الربيع.. موسم الغزل عند المصريين
يستقبلونك بالورد.. ويودّعونك بمياه النيل
|
رحلة في النيل من أجمل ما يمكنك القيام به في القاهرة |
|
القاهرة: محمد عبد الرؤوف
الربيع هو موسم الغزل عند المصريين.. وعلى شاطئ النيل لا تملك إلا أن تقطف وردة تقدمها لمن تحب.. وإذا لم تجد حبيبتك.. وقبل أن تأسى لحالك دون حبيبة.. ستقابلك سعاد حسني.. ستخرج إليك من مياه النهر مثل عروسة البحور لتغني لك وحدك.. «الدنيا ربيع والجو بديع.. قفِّل لي على كل المواضيع.. قفِّل قفِّل قفِّل قفِّل.. مافيناش كاني ومافيناش ماني.. كاني ماني إيه؟ الدنيا ربيع، الدنيا ربيع.. الشجر الناشف بقى وِرْوِرْ والطير بقى لِعَبِي ومتهوّر...»، تدعوك سعاد حسني لأن تكون طيرا متهورا.. ما أحلى التهور في ربيع القاهرة حين تستسلم لنزقك الخاص وتُلاعِب الزهور وتداعب وريقاتها قبل أن تسقط على كفك مستسلمة لراحة يدك.
لكن بعد أن تملأ رئتيك بنسمات النيل.. وتستمتع بأريج القاهرة في الصباح، سيواجهك سؤال: وماذا بعد؟ كيف أقضي بقية يومي؟ اليوم السياحي لزائر القاهرة يمكن أن يبدأ في الصباح الباكر عند سفح أهرامات الجيزة الثلاثة (خوفو وخفرع ومنقرع) حيث يمكن للزائر أن يتجول في المنطقة الأثرية في الهرم التي تضم الأهرامات وأبو الهول ومراكب الشمس والكثير من التماثيل ومقابر بناة الأهرام من العمال.
ويستطيع الزائر أن يدخل الهرم الأكبر، هرم خوفو، لقاء تذكرة تبلغ قيمتها 50 جنيها (نحو 8 دولارات)، وإذا أراد دخول غرفة الدفن فيمكنه ذلك لقاء تذكرة إضافية يبلغ سعرها 100 جنيه (نحو 18 دولارا)، كما يمكن للزائر أن يدخل الهرم الأوسط (خفرع) لقاء تذكرة يبلغ سعرها 20 جنيها (نحو 5 دولارات).
وحددت سلطات الآثار المسؤولة عن الأهرامات عدد الزائرين الذين يدخلون الأهرامات بمائة شخص يوميا حفاظا على جدرانه من بخار الماء الناجم عن عملية التنفس، لذلك يفضَّل أن يصل زائر القاهرة إلى الأهرامات مبكرا ليتمكن من دخول الهرم إذا أراد.
بعد ذلك يستطيع الزائر أن يذهب إلى منطقة سقارة القريبة من منطقة الأهرامات التي يوجد بها هرم سقارة المدرج ومعبد زوسر، الذي بناه المهندس الفرعوني «إيمحوتب»، كما يوجد في سقارة مجموعة من المقابر تشكل أكبر جبانة في مصر، أشهرها مقبرة «تي» وتعود إلى الأسرة السادسة وتتميز بجمال ألوانها ولمعانها، وتصور الحياة اليومية للفراعنة.
ويواصل زائر القاهرة جولته الفرعونية بزيارة المتحف المصري الموجود بميدان التحرير، أكبر ميادين العاصمة المصرية، وتباع تذكرة دخول المتحف بمبلغ 50 جنيها. ويضم المتحف بين جنبات طوابقه الثلاثة نحو 150 ألف قطعة أثرية، أعظمها وأهمها على الإطلاق مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون، وغرفة المومياوات التي يحتاج دخولها إلى شراء تذكرة منفصلة سعرها 70 جنيها نحو (12 دولارا)، والتي تضم مومياوات عدد من ملوك الفراعنة ويُعتقد أن من بينها مومياء فرعون موسى.
وبعد الانتهاء من التجوال بين جنبات المتحف المصري، يحين موعد الغداء الذي يمكن لزائر القاهرة أن يتناوله في منطقة الحسين، قلب القاهرة الفاطمية، ليضرب عصفورين بحجر واحد، الأول زيارة الآثار الإسلامية الفاطمية وعلى رأسها مسجد الإمام الحسين، حفيد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والجامع الأزهر، والثاني أن يتناول الغداء في أحد مطاعم منطقة خان الخليلي التي تقدم الطعام ذا المذاق المصري.
ومن أشهر المطاعم التي تقدم الطعام المصري في خان الخليلي مطعما «الدهان» و«العهد الجديد»، المشهوران بتقديم الكباب والكفتة والوجبات المصرية. وبعد الغداء يمكن للزائر أن يجلس قليلا على مقهى الفيشاوي، درة مقاهي خان الخليلي، الذي اشتهر بجلوس الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب عليه، أو التجول لشراء الهدايا والتذكارات من البازارات التي تشتهر بها تلك المنطقة.
وبعد تناول الغداء يمكن للزائر أن يتوجه إلى حديقة الأزهر القريبة من الحسين للتمتع بالحدائق الغنّاء وشلالات المياه الصناعية بالإضافة إلى مشاهدة منظر لا يُنسى للقاهرة من فوق التبة العالية التي أقيمت عليها الحديقة، أو يمكن للزائر التوجه قليلا إلى الجنوب للذهاب إلى مجمع الأديان بمنطقة مصر القديمة، التي يوجد بها مسجد عمرو بن العاص، أول مسجد بُني في مصر بعد الفتح الإسلامي، والكنيسة المعلقة التي تعد أقدم كنيسة في مصر، وتضم مجموعة من الأيقونات الأثرية للسيد المسيح والسيدة العذراء وبعض القديسين تعود إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي.
وعقب تلك الجولة التاريخية سيكون على الزائر التوجه إلى شاطئ نهر النيل الساحر ليتناول العشاء على متن باخرة سياحية تجوب به نيل القاهرة الساحر ليلا، حيث تقدم أغلب تلك البواخر السياحية، ومن أشهرها «فرعون النيل» و«نايل ماكسيم» و«نايل كريستال» وجبة العشاء يرافقها فقرات فنية من غناء ورقص شرقي مقابل مبلغ يصل إلى نحو 150 دولارا.