بسم الله الرحمن الرحيم
من فضل الله على هذه الأمة أنه ما من خير إلا ودلها عليه، وما من شر إلا وحذرها منه، فأحل لها الطيبات وحرم عليها الخبائث؛ رحمة وشفقة بها، ومن جملة ما حرمه عليها من الخبائث: التدخين بأنواعه؛ إذ إن أضراره متعددة، وخبثه لا يخفى، والأدلة من الكتاب والسنة واضحة في تحريمه وبيان خبثه.
قال تعالى ( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )[النساء:29]
(وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )[البقرة:195]
(ولا تسرفوا ان الله لا يحب المسرفين)[الأعراف:31]
والايات كثيره و الاحاديث اكثر و لكن بعض الناس كما قال الله في وصفهم
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ.) [الأعراف:179] ...
كبرا و جحودا و هوى بعد ان راوا و سمعوا ان التدخين حرام و ترى من يصر على انه ليس كذلك
و يقول لك انه مكروه و ليس هناك ايه واضحه تدل عليه وليس مذكورا بعينه
و لا اقول ان المدخن ليس فيه خير فان منهم من يصلي الفجر في جماعه و يحافظ على الصلوات
ولكن الامر خطير جد خطير فان احدهم يحرم اهله المال لكي لا يحرم نفسه الدخان
و تاخذه العزة بالاثم ليقاطع اهله و اقاربه ولا تاخذه العزه عندما يذل نفسه لشراء او حتى للدين
من اجل شراء الدخان و لا حول ولا قوه الا بالله يحرم نفسه من الطيبات لا ليطعم المحتاج كما قال الشاعر
(واني لالوي البطن و الاكل يشتهى مخافة يوم ان يقال لئيم )ولكن ليشرب الدخان الضارالمهلك
ا اترك الدخان دون تردد فانه مضرة للجسم و الابدان
و ارحم اناس جاوروك بمقعد فالسم لا يهدى الى الجيران
فالموضوع سهل و ليس بصعب بل انه يحتاج الى حب لله و كره ما حرم و الامتثال لما امر و الابتعاد عما نهى و اراده وفعل لا قول و همم كانت بقوتها تصل الجبال قال الشاعر
من ذا الذي رفع السيوف ليرفع= أسمك فوق هامات النجوم منارا
كنا جبالا في الجبال وربما= سرنا علـى مـوج البحـار بحـارا
بمعابد الإفرنـج كـان آذاننـا= قبل الكتائب يفتـح الأمصـارا
لم تنس أفريقيا ولا صحراؤهـا= سجداتنا والأرض تقذف نـارا
وكأن ظل السيف ظـل حديقـة = خضراء تنبت حولنا الأزهـارا
لـم نخـش طاغوتـا يحاربنـا = ولو نصب المنايا حولنا أسوارا
ندعو جهارا لا إله سوى الـذي= صنع الوجود وقـدر الأقـدارا
ورؤسنا يـارب فـوق اكفنـا = نرجوا ثوابك مغنمـا وجـوارا
كنا نري الأصنام مـن ذهـب= فنهدمهـا ونهـدم فوقها الكفـارا
لو كان غير المسلمين لحازهـا= كنزا وصاغ الحلي والد ينـارا
هذه الهمم التي نملك مثلها انشاء الله التي نبتغي الاجر عليها
تشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح