بسم الله الرحمن الرحيم
السيد يحيى سالم الأقطش :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
أرجـــو أن تتقبل تعليقاتـي برحابـة صـدر ، وحسـن نيه .
قرأت كتابـك الممهـور باسـم : ( الدوايمة وعائلة الأقطش … شهادات ومشاهدات) فهاجني ما كتب ويكتب اليوم عن بلدة الدوايمة … قرية الدوايمة … بل حتى مدينة الدوايمة لو بقِيَتْ … .
فقد اجتهد الأستاذ موسى عبد السلام هديب – رحمه الله – وكانت له البداية وفضل السبق لكنه استحوذ على كل أثر في الدوايمة ونسب كل شيء إلى عائلةهديب .
وآخر دخل إلى شبكات الإنترنت وادعى لنفسه شرف السبق في سكنى الداوايمة ، وآخر هاجم هذه الحركات حسداً من عنده واعتدى على العادات والأعراف والتقاليد .
أشعر وكأنني في سوق عكاظ ؛ فأرى النابغة والخنساء … فها أنت تلحق بهم ، فتكشف المستور ، وتؤلب الصدور ، وتثير من في القبور .
كنت أتوق إلى إنجاز كتاب عن الدوايمة يكون شاملاً كاملاً غير متحيز صادقاً حقيقياً يكون مرجعاً للأجيال القادمة كما فعل الباحث الأخ : أحمد العداربة في كتابه (الدوايمة) فقد أجاد في البحث والمقارنة والمقابلة مع الرجال الكبار وأصحاب المعرفة ؛ فكانت تجربة مشكورة .
إن المؤلف أو الكاتب أو الجامع لا يستطيع أن يقوم بإخراج كتاب دون أن يقوم بجهد كبير جداً ،متحرياً دقة المعلومة وصدق الراوي والرواية ، وأنت تعرف دون غيرك هذا … فقد كان الأوائل يتنقلون من بلد إلى آخر من أجل حديث واحد – جزاهم الله خير الجزاء – أو أن يغوص في بطون الكتب حتى يستخرج المعلومة الطيبة ،التي ينتفع بها المجتمع من بعده ، ولكنني أرى أن بعض الكتّاب يخرجون كتباً غير مفيدة بل هي للجاه والشهرة لاسم الكتاب والمؤلف ، وأما في داخل هذه الكتب : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .فما من كاتب إلا سـيلقى غداة البعث ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
قرأت كتاباً اسمه وشائج القربى بين العشائر الأردنية على ضفتي النهر للجامع الشيخ أحمد أبو خوصه قال فيه : (( كل ما وردنا عن العشائر الأردنية هو عن طريق المستشرقين الأجانب الذين لا يهمهم إلا مصلحتهم الاستعمارية والشخصية ؛ وكوني كنت رجلاً في قوات البادية الأردنية حيث تجولت في البادية الأردنية وقابلت الكثير من شيوخ هذه العشائر وأردت أن أبين العلاقة الأخوية بين هذه العشائر )) فهذه مقدمة طيبة يشكر عليها ولكنه بعد ورقتين أخذ يقول قال( المستشرق فريدرك) وقال الرحالة (فريمان) وجعل من العشيرة عائلة ومن العائلة عشيرة كما فعل حضرتكم نفس الشيء المذكور أعلاه في (ص 150) الســطر الرابع من نفس الكتاب( حيث تقول وصار الجميع يحتذون فعال عشيرة الاقطش تحديدا في الاعتناء بالزراعة – كزراعة شجر الصبر) .
أخي الكريم : إنني أعرف أنك المربي الفاضل الذي امتطى صهوة العلم منذ زمن بعيد وإنك تزيد عني في العمر ثلاث سنين – أطال الله في عمرك – لكنني طيلة حياتي قد جالست الكبار ، الكبار ، وأخذت المعرفة عنهم بالتعلم كما يقول ( الأحنف ابن قيس ) وأخذت المعرفة زيادة على ذلك من بطون المعاجم فازددت معرفة بذلك .
كنت أتمنى عليك أن تقوم بإخراج كتاب عن الوطن والأمة وهمومهما كما فعل الدكتور طارق سويدان في كتابه (فلسطين – التاريخ المصور) أو كتاباً عن اليهود وغدرهم وكيدهم كما فعل السيد أحمد الشقيري – رحمه الله – في كتابه خرافات يهودية والذي طبع بعد وفاته .
هذه الكتب القيمة تبقى كنزاً ثرياً وإرثاً للأجيال مدى التاريخ أما أن يقوم المؤلف أو الكاتب بالكتابة عن نفسه وتزكيتها ، مقيماً أعماله وأفعاله وفضائله … فإنني أعرف أن الذي يقيم المؤلف هو القارئ أو الناقد وإلا فإن حال المؤلف يكون كما يقال : ( … … … ) ؛ أما بعد ذلك فإن لك جهد خاص مشكور .
أخي الكريم : لقد قابلت الكثير ممن أخذ نسخة من هذا الكتاب فمنهم من قرأ العنوان ، ومنهم من قرأ القليل منه واكتفى بذلك ، ومنهم من وهبه إلى غيره ، وغيرهم من أبناء عشيرتنا الغالية من سألني : (( ما رأيك في هذا الكتاب ؟ )) ؛ واخرين من غير قرية الدوايمة قال – الم يكن في الدوايمة غير دار الاقطش -- لذلك لم أجد بداً من الكتابة لتبيان الحقائق الواردة فيه حيث أنك قد أشرت في المقدمة (ص 17 – سطر 16) أن الباب مفتوح لمن يرغب في الزيادة والتفصيل ؛ وجزاك الله خيراً .
أخي الكريم : كوني عشت من العمر غير قليل وجالست الكثير من الرجال الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى – رحمهم الله – وعلى هذا الأساس ارتأيت أن أبين بعض المغالطات التي وردت في هذا الكتاب في هذا الكتاب – قدر المستطاع – وأتجاوز عن الكثير مما فيه حرصا على المودة مع
العشائر الاخرى من الدوايمة والقرى المجاوره .
أبدأ يا أخي من هنا :
- 1 --الخارطة الموجودة في (ص39) لم تكن الخارطة المرجوة لقرية الدوايمة ؛ فهي غير دقيقة وكثير ممن سألتهم عنها شككوا في صحتها وكان عليك التحقق منها وأنت درجت في شوارعها وطرقاتها ؛ وإنني أعرف من عملها ورسمها حيث التقيته مؤخرا في احد الماتم وتحدثنا عن هذه الخارطه – قال هذا اجتهاد مني ولم يكن لي الدراية التفصيليه بالحاره الفوقا وخاصة حارة الخضور .
2-في صفحة (24) سميت القرية أماتزيا نسبة إلى اليهودي المجرم أمصيا ؛ أما ( قوة الله) فهذه التسمية معنى (بيت واحيم) . حيث ذكرت دمر الاعداء هذه القريه العربيه وشتتوا سكانها- وفي عام 1955م اقاموا على انقاضها مستعمرتهم اماتزياه—ومعنى الاسم قوة الله .
3--في الصفحة (51) عن الحاج عثمان أبو خضرة ودفاعه عن بلده وداره والحاج سالم رحمه الله شاهد على تلك المقاومة : والذي قال فيه الشاعر جميل هاشم رمزي العيسه
عثمان عكتفة البارودة والفشك
ابنه على حزامه مسك
اترك يابوي مثل ما غيرك ترك
عثمان صك على سنانه وصرك
عيب علي اهرب وعندي رمك
والدار حقها هو دخول المعترك
والذود عن حياضها واجب علينا مشترك
وإن كان ما كفى دمي لازم نكمل من دمك
بدي أسألك يالمذهبي من مذهبك
عثمان في الجنه ملك-ملك-نعم ملك
دمه على الارض ارتوى منه الحبك
والطيب من جرحه انتشر كائنه المسك
هذه قصيده لأطفال المخيم والتنك
في الليل لما يزورك شبح الارك
واتذكروا عثمان إلي ما ترك … وشكراً .
- في صفحه (51) 4-:
ذكرت ان احمد عيسى ابو خضرة ( المقعد)
محمد سالم ابو خضرة (الاخرس)
لكن الصحيح هو
- أحمد عيسى حسين أبو خضره ( الأخرس)
- محمد سالم محمد حماد (المقعد)
5--في ص (67) تقول إن الحاج سالم – رحمه الله – يعتبر مؤسس العشيرة و وبانيها – وهو شيخها المعبر عن حقيقتها وحياته بحق عشيرته وعائلته-- وأعرف أن والدك هو من مواليد عام 1880م وقد ذهب إلى الخدمة العسكرية في الجيش التركي ، قد يكون بعد ميلاده بعشرين سنة – ولم أعرف كم لبث في الجيش التركي – ثم عاد إلى الدوايمة سالماً وكان ذلك في حدود عام 1913م ؛ وإن الدوايمة يا أخي العزيز قد عمرت أكثر من أربعمائة سنة أي تأسست منذ العام 1538م تقريباً ؛ إذن فأين كان أفراد هذه العشيرة ؟ ومن كان أميرهم في هذه الفترة ؟ - علماً بأنهم كانوا يعيشون على قاعدة : (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب) - وهل للعشيرة اسماً غير هذا الاسم ؟
سبب التسميه
وردت عدة روايات عن سبب تسمية الاقطش بهذا الاسم منها
1-ان عبد الهادي بن محمد الاقطش كان رجلا شديدا طويل القامه ضخم الجثه قوي البنيه وكان شهما كريما فيه الصفات العربيه الاصيله اختلف يوما مع رعاة الغنم ويبدوا ان احد الرعاة ضربه بحجر باذنه فسمي الاقطش
ب-وفي روايه اخرى انه كان كريما جوادا وله غنم كثيره وكان كلما ولدت غنمه جديا قطش
اذنه من اجل اكرام ضيوفه فسمي بالاقطش
ج- كلمة اقطش بالتركيه تعني الحجر الابيض ويبدو ان اجداد العائلة كانوا ذوي لون ابيض فسموا بذلك للون بشرتهم .
-6-في صفحة (68) التسمية هي ان احدا من دار عفانه – القطيشات تشاجر مع واحد من دار الاقطش قبل التسميه وعضة في اذنه وقطعها --- فسمي الاقطش؛ أما ما جاء في الفقرة (ج) فأقول رحم الله ذلك الجاني الذي رافق ابن منظور واختار لكم اسماً مميزاً بالبشرة البيضاء ، ومتميزين عن باقي عشيرة الخضور ؛ وهنا أسئلة تطرح :
- هل أنتم فعلاً من عشيرة الخضور ؟ .
- لماذا سميت العشيرة بهذا الاسم ؟ .
- لماذا منازلكم كانت خارج حارة الخضور في الدوايمة ؟ .
-7-في ص(69) عائلة قدسية تعود إلى عائلة الأقطش ( دار عبد الهدي بالذات ) ؛ فقد حدثني والدي – رحمه الله – أن هناك لنا أهل في قرية إجزم قضاء حيفا هذا منذ زمن بعيد ولم يربطهم لي بشجرة النسب ، ثم بعد ذلك وردني اسم للسيد عيسى أحمد خضر حسين الداويمة ، فأخذت أبحث عن هذا الاسم عندي فلم أجد له ربط مع الشجرة ولم أجد له أصول ؛ فذهبت إلى مخيم حطين (شنلر) وقابلت السيد حسن محمد علي أبو خضره وكان معي خليل محمد أحمد مسلم أبو خضره ، فقال لي : (( إنه من عائلة الأقطش )) ثم ذهبت إلى السيد موسى محمود الأقطش رحمه الله فحدثني قصتهم من قديم … ولكنه لم يربطهم بالشكل الصحيح في عائلة (دار عبد الهادي الأقطش).
- أرأيت كيف يتحقق الإنسان من الرواية الصحيحة ؟ .
- هل أستطيع الحصول على ربطهم بشجرة النسب ؟ … وشكراً .
نسب عائلة الاقطش
عائلة الاقطش جزء من عشيرة الخضور وهي مكون اساسي من بلدة الدوايمه ويغلب الظن ان نسبها يعود الى الشيخ عبدالله ابن عبد الدايم ابن احمد الغماري
-8--عند مقابلتي للكثير من كبار رجال الدوايمة ؛ شكك البعض أن يكون الشيخ عبد الله جداً لعشيرة الخضور ، وآخرون قالوا أن الشيخ عبد الله هو الابن الأصغر للشيخ علي ، وآخرون قالوا عن عشيرة الخضور غير ذلك … والذين شككوا طبعاً من ( الحارة التحتا ) ، وكنت أنوي السفر إلى تركيا أو إلى مصر من أجل أن أتحقق من الربط بين الأســماء حتـى أصـل إلى عبد الدايم … فهل تحققت من هذا الموضوع أم أخذت الأمر من شخص لا يعرف اسمه بالكامل على الإطلاق
وان اذا كان عبدالله هو ابن عبد الدايم يكون البعد العمري بينهم 100 عام وهذا غير صحيح انما هو الابن الاصغر الى الشيخ علي ابن عبد الدايم وهو ما اجمع عليه كبار اولاد الشيخ علي .
-في صفحه (71) الصحيح أن أولاد جاد الله هم متواجدون في باقه الحطب --- وان شريم وداوود
ونزال يقال ولست جازما انهم من فروع عشيرة هديب-- الدوايمه
-في صفحه (72) تقسيم العشيرة
الاقطش – ابو شلنفح –ابو غالية-الملاد –حسين –علي-حماد –سليمان
والصحيح ان عبدالله خلف –محمد(ابو خضرة) ---- فريح ( الفراحيت)
ا- أبو خضره : حسين - علي - سليمان – حماد .
2 –فريح خلف – محمد( الاقطش) – اسماعيل ( الملاد)
ج- الأقطش : سلامه – عبد الهادي – أبو غاليه – أبو شلنفح .
4 – الملاد – عبدالعزيز –غبد الرحمن –شحادة --حمدان
- 11 -الصفحات من (73-87) : علم الأنساب هو علم كباقي العلوم الحياتية فقد كان سائداً عند العرب في الجاهلية ؛ فكان الأعرابي ينتسب أمام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فينظر الرسول إلى أبي بكر (رضي الله عنه) فيقول : (صدق الرجل يا رسول الله) ؛ وكان أبو بكر أعلم الناس بالأنساب .
فالذي يحاول أن يهم بعمل أي شيء له علاقة بعلم الأنساب عليه أن يغوص في معاجم الأصول والأنساب ويتحرى الدقة في الرواية وصدق الراوي ولا يأخذ أخباره من شخص ليس له في هذا المجال علم ولا دراية وبالتالي لا يعرف جذور اسمه الكامل ؛ أو أن يرسل شخصاً يستسقي له المعلومة ، وفي الطريق تضيع الأوراق وتسقط النقاط عن الحروف وهكذا تأتي شجرة النسب مشوهة مليئة بالأغلاط والمغالطات .
حاول شخص من عشيرة القيسية أن يعمل شجرة نسب لعشيرة القيسية ؛ فأخذ يبحث عن أصحاب المعرفة في هذا المجال ، وقابلني – وكان يريـد أن يعمـل علـى طريقـة الكلبـي فـي النسـب – فقلت له : طريقـة الكلبـي طريقـة معقـدة ولكن طريقـة البغـدادي أسهل من ذلك – كما فعلت أنت في هذا الكتاب – وقد ارتحل هذا الشخص ، واسمه : وليد محمود سعيد الحاج أحمد القيسية من عمان إلى دمشق ، ثم إلى الخليل ، ثم الظاهرية من قضاء الخليل ؛ إلا أن أصل عشيرة القيسية – كما أعرف – من قرية بيت جبرين ؛ وبعد مذبحة العصفوري ، قسم جاء إلى الداويمة ، والقسم الآخر ذهب إلى الظاهرية وأخذ اسم القيسية .
-في صفحه (78) : أسفل الصفحة كتبت : (( لم يتسنى للمؤلف استكمال النسب والأسماء )) 12-
إننا نظن بك الظن الحسن ؛ مع العذر الجميل بأن المؤلف لم يكلف نفسه عناء الجدية في العمل ، أو أن هذه الأسماء لا تخصه فأهملها مثل اسم جد عشيرة الخضور (محمد أبو خضره) وضعه : (أحمد أبو خضره) أو أنك خشيت أن تتعب عندما تكتب عدة صفحات من الأسماء للأجداد والأبناء والحفدة فقمت باختصار الموضوع بكتابة بعض الأسماء الرئيسية كما فعلت مع عائلة حماد أبو خضره .
-13 -في الصفحة (88) إكرام الضيف : (كان شيخ العشيرة يوصي بأن يعمل فلان أو يخلف على فلان بأن يعمل غداء الضيوف ) : ويكون فلان – هذا الشخص – قد ذهب إلى يافا أو إلى مكان آخر للعمل فيغيب عن الأهل أكثر من ستة أشهر ثم يحضر إلى البلد ؛ فيخلف عليه الشيخ بطعام الضيوف ، ويحضر هذا الشخص الطعام فيتناوله منه الشيخ ويقدمه للضيوف ؛ وبالتالي يقوم الضيوف بشكر الشيخ على حسن الضيافة والتخليف عليه : (يخلف عليك يا شيخ) ، وذاك المسكين الذي حضّر الطعام لم يذكره ولم يدر عنه أحد وهكذا أصبح الشيوخ شيوخاً وسادة ، كما يقولون في الأمثال : ( الفعل للجهران ، والصيت للعدوان ) وهكذا صاروا .
14-14 -في الصفحة (104) أمثال شعبية : ( كان أبو إسماعيل – رحمه الله – معلمة بارزة وخزانة أمثال كثيرة ) منها غير الذي ذكر :
- الجمل ما بيشوف عوجة رقبته .
- الظلم مرتعه وخيم .
- الحسود لايسود .
- عين الحسود فيها عود .
- جارك لا تعاديه .
- ياظالم إلك يوم .
وغيرها الكثير الكثير من الأمثال .
-15 -في الصفحة (115) الحاج سالم الأقطش – رحمه الله – كان رجلاً قيادياً ، قد اكتسب هذه الميزة من خدمته في الجيش العثماني ، وكان متواضعاً للعشيرة وكان له معارف كثيرة فكان ينصح ابن ولده طه محمد سالم ويقول له : ( تواضع للعشيرة تكن عليهم شيخاً وأميراً ، ومن لم يتواضع لهم لا يحترمونه ويرفضونه ؛ فقد أخرجوني من هذه الطاقة ) – والطاقة شباك يطل على عتبة الجواودة من الجهة الشمالية من المضافة – وقد سمعت من والدي – رحمه الله – بأن شخص اسمه أحمد محمد سالم (خرخوره) من حلحول – والد زوجة شعبان أبو خضره – قد شتم الحاج سالم يوماً في المضافة ، فقام محمد سالم ليضربه فمنعه الحاج سالم من ضربه وقال له : ( إذا ضربته يزعل أولاد عبد ربه – أي رجب وشعبان – وإذا زعلوا أولاد عبد ربه بتزعل دار أبو خضره ؛ وأنا على من أصبح شيخاً .
وهكذا كانوا يضحون بمصالحهم الخاصه من اجل مصلحة العشيرة حتى يكونوا قوة ضاربة في البلد يهابهم الناس من حولهم (رحمهم الله جميعاً ) .
- 16 -في الصفحة رقم (117) في السطر 20 من هذه الصفحة أن شيخ البلد كان متسلطاً ولم يكن على وفاق مع عشيرة الخضور ؛ هل لي أن أعرف سبب عدم الوفاق هذا والقطيعة أخيراً .
يروي محمد سالم – رحمه الله انه حين اخذ مجهولون الشيخ مسلم سلمان هديب رحمه
من بيته وقتلوه رميا بالرصاص خارج البلده – بكى الحاج سالم حين سمع بالخبر
- 17 -صفحة (118) الشيخ مسلم سلمان هديب شيخ البلد المعروف قد جرت عدة محاولات لاغتياله والتخلص منه ، وهذه المحاولات جميعها فشلت لكنه أخيراً سقط عن درج العلية ومات أما الذي اغتيل وسحب إلى خارج البلد أمام أعين الناس هو إسماعيل مسلم هديب ، واتهم العزة بقتله .
- الصفحة (119) إصلاح ذات البين :18 -
كانت روح الانتقام من الخصوم مبرره في ذلك العهد الذي يسوده الجهل ففي يوم خرج الحاج سالم قبل الحاج والتوبه يريد سرقة فرس احد شيوخ الساحل ارضاء للعزه
سمعت قصة مشابهة وهي : ( أن العزة كان يأخذ ضريبة الالتزام من الحكومة – يضمن دفع الضريبة المفروضة من قبل الحكومة على الناس ، ثم يقوم هو بتحصيل هذه الأموال من الناس كيفما يشاء – وقد طلب العزة من مختار مدينة أسدود مبلغ (30) ثلاثون جنيهاً ، فقال المختار دفعت العام الماضي (20) عشرين جنيها ولا أدفع هذا العام هذا المبلغ ورفض أن يدفع ؛ وكان في عشيرة الخضور شباب من الفُتوّة (مرتزقة) فاستدعى إثنان منهم وهما (أبو العرّاج) و(ذهب) طبعاً هذه أسماؤهما الحركية ؛ وذهب الاثنان لمراقبة فرس المختار ، حتى إذا ما ربطت الفرس في ساحة الدار ؛ وكانت الدار داخل حوش وللحوش بوابة ، ولهذه البوابة باب خشبي كبير من ضرفتين تمسكهما من الداخل قطعة خشب ، وقد نام الحرس خلف البوابة ، فقام أحد الرجلين يرفع ضرفة واحدة من الباب ، ودخل الآخر فأحضر الفرس ، وبعد أن خرجت الفرس من فوق الحارس ألقى الأول بضرفة الباب على الحارس وركبا الفرس وسلماها إلى العزة ، وأخذ كل واحد منهما خمسة جنيهات ؛ فجاء صاحب الفرس ، فدفع ثلاثين جنيهاً بالإضافة إلى عشرة المرتزقة ، أي أربعون جنيهاً ؛ فأعتقد أن أباك لم يكن مرتزقاً للعزة حتى يعمل تحت إمرته .
-في صفحة (120) دفاعاً عن شرف امرأة 19 -:
ذهب الحاج سالم – رحمه الله – طبعاً قبل التوبة ومعه خليل جبريل مسلم أبو خضره إلى قرية المجدل ؛ وكما قلت كانت السرقة مباحة في زمانهم وعاداتهم ، وقام خليل جبريل بسرقة صندوق العروس ، وبينما هو خارج صرخت ضرتها (الزوجة الثانية) وقالت : إن فلاناً كان عند فلانة ، فاجتمع الناس في هرج ومرج وتعالت الأصوات بقتل تلك العروس ؛ فقال الحاج سالم لخليل جبريل : كم يكون داخل الصندوق ؟ … فقال خليل : يمكن مائتا جنيه … فقال : سنرجعه إليهم خشية أن يقتلوا المرأة … ثم قال الحاج : سأرجعه أنا ، فإذا قتلوني أقتل واحداً منهم وخذ بثأري … ثم حمل الحاج سالم الصندوق ، وكانت ليلة مظلمة لا يرى الناس فيها بعضهم بعضاً فصرخ الحاج سالم وقال : ( أيها الناس : نحن حرامية أموال وليس نساء ، وإن هذه المرأة شريفة عفيفة ، نحن قيسية ونفديها بما تطلبون … ثم تركهم ، وعادا أدراجهما … انتهى .
- (رواية) :
- جاء رجل من دورا / الخليل إلى الحاج سالم وقال له يا سالم : إن أرضي مرهونة عند الناظر على (100) جنيه – والناظر هو رجل مرابٍ من مدينة الخليل – وانتهت السنة وأخاف أن يأخذ الأرض ، وأنا فلان ؛ وهذا عيب علي ، فقال له الحاج سالم : غداً نذهب إلى غزة فإن لي فيها صاحب ، علّنا نجد عنده ما نريد وفي الصباح ، توجها إلى غزة ، وعندما وصلا إلى هناك سأل الغَزّيْ (الغَزّاوي) إن كان معه (100) مائة جنيه ، فقال : والله يا حاج سالم لم نبع المحصول بعد ولا يوجد معي هذا المبلغ الآن ؛ فقال الحاج سالم : نذهب إلى يافا ، ونجمع من أولادنا هناك ( حيث أن الكثير من أبناء العشيرة كان يعمل في يافا ) ونحصل منهم المبلغ وفعلاً توجها إلى يافا ، وفي الطريق ارتاحوا في المجدل ؛ في نفس الدار إياها التي أرجعوا لها الصندوق (سالفة الذكر) ، فجاءت صاحبة الدار وقالت : ما شأنكم ؟ … فقال الحاج سالم : هذا صاحبي عليه (100) جنيه ونريد أن نذهب إلى يافا لتحصيلها من أولادنا هناك … .
وبعد العشاء جاءت المرأة بصرة فيها (100) جنيه وقالت للحاج سالم : هذه عطية ما وراءها جزية ؛ فأخفاها الحاج سالم ، وفي الصباح قال لصاحبه : قم للصلاة ، فقال (الرَّبَعيْ) وهو لفظ يطلق على أهل دورة الخليل : والله يا حاج لا أستطيع القيام ولا الصلاة ، فإن أرضي سوف تذهب مني ويأخذها الناظر ، فقال له الحاج سالم : لقد حصلت على المبلغ ؛ فقام الرجل وصلى الصبح ، ثم غادرا شاكرين حسن الضيافة ، وبعد أربعة أيام من انتهاء العام ، أرجعها (الرَّبَعيْ) إلى الحاج سالم وهي (100) مائة جنيه في صرة من قماش مخمل ملفوف عليها خيط حرير ؛ كما سمعت … انتهى .
-20 -في الصفحة (150) في السطر الرابع : ( وصار الجميع يحتذون فعال عشيرة الأقطش ) كما ورد على لسانكم حينما تم الصلح في الحادث الذي وقع على زوجة المهندس ياسين موسى حسين ، حينما قلت : (باسم عشيرة الأقطش وعشائر القيسية) وتناسيت أهلك ممن حضر من عشيرة الخضور وأهل الدوايمة ؛ وكما وردت في نعي للدكتور عبد المجيد الأقطش في وفاة طه محمد سالم الأقطش – رحمه الله – كما وردت أيضاً على لسان المذكور في حفل تخريج أوائل الطلبة في ناحية الياسمين ؛ وعليه وطالما أصبح عندكم عمداء الجامعات ، ونواب في مجلس الأمة ، وأعضاء في المجلس الوطني ، ومخاتير – وعند غيركم أكثر من ذلك – فكان لكم الحق أن تكونوا عشيرة ، ومبروك لكم دون غيركم : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) .
أما ما كتب بعد ذلك فإني أريد التجاوز عنه ، وعدم الخوض فيه منعا من حدوث الحسلسيات سواء مع عشائر الدوايمة او القرى المجاوره ؛ مع العلم أن لي عليه ملاحظات كثيرة ؛ فكما يستطيع الكاتب أو المؤلف أن يكتب كيفما شاء ، ويستطيع الكتابة عن شهداء دافعوا عن أوطانهم أوفاتحين سجل التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب ؛ فإنني أستطيع أن أسرد هذه الرواية :
( رواية) :
كانت الأعراب (البدو) من عرب الترابين من بدو بئر السبع – وهم على حدود الدوايمة وقرية دورا الخليل من الجهة الغربية – مسيطرين على جميع قرى الخليل بل وحتى على الخليل نفسها ؛ متسلطين مستبدين ، يأخذون ما يحلوا لهم من ماشية وإتاوة ، يأكلون ويشربون ضيوف ثقيلي الظل ، وماشيتهم تأكل ما يزرع الفلاحون من زروع .
وفي يوم من الأيام ؛ دخل أحد الأعراب وهو ترباني يدعى (الضويمر) إلى دار (حماد أبو خضره) وكان عنده زوجتان ، فقام ذلك الأعرابي ، واستل سيفه فقطع قربة (وعاء لحفظ الماء مصنوع من جلد الماشية ) كانت معلقة في الدار يريد أخذها عنوة ، وحماد جالس ، فصرخت زوجة حماد لضويمر : الله يقطع يدك ؛ أنت لم تتعب في غرزها (أي خياطتها) ، فقال الأعرابي: والله لأقطع راسك (لاحظ التسلط والعنجهية) فانتفض حماد وهبّ إلى سيف له (بقيةٌ من سيفٍ كسيف أبيك الذي قتل به الضبع في منطقة الناصرة ) فضرب بالسيف وجه البدوي ، فقطع أنفه وخرج البدوي ، هارباً ، مهرولاً ، لا يلوي على شيء ؛ وأصبحت الأجواء متوترة لا يستطيع المرء أن يتجول وحده .
ذات يوم ، كان حسين أبو خضره يحرث الأرض ، وأخوه الأصغر حماد جالس على مرتفع للمراقبة تحت شجرة ؛ فغلبه النعاس فنام ، ولم يصحُ إلا والرمح فوق رأسه ، فإذا أربعة من الخيالة البدو ، فضربه أحدهم فشق أذنه ، وصرخ حماد مستغيثاً بأخيه الذي هرع لنجدته فطاردهم على فرس له وأطلق عليهم النار فقتل فرساً لهم ، ولاذ البدو بالفرار ؛ وهنا أصبح مناخ المنطقة ( ارفع ذقنك ؛ سال الدم ) .
وبعد ذلك جاء مخبر إلى الفلاحين ، يقول لهم إن جمال البدو في مزروعاتكم دون حماية فهرع الفلاحون مهرولين نحو الغنيمة ؛ فإذا هي خدعة ، وقام البدو بمطاردة الفلاحين وهم على خيولهم وكان يوماً أسوداً على فلاحي جبل الخليل ؛ وعلى إثر ذلك اجتمع كبار شيوخ عشائر جبل الخليل وشكلوا قيادة وطنية لمقاومة تسلط البدو ، وفي ذلك يقول الشاعر :يا ريح سلم على الترابين---- دودين خش الحرابا
حـرب تشــوه الترابين ----- ياويلهـم من عذابا
ودارت معارك بين الفلاحين والبدو ؛ وكل معركة تسمى باسم المكان أو عين الماء التي وقعت عنده ؛ وقد قالوا شعراً في ذلك منه :
وردن غـر صـدرن يــا أم سـاره ------ والعـج منهـم كعـج البوابيـر
يا يوم كحله سد في أبو سماره ------- أما شـنق عقَّبناه لأحـد المشــاوير
يا فهيـد وأعطيناك ختـم الإمارة ------ واللي قتل سلمان يا فهيد ما خذت ثاره ---- حطوا عليه اختومهم بالتزاوير
وهنا تدخل الشيخ الهزَيّل للصلح ؛ وهو شيخ (التياها) النصف الثاني من بدو السبع ، واجتمعوا في الدوايمة ، وحددوا حدود قرية الدوايمة ؛ فاحتج عيد الترباني وصارت مشكلة بينه وبين عبد الهزيل في الخارج ، فهدد الهزيل الترباني : ( إذا لم تسكت عبدك وإلا لم أجعل بين الفلاحين والفلاحين بدواً ) أي أنه سيربط حدود الدوايمة في الخليل مع حدود قرية (برير) قضاء غزة – ويا ليت ذلك قد حصل واصبح حدود اراضي الدوايمة من الجهة الغربيه هو سيل الجبارات بالاضافة الى امتداد اراضي دورا بمحاذات قرية الوايمة بالاضافة الى قرية بيت جبرين والقبيبه – وإنك تجد تسميات الأراضي في الواجهة الغربية ذات أسماء بدوية.
وبالتالي : فإن الفضل في كبح جماح البدو ، ورفع تسلطهم عن فلاحي جبل الخليل بل وحتى عن الخليل كلها يعود إلى قرية الدوايمة عامة ، وعشيرة الخضور خاصة ؛ وفضل الشرارة الأولى يعود لحماد أبو خضرة (الخضور) فكان مجده مجداً للعشيرة (الخضور) ، ومجد العشيرة عزاً للدوايمة ، وعز الدوايمة كرامة لكل جبل الخليل ؛ هذا الذي اختصرت سلالته في بضعة أسماء لا تكاد تتجاوز أصابع اليد وذلك لأنك : ( لم يتسنى لك استكمال النسب ) كما ذكرت أنت .
-22 --وأخيراً وليس آخراً ؛ فإن عندي من الخبر الكثير ، والمعرفة الجادة في هذا المجال ولكل سؤال جواب ؛ غير أن عشيرتنا الغالية تستحق منك أكثر من ذلك ، وقريتنا الجريحة تستحق منك أكثر من ذلك ، وأبناء الدوايمة حديثو العهد يستحقون منك أكثر من ذلك ، ووطنا المكلوم وأمتنا العظيمة يستحقان منك أكثر من ذلك .
وإنني كانت لي أماني وآمالاً كبيرة هي كما يلي :
1 -أن يكون هناك اجتماع لمناقشة محتويات هذا الكتاب على الهواء مباشرة مع وجود جمع غفير من أصحاب العلم والمعرفة وممن حضروا أحداث هذا الكتاب .
2 --لو أن نشر هذا الكتاب تأخر بعد عشرين سنة من الآن حتى يصدقه الشباب من بعدنا أولئك الذين ليس لديهم المعرفة والدراية الحقيقية في هذا المجال .
3 -إن علم الأنساب علم واسع كبير ، ولا يستطيع الإنسان أن يوثق شجرة نسب في مدة قصيرة ، وأن يأخذ عن أشخاص ليس لهم المعرفة ولا الدراية الحقيقية في هذا المجال ؛ بل يأخذ عن كبار السن ، وممن حضروا وأخذوا عن أجدادهم المعرفة ويحتاج إلى مقابلة كبار السن والسماع منهم ؛ لأن هذا العلم هو عن طريق السماع والرواية ، والمشافهة ؛ وقد ذهبت يوماً إلى جبل النظيف ، وفي المسجد بعد صلاة المغرب التقيت بالشيخ طه ؛ وإنه كما أعرفه : ( صاحب معرفة وعلم ورأي سديد وبعد نظر وحكمة في معالجة الأحداث – رحمه الله - ) وكان معي إسماعيل إبراهيم عبد القادر أبو خضرة ؛ فقلت له يا عم : هل تستطيع إعطائي اسمك الكامل ؟ فقال رحمه الله : ( شايف هذا الاختيار – رجل كبير اسمه أبو كريم من قرية الجب قضاء القدس – هو أقرب إلي من أخي موسى اللي في مليح ) فقلت له : بارك الله فيك ؛ فقد حرمنا من المعلومة التي نريد .
- أكون لك شاكراً إذا تم طبع هذه الرسالة وإلحاقها بكل نسخة وزعت على الأحباب والأصدقاء 4 -.
5-حبذا لو اقتصر كتابك على عائلة الأقطش دون أن يشمل عشيرة الخضور حتى لا تغفل أسماء لها باع طويل في تسطير تاريخ هذه العشيرة لحساب أسماء أخرى وعندها لن نجد من يعلق ، أو من يحمل في النفس شيئاً .
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محمد رجب ابوخضرة
لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين 
