ليلة ظلماء في زنزانة انفرادية ........ بقلم الأسيرة المحررة / نسرين طه
التاريخ: 2010-03-21 23:16:0
مركز الأسرى للدراسات
---------------------
ليلة ظلماء في زنزانة انفرادية
خيم الظلام ونظرت من حولي
السجن ساكن
وسكون السجن ملأني دخل جسدي من اذنيي وعينيي وفمي وكل مسامات جسمي السجن دخل في احسست به عشته احببته كرهته خفته خفت الوحدة سرت نحو البرش الريبة في ان انسان ما كان موجود فيه مجرد ريبة لااحد في قسم العزل الانفرادي غير سكون وظلام مطبق خاب املي لانني لم اجد احدا جلست على البرش وضعت يدي على خدي كدر وتفكير احترت في ان ابقى مكاني او اطوف في تلك الزنزانة الانفرادية بحثا عن فلسطين فلسطين نعم فلسطين
لا ليست فلسطين هنا ما هو اخطر انها اسرائيل ماذا اقول وما نفع الكلام هناك في زنزانتي رايت فلسطين عارية باي كلمات اعبر عما بي نحوها اركع امامها ابكي اتوسل اعتذر ليتني لم اراكي يا فلسطين عارية ومصيبتي اني رايتك وجدت نفسي افكر بها مستعيدا ومع الاستعادة ذهانٌ عدم قدرة على النسيان على محو ما كان وكل ما تبقى ان استسلم للتفكير والتفكير وقود الذاكرة وكل ومضة منه حطبة جديدة في الموقد ومع الحطبة الجديدة حرارة جديد نٌحر نصاب بالحمى نهذي نقوم وننطلق امشي ببطئ ببطئ شديد ببطئ اقل احث الخطا على احثها اكثر اسرع اركض يركض معي الذي في داخلي اركض بقوة اكبر تركض نفسي معي بالقوة نفسها اين الخلاص لاخلاص اجن اقترب من الجنون ياتي الجنون الي يسكنني انام ويصحو معي ياكل من الحصن الذي ااكل منه ويشرب من الكاس الذي اشرب منه لامناص المنعكس العقلي لاتاثير له في المنعكس العصبي تتخرب جملتي العصبية تتهرأ اعصابي افقد امكانية السيطرة عليها ادخل الحلقة المفرغة ادور فيها ومعها كما يدور دولاب كبير بمدينة ملاهي هكذا انسل الي عقلي مس الاهي يعتبر الاقوى اذا ما قورن بالخيط الرفيع الباقي من انسلال القدرة على رباطة الجاش في النفس ما بها فلسطين فلسطين حقيقه وليست مجر اسما وضد هاذا الفلسطيني كثيرا من اليهود الاسرائيلين علينا ان نكافح نفسيا هذا اليوهودي فهل استطيع ونستطيع اين نقطة الضعف واين نقطة القوة وهل في وسع القوة ان تنبثق ثانية من الضعف وما دور الارادة الواعية حتى لوكانت حتى لو استعيدت حتى لو كانت القدرة على صراع ارادة لا واعيه ممكنة وكان التغلب عليها ممكنا فلسطين قضية ولا انتصار لهذه القضية الا بالاسرى ونسيت في انسياقي بتيار فلسطين الجارف ان هناك قضية اخرى هي الا صل وما عداها فرع الاوهي الامومة والاولاد ولكن فلسطين انها السبب الذي من اجله وجدت في هذا السجن واليها الرجعى والا ساظل ادور في دوامة المس الاهي ما كان علي ان انسى لماذا انا هنا وهذا السؤال بقدر ما هو بسيط فانه معقد انه تحصيل حاصل ولم يكن كذلك ابدا انه الاساس نهضت عن السرير او البرش جلت ببصري في الجهات الاربع تناولت قلمي ودفتري ابحث عن الحقيقة انطلقت من فلسطين في طلب فلسطين ظللت على هذا النحو في دائرة جنوني بينما كنت احسب انني في تمام عقلي والعقل المرنن سارع في تبرير الفعل صور لهذا الانسان الفلسطيني الضائع ان فعله هو الاصوب وان عليه ان يبحث في متاهة الخطاء عن الخطاء نفسه دون ان بفطن اليه او يعي انه خطاء ينبغي اذا ما اراد الخلاص منه ان يكف عن الايغال فيه وبينما كنت اكتب وافكر قمت امشي وانشد يا ظلام السجن خيم انننا نهوى الظلاما ليس بعد الليل الا مجد فجر يتسما وان في حسنك يا فلسطين افعى صهيونية كم سمعناها في سرير فالبصير البصير تضعفه فلسطين فينقاد كالضرير الضرير توقفت وقلت محال هذا محال فلسطين ليست خيال وانا بصير بصير وادري اوادري وادري فلسطين لن تكون اسرائيل هذا ما انا واثق منه ومؤمن كل الايمان بصحته .
جائتني فجأة من وراء باب الزنزانة قهقهة السجانة فصاحت
-من هناك ؟
فانتهى السكون وتوقف التفكير
كتبت هذه القصة القصيرة في سجن الرملة العزل الانفرادي