مذكرات أم وأب ..

صرخت في وجهها ناعتاً إياها بالبقرة ،،،

نظرت إلي بثبات وقالت معاتبة بصوت هادئ رزين : (الله يسامحك ؛ مش عيب الأبو يقول لبنته يا بقره )!!

وقفت مشدوها ولم أملك نفسي من القول لها : ( نعم صحيح ؛ عيب الأبو يحكي هيك ، أنا آسف بابا )

كم هو كريه أن تشعر أن ولدك أذكى منك ،، أو أن يحكمك بأبجديات الأخلاق التي تلقنها له ،،،

كان ذلك قبل أكثر من سنة ؛ إحدى قنوات الأطفال ذات الطابع الغربي ؛ وجدتها تعمل هدماً في أخلاق ابنتي وتعلمها أموراً خارج إطارنا المتعارف عليه من اهتمامات وأخلاق وقيم عربية أصيلة ،، نهيت ابنتي عن مشاهدة تلك القناة ؛ ولكنها لم تستجب ،، في الليل حاولت حذف تلك القناة ولكنني لم أفلح إلا بعد مساعدة زوجتي لي فهي أكثر صبراً وطولة بال مني ،،،

في الصباح جلست أتصفح المنتدى ،، أقبلت ابنتي إنعام ووضعت رأسها على كتفي وقالت : ( باب صح إنت ما بتحب قناة (كذا) لأنها مش مؤدبه ؟؟!! ) قلت لها : ( نعم يابابا هذى القناة مش حلوة ليكي وبتعلمانا أشواء مش طيبه ) نظرت لي قليلاً وقالت بدهاء : ( خلاص بابا انا عشانك حذفت هذي القناة من الستلايت ،،، روح افتحها ومش رح تلاقيها ) !! وهنا شعرت بتوقف لساني عن الكلام ،،، كيف حللت أن القناة قد حذفت تلك الطفلة بنت الأربع سنوات ،،، هل كانت تسمعنا أنا وأمها ليلاً ،، مستحيل فقد كنت أرقبها وقد كانت مستغرقة في نوم عميق ،،، هل عرفت أنني أنا من حذف القناة ،، أم أنها تمارس تحقيقاً مبطناً لمعرفة الفاعل ،،، كم كانت نظرات خيبة الظن في عينيها وهي تسمع اعترافي بأنني من حذف تلك القناة ،، ولكنها قبلت رأيي وتصرفي على مضض !!

الأخت الكريمة رشا أقرأ ما تكتبين فهو طيب ،، نرجو المزيد ،،،

اخ احمد شكرًا لك ما اروع مواقف الاطفال وما اروع مكرهم ٠٠٠٠ قررت من فترة ان اكتب عن تلك اللحظات الجميلة التي تقضيها في التربية وهو شيء مضن حقيقة ولكن احب ان ابعث برسالة لكل اب او ام تعبوا من مهام الام والأب لأقول استمتعوا فالأمر مضحك وممتع ٠ من الصعب ان استمع الى قصتك اخ احمد مع ابنتك وشدة ملاحظاتها ولا ابتسم٠٠٠٠٠ لذلك اكون سعيدة ان خلدنا هذه اللحظات وتشاركنا القصص عن عالم الاطفال وربما سنضحك على الأساليب التي نستخدمها نحن الأهل في حل المشكلات ٠
اسعدني مرورك اخ احمد

زيارة
صباح جميل وحالة من الاستنفار عمت المنزل فاليوم سازور احدى صديقاتي . تلك الصديقة التي لم ازرها منذ زمن وها انا اعد ادق التفاصيل دائما اصل في الموعد المحدد ودائما اغادر في الوقت المناسب ان خططت لكل شيء لن اواجه المتاعب.وعلى ذكر المتاعب منذ دقائق وبناتي يهتفن بكل حماسة((بدنا نروح باي... بدنا نروح باي)) وهذا الامر عادة لا يبشر بنهاية سعيدة فمن خبرتي كام الطاقة الزائدة عند الاطفال لا تنذر بخير .
قررت ان اقطع عليهما تلك الاجواء الاحتفالية لانهي التحضيرات بسرعة ولاكون صادقة ان اعداد جيش اهون علي من اعداد بناتي للخروج.
اخترت الملابس وامرتهما ان تلبسا بسرعة ولكن كالعادة نظرن بازدراء الى تلك الملابس وتحسست من تلك النظرات انهن يتهمنني يانعدام الذوق وبالدكتاتورية.ولكنني لن اهتم لن اسمح لهن بارتداء تلك الكمية غير المتناسقة من الالوان ..لن اسمح ابدا بان تبدو ابنتاي كمهرجين . وقررت ايضا ان على كل واحدة منهما ان تحمل حقيبة خفيفة في يدها فتبدوان بغاية اللطافة .
تركتهما تتحضران وانهيت انا تفقد المنزل صنبور المياه.. الكهرباء ...الفرن.. واعدت الحرارة لذلك الهاتف الذي يلعبن به دائما .. وهكذا لن يجد زوجي عذرا ليحرمني من الخروج فانا اتحمل المسؤولية.
ولكن بقي ان اضع لمساتي النهائية على ابنتي الصغيرتين.. وكما توقعت ابدا لا تلتزمان بالتعليمات ارتدين تقريبا كل مجوهراتهما البلاستيكية ولكنني لم اعلق فسيبدان بخلعها قبل وصولنا قلما يلتزمن بما يفعلن .
والان فقرة التعليمات التي اغذي ابنتي بها قبل الخروج انها الوثيقة التي تحدد ما هو مقبول وما هو ليس كذلك اذا نجحن في تنفيذها حصلت انا على يوم مثالي .. وعلى عبارتي المحببة(( ما شاء الله بناتك شو مربيات)). اجل تلك الجملة ان حصلت عليها امام جموع الصديقات فانني ساحقق المجد ساصبح مثلا يضرب في كل جمعة نسوان .اذن كل ما يلزمني هو التزامهما الكامل بتلك البنود
-ممنوع الركض
-ممنوع تناول المكسرات.
- ممنوع الالتصاق بي .
-ممنوع قول عبارة( يلا نروح).
_مممنوع الالحاح.
-ممنوع شرب العصير لانه يؤدي الى الذهاب الى الحمام كثيرا مما يؤدي الى انقطاعي عن الجلسة اكثر من مرة .
بنود سهلة التطبيق افعلن ما اطلبه اكن ممتنة.
انهيت لقائي بصديقاتي .. عدت الى المنزل وقد حصلت على عبارة(( الله يعينك عليهم))
اكتشفت بعدها ان علي ان اغير بنودي واضيف بندا يخصني:
لن اخرج ابدا برفقة بناتي ..

وعليك السلام يا نور

الكمبيوتر والمدارس والبيئة ..ماذا تفعل الام بنفسها تظل تامل ان تحسن تربيتهم...تدعو في الصلاة لينشؤا على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عليها سوى ان تنتظر ثمرة عملها.

بسم الله الرحمن الرحيم

اوراق عتيقة
--------
اختي رشا ع لقد هيجت شجوني بهذا الطرح القديم الجديد وشدني باهتمام لفتح الخزانه المكسورة المفتاح
فوجدت ما اريد بعد عناء وجدتها تلك الورقة القديمه والتي تشير الى انني كنت في الصف الخامس
الابتدائي وكانت السنة 1956 وكان عمرنا اربعة عشر عاما - مراهقين لكننا كنا مقموعين
مشردين حيارى -حاقدين على كل زعيم -- على الاستعمار - على كل المتخاذلين -المتعاونين مع
بريطانيا -لانها كانت السبب في تدميرنا وذلنا وتشريدنا من ديارنا
جائت حصة اللغة الانجليزيه كالصاعقة على رؤوسنا - بعد الحصة اجتمعنا اكثر من عشرين طالبا
وقررنا عدم دراسة اللغة الانجليزية - وبقينا على هذا الحال حتى الصف الثانوي الثاني فقد تفرق
الطلاب الى مدارس اخرى او تركوا الدراسة فلم يبقى الا القليل والكل يكمل في اللغة الانجليزية
وبعدها يرفع -
في ظهر يوم من ايام 1963 - جائني استاذ اللغة الانجليزية عليه رحمة الله واسمه زكريا ابو غوش
فقال لي يا محمد وهو شاب قصير القامه - اشقر جميل المنظر لطيف المنطق وانا والحمد لله اطول منه فكان يتطاول وهو يتكلم معي
فقال يا محمد انني اضطلعت على جميع معدلاتك فوجدتك بامتياز في اغلب المناهج الا في اللغة الانجليزية - هل تعلمني ما السبب في ذلك
هل لا استطيع توصيل المعلومه في الشرح
هل لا استطيع امتلاك الشخصية لضبط الصف واسلوب الشرح --
فقلت له ما الامر يا استاذ ولماذا انا من دون طلاب الصف -- فقال انت لاتشارك في النشاط
المدرسي للغة الانجليزية وما يكون اذا جاء مفتش تربيه ويسال سؤلا وانت لم ترفع يدك
فيكون تقديري سيء
فقلت له يا استاذ انني ساشارك : قال كيف - فقلت له سارفع يدي اليمنى اذا كنت اعرف السؤال
ويدي اليسرى اذا لم اعرف السؤال - فقال هكذا اذن اتفقنا وتعاهدنا على ذلك
وفي اليوم التالي وفي حصة اللغة الانجليزية- سأل الاستاذعن if clouse فرفعت يدي اليسرى
ولم يرفع اي من الطلاب يده - فقال لي الاستاذ اخرج الى اللوح فاقول له يدي اليسرى
فقال لي بصوت خافت الرجاء اكتب المثال الموجود في بداية الدرس وبعد جهد جهيد تم كتابة المطلوب
فقال الاستاذ اجلس بارك الله فيك فلك 90 عن شهرين
عدنا من المدرسة في مخيم عقبة جبر ونحن في مخيم عين السلطان والمسافة بينهما في حدود 7 كيلو
مشيا على الاقدام وطيلة الطريق وانا افكر في الامر واقول في نفسي لقد تصدق الاستاذ علي
وغدا ساقول له اسحب تقديرك ولا اريد احدا ان يتصدق علي -- وصلت الدار دون ان اشعر بالمسافه
وبعد ان تناولت الغداء الفاخر نص حبة باذنجان مقليه وكاسة شاي وسلامتك ثم قررت في اليوم
التالي ان اشارك واسد الاستاذ هذا القرض فاخرجت الجدول ومنها كتب مادة اللغة الانجليزية وفتحت
على درس جديد والقاموس باللغة الانجليزي والاجوبه والكلمات باللغة الانجليزيه -- قرات الدرس ثم المفردات
ثم الاسئله وبعدها ذهبت الى قرابة لي اعلى مني صفا فلما راني واحمل كتب اللغة الانجليزيه
قال متهكما منين طالعة الشمس) - ليس لنا -- المهم درسنا الدرس الجديد وحلننا الاسئله والمفردات
وفي الصباح الباكر ذهبت الى المدرسة وفي حصة اللغة الانجليزيه جاء الاستاذ المذكور وقال
قراءه صامته للدرس الجديد وهو the struggle between rome and carthage الذي بقيت اتذكره ولا انساه
وبعدها قال الاستاذ من يقرأ فرفعت يدي اليمنى فقال انت يا محمد فقرأت الدرس واجبت على معاني المفردات واجبت عن الاسئله فقال لي عافاك -- فقلت له سداد
وهكذا اسمريت في الدراسه واجتزنا الامتحانات النهائيه والحمد لله رب العالمين
اريتم احبتي كم يكون الاستاذ يكون عنده الايمان بمهنته والانتماء لوظيفته وان يكون مربيا قبل ان
يكون معلما - اللهم اغفر له وسامحه واسمح عنه وادخله الجنة مع الصديقين ةالشهداء والصالحين
وحسن اؤلك رقيقا
والسلام عليكم ورحمته وبركاته

ابو ياسر

سيدي الفاضل ابو ياسر امتعتني القصة كثيرا وعجبت من رجل يراعي الحلال في علاماته ربما لهذا بارك الله في علمك واسأله ان يجعلك ممن أوتو حكمة وعلما واسعا٠

أختي ام محمد انه صراع دائم ان تحاولي تربية أبنائك مع كل تلك المشتتات ولكن عندما اسمع منك حرصك على التعليم الديني واسمع من فلأنه ان ابنها حفظ القران اشعر بحافز كبير اعرف ان هناك أمهات حاولن ونجحن فلم سافشل ولم اتقاعص ولم احس بأنني افضل ام وهناك أمهات يسهرن لتعليم أولادهن التجويد وانا سعيدة بسورة الفاتحة



غريب حقاً فلنا جميعا ذكريات مع اللغة الانجليزية ويبدو انها ليست جميعها ذكريات حزينة فبعضها سار كما حصل مع ابو خضرا


وفق الله الجميع

من مجموعتي القصصية حياتي بناتي
شوكولاته

احد ما يقف خلف الباب ..وصوت تمتمة خافت وعيون صغيرة تحدق من شق الباب . كنت احاول القراءة ولكن تلك التمتمة شتتت انتباهي . اغلقت الكتاب ونظرت باتجاه تلك الفتحة الصغيرة ..توقف الصوت اخيرا..كانت صغيرتاي تقفان هناك ولا ادري مالذي تخططان له هذه المرة , لكن يبدو الامر مهما . طلبت منهما الدخول الى غرفتي لاستفسر عن الامر.
دخلتا تدفع كل منهما الاخرى الى الامام وبتهذيب غير معهود قبلتا وجنتي .
-ماما ممكن تعطينا شوكولاته.
اجل للاسف هما مدمنتي شوكولاته لعبت الشوكولاة بعقلهما لدرجة جعلتهما عاجزتان عن التفكير بانهما للتو حصلتا على ثالث دفعة من الشوكولاة ..وكل مرة تقسمان انها الاخيرة.
لقد اكتفيت من هذا الموال والان حان الوقت لاتصرف كام نبيهة محنكة واحسم هذه الجولة لصالحي.
ينصح علماء النفس بالحوار النفسي المنطقي الذي يقوم على الاقناع وهذا ما انوي فعله.
-ياماما لا يجوز ان ناكل شوكولاة اكثر من مرة والا مرضنا واصابنا الم في البطن ناكل مرة واحدة اليس كذلك.
قاطعتني الصغيرة على الفور:
-بنروح الدكتور وبيعطينا دوا.
يا للهول انها تحاربني بسلاحي ولكن لن اجعل تلك اليقطينة المستديرة تجعل مني اضحوكة انها مجرد طفلة لم تتجاوز الثلاث سنوات . تابعت تلك المناظرة:
-ولكن الدكتور قد لا يكون في العيادة ليعطينا الدواء وستبكين طوال اليوم.
-بقول بسم الله الرحمن الرحيم بروح الوجع.
لقد علقت اجل .. هل سانفي ان البسملة تشفي من الاسقام ؟؟؟ ام ساعترف ان هناك حل لوجع الشوكولاة ..تبا لقد بدات اغضب وعندما اغضب تتلاشى منطقيتي واصبح اكثر كائنات العالم تخلفا ورجعية......
-انا بقول مافي شوكولاته يعني ما في شوكولاته.
حسمت الامر وكانني اقول لهما انتما مجرد تبع لكلامي انا الامر الناهي في هذا البيت.
-فتحت الكتاب لاتجاهل نظراتهما الحادة واتجنب حوارااخر. ولكنني استطعت ان اشعر بغضبهما لاسيما انهما لم تجيبا بل انسحبتا من الغرفة بهدوء وسمعت احداهما تحدث الاخرى:
-لما ييجي بابا بيعطينا..
مجددا سيصبح والدهما البطل تخيلت الموقف وهو يعطيهما الواح الشوكولاة بسخاء ....وهو محاط بالقبل والضحكات وانا وحيدة ..في الزاوية تنظران الي بانني الام المعارضة للشوكولاة الام التي يصيبها الم في البطن من بين ملايين البشر عندما تاكل الشوكولاة ...
استوقفتهما بسرعة..
-لكن لانكما مهذبتان ساعطيكما هذه المرة فقط شوكولاة ..سمعتما اخر مرة لهذا اليوم .
عم الفرح ارجاء المنزل واحتضنتهما وغادرتا الغرفة فرحتان وذهبت لافتح خزانة الممنوعات الشوكولاتية ولكن كانت خيبة الامل.... لقد نفذت الشوكولاته !!
انتهى امري ساصبح الام الكذابة المصابة بحساسية الشوكولاته وقفت احدق فيهما تحتفلان بانتصارهما ..وزففت لهما الخبر..
-ما في شوكولاته سوررررررررررري.
وطبعا وقفتا هناك تظنان انها احدى حيلي ..المشكلة انه سبق واستخدمت هذه الحيلة مسبقا وعندما اردت ان ابرر لم اجدهما امامي ...
هذا ليس عدلا لم لا احصل على ما اريد بكل بساطة ...وطبعا جاء والدهما في المساء وقد احضر معه الشوكولاة وحصل هو على الدلال وعندما مددت يدي لاتناول حبة من الشوكولاة... اسوقفتاني..
-لا ماما بسير بطنك يوجعك!!
وحرمت ايضا من الشوكولاته......... يا الهي لماذا لا تصبح حياة الام اسهل........

رشا عمران