أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل كمال الخطيب أن الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة هي حرب دينية من الدرجة الأولى "يخوضها الصهاينة ضد الإسلام والمسلمين وليس فقط ضد الفلسطينيين"، منوهاً إلى أن حراس الأقصى الذين اخذوا على عاتقهم مهمة نصرته وحمايته متواجدون في كل مكان "فقد كرم الله سبحانه وتعالى المسجد الأقصى عبر الزمان بأنه الذي يوحد الأمة الإسلامية إذا اشتد الظلم والظلام عليها".
وشدد الخطيب في حدث خاص لـ"السبيل" على "أن الصهاينة في غاية الحماقة لذهابهم باتجاه التصعيد الديني وإعلان الحرب الدينية على المسجد الأقصى والمقدسات لأن هذه الخطوة تدفع كل عاقل وليس كل فلسطيني وعربي ومسلم للانتصار للمسجد الأقصى".
وأشار الخطيب إلى أن الأمة مطالبة بالوفاء للمسجد الأقصى كل في موقعه، لأن الصهاينة أعلنوه يوماً لنصرة الهيكل المزعوم.. فقد أعلن الحاخام الأكبر أراز إيكيلما أن هذا الكنيس لن يكون عادياً، ففي اليوم الذي يتلو افتتاحه سيشرع في بناء الهيكل الثالث. ومن هنا فإن الصهاينة يخططون لاقتحام المسجد الأقصى وقبة الصخرة يوم الثلاثاء".
ونوه الخطيب إلى أن هذا الافتتاح جاء "ليتوج ما قام به الصهاينة منذ احتلال القدس في العام 1967م حيث أن هذا الكنيس هو الستين الذي يبنى في محيط المسجد الأقصى، إلا أنه يتميز عن غيره من الكنس بحسب الخطيب بأنه مقبب، وهذا غير معهود في العمارة اليهودية في محاولة لكسر تميز قبة الصخرة ولكسر استقرار المدينة"، لافتاً إلى أن هذا الكنيس يضم صورا للحرم الإبراهيمي في الخليل ولمسجد بلال بن رباح وسيحضر افتتاحه الحاخامين الشرقي والغربي، وكان من المقرر أن يحضره بنيامين نتنياهو إلا أنه تم تغيير المخطط ليستعاض عن مشاركته بكلمة تلفزيونية مصورة خوفاً من تأزم الخلاف مع الشركاء الأمريكان.
وعن إمكانية قيام السلطة الفلسطينية بأي دور لنصرة الأقصى ووقف المخطط الجديد، قال الخطيب: "السلطة أبأس من أن يكون لها دور في ذلك، فما قامت به زاد طغيان الصهاينة وتجبرهم، وزادت الطين بلة عندما حصل الصهاينة على غطاء عربي لما يقومون به من خلال السلطة وإن قالوا شيئا فإن ذلك سيكون مجاملات إعلامية، أما نحن أهل القدس فنعرف كيف ندافع عن مقدساتنا وبلادنا دون حاجة للسلطة أو غيرها"، مبيناً بأن الأهالي في المثلث والجليل والنقب ينتظرون في الحافلات على مداخل القرى للوصول إلى القدس وأن النساء متواجدات هناك للدفاع عنه.
بدوره أوضح رئيس خطباء المسجد الأقصى عكرمة صبري في تصريحات لـ"السبيل" أن الأوضاع في القدس خطيرة للغاية وأخطر مما يتوقع الجميع؛ فالقدس محاصرة والمسجد الأقصى في خطر والفلسطينيون ممنوعون من الوصول إليه, وقال صبري إن المرابطين هناك يحاولون استنهاض العالم ومخاطبته من خلال وسائل الإعلام التي نقلت وتنقل معاناة القدس والمقدسيين نتيجة للإجراءات الصهيونية, وناشد الأمتين العربية والإسلامية والعالم نصرة القدس والمسجد الأقصى والوقوف في وجه المخططات الصهيونية الرامية لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم والتي بدأت ببناء كنيس الخراب الذي سيفتتح اليوم.
ونفى صبري علمه بالإجراءات التي ستتخذها السلطة الفلسطينية للرد على ما يجري في القدس والتخفيف من معاناة الأهالي هناك على اعتبار أنها من تتحمل مسؤولية ملف القدس.
وبين صبري أن سلطات الاحتلال الصهيوني باشرت منذ يوم السبت بإجراءات تصعيديه غير مسبوقة بمحاصرة البلدة القديمة وتكثيف التواجد العسكري لتحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية ومنع دخول الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً, بهدف منعهم من دخول البلدة والوصول إلى المسجد الأقصى ليتمكنوا من حصاره بشكل كامل.
وجاء قرار بناء كنيس الخراب في الحي الإسلامي في مدينة القدس القديمة بناء على قرار للحكومة الصهيونية عام 2001، وفي حينه تم إقرار تمويل بناء الكنيس اليهودي عبر ميزانية متعددة من عدة وزارات إسرائيلية، وفي سنة 2003 انطلق المشروع التهويدي برسم المخطط الشامل للكنيس، وقبل نحو أربع سنين بدأ بناء الكنيس فعليا واستمر الى هذه اللحظة.
وقالت "مؤسسة الأقصى" انه بحسب مصادر عبرية فإن هؤلاء المتبرعين اليهود تبرعوا لبناء الكنيس اعتقادا منهم بأنّ بناء "كنيس الخراب" يرتبط ببناء الهيكل الثالث المزعوم، ويعتبر خطوة متقدمة من خطوات بناء الهيكل الثالث المزعوم، وأشارت المؤسسة إلى أنه ليس أدل على ذلك من الإعلان الذي نشر مؤخرا باللغتين العبرية والإنجليزية واعتبار يوم 16-3-2010م، اليوم التالي لافتتاح "كنيس الخراب" على انه اليوم العالمي من أجل بناء الهيكل، وقد سبق وان نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية مقالا وخبرا عن نبوءات يهودية حول نفس الموضوع.
وأضاف تقرير "مؤسسة الأقصى"، أن بناء "كنيس الخراب" أوكل إلى شركة استيطانية تابعة للحكومة الصهيونية تسمى "شركة تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة بالقدس". وفي قرار حكومي صهيوني آخر أوكلت مهام إدارة "كنيس الخراب" الى ما يسمى بـ "صندوق تراث المبكى" وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية تتابَع بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وقالت "مؤسسة الأقصى" إن مديري الشركتين الحكومتين هم من غلاة المستوطنين اليهود، وأضافت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن وزراء متعاقبين في المؤسسة الصهيونية قاموا بزيارة ومتابعة بناء "كنيس الخراب".
فيما أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، أن أحد أهداف بناء "كنيس الخراب" هو اختلاق تاريخ عبري موهوم بالإضافة إلى محاولة إخفاء معالم المسجد الأقصى المبارك، وبخاصة منظر قبة الصخرة بصفته المعلم الأوضح والأبرز في القدس وعبر جميع جهاتها، وقالت "مؤسسة الأقصى"، إنه لهذه الأسباب تعمّدت المؤسسة الإسرائيلية جعل بناء " كنيس الخراب " بناء مقببا عاليا وكبيرا.
وأضافت "مؤسسة الأقصى" أن المؤسسة الإسرائيلية تتعمّد نشر صور لـ "كنيس الخراب" على أنه "المعلم الأبرز" في البلدة القديمة في القدس، وتشير مصادر عبرية إلى أن لقبة الكنيس 12 شباكاً، تُظهر أن الكنيس هو المعلم الأكثر ارتفاعا في البلدة القديمة في القدس، وأشارت "مؤسسة الأقصى" إلى أن مخططات الاحتلال بالنسبة لـ "كنيس الخراب" ليست جديدة بل تعود إلى أعوام 1948م وعام 1970م، حيث أشارت مصادر عبرية قبل نحو سنة ونصف إلى أنه تم العثور على بقايا أسلحة داخل الموقع الذي يتم فيه بناء "كنيس الخراب"، حيث خبأت عصابات الهجاناه هذا السلاح في أحد أقبية الموقع، كما أن الاحتلال قام عام 1970م ببناء قوس كبيرة في الموقع إشارة إلى التخطيط المستقبلي لبناء "كنيس الخراب".
في السياق ذاته قالت "مؤسسة الأقصى" إنه في موقع كنيس الخراب كان بناء عثماني، يقع ضمن الأبنية الإسلامية التي كانت بجانب المسجد العمري، وإن "كنيس الخراب" سيقام على أرض وقفية وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة الشرف، وهي حارة كبيرة في البلدة القديمة في القدس فشل الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948 م، ووقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، حيث تم الاستيلاء عليها وطرد أهلها الفلسطينيين، وهدم أغلب البيوت، وإقامة حي استيطاني كبير سماه الاحتلال "حارة اليهود".
في سياق متصل قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إن موقع عبري باسم "فيرست نيوز" نشر خبرا مفاده أن أحد وزراء المؤسسة االصهيونية وهو وزير العلوم والتكنولوجيا، طالب بإضافة المسجد الأقصى على قائمة "التراث اليهودي" وأنه كان من الخطأ عدم إدراجه في القائمة التي أعلن عنها قل نحو أسبوعين، كما وطالب "هرشكوفيتس" بإقامة وبناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، كبناء مؤقت إلى حين بناء الهيكل الثالث المزعوم، وأشار موقع "فيرست نيوز" إلى أن أقوال "فيرست نيوز" جاءت في مقال نشرته دورية عبرية تسمى "عولام قطان" (العالم الصغير)- والتي وزعت في الكنائس اليهودية يوم السبت.