فاطمة علاقات عامه
عدد المساهمات : 895 السٌّمعَة : -153 تاريخ التسجيل : 01/05/2009 العمر : 49
| | دوما السورية.. ومعركة تحدي الموت | |
دوما السورية.. ومعركة تحدي الموت
تحاول مدينة دوما في ريف دمشق التقاط أنفاسها، والخروج من تحت أنقاض خلفها القصف والعمليات الأمنية والعسكرية التي تشنها القوات النظامية بشكل متكرر، وأدت إلى مقتل العشرات وفقدان مثلهم، وجرح المئات من أبناء المدينة، ناهيك عن الخسائر الكبيرة في البنى التحتية والأبنية.
وخلال جولة للجزيرة نت في المدينة، رصدت بعض السكان يقومون بتنظيف الشوارع وإزالة الأنقاض، وآخرين يقومون بتفقد منازلهم وإحكام إقفالها ومعاينة الركام في الشارع، فالقصف على هذه المدينة لم يترك شيئا إلا واستهدفه، بداية من أسواق المدينة وساحاتها ووصولا إلى جامع أبو الرهج.
كما دمر القصف عددا كبيرا من المتاجر والباقي تعرض للتخريب والحرق والنهب، أحد السكان قال للجزيرة نت إن الجنود جاؤوا بسيارة شحن كبيرة وسرقوا محتويات وكالة للأدوات الكهربائية، بينما تحدث آخرون عن حالات نهب ممنهجة، وبعد كل حالة نهب وتدمير يترك المهاجمون بصمتهم على المتاجر والجدران قائلة 'من هنا مر جنود الأسد'.
كما استهدف القصف عشرات السيارات التي تحول أغلبها إلى هياكل محترقة مرمية على جوانب الطرقات، لكي تزيد معاناة سكان المدينة التي هجروها.
ورغم هذه الحالة المأساوية، فإنه ما زال هناك أناس يتحدون الموت بفتح بقالتهم وبيع بضاعتهم لمن بقي من السكان.
وتنبعث في كل شارع وحي رائحة الموت بسبب تجمع الجثث التي بقيت أياما عدة في بعض الأقبية والبيوت قبل أن يتم العثور عليها، كما تـُشمّ رائحة كريهة نتيجة لتكدس القمامة في الشوارع.
والزائر لدوما لا بد من أن تلفته 'لوحات' من الثقوب الكثيرة التي تركها الرصاص على الجدران والأبواب، في مؤشر على كثافة النيران وضراوة المعارك بين الجيشين النظامي والحر، التي لم يسلم منها حتى سياج المقبرة.
أيام القصف وبدأت البلدية العمل لإعادة التيار الكهربائي إلى المدينة -الذي طال انقطاعه- ونصب أعمدة وخطوط كهرباء جديدة مكان الأعمدة التي دمرت، كما أن الهلال الأحمر يقوم بتوزيع معونة غذائية مرة كل أسبوع على الذين بقوا في المدينة.
ويروي أحد الناشطين الإعلاميين الذين كانوا موجودين في دوما خلال فترة القصف، كيف حاول هو وزملاؤه البقاء في مناطق قريبة من نقاط الجيش الحر للاحتماء بهم، وأشار إلى أن القناصة كانوا يستهدفون أي حركة في الشارع.
وأضاف أنه أصيب وقام عناصر من الجيش الحر بإسعافه ونقله إلى أحد المستشفيات التي كانت مكتظة بالجرحى، وتعاني من نقص في الكوادر والمواد الطبية، فتولى طلاب في كلية الطب علاج المرضى إلى جانب بعض المسعفين الميدانيين.
وأشار إلى أن كل من كان في وعيه وقادرا على الوقوف كان يغادر المستشفى لأن هناك إصابات أشد خطورة، ولها الأولوية في البقاء لترشيد المواد الطبية.
وتابع أن طائرات استطلاع وأخرى حربية ومروحيات كانت تقصف المدينة، وأن القوات على الأرض قامت بهدم جدران في بعض البيوت للوصول من خلالها إلى نقاط وجود الجيش الحر.
وأمام عدم التكافؤ في العدد والعتاد، انسحب الجيش الحر من المدينة مطلع الشهر الجاري ليقتحم الأمن المدينة، وينتقم من العائلات التي لم تغادرها، وقاموا بتنفيذ إعدامات ميدانية ذهب ضحيتها العشرات، بحسب الناشط الإعلامي.
وختم الناشط بأن العائلات لم تتوقع حجم العنف الذي حدث، وبعضها لم تكن تصلها المعلومات بسبب انقطاع الاتصالات، وقام الجيش الحر بإجلاء البعض معه، لكن آخرين لم يجدوا سبيلا للمغادرة 'فلقوا مصيرا محتوما'
تطور في عمليات الجيش الحر واشتباكات في دمشق وريفها
أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بسقوط 30 قتيلا بنيران قوات النظام، كحصيلة أولية، معظمهم في إدلب وريف دمشق وحمص وحماه، في ظل استمرار القصف العنيف الذي يطال مدنا وبلدات عدة، وتواصل خروج المظاهرات في مناطق مختلفة.
وفي حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «تحول نوعي» في القتال الذي تقوده المعارضة المسلحة على الأرض، مشيرا إلى استخدامها - للمرة الأولى - دبابة غنمتها من الجيش في دير الزور، وذلك بعدما أسقطت في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام، لفت نائب قائد الجيش الحر، العميد مالك الكردي، إلى أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر تشهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة.
وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن الأسلحة التي نستخدمها لا تزال نفسها، فإن التطور هو على صعيد المناورات التي نقوم بها والرهبة من المعركة، بعدما أصبح الجيش الحر في وضع دفاعي أقوى وأصبحت إرادة القتال لدى عناصره أعلى. وهذا الواقع هو ردة فعل طبيعية للمجازر التي يقوم بها النظام».
وبينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض قرى مصيف سلمى للقصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، أكد الكردي أن «ريف اللاذقية يشهد مأساة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، بعدما قام النظام بحملة تهجير ممنهجة في بلدة الحفة ومجموعة القرى المجاورة التي تضم في معظمها عائلات من الطائفة السنية. وهذا السيناريو نفسه يقوم به النظام في جبل الأكراد المؤلف من 57 قرية، من خلال القصف الصاروخي والمدفعي المستمر إضافة إلى استخدام المروحيات». واعتبر الكردي أن الهدف من هذه الحملات هو استهداف السنة في مناطق محددة وإقامة دولة علوية في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، غرب نهر العاصي، التي تضم عددا من قرى حمص وريف حماه واللاذقية والتي تتداخل فيها قرى سنية وعلوية».
من جهتها، كانت مجلة «إيكونوميست» قد نقلت عن خبير في الأمم المتحدة، أن أربعين في المائة من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة النظام، وقالت إن الثوار يوسعون مناطق نفوذهم، خصوصا في شمال غربي البلاد وشرقها.
وذكرت «إيكونوميست» أيضا أن الاشتباكات تضاعفت بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران)، الشهر الأكثر دموية منذ بدء الثورة، الذي قال ناشطون إنه في الأسبوع الأخير منه كان يقتل مائة شخص يوميا.
وفي الوضع الميداني أيضا، أفاد الناشطون بتواصل قصف القوات النظامية لمحافظة درعا، حيث تعرضت بلدات النعيمة واليادودة وخربة غزالة لقصف عشوائي بقذائف الهاون. وفي منطقة اللجاة بدرعا أيضا سقط عدد من الجرحى وتم هدم أكثر من سبعة منازل جراء تجدد القصف العنيف والمكثف على المنطقة براجمات الصواريخ، كما قصفت أحياء مدينة درعا بالهاون وحي الأربعين بدرعا البلد، وأحياء طريق السد ومخيمات درعا بدرعا المحطة.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أفادت بوقوع اشتباكات في تل شهاب بدرعا على الحدود السورية - الأردنية، بين منشقين وعناصر من الجيش النظامي متمركزين في مخافر الهجانة الحدودية (حرس الحدود)، ردا على استهداف قوات النظام للجرحى والنازحين إلى الأردن. فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة خربة غزالة تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين، كما سقطت قذائف على قرية اليادودة المجاورة لمدينة درعا، مما أدى إلى سقوط جرحى. كما سقطت قذائف على بلدة النعيمة وسمعت أصوات انفجارات في قرية الغارية الغربية.
وفي حمص استمر القصف على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور وحمص القديمة بقذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ لليوم الثالث والثلاثين على التوالي، وهزت الانفجارات هذه الأحياء وسط محاولة لاقتحام أحياء الخالدية وجورة الشياح، بحسب الهيئة العامة للثورة. وهذا ما أكده المرصد الذي قال إن قوات النظام تحاول اقتحام حي الخالدية، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بينها وبين الجيش الحر في عدة محاور على مداخل الحي.
وفي إدلب شهدت «ناحية احسم» قصفا عنيفا ومتواصلا، وسمع دوي الانفجارات داخل البلدة وسط إطلاق نار كثيف وسقوط قذائف عشوائية على المناطق المحيطة.
وأفاد المرصد بتعرض مدينة أريحا لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف من قبل القوات النظامية، ووردت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في المدينة. وقد أفيد بالعثور على جثماني مواطنين اثنين صباح أمس قرب مدينة سراقب كانا قد قضيا ذبحا، وقال ناشط من المدينة إن عربة عسكرية هي التي رمت الجثمانين في المنطقة.
وفي دمشق، قال المتحدث باسم لجان التنسيق، مراد الشامي، إن اشتباكات عنيفة وقعت مساء أول من أمس في دمشق وريفها بين الجيش النظامي والجيش الحر وصلت إلى ساحة العباسيين، موضحا أن أحد المنشقين قام باغتيال ضابط كبير في الحرس الجمهوري. كما اقتحمت القوات النظامية حي القابون بدمشق، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات في الحي بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية.
وفي الغوطة الشرقية قصفت القوات النظامية بشكل عنيف بلدات البلالية وزبدين ودير العصافير والعبادة والمليحة بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون، كما شهدت الغوطة الغربية عمليات أمنية وإطلاق نار كثيفا.
وفي ريف دمشق أفاد المرصد بتجدد القصف على قرية العبادة بالأسلحة الثقيلة، كما سقطت عدة قذائف على منطقة السعدة وتلة الغريفة، لافتا إلى أن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في منطقة عدرا بريف دمشق، بينما كانت سيارات الأمن تجوب في بلدة المعضمية في شوارع المدينة، وسمع صوت انفجار في المعضمية تبين أنه استهدف حاجزا للقوات النظامية عند مفرق ضاحية صحنايا.
وفي مدينة قطنا انتشرت القوات النظامية في محيط المدينة، وقتل مواطنان اثنان بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين إثر القصف الذي تعرضت له مناطق في المدينة التي دارت فيها اشتباكات عنيفة، كما أغلقت السلطات السورية الطريق الذي يمر قرب سجن صيدنايا العسكري.
وفي حماه، ذكر المرصد السوري أنه عثر على جثمان مواطن من بلدة اللطامنة بعد اختفائه على أحد الحواجز الأمنية قرب بلدة حلفايا في ريف حماه يوم الجمعة الفائت.
وعلى وقع القصف والعمليات الأمنية المستمرة استمرت المظاهرات في مناطق مختلفة، ولا سيما في العاصمة دمشق وريفها. وبث ناشطون صورا على مواقع للثورة السورية تظهر خروج مظاهرات في أحياء كفرسوسة، والميدان وبرزة والقابون وحرستا ويلدا والسيدة زينب ومناطق أخرى، وهتفوا أيضا للحرية والمناطق المنكوبة، ونادوا بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتسليح الجيش الحر.
وفي ريف إدلب خرجت مظاهرات ليلية في بلدات كفرنبل وسراقب وتفتناز، أعلن المتظاهرون فيها تضامنهم مع المناطق التي تتعرض لحملات عسكرية. وفي محافظة حلب خرجت مظاهرات ليلية في حي صلاح الدين وكرم البلد والسكري. كما خرجت مظاهرات ليلية في ريف حلب ردد فيها المتظاهرون هتافات تنادي بالحرية وطالبوا بتسليح الجيش السوري الحر.
من ناحية أخرى، أظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت استعراضا عسكريا لأفراد الجيش الحر في مدينة الرستن بريف حمص. وتظهر الصور دبابات ومدافع رشاشة استولى عليها الجيش الحر من جيش النظام خلال الاشتباكات الأخيرة في محيط مدينة حمص.
| |
|