بسم الله الرحمن الرحيم
ا
تل الثعالب لا تل ابيب ... شهيد يعلو وسفير يسقط
زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص – الصحافة الإسرائيلية تصف عشيرة العبيدات بالعشيرة المتطرفة، جراء اعتراض ابناءها على تعيين أحد افرادها سفيرا للأردن لديها، بعد ثلاثة سنوات من القطيعه، إثر الهجوم الصهيواني على غزة عام 2009. وكأن العقل الصهيوني: انظروا كيف تحول أحفاد من حاربنا بالأمس إلى عملاء لنا اليوم، يسيرون بأمرنا، وينفذون توجيهاتنا.
قد ترى الصحافة الصهيونية السطور هذه بمثابة دعوة لمعادة للسامية وتحريض عليها، لكنها لن تعي ضرورتها، لعلاقتها بطبيعة الشعب الرفض للتطبيع،، والذي قد يختلف على كل شي، لكنه يتفق على عداء اسرائيل الايدلوجي والتاريخي الرافض الإعتراف أصلا بالوجود الإسرائيلي.
في غضون ذلك، وخلال وقفة عجلى جمعتي بأحد كوادر السفارات الأردنية الحساسة، قال لي عند سؤاله عن أسباب تاخر تعيين سفيرا للأردن في إسرائيل: إن التاخير مرتبط بمكاسب أردنية عليا !
في عين السياق، قد يكون النظام مضطرا للإبقاء على سلام الخرفان الذي حملته اتفاقية وادي عربة عام 1994 وإن بحده الأدنى، لذا نراه مجبرا على تعيين سفيرا له في اسرائيل هو الرابع منذ توقيع المعاهدة، لذا رمى بورقة وليد العبيدات دون تفكير بالظروف الجديدة التي تحيط بالأردن والمرتبطة بالربيع العربي الذي أطلق أنغام حرية التعبير بقوتها القصوى.
السفير الجديد في تل الربيع ' الاسم العربي لتل ابيب المحتله ' رضى على نفسه أن يكون اداة طيعة بيد أعداء الأمة متناسيا دماء الشرفاء من أبناء عشيرته وأهله.
عشيرة العبيدات التي عطر دم ابنها الشيخ كايد مفلح ثرى فلسطين عام 1920 في معركة تل الثعالب، ليكون أول شهيدا أردني يعلو بشجاعة ليكون قدوة لقوافل غيره، رفضوا التسليم للمشروع الصهيوني ما استطاعوا اليه سبيلا، لن ترضى مهما كان الأمر أن تكون من تقدم سفيرا لأسرائيل بحجة المصلحة العليا للوطن !
كايد العبيدات الذي رفض مقولات (وعد من لا يملك لمن لا يستحق ) بإعتبارها أساطير خرافية تسير بجانب أكذوبة شعب الله المختار، و الهلكوست.
كايد العبيدات الذي إستل سيف شجاعته وبندقية حريته وأعلنها حربا لا ههوادة فيها ضد كل من يرضى بالوجود اليهودي في فلسطين بإعتبارة أمرا واقعا، من العار إسقاط تاريخة على يد أحد أبناء عشيرته إرضاء لرغباته ومصالحة، هذا ما لا نرضاه كمجتمع متماسك بتاريخة المشرف الرفض ماضيا وحاضرا ومستقبلا لتطبيع والمطبعين.
قد يكون النظام الأردني مضطرا كما قلنا لتعيين سفيرا له لدى دولة الإحتلال الصهيوني، لكن، هذا الإضطرار لا يمتد ليشمل الشعب وعشائرة التي تمتلك خيار الرفض المبنى على إستمرارية التاريخ العدائي لدولة جيش الإحتلال الصهيوني.
فهل ترضى سعادة السفير وليد العبيدات أن تضحي بتاريخ الرجال الشرفاء من أجل منصب، قد تكسب آنيا خلال فترة عملك هناك، لكن من المؤكد أنك ستخسر للأبد ما أن تخرج من منصبك، لتكون منبوذا حتى من أقرب الناس اليك .
هل ترضى أن تكون كذلك !
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com