رمضان رجب أبوخضره
عدد المساهمات : 1763 السٌّمعَة : -308 تاريخ التسجيل : 28/10/2009 العمر : 72
| موضوع: واخيرا انتصرت بلعين على الجدار العازل الجمعة يونيو 24, 2011 1:21 am | |
| وأخيراً انتصرت بلعين على الجدار العنصري الأغاني والأهازيج الشعبية، الحلوى المتطايرة في كل مكان، الزغاريد وصلوات الشكر، الوجوه المبتسمة وتبادل القبلات، التجمع نساءً وشيوخاً، شيباً وشباناً في موقع بناء جدار الفصل العنصري، أبرز ما ميز قرية بلعين في يوم انتصارها على الاحتلال الإسرائيلي بعد ثلاثة أعوام من النضال. صيحات تعالت في كل مكان في ساعات صباح الثلاثاء، الذي بالتأكيد لن تنساه أبداً هذه القرية الصغيرة الواقعة في أقصى غرب رام الله، فقد توجت فيه نضالاً طويلاً أصيب خلاله المئات واعتقل خلاله العشرات، ليؤكدوا جميعاً على عدالة قضيتها وحقهم في الوصول إلى أرضهم، فقد نجحوا في إجبار المحكمة العليا الإسرائيلية على الإقرار بحقهم في أرضهم والطلب إلى جيش الاحتلال بإزالة الجدار الذي بني على أرضهم. وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد أصدرت حكمها بخصوص مسار جدار الفصل العنصري في موقع قرية بلعين بعد ثلاث سنوات من الانتظار، وقد أقرت بعدم شرعية بناء الجدار في محيط القرية وطالبت بهدمه وتغيير مساره ليبتعد عن القرية قرابة 500 متر ويعيد إليها 1100 دونم تقريباً من الأراضي التي قضمها. "ميخائيل سفارد" محامي بلعين الإسرائيلي الذي تولى المرافعة عن القرية، استقبل استقبال الأبطال، فما أن وصل إلى القرية حتى حمل على الأكتاف، تعبيراً عن شكر المزارعين البسطاء له لمساعدتهم على استعادة أرضهم التي قضمها الجدار. وبالقرب من جنود الاحتلال الذين أمطروا بقطع الحلوى المتطايرة نكاية بهم، عقد سفارد، مؤتمراً صحفياً أكد فيه أنه دافع عن قرية بلعين للتعبير عن أفكاره المحبة للسلام ودعمه للنضال الشعبي ضد الاحتلال، معرباً عن أمله بأن تنجح كافة القضايا المرفوعة أمام المحكمة العليا الإسرائيلية كما حدث في قرية بلعين. وأضاف المحامي أن قرار المحكمة يقضي بوقف توسيع مستعمرة "ميتات ياهو" الشرقية الإسرائيلية المقامة على أراضي قرية بلعين وإعادة الجدار إلى الوراء، لكنها في المقابل رفضت بناءه على حدود "الخط الأخضر". ونجح الأهالي، حسب سفارد، في كشف زيف ادعاءات الاحتلال إلى العالم، وأكدوا أنه ليس جداراً أمنياً كما يزعم الاحتلال دوماً، بل أنه يقوم ببناء الجدار بهدف قضم أراضي الفلسطينيين والحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة. وفي رسالته المقتضبة قال المحامي الإسرائيلي، علينا أن نحتفل جميعاً بانتصارنا اليوم، ولكننا في المقابل يجب أن نواصل مقاومتنا السلمية ضد جدار الفصل العنصري، حتى تحرير بقية أراضي القرية التي لا تزال محتلة من قبل الاحتلال والبالغ مساحتها 1200 دونم. من جانبه، أكد عبد الله أبو رحمة منسق لجنة مقاومة جدار الفصل العنصري في القرية، أن الاحتلال صادر 2300 دونم من أراضي القرية، وقد نجحنا اليوم في استعادة 1100 دونم، وسوف نواصل نضالنا ومسيراتنا الأسبوعية من أجل استعادة ألـ 1200 دونم المتبقية. وبالنسبة للجنة الشعبية لمقاومة الجدار الفصل، يرى أبو رحمة أنه يوم فرحة للجنة، التي طالما عانت كثيراً وكانت تواجه بتحديات كبيرة وبأسئلة كبيرة أبرزها، ما أهمية النضال الشعبي ضد الجدار والاحتلال؟ وهل هو مجد بالفعل قادر على تحقيق مطالبنا بإنهاء الاحتلال واستعادة الأرض؟. المواطن المقعد راني برناط (26 عاماً) الذي نشرت صوره في العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية لدى اعتداء جنود الاحتلال عليه بالضرب المبرح خلال قيامه بالدفاع عن أرضه، حضر اليوم على كرسيه المتحرك لمشاركة أهله وذويه فرحة النصر، وقال:"أنا الذي انتصرت وليس الاحتلال". من جانبه، اعتبر النائب مصطفى البرغوثي الذي حضر إلى القرية لمشاركة الأهالي في احتفالهم، أن هذا النصر مؤشر على إبداع أهالي بلعين وقدرتهم على هزيمة الاحتلال، لكن هذا النصر لا يزال بداية الطريق وعلينا المواصلة من أجل تحرير بقية أراضهم المحتلة". واعتبر البرغوثي أن نموذج بلعين يجب أن يعم وينتقل إلى كافة أرجاء الضفة الغربية من أجل فضح جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق المواطن الفلسطيني وأرضه. أما النائب مهيب عواد عضو المجلس التشريعي وعضو لجنة الأراضي ومقاومة الاستيطان والجدار، فاعتبر القرار خطوة في الاتجاه الصحيح، مؤكداً أن المجلس سيعمل من أجل تنفيذ قرار محكمة لاهاي القاضي بهدم الجدار في كافة أرجاء الأراضي الفلسطينية وإعادته إلى حدود العام 1948. وفي ذات السياق رأى محمد إلياس نزال منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار، أن تجربة بلعين النضالية أثبت أن الدم يمكن له أن ينتصر على السيف ويمكن له أن يواجه المخرز ويمكن له أن يثبت الحق. ثلاث سنوات من المعاناة في بلعين توجت بنصر هو الأول من نوعه على صعيد المقاومة الشعبية الحديثة نسبياً في الأراضي الفلسطينية، لعلها تجربة أثبتت قدرتها على فعل شيء للشعب الفلسطيني، إضافة لكافة وسائل النضال الأخرى المشروعة، فرغم حداثتها وانطلاقها في العام 2003 لمنع الاحتلال من هدم البيوت عبر التحصن فيها، إلا أنها أثبت نجاعتها وأسهمت في إحراج المتحل الإسرائيلي وكشف حقيقته أما العالم.
| |
|