كلينتون غير غاضبة لرشقها بالطماطم بمصر
قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها لم تغضب من المحتجين في مصر الذين رشقوا موكبها بالطماطم، واعتبرت ذلك مؤشرا على تزايد الحرية والقلق، لكنها أضافت أن ما أسفت عليه حقا هو ضياع طعام على الأرض.
وسئلت كلينتون أمس الاثنين عن الواقعة التي حدثت في محافظة الإسكندرية (شمال القاهرة) يوم الأحد الماضي، حين ألقى محتجون الطماطم على موكبها وأصابت ثمرة وجه مسؤول مصري، فأرجعت ذلك إلى حالة التوتر من التغيير الجاري في مصر.
وقالت الوزيرة الأميركية في القدس المحتلة بعد ساعات من وصولها من مصر إنها تعرضت لأحداث مشابهة لذلك كثيرا لدرجة أنها لا تتذكر عدد المرات، مشيرة إلى أن الاحتجاجات ليست ظاهرة فريدة تقتصر على مصر، وأنها شهدت أحداثا مماثلة في بلدها وفي إسرائيل ومجتمعات أخرى 'حيث تشكل الاحتجاجات جزءا من نسيج النظام الديمقراطي'.
وأكدت أنه 'كلما تولت حكومة المسؤولية سريعا وأمكن الحكم على أفعالها ومساءلتها، حينها سيتمكن الناس من اتخاذ قرارات، لأن الأقوال لا تعني الكثير مثل الأفعال ولذلك لم أغضب'.
وأضافت 'ارتحت لأن أحدا لم يصب، وأسفت على ضياع ثمرات طيبة من الطماطم، لكن بخلاف هذا لم يكن الأمر مزعجا بشكل خاص'، معتبرة أن الاحتجاجات مؤشر على المناخ الأكثر تحررا الذي يتمتع به المصريون الآن.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد بدأت السبت الماضي زيارة لمصر استغرقت يومين، بدأتها بجلسة مباحثات مع الرئيس محمد مرسي تركزت على الأوضاع الإقليمية والعلاقات المصرية الأميركية، واستكملتها بلقاءات مع رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي وعدد من القادة المصريين لمناقشة جملة من الملفات في مقدمتها مستقبل التعاون بين البلدين خاصة في الجانب الاقتصادي.
من جانبه أكد مسؤول أميركي كبير أنه لم يصِب أيٌّ من الأشياء المقذوفة كلينتون وسيارتها التي كانت على مقربة من الحادث، وأصابت إحدى ثمار الطماطم مسؤولا مصريا في وجهه وسقطت أحذية وزجاجة مياه قرب السيارات المصفحة التي كانت تقل وفد كلينتون بالإسكندرية بعدما ألقت كلمة عن الحقوق الديمقراطية.
وهتف المتظاهرون المصريون 'مونيكا.. مونيكا' في إشارة إلى علاقة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون زوج وزيرة الخارجية الأميركية بمونيكا لوينسكي عندما كان في البيت الأبيض، وردد آخرون هتافات تطالب كلينتون بمغادرة البلاد.
وكانت الوزيرة الأميركية رفضت خلال كلمتها بالقنصلية الأميركية في الإسكندرية تلميحات بأن بلادها تدعم فصيلا معينا في مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي.
وقالت كلينتون 'أريد أن أقول بوضوح إن الولايات المتحدة ليست معنية باختيار فائزين وخاسرين في مصر حتى لو كنا نستطيع، ونحن بالطبع لا نستطيع'.