فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
---------------------------
وقد فَطِن العرب حتى قبل نزول القرآن إلى هذه العملية بالفطرة،
فهذه زوجة أبي حمزة تعاتبه؛ لأنه تركها وتزوج من أخرى، لأنها لم تَلِدْ له ذَكَراً، فتقول:
مَا لأَبي حَمْزةَ لاَ يَأْتِينَا
غَضْبان أَلاَّ نَلِدَ البَنِينَا
تَاللهِ ما ذَلكَ في أَيْدينا
فَنَحْنُ كَالأرْضِ لِغَارِسينَا
نُعطِي لَهُمْ مِثْلَ الذي أُعْطِينَا
فالنسب يأتي من ناحية الذكورة، أما الأنوثة فلا يأتي نسب، إنما مصاهرة، حينما يتزوج رجل ابنتي، أو أتزوج ابنته، يُسمُّونه صِهْرا.
لذلك قال الشاعر:
وَإنَّما أُمَّهَاتُ القَوْمِ أَوْعِية
مُسْتحدثَات ولِلأَحْسَابِ آبَاءُ
---------------------------
تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فأن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعــه
-----------------------
رأيت الدهر يرفع كل وغد ويخفض كل ذي رتب شريفة
كمثل البحر يرسب فيه حيّ و لا ينفك تطفو فيه جيفه
وكالميزان يخفض كل واف ويرفع كل ذي زنة خفيفة
-------------------------
ذكر أن أبا العيناء – وكان ضريرا- سلم عليه أحد الناس، فلم يعرفه ، وقال له من أنت ؟
فقال له وهو يمازحه: من بني آدم .
فتعلق به أبو العيناء، وقال له : مرحبا كنت أظن أن هذا النسل قد انقطع.
------------------------