ماتت حنان ،،، (( يا حسرتي على الطير اللي قصوا جناحه))

الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

يا حسرتي على الطير اللي قصوا جناحه
الاثنين ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٤
بقلم (عادل سالم)

الذاكرة القوية التي أتمتع بها منذ طفولتي بدأت تشيخ هذه الأيام وأصبحت مثل ذاكرة الكمبيوتر الممتلئة التي تحتاج إلى ـ تفريغ ـ وإلا أصبحت بطيئة وتنذر بتعطيل العمل .

كثيرا ما أذهب إلى عمل ما أو إحضار شيء ما، ولكني سرعان ما أنسى الذي ذهبت من أجله فلا أتذكره إلا بعد حين ، لهذا اضطر أحيانا أن أسجل على ورقة ما يجب علي عمله حتى لا أنسى ذلك، وكنت حتى وقت قريب لا أحمل أحفظ كل شيء عن ظهر قلب. المشكلة هي إنني أحيانا ولا أقول دائما أنسى قراءة الورقة نفسها .

رغم ذلك فذاكرتي لم تزل سليمة ولا زالت المعلومات المخزنة بها كما هي حتى أنني أتذكر أشياء حصلت وعمري لم يصل بعد الثالثة من عمري، وعندما أواجه بها أمي تتعجب كيف لا زلت أذكر تلك الأحداث .

لعل أبرز ما أتذكره صغيرا هو وفاة أختي الأولى والتي جاءت بعدي ـ باعتباري البكر ـ وكان اسمها رحمها الله حنان وقد توفيت وعمري لم يصل الرابعة بعد، عن عمر سنة ونصف .

حنان كانت كل ما لي في تلك الدنيا فهي التي كنت ألعب معها، وهي التي كنت أشكو لها ظلم من حولنا وهي كانت رفيقة درب وحياة، لهذا ظلت صورها محفورة في ذهني حتى اليوم، ربما لو كبرت لما كان لها هذه الحظوة في قلبي . فلدي الآن خمسة أخوات وأربعة إخوة ، لم يصل أحد منهم منزلة حنان عندي فذكرياتها تثير في الشعور بالبكاء باستمرار .

ماتت حنان
ذهبت أمي مع أختي حنان إلى زيارة مدينة الخليل التي تبعد عن القدس مسافة 37 كيلو مترا ـ أي حوالي 22 ميلا ـ لزيارة أهلها- وتركتني في القدس عند والدي ولكنها عندما عادت بعد أسبوع لم تكن حنان معها، فلما سألتها عنها قالت : حنان ماتت، مرضت حنان في الخليل وبسبب الفقر وقلة المستشفيات الحديثة لم يستطع أحد علاجها فماتت وتم دفنها هناك في مدينة الخليل، في المقبرة الموجودة وسط البلد، وتم دفنها في قبر جماعي يدفن فيه الأطفال يسمى في الخليل " فستقية "، ولا أدري سبب تسميته بهذا الإسم .

رغم إني لم أكن أعرف معنى الموت في تلك السن المبكرة إلا أنني كنت أبكي يوميا ربما لأنني فقدت من كنت ألعب معها وكانت تسليني في وحدتي .

كنت أختبأ خلف سجادة معلقة على الحائط لأذرف الدموع دون أن يراني أحد، فقد كان الأهل يضحكون علي لأنني كنت أسأل عن حنان، لم أكن أجد عندهم جوابا شافيا. كان خالي يلعب معي ويضحك علي بقوله الدائم لي : ماتت حنان ماتت حنان. لم يكن يعرف لجهلة أو لغبائه أنه بذلك كان يغرس سكينا في قلبي، لم أسامحه عليه إلا بعد أن أصبحت حنان عندي مجرد ذكرى جميلة.

كنا بسبب الفقر نسكن في بيت واحد، أربع عائلات ، والدي وثلاث عائلات أخرى وكل عائلة لها غرفة واحدة أما المراحيض فهي مشتركة وكذلك المطابخ . وهذه العائلات كانت عائلات أخوالي شعبان وعثمان وعبد الله.

أيام زمان كانت أيام فقر لا نستطيع مقارنتها بفقر هذه الأيام ، فقد كان فقرا مدقعا ، لكن رغم ذلك كنت أشعر حينها بنوع من التآلف والمحبة بين الناس ، لا زلت أذكر أيام شهر رمضان المبارك عندما كنا نسكن في سلوان، كنا يوميا نرسل بعض ما تطبخه أمي للجيران وكان الجيران يرسلون نفس الشيء ، كانت أياما حلوة فيها ما يستحق أن يذكر . سهرات الربابة

لعل أبرز ما كان يميز أيام زمان هو اجتماعنا الدائم مع الأهل والأقارب بمناسبة وبدون مناسبة، حيث كنا نتسامر ونتبادل الأخبار والنكت وكان يزيد السهرة سرورا قيام أحد الأقارب بالعزف على الربابة مما يطرب القلوب رغم أنه كان أميا لم يتعلم حرفا واحدا بحياته، وكنت أتساءل عندما كبرت كيف كان فلان يعزف على الربابة بهذا الشكل الجيد وهو أمي وها أنا لا أعرف كيف أمسكها ولا كيف أحرك أوتارها .

صوت الربابة بالنسبة لي صوت جميل فهو مزبج من ذكريات الأمس والحنين إليه .

لعل ما كان يميز أغاني الربابة أنها في معظمها أحزان وعبر للناس ونادرا ما كانت للفرح والأعراس ورغم ذلك فقد كنا فرحين جدا ونطالب بالمزيد .

يا حسرتي على الطير اللي قصوا جناحه

أكثر ما كنت أحفظه عن ظهر قلب ما كان يردده دائما ذلك العازف على ربابته : يا حسرتي على الطير اللي قصوا جناحه !! وأصبح بين الطيور حزيـــــــــــــــــــــن .

لم أدرك بغريزتي الطفولية إنني حفظت ما سوف أنشده لنفسي بعد أكثر من أربعين سنة .

الطير الذي فقد جناحه أصبح حزينا لأنه فقد قدرته على الطيران، فقد حريته، أصبح أسيرا ولم يعد قادرا على المقاومة، أصبح مجرد طائر يلهو به الناس ويسلون به أطفالهم، وعندما يجوع ليس له إلا أن يتصدق عليه من حوله بعدما كان يطير باحثا عن غذائه في كل مكان .

هذا الطير بقي وحيدا فقد تخلى عنه أصدقاؤه الطيور تماما مثل الجمل الذي إذا تعب كثرت السكاكين حوله وهو مثل يضرب على الإنسان الذي يتعرض لمشكلة فبدلا من مساعدة الناس له يتخلون عنه محاولين زيادة الأعباء عليه .

صحيح إن الإنسان في الضيق يعرف أصدقاءه الحقيقيين، وصحيح أيضا أن كل إنسان بحاجة إلى أيام عصيبة لمعرفة محبيه من أعدائه، لكن ماذا لو وجد كل الناس الذين يحيطون به يبحثون في علاقاتهم معه عن مصالحهم فقط ؟؟

ماذا لو لم يكن هناك أصدقاء حقيقيين ؟؟!

الطير اللي قصوا جناحه ، هل يبقى حزينا يعيش على ذكريات زمان أم يحاول أن يصنع لنفسه ريشا جديدا ليطير به ؟؟؟

ترى لو نجح الطير بصناعة ريش جديد واستطاع الطيران من جديد، هل سيكون سعيدا كما كان سابقا ؟؟

هل يكفي الطيران وحده لسعادة الطير ؟؟ وماذا ستكون مشاعره عندما يطير من جديد ، وهو يعرف جيدا أن كل الذين يطيرون معه في السماء تخلوا عنه يوما ما وتركوه أسير جناحه الضائع ؟؟ وهل عليه أن يقص جناحه كل مرة يتعرف فيها على صديق جديد ليتأكد من صدق مشاعره تجاهه ؟؟

حقا إن كنا لا نستطيع أن نعيد للطائر جناحه القديم، فلا نستطيع أن نعيد له بسمته القديمة ، فهل كان يعرف صاحب الربابة ذلك يا ترى ؟؟؟

رائعة ....
يا حسرتي على الطير اللي قصوا جناحه !! وأصبح بين الطيور حزيـــــــــــــــــــــن .
فهل كان يعرف صاحب الربابة ذلك يا ترى ؟؟؟
صاحب الربابة هو كل من لم يقاتل من يوأد حرية الأخر ولو كان طيرا أو كانت نملة لا تكاد ترى !
من فجع هذه بفراخها .. يصيح في صحابته النبي الكريم عندما أخذ أحدهم فراخ طير من على شجرة كانوا يستظلون بها .. قال : ردوا عليها فراخها ..
من فجع الطير بجناحه .. من فجع الأم بولدها .. من فجع الأمة بسرقة أموالها ونهب ثرواتها .. من فجع المسلمين [ بهوانهم على الناس ] من فجع حريتي بأعتقالي وتكميم فمي ! من فجعني في ديني بأن أنافق وأكذب كي يمنن علي بعشرة جنيهات او علبة دواء ..
أخوتي نحن مفجوعون في كثير من متعلقات الحياة !

يا حسرتي على الطير اللي قصوا جناحه !!
وأصبح ما بين الطيور حزيــــــــن ،،،

هذا البيت من الأبيات التي كنت أسمعها من فم والدي رحمه الله ،،،

قبل فترة بسيطة كنت في مجلس عزاء خال زوجتي رحمه الله ،،، وفجأة دخلت بيت العزاء مجموعة من ألأطفال يطاردون حمامة حمراء اللون مقصوصة الأجنحة وكانت الحمامة المسكينة تفر من زاوية إلى زاوية محاولة الاحتماء تحت كراسي العزاء وهم يطاردونها حتى حشروها في زاوية البيت ما بين الكراسي وستار البيت ؛ نظرت إليها من مكاني فإذا هي تلهث بشدة من التعب وتنظر بفزع وكانها تستجير ؛ فانفجر هذا البيت من صدري وذاكرتي ترافقه دموع العيون ومشاعر لا توصف ،،، أأبكي خال زوجتي الذي كان يحبني حباً لا أستطبع وصفه فاضطررت ان أبادله الحب بجزيل الحب ،،، أأبكي فقدي لوالدي الحبيب في تلك اللحظة ،،، أأبكي هذه الحمامة التي تستجير بي ،، أم أبكي عجزي عن نصرتها من مكاني البعيد عنها؛ وأنا أنظر للكبار الجالسين عل واحداً منهم يتنازل عن كبريائه فينهر هؤلاء الصبية أو يعلمهم أو ينصحهم !!!!!

واليوم وأناأمر بظروف صحية ونفسية محزنة وأفتقد والدي الحبيب علي أجد على صدره الحنون زفرة صدق أنتفع تؤازرني او نصيحة تنفعني ويداً حانية تمسح رأسي ؛ بحثت عبر النت عن هذا البيت لعلي أجد بقية القصيدة لأواسي بها نفسي فلم أجد سوى المقالة أعلاه فلعل فيها بعضاً من شفاء الروح ،،،

أخي احمد .. عزاؤك في همتك العاليه ونبل أخلاقك وحسن أدبك !
تعرف كل اللي قاعدين في بيت العزاء , يدخنون ويضحكون ويستغيبون الناس , لو سألتهم ما هي أركان الأسلام ! سيفندوها لك ويتبجحون أنهم أعلم منك بها , بينما كل أعمالهم تخالفها ! هذا هو دين اليوم , معلومات وقصص ! شفت شو قال موسى لفرعون وقصة يوسف " همت به وهم بها " لولا لطف الله ! الحمدلله هاي عاشر عمره وخمس حجات ! صدقني لو أن هذه الحمامة المغدورة ملك لأحد أطفال الموجودين لقامت الحرب , ألم يتقاتل أجدادهم 100 عام من أجل ناقة سبقت ناقة !
لقد صار الدين حفظ معلومات فقط ! أما المسلم أخو المسلم ودمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام وغض البصر والهمز والنفاق وأكل الربا ومال اليتيم وحفظ حقوق الزوجة وحق الجار ومن لم يهتم بأمر المسلمين و [ ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الأسلام ! عارفين يا شيخ ! ربك غفور رحيم وهكذا .. صدقني وهذا رأيي الخاص : من لم " يفزع لحمامة , من لم يفرج كرب حمامة او حتى نملة , من لم تأخذه الحمية لأنقاذ أي مخلوق من الغرق او الموت ! فهو في عداد الصم البكم الذين لا يعقلون ! لأن مشاعر الحمية فطرية ليست مكتسبة !
لأني لو أعطيتك مال الأرض كي تكون بطلا لا تقدر !

» لكل من ماتت صلاته ويريد أن يحييها!!
» ماتت !! وهي تقول : يابوي انا بريئة ونتو ظلمتوني !
» (حبيبتى ماتت) الشعر الذى ابكى مذيعة العاشرة مساءا
» وردني بالبريد (رسالة من أم لولدها بعد موتها) الام ماتت والقصيده سلمها الدكتور للولد وهو يستلم الجثة!!!!!
» ليلة زواجه .. شو اللي حصل معه !!