اغتيل في لندن يوم 22 / 7 / 1987 وتوفي 29/ 8/ 1987 م .
وهذا كان الإغتيال الأول
وبموته يكون ناجي العلي انضم إلى قافلة الشهداء من كتّاب وصحفيين فلسطينيين عرب نذروا أنفسهم
لخدمة قضاياهم العربية والدفاع عنها حتى الموت . والآن ، من الذي أطلق النار على ناجي العلي ؟
" ليس مهما ذلك المأجور الذي نفذ الجريمة المروعة وإنما ذلك الوغد الذي أصدر أوامره بذلك. كما أنه
ليس مهما أيضا (جنسية) ذلك الوغد، فقد يكون صهيونيا، عربيا، شيطانا .
ليس هذا مهما، فالخيانة لا جنسية لها، إنها الخيانة والغدر والدناءة في أقصى درجاتها .
والرسالة واضحة :
أيها المثقفون الأحرار , أيها المناضلون الشرفاء اخرسوا وإلا فكواتم الصوت في انتظاركم .."
والإغتيال الثاني
عام 1987 نحت الفنان شربل فارس نصبا طوليا بأسلوب واقعي تعبيري للفنان ناجي العلي بقامته الشامخة بوجه العاصف .. استغرق العمل به ما يقارب الخمسة شهور من الدراسات والتصاميم والتعديلات والإضافات.
وقد بلغ طول هذا التمثال 275سم ومعدل عرضه 85سم ومعدل السماكة 45سم ، من مادةفيبرغلاس
_ بوليستر ملون ومقوى بالحديد.
وقد وضع التمثال في مدخل مخيم عين الحلوة الشمالي في الشارع التحتاني ، هذا المخيم الذي نشأ
فيه ناجي العلي والتصق به ، وأخذ منه أغزر لوحاته وأكثرها صدقاً ومعاناة ، إلاّ أن التمثال تم تفجيره بعد فترة
قصيرة من إقامته أطلقت النار في عينه اليسرى مباشرة ..... وتم جره. ولم يعد يعرف إلى أي مكان نقل بعد ذلك !
التمثال من الأمام ، يحمل الفنان رسومه بيد وتشكل قبضة اليد الثانية بعروقها البارزة رمزاً لحجر الانتفاضة في فلسطين (وكان الفنان الشهيد أول من بشر بها في رسوماته ).
ورَثيْتَ يا( ابنَ الرّيْبِ) نفسكَ قبلما ..... تمتدُّ كفُّ الغادرِ اللجّاجِ
جَمعتْكَ يا( ناجي ) و(مالكُ) غربةٌ ..... في الموتِ ما منها الغداةَ بناجي
وبكاهُ خِنديدٌ يجرُّ لجامهُ ..... وبكتكَ ريشةُ ثاقبٍ وهّاجِ
وعليكَ تبكي ( قريةٌ ) أحببتها ..... وبكاكَ ( حنظلةُ ) بطرْفٍ ساجي
يا ابن المخيّمِ يا شهابا ساطعاً ..... كالشمسِ في وضح النهار العاجي
يبكيكَ كلُّ مخيّمٍ عَصفتْ به ..... هوجُ الرّياحِ ، برملها العجّاجِ
وتلوذُ ( فاطمةٌ ) بصمتٍ مطبقٍ ..... ونحيبُ ( زينبَ ) قد أثارَ هياجي
( وأبو الحسين ) تجمّدتْ قسماتهُ ..... صعقتهُ فاجعةُ المشرّدِ ناجي
******يا