الفنان التشكيلي والنحات الكبير رمضان عطون إلى رحمة الله

الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

* منقووول عن عدة مواقع : غازي انعيم

كأن الصاعقة نزلت علي، عندما وصلتني رسالة صباح يوم أمس، تخبرنـي برحيل الصديق العزيز النحات رمضان عطون (أبو بلال)، الذي كنت وإياه يوم أمس الأول، في افتتاح معرض الفنان عبد الله منصور. وقبل أن يغادر الرابطة وكعادته مر على مكتبي ليودعني, فقلت له: «سنذهب لنعزي عائلة الصديق الراحل جلال الرفاعي, ألا تريد الذهاب معنا», فقال بحرقة: «أنا متعب يا صديقي وعندي بعض الارتباطات, غداً إن شاء الله».

صديقي أبو بلال: أمس الأول، وقبل افتتاح المعرض، أصغينا لحديثك، ووقفنا بعز امام اسمك إنسانا وفنانا خلوقا محبا للجميع.. لكنك رحلت من دون أن تودعنا، وما زلنا ننتظرك حتى نذهب لنعزي عائلة الصديق جلال الرفاعي.. لقد رحلت يا صديقي وعلى شفتيك ابتسامة، وفي قلبك غصة على وطنك.. رحلت يا صديقي وما زال لديك الكثير لتقوله ولتقدمه. ولكنه القدر الذي لا مفر منه.

ترك عطون أعماله النصبية موزعة في ساحات حزنه، ورحل في فضاءاته وأحلامه إلى مكان لا رجعة منه, حاملاً معه أفكاره الكنعانية وترك لنا روائح الزيتون والحجارة والكثير من الأعمال الفنية.

رمضان عطون الذي كان يعمل في محترفه من الصباح إلى المساء من دون كلل أو ملل.. يغادرنا وهو في قمة عطائه, وقد تميز برؤية إنسانية عبر عنها بأسلوب فني ينم عن إدراك ومعرفة بالتراث الفني، حيث تميزت أعماله الفنية بالأصالة والإحساس الصادق وبقوة التعبير والبساطة وعدم التكلف، كما جسدت أعماله النحتية التجريد عندما استعان بالكتابة والزخارف معتمدا على التكرار الهندسي المتوالي.

عطون ترك هذا العالم ورحل إلى عالمه الخاص بعيدا عن ضوضاء الحياة وصخبها، ستذكرك يا صديقي حديقة رابطة الفنانين وسهرات الأصدقاء في محترفك وستفتقدك أعمال النحتية وتبكيك الحروف.. وستظل أعمالك الفنية المنتصبة في مدينة عمان شاهداً على إبداعاتك.. فارقد بسلام وانعم بهدوء طالما بحثت عنه.. رحمة الله عليك وأسكنك فسيح جنانه, والصبر والسلوان لذويك ولأصدقائك.

عطون نفسه كان ولد في صور باهر عام 1946، درس النحت في ألمانيا عام 1973 – 1975، عمل لمدة عشر سنوات في ألمانيا في أعمال النحت والترميم. له محترف الأردن للنحت. له مجموعة نصب في مدينة غمان. شارك في كافة معارض رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين. عضو هيئة إدارية سابق في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين 2008.

الفنان العزيز الذي التقيته مرة واحدة أو مرتين فقط فاستقر في أعماق الفؤاد ،، أجل اقتحم قلبي مرة واحدة ،،،

لقد كان الفنان رمضان عطون رحمه الله جريئاً ، صادق اللهجة دمث الأخلاق ، معتزاً بنفسه واثقاً بها ،،، رغم سنه الستة وستون إلا أن مظاهر قوته الجسدية رحمه الله بارزه ،،،

تحدثنا معاً عن الفن التشكيلي ، عن أعماله ؛ كم كانت فرحتي عارمة عندما أبدى إعجابه بلوحاتي التي ظننتها دائماً قبل شهادته لها (متواضعة) ولكنني على الرغم من أنني لم أتلقى أي تعليم أكاديمي في مجال الفن ورغم أن لوحاتي (الغير متواضعة بعد شهادة الفنان عطون لي) قد قمت بها على عجالة دون اهتمام ،،،

فلقد أعطيتني يا (أبا بلال) دفعة معنوية هائلة كي أمضي إلى الأمام وأعوض ما فاتني في مجال الفن التشكيلي علّني أكفر عن خطأي في حق نفسي حيث أهملتها كل هذه السنين !!!

تحدثنا معاً عن عشقنا لحبيبة واحدة ثم دللنا على ذلك بما تركته تلك الحبيبة من تراث ،، خصوصاً في مجال الأكرت الشعبية فتغزلنا معاً بأكلة الرؤوس والكرشات والمقادم ،، وانتهى لقاؤنا يا حبيبي بموعد مفتوح ترتبه لنا حال فراغك من بعض مشاكلك الخاصة بحيث نتناول هذه الأكلة الشعبية الغالية على القلوب معاً ،،، والحقيقة أنني تحججت بحب أكلة الرؤوس والكرشات فقط لأجد مسوغاً لزيارتك عن قرب والاستفادة من أعمالك الرائعة فمجرد أن أنظر للعمل الفني ألتقط فوراً سماته وميزاته وتنتقل لي فوراً خبرة عملية فترتسم أفكارك في رأسي كم قرأ كتاباً فحفظه عن ظهر قلب !!!

إلى رحمة الله يا أبا بلال (يا نحات عمّان) يا ابن صور باهر الغراء وبيت المقدس الحبيبة ؛ رحلت في عز العطاء ،،، وتلك أعمالك الفنية تحتفي بها عمان وألمانيا وكثير من البلاد ،،،

» الفنان التشكيلي عبد الحي مسلم زرارة\ الدوايمه
» الى رحمة الله
» الوفيات / الى رحمة الله
» يوسف ابو غالية الى رحمة الله
» السلام عليكم و رحمة الله