رمضان رجب أبوخضره
عدد المساهمات : 1763 السٌّمعَة : -308 تاريخ التسجيل : 28/10/2009 العمر : 72
| موضوع: تجاهل الفقراء قد يجعل الإنسان بلا أخلاقيات السبت أبريل 06, 2013 1:45 am | |
|
يبدو أمرا طبيعيا فى أن تتجاهل أحيانا بعض نداءات الفقراء والمحتاجين لمساعدتهم، وذلك إما لأنك لا تريد أن تشعر باستغلال أحد منهم أو لحاجتك فى أن توفر نقودك، ولكن الأمر قد يكون أخطر من ذلك، حيث أشار عدد من الباحثين بجمعية علم النفس الأمريكية إلى أن تجاهل الإحساس بالرحمة والتعاطف الذى يشعر به الإنسان تجاه الفقراء وعدم الاستجابة لهم هو أمر له آثار خطيرة على سلوك الإنسان، ويجعله يفقد بعضا من التزاماته الأخلاقية، قد تصل إلى أنه بعد ذلك قد لا يراعى أى أخلاقيات. وأشارت دراسة إلى أن الإنسان عندما يقوم بتثبيط الإحساس بالرحمة والتعاطف تجاه الفقراء فإنه يعقب ذلك فقدانه لبعض رصيده الأخلاقى، والذى يعتمد عليه الإنسان فى جميع تعاملات حياته.
وأضافت الدراسة بأن الرحمة والتعاطف هما "باروميتر" ومقياس أخلاقيات الإنسان، وعلى أساسها يتعامل الإنسان فى جميع المواقف التى يمر بها خلال حياته، ولذلك فإنه عندما يتجاهل الإنسان تلك الأحاسيس فإنها ستؤدى لخلل فى هذا الميزان.
ان إهمال الفقراء والجوعى والمعوزين هو مسمار فى نعش المجتمع بأوله، والتاريخ يحكى لنا عن ثورات الجياع انها تهدم أى حضارة، وكان من أسباب سقوط الدولة العباسية عدم العدل بين الأغنياء والفقراء، فقام الزنوج بثورة فى جنوب العراق قضت على أركان الدولة. ان العدل الاجتماعى هو الحل ولكنه اختفى من حياتنا، بدأ من عدم تنفيذ الحد الأدنى والأقصى، من يحصل على ملايين يحصل وآخرون يتضورون جوعا؟". الحكومات الغربية(وهذا سبب عدم بطش ربك عز وجل بهم وامهالهم على ذنوبهم ومعاصيهم ) حققت لشعوبها العدل الاجتماعى والقضاء على الفقر والجوع هو تطبيق الإسلام العملى، وقد قالها الإمام بن القيم (أينما يكون العدل فثم شرع الله). ان الإسلام يرى الفقر خطرا على العقيدة خطرا على الأخلاق والفكر والأسرة والمجتمع بأسره. في قصة للإمام أبو حنيفة عندما قالت له الخادمة ذات مرة لقد نفذ الدقيق فقال لها متأثرا لقد طار من رأسي 40 مسألة فهو خطرا على الفكر والأخلاق فكم من امرأة انحرفت تحت ضغط الفقر والفاقة وخطرا على المجتمع، لأن المجتمع لا يكون فى أمان وفيه طبقة الجوعى والفقراء. وايضا قصة سيدنا عمر بن العزيز قالوا له اصرف لنا مالا لكسوة الكعبة قال إنى أرى أن أضعها فى أكباد جائعة أولى من كسوة الكعبة، وطلبوا منه أن يصرف مالا لبناء سور للمدينة، قال وماذا تنفع الأسوار "حصن مدينتك بالعدل ونق طريقها من الظلم".وهذا ينطبق على تلك المشاريع الضخمة التى يصرف عليها المليارات بينما يجوع شعوبها الإسلام لم يعتبر الفقر قلة موارد أو امكانيات وانما اعتبره سوء توزيع للثروة، واعتبره ظلم اجتماعى فى المجتمع، وقد قالها الإمام على كرم الله وجهه (ما جاع فقير إلا بتخمة غنى)، وحلها القرآن فى آية واحدة (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) أى الفائض عن حاجتك وهذه هى مشكلتنا الآن أيضا مشكلة الظلم الاجتماعى. فنجد الكثير يصرف في السياحة مبالغ طائلة حسب تقارير وزارات السياحة بينما تجد احد اقاربة فى امس الحاجة . اللهم ارحمنا برحمتك
| |
|