بثينة كامل.. أول امرأة تترشح للرئاسة في تاريخ
مصر، ماذا يعني لك ذلك؟
صراحة،
لما أعلنت عن ترشحي لم أكن مدركة لعظم الفكرة، فأحيانا تغوصين في قضايا الوطن ولا
تلاحظي ما الذي تفعلينه، لكن تجدين الآخر يقيم ما قمت به من خطوات.. قرأت يوما
عنوانا على موقع إذاعة أمريكية "بثينة كامل تصنع تاريخا".. فآراء الآخرين فيك تجعلك
تشعر فعلا بما تقوم به.. في تصوري أنه كان لا بد من ممارسة حقيقية للمرأة في
الترشح، كما أني أؤمن بأن المرأة جزء من القطاعات المهمشة في المجتمع، وعندما تعلن
امرأة نيتها في الترشح، فهي رسالة لكل مواطن مصري، أن للمرأة حقا في هذا الوطن،
وهناك أمور كثيرة أحطناها بهالات وكأنها أشياء من الصعوبة بمكان -في إطار
الديكتاتورية التي عشناها- ومناصب كانت وكأن من يتقلدها لم تأت به ولاّدة، كل هذا
تكسر الآن وأصبح في متناول أيدي الجميع، وحق الترشح يساوي تماما حق الانتخاب.
لماذا ترشحت بثينة كامل؟
بعد
الثورة فوجئنا بكمّ هائل من الحرائق للكنائس، وهدم للأضرحة، والسلفيين الذين يمولون
من جهات لا نعرفها وينتمون للسعودية وبمباركة أمنية، واتهامهم لكل الرموز بالتكفير،
واختلاق قصص حولها، وتهديدهم في حياتهم، قررت أن أدخل حيز الفعل، وقلت يجب أن لا
نبقى مجرد رد فعل..
هل تتوقعين أن تدخلي فعلا حيز الفعل وسط الأسماء
الكبيرة المرشحة اليوم للرئاسة؟
هم
يتجاهلونني، ويجتمعون من دوني، لكنني أريد القول إن الثورة لم تكن فقط على نظام
مبارك، بل على عقول كثيرة نشأت وتربت في عصره، منها صحافة البلاط التي لازالت تعمل
بطريقتها المعهودة، ولأن حملتي كانت صادمة أخذت باستخفاف في البداية، لكني من أكثر
المرشحين انتقالا في مناطق مصر، ولدي شعبية كبيرة، ولا يوجد ما يخفيني، فأنا من
أبناء ثورة 25 يناير، وممن خططوا وشاركوا فيها منذ اليوم الأول، ومن أكثرهم انتصارا
لمطالبها، وأنا الوحيدة التي تعرضت للمحاكمة العسكرية، وموجودة في كل التظاهرات
والاعتصامات.
ما المميز في برنامجك الانتخابي عن باقي
المرشحين؟
برنامجي
قائم على الاقتصاد، لأنه السبيل الوحيد للخروج من دائرة الفقر والاستبداد، محاربة
الفقر والفساد، تحقيق مطلب العدالة الاجتماعية، إعادة الثقة مع السياسيين،
الاستجابة لفكرة المواطنين القائمة على نظرتهم كيف يريدون مصر الجديدة، وماذا
يريدون من رئيسهم، إيجاد كيانات نقابية واتحادات تجمع بين أصحاب المهن المشتركة،
تكوين مجتمع مدني قوي، وتشجيع شباب الثورة على الانخراط في الأحزاب السياسية، وأنا
أؤمن أن مصر ستنهض لما يعي كل مواطن مصري أن لديه نصيبا من هذا البلد.
بثينة كامل وسط مجتمع إخواني
وسلفي؟
مجتمعنا
له فسيفسائية خاصة، يحتفلون بالمولد وهو يغنون ويرقصون، مجتمع معتدل، لسنا السعودية
ولا أفغانستان، هناك دين مصري، وأنا أعلنت عن ترشحي في أقصى صعيد مصر، وافتخر بي
الصعايدة حين ترشحت، أنا مع وجود كل المرشحين، ومع وجودي أيضا ولا أقبل الإقصاء،
وكل يوم أحقق نجاحا واكتسب أنصارا من مختلف التيارات.
هاجمت المجلس العسكري في عدة مناسبات، حتى قيل أن
بثينة كامل تبحث عن الشهرة على حساب ذلك؟
المجلس
العسكري يسرق الثورة من أول يوم.. من يوم التقى جماعة الإخوان المسلمين بعمر سليمان
قبل تنحي مبارك، ونحن مازلنا في الميدان، ومن يوم بدأ المجلس في استعداء الائتلافات
الشبابية وزرع الفرقة بينهم وتشويههم إعلاميا، مستغلا ضعف خبرتهم، المجلس يقود ثورة
مضادة للثورة، يقول انه يحميها، لكنه يروج لإشاعات الانفلات الأمني.
لماذا؟
أطحنا
برأس النظام، والنظام باق اليوم، هو هو، والمجلس العسكري يؤكد لنا هذا الكلام يوما
بعد يوم، طالبنا بالتحفظ على أموال مبارك ومحاكمته، والإطاحة برؤساء الجامعات الذين
عينهم مبارك، لكن شيئا لم يحدث، ثم إن المشير صديق لمبارك، وإن سقط مبارك سقط
المشير، لذلك كل السيناريوهات متوقعة..
هل تتوقعين أن يرشح المجلس رجلا
عسكريا؟
نعم،
هذا مؤكد، سيرشح شخصا معينا، كالفريق سامي عنان أو مجدي حتاتة، وممكن من خلال عمرو
موسى المنتمي للنظام السابق، واحتمال وجه جديد، وأكبر دليل ذلك هو عدم تسليم المجلس
السلطة في الفترة الانتقالية التي حددها بـ6 أشهر، وأداءه يقول إن الفترة مفتوحة
لما لا نهاية، وهو يعطي لنفسه وقتا لكي يقوم بممارسات تعطل نتائج الثورة.. همه
الوحيد المحافظة على امتيازاته وجعل نفسه دولة داخل الدولة، وأنا قلت إن مبارك سقط
ونظامه مايزال يحكم.
كيف تتابعين محاكمة مبارك؟
مبارك
ارتكب جرائم ضد الإنسانية، طيلة الـ30 سنة، لكنه يحاكم على ثلاثة أيام فقط، لماذا
لم يحاكم على طيلة الفترة التي حكم فيها مصر، لكننا نقول لهم، لن نسكت وسنحاكم
الجميع، ونفضحكم، كما نقول لهم إن حادثة السفارة مدبرة لتلفيق التهم لشباب الثورة
وإعادة الطوارئ من جديد.
كيف ذلك؟
الجيش
سهّل عملية الاقتحام، وإلا لماذا انسحبوا من أمام السفارة هم والشرطة.
كيف تقيّمين ظاهرة انتشار الأحزاب السياسية في مصر
بعد الثورة؟
هي
فوضى، لكنها في نفس الوقت ظاهرة صحية، لأنها تتيح للجميع المشاركة وستبقى صحية لو
سلّم المجلس العسكري السلطة للمدنيين، ولا يظل يقود حربا إعلامية على الثورة، بعد
ما فشلوا في حرق الكنائس والأضرحة.
دعوت لقتل السلفيين، وهو تصرف بعيد عن مرشح
للرئاسة؟
هذا
ترويج عني فقط لتشويهي، أنا لم أدع لقتلهم، بل لمحاكمتهم، فهناك قيادات تسببت في
فتنة إمبابة وروّجت للفتنة، لكنها لم تمس.
من تقصدين؟
الشيخ
محمد حسان، أتساءل من أرسله للقضاء على المشكل، إنها سيناريوهات مفضوحة من قبل
العسكر والسلفيين.
هل تقصدين أن المجلس العسكري يلعب ورقة
السلفيين؟
نعم،
صرفت الأموال لترفرف أعلام السعودية في ميدان التحرير في جمعة السلفيين، لماذا
الاستهانة بالسيادة المصرية، ولماذا لم تتحرك السلطات المصرية لمعاقبتهم، ثم إن من
أول يوم فتح الباب لعودة 3 آلاف ممن كانوا متهمين بأعمال عنف وإرهاب، ومن قاتل في
أفغانستان وجيء بهم، لماذا أليس للعب بورقتهم.
لماذا طردت من التلفزيون
المصري؟
لم
أطرد، لكني غادرت التلفزيون حين رفضت تقديم النشرة الكاذبة قبل الثورة، ثم قررت أن
أعود وأناضل من الداخل، غير أني وبعد يومين من عودتي فوجئت انه تم حذف اسمي من
مقدمي النشرة، وأبلغت شفاهة أن المجلس العسكري أمر بفصلي من تقديم النشرات، وقادوا
حملة ضدي وضد برامجي واتهموني بالمجنونة، لأني قلت لا.
قيل أنك تروجين لقيام دولة علمانية، هل هذا
صحيح؟
لم
أدع يوما لدولة علمانية، بل لدولة مدنية لا طائفية، ومبادئ الشريعة الإسلامية هي
مبادئ كل الديانات.
لماذا رفضت التعديلات
الدستورية؟
رفضنا
الدستور القديم وأسقطناه بثورة، فلماذا نحييه ونجري عليه بعض التعديلات، نحتاج
لدستور كامل متكامل بدون ترقيع، قمت بثورة، لماذا تلبسني ثوبا مرقعا، أعطني فستانا
بسيطا، لكن جديدا.
ماذا يحدث في مصر، وكيف السبيل للخروج من وضعها
الراهن؟
قوة
الشباب المقتنع بالحرية، والجيش الذي يريد البقاء في الحكم، والإسلاميين الذي
يريدون التواجد في الحكم، والشعب وباقي الطوائف يترقبون ماذا سيحدث، مرة يخرجون مع
هذا وأخرى مع ذاك، والحل هو الاستمرار في الثورة ودعم كل المبادرات الشبابية
التنموية.