فخامة رئيس الجمهورية التونسية الموقر
مشهد تونس يا فخامة الرئيس فهو يجسّد التعاون والارتقاء بالاوطان وسماحة الاسلام في ترسيخ الحرية والعدالة والكرامة والسياسة الشرعية وتجديد الخطاب الاسلامي المتوازن والمعتدل والبعد عن الفرقة والنزاع والشقاق.. والله أسأل أن يديم الامن والعدل والرخاء والازدهار لبلدنا العزيز تونس
الموقر رئيس التحرير حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإني أتوجه إليكم بالرجاء نشر هذه الرسالة وإيصالها إلى صاحب الشأن وأكون لكم شاكرا ممتنا وجزاكم الله خيرا
فخامة رئيس الجمهورية التونسية الموقر
الدكتور منصف المرزوقي حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فإني أتقدم إليكم بالتهنئة والمباركة على إنتخابكم رئيسا للبلاد والدعاء لكما بالتوفيق والنجاح والسداد وأن أعرب لكم عن أطيب الامنيات آملا أن تسهم كلماتكم الجميلة المؤثرة بالرقي والازدهار ونشر العدل وبث نسمات الحرية والكرامة والتي كنتم تعبرون عنها في تاريخكم النضالي ضد الظلم والطغيان والاستبداد
سبحان الله كيف دالت الايام وكنت تناظر وتحاور قيادات الامن العربية عام 2008 وهم يفخرون بأنهم أفضل نظام شرطي في العالم لا بل فإن العالم يتعلم منهم ثم شتمه وتهديده وقذفه وإفتراءه عليكم وأنت تركز على أن الشرطة العربية من أفسد الاجهزة في خدمة النظام السياسي والتعذيب المنظم والحفاظ على الحكام إلى ما بعد الموت في توريث أبنائهم وكيف رد عليك الغراب يومها
نسي الطواغيت وأعوانهم دعاء المظلوم كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( إياك ودعوات المظلوم فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار) ودعوة المظلوم مستجابة
وأقسم الله عزوجل لأنصرنك ولو بعد حين ..... والمظلوم لا ترد دعوته
فخامة الرئيس ,
معركة اليوم تشتعل بين الحق والباطل والظلم والعدل والاستبداد والحرية وهل نذكر بالاسلام السجين ليس في تونس فقط بل عند الجميع
رئيس وزرائكم مهندس الطاقة الشمسية حمادي الجبالي حفظه الله هو سجين شين العابثين 10 سنوات في سجن وبعد سجنه صار اليوم رئيس وزراء تونس الخضراء
وأنت أيها الطبيب البارع الحاذق الحكيم الثائر السجين المنفي ومن هدّد بقطع لسانك عام 2008 وهو مساعد وزير داخلية فرعون حبيب العدلي فتأملوا معي سجناء ومنفيّون ومعذبّون من الطرد والتعذيب إلى سدة الحكم أنت رئيس الجمهورية وحمادي رئيس وزراء تونس والله عز وجل يقول : (............. وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )216 سورة البقرة أين الظالمون والطواغيت والاعوان والرتب والألوية ؟ تحت التراب لقد مات من شتمك وقذفك في 16/5/2011 بعد صراع مع المرض
فخامة الرئيس حفظكم الله
كم من محنة هي منحة ؟! وكم من بلاء تجلى عن نعماء ؟! فهذا نبيّ الله يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام دخل السجن مظلوما وخرج منه وزيرا , وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم خرج من غار ثور وهو مطارد... من الغار إلى قيام الدولة , وهذه حماس فلسطين من السجون والقتل والتشريد والحصار إلى الانموذج الصالح في الحكم والدعوة والتربية
وأما مشهد تونس يا فخامة الرئيس فهو يجسّد التعاون والارتقاء بالاوطان وسماحة الاسلام في ترسيخ الحرية والعدالة والكرامة والسياسة الشرعية وتجديد الخطاب الاسلامي المتوازن والمعتدل والبعد عن الفرقة والنزاع والشقاق.. والله أسأل أن يديم الامن والعدل والرخاء والازدهار لبلدنا العزيز تونس
فخامة الرئيس أهديك قولا لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : ( إن لي نفسا توّاقة ما تمنيت شيئا إلا نالته : تمنت الإمارة فنالتها , وتمنت الخلافة فنالتها , وأنا الآن أتوق للجنة , وأرجو الله أن أنالها )
وهذه أمنية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قال لعدد من الصحابة تمنّوا : فتمنّى الاول دارا مملؤة ذهبا لينفقه في سبيل الله , والثاني مثله من الجواهر أما هو : ( أما أنا فأتمنّى لو أن هذه الدار مملؤة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح )
فخامة الرئيس حفظكم الله
أعداء الامة غربا وعربا يخوفونكم من الاسلام والمسلمين ويشنون حربهم وأقلامهم المسمومة على الحق . والاسلام وكلّ حرّ ضد الظلم والاستبداد والطغيان , وهومع الحق والعدل والحرية وحقوق الانسان , وتكريم المرأة بتكريمها من وحي السماء ومن هديّ النبي صلى الله عليه وسلم ومع الالتزام بنتائج صناديق الانتخاب وفاء بالعهود , والتي أمر الله سبحانه بالوفاء بها ولقد صوّت الناس للنهضة وللإسلاميين في أكثر من بلد لأنهم مظلومون ودعاة حق وأيديهم نظيفة وجباههم طاهرة لا تسجد إلا لله رب العالمين .
فخامة الرئيس ,
تباشير كل شيء أوله وخطابكم لطيف فيه لغة راقية حضارية , وأول أعمالكم حفظ العهد ونشر العدل وإنصاف المظلومين والمهمشين , ودعم الزراعة وتوزيع أراض مع مبالغ مالية كقروض حسنة على الطلاب الجامعيين لإستصلاحها ودعم الانتاج , ودعم المعوقين رعاية وعناية وتهيئة المساكن والبيئة الصالحة والمناسبة لظروفهم , ومنح أولياء أمورهم سيارات بدون جمارك لسهولة تنقل هؤلاء.. كما كان يعتني بهم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قبل رعاية أوروبا لهؤلاء.
وهذه أعظم أمانة في عنقك يا فخامة الرئيس ألا وهي المسجد الاقصى المحزون الأسير والعمل على فك الحصار عن غزة العزة
وأرجوك أن تعيد للقيروان والزيتونة مجدها ونورها وألقها وعلمها وأن تعيد علاقة حسن الجوار والتعاون مع الجيران ومع الاحرار في العالم أجمع
أرجو لكم فجرا صادقا ونورا وضياء وعونا من الله سبحانه وأنت جدير بالريادة والزعامة ولكل رجل رسالة يولد لها ويرشح لحملها وتأديتها في هذا العالم وأنت حملت رسالة الاسلام والعدل والحرية وتونس فكن والدا رحيما للجميع ورد المظالم إلى أهلها وأعمل فيهم بسيرة عمر الفاروق رضي الله عنه , وما أصعبها من وظيفة وخدمة للشعب التونسي المبارك ولما شيّد عقبة بن نافع مدينة القيروان خاطب الوحش فأتمرت بأمره وخرجت من الغابة وأنت بعدلك وإنصافك يا منصف الحق
ستخرّج الاشرار والوحوش من تونس الخضراء إن شاء الله
أكرر لكم شكري وتقديري وحبي ودعائي أن يعينكم الله أن تتخطوا كل الصعاب , فرّج الله همّكم ورزقكم من حيث لا تحتسبون وشرح الله صدور أثرياء تونس والعرب والمغتربين التوانسة الكرام للإسهام في الاستثمار ودعم إقتصاد بلادكم والرزق بيد الله سبحانه مع الاخذ بالاسباب
منحكم الله القوة والفضائل والخير والنجاح والسداد والفلاح وزادكم الله من الايمان وسلمكم الله رئيسا وحكومة وشعبا من جميع الآفات ومن مخططات الاعداء وكيد الادعياء
المحب والمخلص جمال موسى من فلسطين ومقيم في السويد
المصدر : جريدة الوسط التونسية