السلام عليكم
كثُر الحديث مؤخراً عن المجزرة الرهيبة التي يرتكبها النظام السوري لاسابيع ضد سكان حي بابا عمرو، وهو حي من احياء حمص المنكوبة، فعلى من سُمّي ذلك الحي؟
حي بابا عمرو، او باب عمرو، يقع في الجهة الغربية الجنوبية لمدينة حمص، ويعتبر المدخل او الباب الثامن لتلك المدينة، وفيه مساجد اموية اثرية، منها مسجد الصحابي البطل عمرو بن معد يكرب، ويقال إنه دفن في المكان نفسه.
فحي بابا عمرو، سمي تيمنا بالصحابي الفارس عمرو بن معد يكرب الزبيدي، المكنى بأبي ثور، وهو من امراء قبيلة زبيد، وهو شاعر وفارس اشتهر بالشجاعة والفروسية، وكثرت فيه الروايات والحكايات، حتى لُقّ.ب بــ «فارس العرب»، وكان له سيف اشهر من نار على علم، اسمه «الصمصامة».
شارك عمرو في معارك الفتح الاسلامي في الشام والعراق، وشهد معركتي اليرموك والقادسية، ولم يتخلف عن حرب مع المسلمين قط، كان عمرو بن معد يكرب طويل القامة قوي البنية، حتى ان الفاروق عمر بن الخطاب قال فيه: الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرو تعجبا من عظم خلقه.
اما «الصمصامة» - وهو سيف عمرو - فهو وحده اسطورة، وتقال فيه روايات اغرب من الخيال، وهي على كل تتسم بالطرافة، فلم يبلغ سيف من سيوف العرب ما بلغه «الصمصامة» سيف عمرو بن معد يكرب، سواء من شهرة او بما مر عليه من احداث، حتى اصبح اكثر شهرة من ملوك كثيرين، فيقال ان الملكة بلقيس أهدت الى الملك سليمان خمسة أسياف هي: ذو الفقار، ذو النون، ومجذوب، ورسوب، والصمصامة، وقد انتهى «ذو الفقار» لمنبه بن الحجاج، اخذه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في يوم بدر، اما «مجذوب» و«رسوب» فأصبحا للحارث بن جبلة الغساني، واما «ذو النون» و«الصمصامة» فامتلكهما بطلنا عمرو بن معد يكرب، احد مشاهير الفرسان في الجاهلية والاسلام.
فالروايات عن «الصمصامة» كثيرة، وهناك اشعار قيلت فيه، وهناك صحابة تحدثوا به، حتى ان ابن عباس قال لبعض اليمنيين: لكم من السماء نجمها، ومن الكعبة ركنها، ومن السيوف صمصامها، وسأل الفاروق عن أمضى سيوف العرب، فقيل له: «صمصامة» عمرو بن معد يكرب، فأرسل الى عمرو ان يبعث اليه «الصمصامة» ليراه، فبعثه اليه، فلما ضرب به، وجده دون ما كان يبلغه عنه، فكتب اليه في ذلك فرد عمرو: انني انما بعثت الى امير المؤمنين بالسيف، ولم أبعث اليه بالساعد الذي يضرب به.
منقووووول