بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أسعد الأبناء في أسرة مترابطة، تخيم على أركانها المحبة وتربط أفرادها المودة، ولهذا الرباط الحبيب ما يقويه ويدعمه لتنبت الأطفال نباتاً حسناً ومنها الاجتماع على الطعام إذ يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : كلوا جميعاً ولا تفرقوا؛ فإن طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة؛ كلوا جميعاً ولا تفرقوا فإن البركة في الجماعة
فالحديث على الطعام يقوي أواصر المحبة والمودة، ويقرب المسافات بين أفراد الأسرة، وليس فقط الأسرة بل بين الأصدقاء والأحبة والأخوة، من أجل هذا فقد أمرنا النبي بالحديث على الطعام لبث المودة والمحبة وتقوية الأواصر ..فالمحبة والأخوة هي منبع قوة ديننا وأمتنا .
ومن آدابه- صلى الله عليه وسلم- عند الطعام التسمية في أوله وحمد الله بعد الفراغ، فكان عند بداية الطعام يقول:بسم الله. فإذا فرغ قال: اللهم إنك أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت واجتبيت، اللهم فلك الحمد على ما أعطيت. رواه أحمد في مسنده
وكان يقول :
كل طعام لا يذكر اسم الله تعالى عليه فإنما هو داء ولا بركة فيه، وكفارة ذلك إن كانت المائدة موضوعة أن تسمي وتعيد يدك، وإن كانت قد رفعت أن تسمي الله تعالى وتلعق أصابعك
وكان- صلى الله عليه وسلم- لا ينفخ في طعام ولا شراب ولا يتنفس في الإناء
رواه ابن ماجة عن ابن عباس..
وكان أحب طعامه التمر فيقول :بيت لا تمر فيه كالبيت لا طعام فيه.
وعلمنا أن من أكل طعام ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوباً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. عن معاذ بن أنس.
ولنحافظ على أجسامنا صحيحة، فكانت وصيته الخالدة الحكيمة التي يتغنى بها أطباء العالم اليوم :ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه
والسلام عليكم