يحكى أن سارقاً كان يهم في سرقة بيت أحد العباد فسمعه يتلو قوله تعالى :
(( ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون ))
عندما سمع هذه الآية الرائعة خشع قلبه و بكى و قال : بلى يا رب .... بلى يا رب
حان وقت التوبة و الرجوع .... حان وقت الإنابة و الخشوع
و لم يسرق من وقتها بل صار من أحسن العباد
السرقة فعل محرم و مشين و عقوبتها رادعة و شديدة ، ولكن هل يمكن أن تسرق من سرقك ؟؟؟
و السؤال الأهم : هل فكرت يوماً بالأسباب التي دفعت ذلك السارق للسرقة ؟؟ و هل فقره هو السبب برأيك ؟ إنه ضعف اليقين و غياب التوكل على الله في النفوس . فعندما يؤمن الإنسان أن رزقه بيد الله وحده و مقسوم و محدد و مكتوب
قال تعالى : (( وفي السماء رزقكم و ما توعدون ))
و التوكل على الله ليس مجرد كلمة نتغنى بها بل هو إيمان و يقين يرافقه عمل و سعي
قال تعالى : (( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور ))
و عندما يغيب اليقين و الفهم الصحيح لمعنى التوكل يلجأ الفقير إلى حلين لا ثالث لهما برأيه
إما أن يتسول و يتذلل للأغنياء و يفقد كرامته و مكانته
أو أن يلجأ للسرقة و الرشوة و المال الحرام
و كلاهما خطأ غير مقبول بالطبع
و هنا يأتي دور أهل العلم و الحكمة قبل دور الأغنياء من أهل الخير
فمن واجب العلماء و الدعاة و الحكماء و حتى العباد و الزهاد أن يبحثوا عن طرق لجذب هؤلاء الذين ابتعدوا عن الدين فصار الحرام سهلاً عليهم و هذا ما فعله مالك ابن دينار عندما سرق قلب السارق و روضه و ملأه بطاقة إيمانية رادعة
لدى الجميع فطرة سليمة و جانب روحي بحاجة لمن يغذيه و يضرب على أوتاره الحساسة