النقاش بلكمة قاضية : (( الحمد لله أنك لم تكن آخر خلفة أمك وإلا لحرَّمت بعدك الأولاد ،، )) فيتفاداها العم رمضان بحركة سريعة قائلاً : (( يرد العين عني أخي الأكبر - يقصد أبا ياسر - والأصغر)) يقصد عمنا عبد الله رجب ،،، فكان لقاء جميلاً رائعاً ،، سارعنا بعدها بإنزال أغراضنا من السيارة ،، وكان الجو قد بدأ بالدفْ ،، فلم ألبس الجاكيت التي أحضرتها معي ،،، في حين قام العم أبو وحيد بخلع جاكيته من الحر ،،، ووجدنا العم أبو ياسر قد جهز لنا الشاي في سخان خاص ووضع الأكواب مع السخان على طاولة بلاستيكية وضعها أمام البناء الموجود له في المزرعة تحت شجيرة توت لم تحمل بعد لأن الموسم لم يبدأ ،،،
يتبع ،،،
عدل سابقا من قبل أحمد في الإثنين يونيو 06, 2011 11:40 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إبراهيم جمعة أبوخضرة
عدد المساهمات : 42 السٌّمعَة : -28 تاريخ التسجيل : 04/06/2011 العمر : 58 الموقع : Dhahran Saudi Arabia
| موضوع: رحلة المشقر في مضارب أبوياسر الإثنين يونيو 06, 2011 11:27 am | |
| صح إلسانك يا أحمد وألله يجزيك الخير على توثيقك لكل ما هو مفيد ،، ومن بينها رحلاتك في مزرعة الخال أبو ياسر ألله يطول في عمره أخي أحمد لكم وددت أن أكون معكم ومع اللحى الغانمه ،، والله إنها ما تتعوض لكن الأيام جايه إن شاء الله ومع أن الغربة قد سرقت مني أجمل سنين عمري ،، ولكن هذه حال الدنيا ،،، في ناس مكتوب عليها الغربه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
،،، شكرا جزيلا مرة أخرى ،، وتحياتي لك ولكل من في صحبتكم الكريمه ،، وبارك الله فيكم وسدد على طريق الخير خطاكم ،،،،، أخوكم إبراهيم جمعه | |
|
| |
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، الإثنين يونيو 06, 2011 12:28 pm | |
| | |
|
| |
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، الأحد يونيو 12, 2011 8:02 am | |
| بقيت جالساً على الكرسي تحت شجيرة التوت التي ذكرتها أعلاه أنظر لهم وهم يسقون الأرض محاولين الإسراع كي لا ترتفع الشمس فوقهم حيث أن الجو بدأت ترتفع حرارته ،،، جاء عمي أبو وحيد بصبة العم أبو ياسر وجلسا معي على ذات الطاولة ،،، وقام العم أبو وحيد يخلع جاكيته العسكري من الحر وكان سخان الشاي أمامنا في أقبل الأخ يزيد يحمل زجاجة ماء ليغسل يدي العم أبو ياسر والذي أبى يشدة تواضعاً منه ، ويزيد يقول له : يا عم هذا من واجبك وحقك علينا وهو يأبى حتى مضى برأيه وعجز يزيد عن إقناعه ،،، ومن منا يقدر أن يغصب العم أبو ياسر أو يثنيه عن رأي له ،،، جاء العم رمضان وانضم إلينا وقام يجهز طاولة الطعام لنا لتناول وجبة الإفطار ،،، ثم قام يبحث عن بعض البصل مع يزيد ،، في حين استمر العم أبو ياسر يتحدث إلى العم أبو وحيد عن تعبه في هذه المزرعة وحبة واعتزازه بها ، حتى قال والله كل شجرة من هذه الأشجار هي كولد من أولادي ،، فلو كان بيدي لسميت كل واحدة منها باسم خاص لها وحفظته : (( والله لو في مسميات أسمي كل وحده منهن باسمها تجدني حافظ أساميهن )) فيقاطعه عمي أبو وحيد قائلاً : (( طبعاً لأن الإنسان يتعب عليهن )) وهنا أتدخل أنا قائلاً : (( والله ياعم كان أبي يصفهن وصفاً ،،، أجل وصفاً يصفهن !!!)) يطل يزيد من الأعلى : (( الظاهر ياعم لم يبق بصل !!)) وهنا يقول العم أبو وحيد : (( ما في بصل مزروع نقتلعه من الأرض؟؟ )) فيقول له العم أبو ياسر بهدوء عجيب : ((الله يصبحك بالخير ؛ والله أبوك كنت أحبه ،،، وأمك كانت تطعمنا خبز الطابون تعجنه وتخبزه عند الخباز (الفران) في الفرن وتلاقينا تحمله على رأسها فتقول لنا : خذوا ياعمه ،،، تقسم لنا وتعطينا وتطعمنا )) فيضحك العم أبو وحيد ضحكته العذبة ويقول : (( راحت هذه النسوان ،،، ما ظل منهن ،،، )) ،،، يحضر يزيد مرطبانا زجاجياً فيه زيت الزيتون ،،، يسكت الجميع فجأة ويعم سكون عميق غريب ،،، أنظر إليهم فقد شرد الجميع فجأة بتفكيرهم وعم السكون ،،، حتى تنهد العم أبو ياسر وقال فجأة بصوت هادئ حزين : (( يا أحمد ،،،،، )) قلت له بود : (( يا عيون أحمد ،،، )) فقال : (( أبوك يا عم كان ينام هنا ،،، تحت هذه الزيتونة )) وأشار لشجرة زيتون قريبة ،،، وأنا أنظر بحسرة إلى حيث أشار ،،، ثم أشار إلى شجرة عنب مقابلنا وقال : (( وتحت هذه الدالية كان ينام أبوك ،،،)) ،،، نظرت إلى حيث أشار واعتذرت له قائلاً والله ياعم كنت أنوي أن آتي معه لزيارتك قبل أيامه الأخيرة ولكنني جهلت مكان المزرعة حيث وصفوها لي بعيدة بعد مدينة مأدبا ،، فظننتها بعيدة ،،، وإلا لكنت أحضرته يرحمه الله وجئنا معاً إليك ،،، كان يزيد يسكب الزيت على صحون الفول والحمص ،،، والعم أبو ياسر يشير للسلاسل الحجرية التي بناها ويبين مقدار التعب الذي بذله فيها ويزيد يقول له : (( الله لا يضيع لك تعب يا عم ،،، ) ،،، ونحن نقول بحب ( آمين ،،) ثم يقول العم أبو ياسر : (( يا احمد أترى أشجار العنب هذه ،،، أحضرت لأبيك عدداً من أغصانها ليزرعها ،،، )) قلت له : (( زرعناها والله يا عم ،، زرعها صلاح ،،، )) فيقول : (( وأين زرعتموهن ؟؟!! ،،، )) فأقول له : (( في دار زياد يا عم ،، )) فيقول : ((نعم ،، فقد قال أبوك أنه سيزرعها هناك ،،، مسكين مات هو ولم يزرعهن ،،، )) سبحان الله هذا والله حال الدنيا رحمه الله ،،، جاء العم رمضان وقد أحضر صحناً فيه حبات من الطماطم والخيار وقرنين من الفلفل الأخضر (قرن الغزال) وقم يقطع لنا الخيار ،،، هنا تقدمت أطلب منه أن أقطع الخيار بدلاً منه ولكنه أبى ،،، ومضى يقطع الخيار ،،، في حين كانت أشعة الشمس الذهبية تنعكس على صحون الفول والحمص المجللة بزيت الزيتون فيكاد يضيء ولو لم تمسسه نار ،،، نور ذهبي سبحان الله عجيب وخبز الطابون على الطاولة يفتح النفس ،،، وأكواب الشاي في الصينية مقلوبة على فمها تنتظرنا لنعطيها دورها في الحياة الوعم أبو وحيد يصف كيف يتكون القنار ويتحول إلى رؤوس بصل ،،، وهنا قام العم أبو ياسر بنفسه يبحث إن بقي بصل أم لا فوجد أن الشباب قبله قد استهلكوه جميعا ،،، فقال : (( والله الحال هنا كحال ذاك الأعرابي الذي نزل إلى المدينة فقام يقطع الإشارات حمراء ،،، خضراء ،، كله مثل بعضه لا يميز بينها ،،، هنا يا أبا وحيد كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل ،،، هنا لا يوجد أي ممنوع كله مباح ،،، )) فيضحك العم أبو وحيد : (( إلا ماحرم إسرائيل على نفسه ،، )) فنضحك ويثور الجدل حول ما حرمه سيدنا إيرائيل على نفسه فبين قائل هو لحم الجمل وبين قائل هو ما احتوته من الحوايا والشحوم ،،، في حين نادى العم أبو وحيد على عمنا أبو ياسر ليدرك طعام الإفطار ،، والعم أبو غسان المحامي يفتك بأول رغيف طابون فيشقه نصفين من أول ضربه ،، وينتزع منهه لقمة هنية يضعها في فمه معلناً ابتداء الجلسة ،،، وهنا تسابقت الأيدي لتفتك بصحون الطعام فيا ويح الفول والحمص ما اصابهما من فعيلنا ،،، وكان الشاي يتدفق ساخنا من سخانه يصبه لنا العم أبو ياسر بيديه الكريمتين ،،، جزاه الله كل خير ،،، يتبع ،،،،،،،،،،،،،،،،،، | |
|
| |
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، السبت أغسطس 06, 2011 3:20 am | |
| بعد تناول طعام االإفطار انطلق الجميع في جولة حول المزرعة برفقة العم أبو ياسر بينما بقيت أنظر إليهم وقد جاشت نفسي بالشعر عندما امتلأت رئتيَّ بالهواء العليل ،،، فقمت أصدح بأبيات من معلقة عنترة العبسي وبكثير الأناشيد الحماسية ،،، فللبرية سحر يأخذ بتلابيب نفسي وروحي ،،،
قمت أنظر للمنطقة الغربية بحسرة فكم كانت فلسطين قريبة مني وقد ظهرت الأغوار الفلسطينية أمامي وكذلك ظهرت بدايات أريحا فاشتعل الشوق في داخلي وكم كانت فرحتي عندما تلقى جهازي الجوال هذه الرسائل والتي لا زلت أحتفظ بها حتى الآن ولم أحذفها :
شركة أمنية : (( رحلة موفقة ، رقم هاتف السفارة الأردني في رام الله هو ** الرقم ** ))
شركة أمنية : (( أرسل رسائل قصيرة للأردن بعشر قروش فقط عن طريق ** الرقم**))
الشركة الوطنية : (( أهلاً بك في بيتك الثاني فلسطين . الوطنية موبايل ترحب بك وتتمنى لك إقامة ،،، جزء من النص مفقود with your family , friends a ,,,,))
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أقبل الجميع وقد قام أعمامي بقطف كيس من الميرامية الطازجة من أجلي ؛ فرحت بها لأنني أعشق الميرامية ،،، صلينا الظهر ،،،
أقبل عمي أبو ياسر علينا بكلامه الجميل الرائع وتجاذبنا جميعاً أطراف الحديث ،،، كان العم أبو وحيد قد أحضر معه عشبة غريبة يبدو أن العم أبو ياسر قد سأله عنها ولكننا جميعاً لم نكن نعلم ما هي حتى فاجأنا العم أبو ياسر باسمها الذي لطالما سمعناه من آبائنا وجداتنا واجدادنا ولكن دون أن نرها من قبل ودون أن نعرف ما هيتها ،،، تلك النبتة هي (القدحة ) وهي عشبة غريبة كان آباؤنا يجففونها ويطحنونها هشيماً كالتبن ثم يقدحون بحجر من الصوان على حديدة معهم تسمى الزناد فيتطاير الشرر نحو هذه النبتة فتشتعل وكانت هذه اداة إشعال الناء عندهم ،،، (القدحة والزناد ) ،،،
تعجبنا جدا من هذه النبتة وتساءلنا طويلاً عن مكوناتها الطبيعية وقمت بنحت ساق هذه النبتة وتفاجأت بوجود لحاء لها كأنه قطني تقريباً ثم قمت بفرك أوراقها الخضراء فظهرت على يدي بلورات صفراء فقلت لهم ضاحكاً (( يبدوا أن الساق تحتوي على شيء من القطن والأوراق تحتوي على الكبريت )) وهذا هو السر في اشتعالها !!! طبعاً هذا تحليل مبدئي لا تثبته سوى المختبرات العلمية ،،،
أشعل العم أبو ياسر النار في موقد كبير يكفي لأن تشوي عليه شاة بكاملها ،،، وتنادى الأعمام في من يتقن فن كعبلة اللحم على الأسياخ ،،، فاختبأت من وجه القوم خصوصاً وأنني لا أتقن هذا الفن ،، ولكن بما أن الجميع يعمل فلا أقل من إنشادهم شيئاً من الشعر ،،، وهذا الذي كان حيث حاولت تعويضهم بشعري عن العمل معهم ،،،
فكان غداء لذيذاً شهياً طيباً كطيب صاحب هذا الزاد ،،، اشترك شقيقي يزيد وأعمامي بكعبلة اللحم على الأسياخ بينما انفرد عمنا الغالي أبو وحيد بالشواء لنا على النار ،،، وصحتين وعافية على قلوبنا جميعاً ،،،،
بعد الغداء عدنا للسمر وبعدها فوجئنا بالعم أبو ياسر يخبرنا بوجود نبعة ماء قريبة من المزرعة تنبجس مياهها من بين صخور الجبل القريبة ،،،
ركبنا معه سيارته التويوتا (دبل كابين) ،، واتجهنا باتجاه نبعة الماء المذكورة جلسنا نتبادل الحديث معاً حولها وكانت مياهها قليلة حيث أن المياه جميعها يتم تحويلها إلى المزارع القريبة بواسطة قنوات وأنابيب للري فلا تظهر منها المياه بالشكل المطلوب ،،،
بعد ذلك أخذنا العم أبو ياسر في جولة حوال مزرعة والجبال المجاورة لها وكانت زهور الربيع في كل مكان وأوراق الداولي قد تفتحت والخضرة في كل مكان ،،،،
عدنا بعد ذلك للمزرعة ،،، فوجدنا العم الغالي رمضان أبو خضره في انتظارنا ،،، ركبنا معه وانطلقنا في طريق العودة للقويسمة ،، وفي الطريق توقفنا قليلاً لنلتقط بعض الأعشاب البرية الطبية مثل عشبة (رجل الحمامة ) المتعددة الاستخدامات والوفوائد ،،، خصوصاً تنظيف المسالك البولية وتنقيتها من الأملاح الضارة والزائدة ،،،
في الطريف شاهدنا مناطق واسعة جداً مليئة بفيلات سكنية ثارت حولها شائعات كثيرة لم نتحقق من صدقها ،،،، | |
|
| |
ابو ياسر
عدد المساهمات : 1824 السٌّمعَة : -148 تاريخ التسجيل : 12/01/2010 العمر : 81
| موضوع: رد: رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، السبت أغسطس 06, 2011 10:21 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اخوتي في الله عل هذه الرحلات تكرر الى المشقر وناخذ معنا كل ما نحتاج ولا نريد ان نسال عن شيء ولم نجده لقد ابدعت في الوصف وجزاك الله خير الجزاء ابو ياسر | |
|
| |
| رحلات مع أحمد ،،، (يوم في المشقَّر) ،،، | |
|