كنت وعدت أختي العزيزة سمــا
إني هانزل إن شاء الله،، مقالاتي على المصري اليوم
وطعبـــا هي مقالات قراء،،
يعني أهي مجرد بداية!!!
يقولون كاميليا وعبير.. وأقول أم الرشراش!!
مصر أرض الأمن والأمان، على أرضها يحيي شعبها بسلام منذ عقود، كيان متماسك قوي لا يُهزم ولا يُقهر، تجلت وحدته الوطنية بثورة 1919م، ثم سطعت بأبها صورها بميدان التحرير، لن أنسى مادمت حية مشهد أقباط مصر وهم ملتفين كدروع بشرية لحماية مسلميها وقت صلاة الجمعة بالميدان، ذاك المشهد الذي هز أرجاء المعمورة، لينتفض أحد مسيحي أنجلترا ويقولها بصدمة وصدق: "لقد كذبتم علينا عندما قولتم أن مصر بها فتنة طائفية!"، كما أني لن أنسى تلك الفتاة المسيحية التي حكى لي عنها أحد أصدقائي من معتصمي التحرير؛ والتي كانت تقف لتصب الماء للشباب المسلمين كي يتوضؤوا...!، ومؤكد أيضاً لن ينسوا أقباط مصر، عندما ذهبنا للكنائس يوم عيد الميلاد المجيد، لنحميهم كدروع بشرية من أي تفجيرات كانت متوقعة وقتها، وكذا عندما أقيم القداس بالميدان.... تلك هي مصر الحقيقية!.
لكن ما حدث بإمبابة تحديداً لا علاقة له بمصر، بل تورطوا به المصريون دون وعي، سواء أقباط أو مسلمين، فبدى لي المشهد وكأنه فيلم مؤلفه ساذج ومخرجه مبتديء، حيث أن كل المشاهد تؤكد أنه مفبرك وملفق لزج السلفيين للتجمهر أمام الكنيسة، وبالوقت نفسه يتم إطلاق النار عليهم من مباني أمامها ليتوهم السلفيين أنها من تهاجمهم... وهنا يُسمع دوي طلقات النار فيهرع المسيحيون لحماية الكنيسة من الهجوم السلفي، ويلهث السلفيون لنصرة أخوانهم وحمايتهم من إطلاق الكنيسة الرصاص عليهم، وعندما يتدخل الجيش ويسيطر على -الكادر- بعد من مات ومن جرح، ينتقل المشهد بسذاجة بالغة لكنيسة أخرى، عبر الدراجات البخارية حيث ألقت زجاجات المولوتوف عليها لتحترق، ويهب المسلميون والمسحيون معـاً لإطفائها... والموسيقى التصويرية طول الفيلم، -مسلم ومسيحي أيد واحدة!!-، وإذا كان هذا هو هتاف الشارع، فمن إذاً من يعتدي وعلى من؟؟!.
ببساطة شديدة معضلة كاميليا بدأت بالإنفراج، بعدما تقرر مثولها أمام النيابة العامة، وبغض النظر على الشريط الذي بُث وخوفها الشديد وهي تتحدث، وكالعادة قبل إنفراج أي أزمة تلوح الأخرى بالأفق، فجاءت قصة عبير المختطفة من قبل الكنيسة، لنبدأ حلقات مسلسل جديد بنفس القصة، خطف الأخوات!!.. وأنا لست ضد المالطبة بالإفراج عنهن إن تأكد إسلامهن... ولكن هناك أخت أهم يجب أن نطالب جميعاً بالإفراج عنها، وقد يكون اختطافها هو المحرك الأساسي لما يحدث بين عنصري الأمة بمصر الآن... الأخت التي أتحدث عنها هي (أم الرشراش)!.
خـُطفت (أم الرشراش) منا منذ حوالي 62عاماً ، تحديدا يوم 10 مارس 1949م، وبعد خطفها غيروا اسمها إلى (إيلات)... نعم إيلات الميناء البحري الإسرائيلي هو بالأصل مدينة مصرية مُحتلة اسمها (أم الرشراش)!!!، احتلتها إسرائيل بعد ستة شهور من اتفاقية الهدنة، أي بعد قرار وقف إطلاق النار بحرب عام 1948!، وقامت القوات الإسرائيلية بقتل جميع أفراد وضباط الشرطة المصرية في المدينة، وعددهم 350 شخصًا، وتعود تسمية تلك المنطقة بـ (أم الرشراش) إلي إحدى القبائل العربية التي أطلقت عليها ذلك الاسم، وظلت تحت الانتداب البريطاني إلي أن سيطر عليها الإسرائيليون واحتلوها وطمسوا معالمها وقاموا بتحريف اسمها إلي (إيلات ) وأصبحت تمثل لهم موقعاً استراتيجياً مهماً؛ فأكثر من 40 % من صادرات وواردات إسرائيل تأتي عبر ميناء إيلات... المصري المُحتل!!... قد يتبادر سؤال لذهن من يقرأ تلك السطور ليقول؛ وما علاقة هذا بكاميليا أصلاً وعبير؟!، وهناك سؤال آخر أهم وهو قد تكون قصة (أم الرشراش) مجرد إشاعة؟؛ فلم يسمع عنها أغلبية شعب مصر، وكنت أنا منهم!!.
فأما عن علاقتها بالأخوات فمن مصلحة إسرائيل إثارة الفتنة الطائفية الآن بمصر، حتى تُضعف كيانها ويصبح مهترئ، فلا تقوى ولا تجرؤ على المطالبة بحقها في كل ذرة من تراب أرضها، وتُزج لحرب أهلية تأكل مستقبلها إلى ما شاء الله، وجاء هذا رد فعل متوقع من إسرائيل ككيان توسعي استيطاني، يواجه فجأة معركة لم يكن يتوقعها، وهي مطالبة الشعب المصري باسترداد (أم الرشراش)!.. وقد بدأت قضية كاميليا في الحل ولو بشكل سلحفائي أبله، وقد تـُحل فعلاً بأي وقت، لذا وجب خلق قضية جديدة تؤجج الطائفية بين عنصري الأمة، فتأتي قضية عبير والتشابك أمام كنيسة إمبابة، ثم حرق كنيسة شبرا، لتصعيد الموقف ونزع فاتيل العراك المسلح.. لتغرق مصر بدماء أولادها بسلاحهم، ومن المعروف أن أكثر الحروب كارثية على أي دولة هي الأهلية!.
## أم الرشراش .. مصرية أم إسرائلية؟! ##
كما أسلفت القول أنها أحتلت في 1949م، وهي مصرية عربية 100% فكانت تحت الحكم المصري في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ، وأثناء الحروب الصليبية سقطت في يد الصليبيين حتى حررها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة بحرية طاحنة، لكنهم عادوا من جديد ليتمكن السلطان الظاهر بيبرس من طردهم منها نهائياً عام 1267م واستردها، وبالعصر الحديث صدر فرمان عثماني عام 1906م يُقر بمصريتها، حيث اسماها (خط أم الرشراش) الفاصل بين الحدود المصرية الفلسطينية..!، وقد أُخذت غدراً، عندما أستغلت إسرائيل وقف أطلاق النار وإنسحاب الحامية الأردنية التي كانت تحت إدارة قائد إنجليزي، وتحت ضغط أمريكا فتح الباب أمام عصابات (إسحاق رابين) لتحتل المدينة، كي تجد لها منفذ استراتيجي على ساحل البحر الأحمر، ودخلت تلك العصابات المدينة دون إطلاق رصاصة واحدة، مما جعل الشرطة المصرية تلتزم بعدم إطلاق النار هي الأخرى، ليقتلوا جميعاً غدراً لتصبح (أم الرشراش) خالية من أي فرد أمن عربي!
لتأتي الثمانينات من القرن الماضي ويطالب (الرئيس المخلوع مبارك) باسترداها بالتحديد بعام 1985م، وكأن شيئا لم يكن ترجع طابا للسيادة المصرية ولا ترجع (أم الرشراش)، ثم يرجع ليعلن في عام 1996 أنها مصرية -كما ورد بجريدة العربي-، ويأتي بعدها (وزير الخارجية السابق أبو الغيط) ليزيد الطين بلة ويصرح في نهاية العقد الماضي ويؤكد على إنها ليست مصرية حسب إتفاقية كامب ديفيد لعام 1979م؛ المعتمدة في رسم الحدود على أتفاقية 1922م، وكأنه نسى أو تناسى أن حدود مصر الدولية مع إسرائيل رُسمت عام 1979م من جديد!!.
لها جبهة تحرير مصرية تأسست في عام 1997م، وضمت صحفيين شباب ومحامين وعسكريين كبار متقاعدين وشخصيات مصرية بارزة، وحصلوا على خرائط تثبت مصرية (أم الرشراش) ثم استطاعوا الوصول لوثائق نادرة من تركيا، تدعم موقف مصر القانوني حال حاولت استعادة هذه الأرض المصرية مرة أخرى، وعقدت مؤتمراً صحفياً لها يوم 30 أكتوبر 2002، حضره عدد هائل من الصحفيين العرب والأجانب.. كما طالب البرلماني الإخواني عباس عبد العزيز من حوالي عام؛ باستعادة السيادة المصرية عليها، وأكد أن التاريخ لن يغفر لأي متهاون بتلك القضية المعلقة بين مصر وإسرائيل من أكثر من 60عاماً!.
لتلك المدينة أهمية بالغة لمصر وللوطن العربي، فهي المعبر البري بين مصر والأردن، فلو تم إعادتها يمكن ربط مصر بالوطن العربي الشرقي برياً دون أن تفصله إسرائيل ومعروف ما سينتج عن هذا من منافع إقتصادية وعسكرية وسياسية، غير أن ميناء (إيلات) إستراتيجي، فبدونه لن يكون لإسرائيل أي منفذ على البحر الأحمر، فيعترض هذا وصول قواتها البحرية، بما فيها غواصاته النووية، إلي العمق الجغرافي لمصر و السعودية والسودان واليمن، غير تعزيز دور قناة السويس وقتها، فتضطر إسرائيل لإستخدامها في كل تجارتها البحرية، مما سيكلفها الكثير ويعود على مصر بالعائد المادي الكبير، ويرفع عنا القلق من عمل قناة بديلة تحت سيطرة صهيونية لقناة السويس بمشروع (قناة إيلات) إلي البحر الميت، وطرد الكيان الصهيوني تماماً من خليج العقبة ليعود مصريا سعوديا أردنيا 100% وما لهذا من أهمية إستراتيجية بالغة..!
بعد كل هذا أعتقد أن القضية الأهم الآن من إعادة الأخوات، هي أرجاع (أم الرشراش) وعودتها لأخواتها المدن المصرية، فلن يليق بشعب مثل شعبنا أن يترك أرضه تحت سيادة صهيونية، خاصة بعد كشف موقع (عيريف عيريف) الاخباري الإسرائيلي عن حالة القلق التي تنتاب تل أبيب بعد مطالبة المعارضة المصرية حكومتها بتحرير مدينة (إيلات) الاسرائيلية... نريد عودة (أم الرشراش) لتظل كرامة وناصية مصر مرفوعة عالية، لن نترك القضية معتمة إعلاميًا بهذا الشكل المهين، ولن نغفر تخاذل كل أنظمة مصر السابقة بخصوص تلك المدينة المحتلة، ولن نترك حقنا بكل ذرة بتراب وطننا!.