أهلا بك عزيزي/ عزيزتي .. لقد أسعدنا ان قمت بالتسجيل , بمشاركتك يمكن أن ينهض المنتدى ويتقدم , يمكنك المشاركة وأبداء الرأي والمقترحات .. يمكنك الكتابة بكل حرية , وسيكون في استقبالك اخوة وأخوات حريصين على التواصل معك لخدمة الصالح العام .. نحن في أنتظارك .. فأينما كنت .. نحن نرحب بك
منتدى أبو خضرة - ســـلام لكل الناس
أهلا بك عزيزي/ عزيزتي .. لقد أسعدنا ان قمت بالتسجيل , بمشاركتك يمكن أن ينهض المنتدى ويتقدم , يمكنك المشاركة وأبداء الرأي والمقترحات .. يمكنك الكتابة بكل حرية , وسيكون في استقبالك اخوة وأخوات حريصين على التواصل معك لخدمة الصالح العام .. نحن في أنتظارك .. فأينما كنت .. نحن نرحب بك
منتدى أبو خضرة - ســـلام لكل الناس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى أبو خضرة - ســـلام لكل الناس
مرحبا يا (زائر) خلينا سوا .. عدد مساهماتك 84
اللهم يا حي يا قيوم لا اله الا أنت برحمتك أستغيث لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين مايو 03, 2010 3:25 pm
أشكال الفهم الأنساني للموت !
حلقات يكتبها ويعدها أبو خضرة
الحلقة الأولى :
العلة الأولى للموت هي انتهاء الأجل .. حيث أن الموت واقع لا محالة .. وأن فعل الموت له فاعل واحد لا شريك له , ان الفاعل الواحد له الحكمة المطلقة في ايجاد الأسباب والمسببات التي تؤدي بالنتيجة لأحداث فعل الموت . يفول الله تعالى " نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين " الواقعه آيه 60 . ويقول الله تعالى : " فأذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " الأعراف آيه 34 . وقد قدر الله تعالى لكل نفس في هذه الحياة الدنيا .. أوقاتا محدودة وأياما معدودة , وجعل لها أجلا مكتوبا , لا تتعداه , ولا تتخطاه , ولا تتقدم عليه ولا تتأخر عنه . ان الموت حقيقة , لا فكاك منه ولا فرار , ولا يشك فيه مؤمن ولا كافر, وقد اختص الله سبحانه وتعالى بعلم زمانه ومكانه , وأن الأنسان بكل ما اوتي من حيل ووسائل , لا يستطيع الوقوف على تحديد بدايات الموت أو نهايته بشكل قطعي , وتظل الأحتمالات هي الظن السائد " والتعبير هنا يدل على جهل الأنسان بالنسبة لعلم الله القادر , حتى لا يصيبه الغرور والكبر , وليعلم أن فوق كل ذي علم عليم , وأنه ما اوتي من العلم الا قليلا , فيلزم مقام العبودية لله عز وجل . يقول المعري " ان الموت ليس شيئا يحدث من عدم , ولا علاقة له فينا , أو شيئا نلقاه أو نواجهه اذا سرنا على درب معين ! أنه جزء من عملية الوجود , أن توجد بالفعل هو أن نموت ! " ( ابو العلاء / احمد بن عبدالله بن سليمان / المعروف بأبي العلاء / توفي عام 449 هجري / 1057م )
كم من انسان يموت في مكان لا يخطر على باله . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اذا قضى الله لعبد أن يموت باٍرض جعل الله اليها حاجة " ( رواه الترمذي \ الجامع \ ابواب القدر\ باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها \ رقم الحديث 2237 وقال حديث صحيح . قال الشاعر: اذا ما حمام المرء كان ببلدة ......... دعته اليها حاجة فيطير وروى الترمذي : ان الرسول صلى الله عليه وسلم خرج يطوف في نواحي المدينة , فاذا بقبر يحفر , فأقبل حتى اذا وقف عليه فقال : لمن هذا القبر ؟ فقالوا لرجل من الحبشة , فقال : لا اله الا الله , سيق من أرضه حتى دفن في الأرض التي خلق منها " وأخرج ابن ماجة مرفوعا " اذا كان أجل العبد باٍرض أوثقته الحاجة اليها , حتى اذا بلغ أقصى أثره فتوفاه الله بها , فبعثه الله , فتقول الأرض يوم القيامة : يا رب هذا ما استودعتني .
وفعل الموت ليس - حادثا أخيرا - في الحياة بمعناها الشامل ! بالرغم من أنه يبدو كذلك , لأن الموت أو سكون الحركة الظاهرية للأنسان لا تعني نهايته المطلقة بالتأكيد . فالموت مرحلة متوسطة من الحياة , تنتهي قطعا في الجنة أو النار ! من حيث تبدأ بالميلاد - والموت - والحياة الأخرى الأبدية ! وأفضل تعبير عن المراحل التي يمر بها الأنسان ما يعرف بمرحلة التخلق في الرحم ومن ثم الولادة ثم الحياة الدنيا حتى انقضاء الأجل , ثم الموت , ثم القيامة والبعث , ثم الخلود بعد الحساب ثوابا او عقابا ! يقول الله تعالى : " لا يذوقون فيها الا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم " الدخان آيه 56 " ان هؤلاء ليقولون ان هي الا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين " الدخان آيه 34 .
فأول فعل للأنسان هو فعل اٍماته , أن تحيا هو أن تموت ! ولا يمكن أن يكون الموت حدثا خارجيا ! " ان تتركوا الموت الطبيعي يأتكم من غير أن تستعينوا بالسيف أو الرمح ! وما هذا الا لأنه فينا أبدا ! فلا جدوى اذن من الهروب منه ! لأنه ليس شيئا يقف في نقطة من المكان , حتى يمكننا أن نبتعد عنه بالفرار ! يقول الله تعالى : " قل أن الموت الذي تفرون منه فأنه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
" الجمعه آيه 8 . " قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت أو القتل واذا لا تمتعون الا قليلا " الأحزاب آيه 16 . يقول المعري وقد أسهب في تحليل الصور الحسية للموت " ان تتركوا الموت الطبيعي يأتكم ولم تستعينوا حساما ولا خرصا " الخرص سنان الرمح \ المعري \ اللزوميات ج2 ص84 . ان الموت بداخلنا , لكن الأنسان لا يدرك هذا ! بل يظل يتصور موته على أنه مواجهة مع - شيء خارجي - يمكن التحصن ضده ! الا أن أحدا لم ينجح بالفرار من الموت ! لأنه لا يمكن أن يفر مما تفرضه عليه بنيته !
عدل سابقا من قبل abu khadra في السبت ديسمبر 04, 2010 3:51 pm عدل 1 مرات
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! السبت ديسمبر 04, 2010 3:41 pm
أشكال الفهم الأنساني للموت !
الحلقة الثانية :
اننا نرفض الأعتراف بأن الموت كامن فينا , لذا نتصوره حدثا يقع في زمان ما .. اننا سنموت قي لحظة ما في المستقبل , ولما كان توقع الموت وأنتظاره أمرا مقلقا ! فاننا نؤجل النظر في المسألة , ونعود أنفسنا على النظر اليه كشيء يخص الآخر [ ليس الأنا ] وبهذا نبعث في نفوسنا طمأنينة وأن تكن زائفة .. ان الأيمان بعدالة الله المطلقة في أحكامه وتقديره وقضائه , يتيح للفئة المؤمنة امكانية العيش بطمأنينة من خلال توكلها التام على الله في كل ما له مساس بتصريف شؤون حياتها , لا سيما وأن أحد أركان الأيمان الحقيقي يقتضي من الأنسان بأن يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره على حد سواء .. ولما كان فعل الموت يقع ضمن دائرة القضاء والقدر, الذي هو من اختصاص الله تعالى , وأنه يمارس على العباد في ظل عدالة حقيقية , مما يجعل المؤمن يستقبل الموت بارتياح , فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة , حيث يتمثل ذلك فيما روى البخاري ومسلم عن اسامة بن زيد رضي الله عنه حيث قال : [ أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم الى أبيها : ان ابني قد احتضر " اي حضرته مقدمات الموت " فأشهدنا " فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم يقرئها السلام ويقول ( ان لله ما أخذ وله ما أعطى , وكل شيء عنده بأجل مسمى , فلتصبر ولتحتسب )فأرسلت اليه تقسم عليه ليأتيها , فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه سعد بن عبادة, ومعاذ بن جبل , وابي بن كعب , وزيد بن ثابت ورجال آخرون , فرفع الصبي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفسه تقعقع , ففاضت عيناه , فقال سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال : هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده وفي رواية جعلها الله في قلوب من شاء من عباده , وانما يرحم الله من عباده الرحماء .يتضح لنا من هذا الموقف قيمة التوكل على الله والأطمئنان لعدالته , والأعتقاد بانه تام العلم والقدرة والرحمة ,لذا على الأنسان أن يثق بكفالة الله وعنايته , وأن يكون حاله مع الله مثل حال الطفل مع امه , فانه لا يعرف غيرها ولا يفزع الى سواها ولا يعتمد الا اياها , وان أصابه أمر ما كان أول خاطر يخطر على باله وقلبه ولسانه , يا اماه ! " مختصر منهاج القاصدين - باب فصل بيان أحوال التوكل - الشيخ بن قدامة الأندلسي . يؤدي المضي في تحليل الصور الحسية التي يكونها خيالنا أو عقلنا عن الموت الى رأي أكثر عمقا , وقد أكثر المعري من التعرص له في كتاباته المختلفة , ان جوهر التصور الجديد للموت هو القول : ان الحياة تبدأ بانفصال الوليد عن امه ) ومن ثم فان الموت يبدو بمثابة ( العودة الى الأم ) ان الميت لا يعود الى امه الدنيوية المباشرة ! بل يعود الى الأم الكبرى - الأرض - يقول الله تعالى : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى .. ) وقال تعالى : ( قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون .. ) أي الأرض , وهي أول اشارة للموت علمها الله تعالى الى سيدنا آدم , حيث يتبين أن الأشارة للحياة والموت والبعث هي فعل واحد يشتمل على مراحل .. " مرحلة الحياة بالميلاد , ومرحلة الموت بنهاية الأجل , ومرحلة البعث والخروج للثواب والعقاب ! وكثيرا ما تعبر اللغات بلفظ الأم عن معنى الأصل , كما تعبر بلفظ الأم عن الأرض , حيث تعد الأرض " اما " تلد وتتكاثر في الربيع , وفي اللغة العربية يفيد لفظ الأم معنى الأصل , أما في اللغة الأنجليزية فان لفظ الأرض يعني من بين ما يعنيه " الأنسان كما يشير الى معنى الأصل بدلالته على " الطين والماء , أصل الحياة , وقد نظر بعض المفكرين الى الكائن البشري من جهة تركيبه المادي فوصفوه على سبيل المجاز , بأنه " ابن الآرض " ما دام مخلوقا من موادها , ويشيع التعبير عن الأرض بالأم في مختلف الأمم , ومن السهل حين يتصور الأنسان انه ابنا للأرض , أن يفكر فيه كأبن آخر الى جانب النبات , فالنبات ابن الأرض أيضا , يخرج منها ويكبر ثم " يموت " ثم يعود ليخرج من رحمها من جديد , وهكذا في دورة متجددة أبدا , فكأن الأرض والحالة هذه " اما تلد " كل هؤلاء الأبناء , ثم تلتهمهم متغذية بأجسادهم لتتمكن من الحياة لوضع أبناء جدد !
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الأحد نوفمبر 27, 2011 1:33 pm
أشكال الفهم الأنساني للموت !
الحلقة الثالثة
دخلت فتاة أمريكية في ربيع الصبا ذات ليلة الى حجرتها لتنام , ولما لم تخرج من حجرتها في صباح اليوم التالي كعادتها دخل اليها والدها فوجدها في حالة غيبوبة عميقه , وبجوارها انبوبة حبوب منومه , فقد حاولت الفتاة الأنتحار لسبب مجهول , وقد اجريت لها جميع الأسعافات ولكنها ظلت فاقدة الوعي تماما , بدون ادراك , بدون حس , وبدون انسانية , لم تتمكن الحبوب المنومة التي تناواتها بقصد الأنتحار - من انهاء حياتها - بالرغم من العزم والتصميم على قتل نفسها , وقد تمكن الطب من تركها في حالة قلب ينبض ودورة دموية تسري وأنفاس تصعد وتهبط بواسطة جهاز التنفس الأوتوماتيكي , وذات يوم ضغط أحد الأطباء " كطلب من والديها وبقرار من المحكمة " ضغط على زر جهاز التنفس ليوقفه . ان هذه الفتاة حين تناولت الحبوب المنومة لم يكن ليدور قي خلدها أنها ستظل على قيد الحياة شهورا أخرى طويلة , ولم تكن لتدرك أن حياتها ستتوقف على جهاز التنفس الصناعي , كذلك لم تكن تدرك أنها ليست " المعنية الوحيدة بقتل نفسها , حتى أنه لا يمكن لخيالها قد مثل لها الجدل الذي قام في بلادها بين الأطباء ورجال الدين والقانون والقضاة ’ اذن لم يكن علما ذلك " القرار " الذي بنت عليه تقديرها " بالموت الفوري " وأنما كان مجرد ظن ولا شيء آخر . يقول ابن سينا في التعليقات بأنه يسبق صدور الفعل الأنساني امورا كثيرة , تصور وتصديق وشوق وارادة ومرجح وقدرة , ولو تمكن شخص ما من تحقيق كل هذه الأمور لنفسه , لا بد من النظر في الظروف التي يتم فيها انجاز الفعل اذ يجد الشخص نفسه أحيانا وجها لوجه مع " ظروف تمنعه من انجاز فعله " حتى لو اعتقد أنها مواتية , ولذلك فان القدرة في الأنسان تعني فقط ( أنه متى شاء ولم يكن هناك مانع ) نفهم من حادثة الفتاة وتحليل ابن سينا للقدرة , باننا محكومون لقدرة أعلى من قدراتنا ولها كل السيطرة وحرية التصرف فينا ( قل يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) " لله داران فالاولى وثانية اخرى متى شاء في سلطانه نقلك "
وفي الأدب البريطاني يقول " تورانديا " أحد المؤرخين المعاصرين : أن للمخلوق روحا تؤخذ منه حين الوفاة , لكن هذه الروح ليست قوة مجهولة , انها حياة التنفس , وعندما يقبض الله الروح عند الوفاة , فان المتوفى ( يدخل في دنيا يكون الموت فيها غائبا ) كما يحدث في أحلام النوم العميق . في " رواية الحب زمن الكوليرا " ل غبرييل غراسيا ماركيز يعترف الكاتب أن أحد أبطال الرواية : كان يهوي أكثر فأكثر في اليأس كما لو أن موته لم يكن قرارا ذاتيا وأنما قدرا محتما " يقصد الكانب ارادة الموت بالأنتحار هي قرار ذاتي ! أي أن الأنسان يستطيع بقرار ذاتي أن ينهي حباته حسب طلبه وفي أي مكان وأي زمان يريد ,. وشخص آخر في الرواية ذاتها هو الطبيب " اوربينو " له رأي آخر في شكل الموت : كان يحس بالموت يقف خلق الباب , لم يكن من شدة الحزن لوفاة صديقه , وأنما من تلك الغيمة اللأمرئية والتي أعتبرها انذارا نهائيا بأنه " يعيش آخر أمسياته ! وهو بصفته طبيبا كان يعتقد أن معظم الأمراض القاتلة لها رائحة خاصة وأن أي من هذه الأمراض ليس محدد الرائحة كما هو مرض الشيخوخه , كان يدرك وهو في الحادي والثمانين بأنه مشدود للعالم بخيوط واهية قد تنقطع في أية لحظة , وكان خوفه من أن تنقطع هذه الخيوط فلا " يجد الرب في ظلمات الموت " , ان قدرة الله تعالى ليست متوقفة على الأسباب , الله هو خالق الأسباب , ولما كانت قدرة البشر مقتصرة على مشاهدة الأسباب الظاهرية فان هناك حكمة مطلقه تجري في الخفاء تحمل في طياتها أسبابا لا يدرك كنهها الأنسان مهما بلغ من العلم , فقد أدرك الطبيب من خلال معرفته بالأمراض القاتله ’ وأنه وأن أستطاع أن يقي نفسه الأمراض والأوبئة , الأ أنه لا يستطيع أن يصنع ما يحوال بينه وبين الموت . فكيف يصنع مع تقدم العمر " الشيخوخة " وهي تدب فيه في الخفاء , فشعوره بأنه مربوط بالحياة بخيوط واهية يمكن أن تنقطع في أية لحظة , كان يجدر به أن يدرك من خلال هذا الفهم أن " أجل الله تعالى لا يتأخر عن موعده ولا يتقدم عليه , وكان خوفه من الموت أمرا واقعيا وأنه محق في هذا الخوف " من أن لا يجد الرب في ظلملت الموت " لأنه لم يكن مؤمنا ولم يتزود للقاء الله بالتقوى والأستقامة
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين ديسمبر 05, 2011 8:55 am
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة الرابعة
لا ينظر المؤمن الى الأسباب المفضية للموت كأحداث منفصلة عن الموت نفسه ! انما هي ذات الفعل وقد قضى الله تعالى بها لتكون كذلك : لقد سرى الموت في الظلماء والناس في كرى !! ويعني هذا أن الموت [ يدب خفيا في وجود الأنسان المستغرق في عالم الأشياء ] فلا يحس به كشيء ممتزج بوجوده [ لأنه في كرى ] ولم يقصد - المعري - بأستعمال كلمة - كرى - الأشارة الى النوم ! بل يقصد بها الأشارة الى تلك الحالة العقلية التي يكون الأنسان -- مبصرا للأشياء -- من حيث يرى أشكالها الخارجية ! لكنه لا يرى حقيقتها ولا يدرك مدلولاتها ! ان تحويلنا النظر عن العيش في كرى سواء كان النوم او الغفلة او النسيان ! لم يحل دون [ دبيبه وسريانه ] فينا ] أنه يوجد أي الموت بصيغة الفعل [ رغم سكوننا ] وما هو الا زمن يسير حتى ينتصب فجأة أمام أعين من يعيش في [ غفلة ] كأنما خرج من العدم ! لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : اذكروا الموت وقال : اذكروا هادم اللذات ! فالأنسان المستغرق في لذات الدنيا قليلا ما يذكر الموت لأنه ان داوم على ذكره فأنه يحرمه تلك اللذة المؤقتة ! كون الأنسان يجهل ما وراء الموت بأعتباره شيئا مؤجلا ومغيبا !
أن فعل الموت ليس مفاجئا الا لمن حول أنظاره عنه ! أما من أدرك امتزاجه معه - فأنه يرى في [ كل لحظة ] أمكانية تحقق الموت - من خلال انهيار البنية وهذا ما يسمى بالموت الطبيعي ! [ سرى الموت في الظلماء والقوم في كرى وقام على ساق ونحن قعود المعري - اللزوميات ج1 ص 316 ان الأنسان يفنى او يموت كلما تغير , لكن الحياة تكمن على وجه التحديد في هذا التجدد ففعل الموت بالنسبة للأنسان والكون على حد سواء هو نفسه الحياة وفعل الحياة هو نفسه فعل الموت ! [ ان الموت اذن ليس شيئا يقف في لحظة ما في مواجهتنا , ويمكن تصور ان في وسعنا تجنبه ] نعم ان النفس تفر من الموت " والفرار ى يتمثل في الأختباء أو الجري " أنما في شكل الخوف الذي يعتري الأنسان اذا ما أيقن أن ما أصابه لا بد أن يميته لا محالة [ والفرار بأشكاله المتعددة محكوم بالفشل ] وهكذا ( قل ان الموت الذي تفرون منه فأنه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) سورة الجمعه / 81 [نموت لأننا حلفاء نقص ويبقى من تفرد بالكمال ] تغيرنا هو مظهر تجددنا وحياتنا , منذ بدء التخلق نطفة , هو نفسه " اماتة تدريجية ومستمرة لنا " فالتدرج في القوى من النطفة الى المضغة فالعلقة , ومن لحظة الخروج للحياة الفعلية , طفلا رضيعا ومرورا بمراحل النمو الأنساني ! التدرج في هذه القوى يعني ان البدء كان ناقصا ويظل هذا النقص في صميم الحياة لأنه يؤدي بالنتيجة للموت ! [ نموت لأننا حلفاء نقص ويبقى من تفرد بالكمال ] المعري ج2 ولا شك أن اهتمام الأنسان بالوصول الى حقيقة الموت يعد تعبيرا عن اهتمامه بذاته ومصيره , بأعتياره على وجه التحديد هو المعني الوحيد بذلك .
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين ديسمبر 05, 2011 1:21 pm
والله شايف هالموظوع كله لأبو خظره .. نازل فيه حصيده .. مفيش حدا مقرب عليه .. معهم حق لانه الموت حق ... بس ياخال كلامك كبير علي والله ياخال كله طلامس وطلامس تواخذنيش سدق ماني فاهم اشي ... اللي فاهمه انو امي كانت تقول (الموت اقرب للانسان من الاسنان للسان) والموت حق علينا كلنا ولي معاه وصل امانه ولا تعهد انه مش رايح يموت يورينا اياه ... يا بنسلم وبنروح علجنه يا بنكفر وبنروح عانار ..
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين ديسمبر 05, 2011 2:23 pm
نعم .. لقد اختصرت والدتك كل الدراسات حول الموت بكلمتها ( الموت أقرب من اللسان للسنان ) وهذا صحيح ولكن المشكلة في أن الآخر يؤجل النظر في هذه القضية وينظر الى الموت وكأنه شيء لا يخصه على أقل تعديل ! الآن ) وبهذا يعطي نفسه طمأنينة زائفة) ولو آمن الفرد على أن الموت يقف على الباب ينتظر الأمر بالدخول لتغيرت ملامح الدنيا ! والدليل اخوي ابو مطر وأنت أعلم مني بذلك ! لو قيل لشخص أمامك يومان او شهر او حتى سنة لتموت لظل ساجدا لله تعالى طول مدة مكثه في هذه الدنيا فالموت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : اذكروا هادم اللذات فأنه يرقق القلب ! واذا ما رق القلب وأندثرت القسوة .. قول انت شو اللي يصير خلينا سوا
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين ديسمبر 05, 2011 3:14 pm
السلام عليكم
أنعم الله تعالى عليك بالإخلاص .. وبارك لنا فيك وجزاكم الله خيرا ونعَّمك بلسان شاكر وقلب ذاكر وجعلك من الفقهاء المتمكنين الراسخين في العلم على هذا المجهود الرائع، وفقك الله و سدد خطاك آمين كم نحن بحاجة لأناس يحبون الموت كما يحب أعداؤنا الحياة نسأل الله أن يستعملنا في عظيم أمره ويختم لنا بالشهادة لموت صعب و تخيلة اصعب
ولاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااكن كيف ستختار موتك او بالاحرى كيف تحب ان تموت روي ان اسحاق بن سعد بن ابي وقاص يروي عن ابيه سعد رضي الله عنه , انه قال : "اجتمعت انا وعبد الله بن جحش يوم احد , فخلونا في ناحيه, فقال عبد الله بن جحش : يا سعد ! ألا تأتي فندعوا الله تعالى ؟ قال : فبدأ سعد فدعا , فقال: يارب اذا لقيت العدو غدا , فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى اقتله واخذ سلبه . فأمن عبد الله بن جحش على دعائه. ثم دعا عبد الله بن جحش رضي الله عنه,فقال : اللهم يا رب ! ارزقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده اقاتله فيك ويقاتلني , فيقتلني ثم يجدع انفي واذني . فاذا لقيتك يارب ، قلت فيم جدع انفك واذنك ؟ فاقول: فيك وفي سبيلك ,فتقول : صدقت
اللهم ارزقنا حسن الختام ،،، و اقبض ارواحنا على الايمان جزاكم ربي كل الخير ورضي عنك ان الحديث عن الموت شيء رهيب ربنا بارك لنا في ديننا ودنيانا واقبضنا اليك غير مفتونين يا رب العالمين اللهم ارزقني ميتة الشهداء في بلدك الحرام في بيتك الحرام في يومك الحرام في السجود عند مقام ابراهيم الهم احسن خاتمتنا واحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء اامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــين
اكم مني خالص الدعاء لكـِ خالص احترامي دمت في حفظ الرحمن
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين ديسمبر 05, 2011 4:48 pm
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة الخامسة
أول قتيل على وجه الأرض والله أعلم هو أحد أبني آدم عليه السلام - قتله شقيقه ظلما وحسدا ! يقول الله تعالى : وأتل عليهم نبأ أبني آدم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين .. بالمناسبة : يتقبل الله تعالى ممن ؟ من المتقين .. فأي عمل غير خالص لله فهو رد .. لذلك اذا أردت أن يتقبل عملك صلاتك نيتك صدقتك ولدك دعاؤك كن من المتقين الأتقياء فقط هم الفائزون وهم الناجون وهم أصحاب الحظوة عند رب العالمين
وقد جاء في تفسير الجلالين ضمن سياق تفسير الآية عن قصة أبني آدم : فصار من الخاسرين بقتله ولم يدري ما يصنع به لأنه أول ميت على وجه الأرض من بني آدم ! بحيث لم يتمثل له ذلك من قبل ولا عرفه بالسمع أو المشاهدة واحتار لا يدري ماذا يفعل ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ) ينبش التراب بمنقاره ورجليه ويثيره على غراب ميت معه حتى واراه التراب ! وما طلب " ابليس " من الله عز وجل بأن يؤخره الى يوم يبعثون ! أي ان لا [ يميته ] قبل يوم القيامة ومعرفة ابليس بالموت وأنه حق على كل مخلوق لم تدعه تلك المعرفة بأن يطلب تأجيله الى ما بعد القيامة لأنه يعلم أن كل شيء هالك الا وجهه قبل يوم القيامة ! لهذا تأدب ابليس مع الله تعالى وعرف انه الخالق وانه المحيي والمميت ولكنه رفض الأستجابة لأمر الله ! فما تنفعه معرفته وأيمانه بالله الواحد ان لم يستجب ولم يطع الله تعالى !!
الموت في نظر " نيتشه " هو جزء من الحياة - حذار ان تقول ان الموت مضاد للحياة , فهذه الحياة هي كل شيء , وليس الموت الا جزءا مكملا لها يقول المعري : الموت ليس شيئا يحدث من عدم , ولا علاقة له فينا , أو شيئا نلقاه أو نواجهه اذا سرنا على درب معين , انه جزء من عملية الوجود - أن توجد بالفعل هو ان تموت - نعم ويرى - سقراط - ان حلول النفس في الجسم , لم يكن فعلا اراديا لها ! ويؤكد هذا ابو العلاء المعري : لم نحلل بدنيانا اختيارا ولكن جاء ذلك على اضطرار ! والنفس طائر في سجن مالكه وليس لها ان تفتح أبواب سجنها بيدها , بل تنتظر ان يفعل مالكها هذا !! وكل ما يمكن ان تفعله النفس خلال فترة السجن هو أن [ ترجوا بموتها التسريحا ] فالموت عند سقراط ليس انعداما للنفس ! [ بل انتقالا من مكان ترعانا فيه الآلهة الى مكان آخر تملكه أيضا ] لله داران .. فالأولى وثانية اخرى متى شاء في سلطانه نقلك اللهم انا نسألك حسن الخاتمة وأن تقلنا الى الدار الآخرة الى الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الأربعاء ديسمبر 14, 2011 8:12 am
تسأل اختنا نور كيف تحب ان تموت ؟ كيف تختار موتك .. ؟ على أي صورة ؟ الموت المصاحب للقيم والأخلاق ونصرة الدين هو أجمل أشكال الموت ! ولذلك حبب الأسلام فيه وعنف الفارين من مواجهته وجعل الفرار من القتال ومقارعة الحراب من الكبائر وذلك ما تؤكده سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم : تتداعى عليكم الأمم لضعفكم وقلة حيلتكم وركونكم الى شهوات الدنيا وتمسككم بسرابها المخادع فيصيبكم الوهن فقالوا وما الوهن ؟ قال من لا ينطق عن الهوى : حب الدنيا وكراهية الموت !!!!! والموت حق سواء كرهه الناس أو أحبوه لأنه واقع لا محالة وليس شيئا معلقا بالأختيار والا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فالموت خارج عن ارادة البشر ولا يخضع لمزاج الناس والا ما من مخلوق يقبل بالموت ! الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن قيمة السبب المؤدي للموت مثل القتال في سبيل الله عز وجل لنصرة دينه وأعلاء كلمة الحق وفي فتح مكة قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتحطيم أصنام قريش المشركة وقال : اليوم ظهر الحق وزهق الباطل ان الباطل كام زهوقا الباطل زائل وغير دائم والله تعالى متكفل بتدميره وأزالته ولكن يلزمه قائد رباني زاهد في الدنيا وشهواتها ويحب الموت النبيل ولتقريب هذا الفهم ما قاله سيف الأسلام خالد بن الوليد وهو يتأسف على الحالة التي تيقن فيها موته لحظة ان كان في النزاع الأخير : ما في جسدي شبر الا فيه ضربة سيف او طعنة رمح وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير ! وهل في موت البعير ما يلحق العار بالبعير أو يسيء اليه ؟ أو أن سيدنا خالد يخاف الموت وهو الجريء المقدام سيف الأسلام كل الخلائق ستموت ومن هنا كان ما يوحي بتأسف هذا البطل وأن موته سيكون على الفراش !!!!! والفراش الهاديء مضاد لنقيع الدم وغبار المعارك !! وهج السيوف وطعن الرماح والتراب يعلق في الحلق يثقلة الجفاف لا يتكافأ بأي شكل مع الفراش حتى فراش المرض بين الأهل والأصحاب كان سيدنا خالد رضي الله تعالى عنه يرى في موت الجاهدين شرفا وقيمة عظيمة وقبولا عند الله جل وعلا ! حتى ان الله عز وجل ليضحك ويسر من المقاتل الذي يحسن اختيار لحظ موته طائعا غير مكره ! عن ابن اسحاق : حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة قال : " لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء بن الحارث رضى الله عنه : يا رسول الله ما يضحك الرب تبارك وتعالى من عبده ؟ قال : أن يراه قد غمس يده فى القتال يقاتل حاسراً، فنزع عوف درعه، ثم تقدم فقاتل حتى قتل " ارأيت اختنا نور ؟ هذا الرد المختصر على تساؤلك !!
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! السبت ديسمبر 17, 2011 4:37 pm
أشكال الفهم الآنساني للموت الحلقة : السادسة
حين نفشل في أدراك ماهية الموت - كل ما يتعلق به من مقدمات ونهايات - فأننا نقوم بتكوين تصور ما عنه من خلال ملاحظتنا لأوجه الشبه بينه وبين حادثة اخرى ! لقد لاحظ الأنسان دائما شبه الميت - بالنائم - ومن هنا تصور الموت على أنه حالة خاصــــــــة من الموت العميق ! أن أستيقاظ الوعي وحضور الشخص للمسائلة أمران مؤكدان في النهاية .. وهذا التصور يمكن ان يعثر عليه في العقيدة الأسلامية ويعد من أصل الأيمان اذا لا يصح أيمان الفرد الا اذا أعتقد بشكل طوعي أن هذه الحياة مهما طالت فمصيرها الأنتهاء ثم الوقوف بين يدي الله تعالى للحساب ! وكذلك هي موجودة في فكر الفلاسفة كأفلاطون حيث تقول فكرته : ان صلة الحياة بالموت لشديدة الشبه بتلك العلاقة التي توجد بين اليقظة والنوم ! أما في القرآن الكريم فيقول الله تعالى : "" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيقبض التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى الى أجل مسمى ان في ذلك لأيات لقوم يتفكرون " - ملاحظة الفرق الشاسع والحكمة البليغة بين قول الله تعالى الناتجة عن أحاطة علم الله عز وجل بكل شيء وبين قول الفلاسفة الذين يتكلمون بحدود علمهم القاصر ! ألا أن أقوال الفلاسفة قد تبسط في بعض الأحيان الفكرة مدار البحث لقربها من حدود فهمنا الناقص وذلك لتفرد الله تعالى بالكمال ! بعض الفلاسفة قدموا تفسيرا لبعض آيات القرآن الكريم : وتفسيراتهم مقتصرة على ما يتعلق بعلم النفس .. [ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك ............ ] هذه الآية تفهم بمعنى أن الرجوع لا يكون الا بعد سفر وغربة ! فالنفس كانت موجودة بالفعل قبل حلولها في الجسد ! ثم فارقت عالمها الذي أودعها الله تعالى فيه - وحلت في الجسد المخلوق وها هي تعود الى عالمها عند الموت .. رجعت للمكان اللي جت منه ! ويقول أبو حامد الغزالي : حين يقرر الحديث ان " تحفة المؤمن الموت " فأن هذا يفسر أن الدنيا سجن المؤمن ! اذ لا يزال فيها في عناء من مقاساة نفسة وكبح شهواته ومدافعة شيطانه !! فالموت اذن : أطلاق له من هذا العذاب ! وأنبثق أحد التصورات عن ملاحظة الأنسان لتجدد الحياة النباتية وعودتها المتكررة .. وعودة النبات الى الحياة بعد الموت كل شتاء .. هو تعبير عن أمكانية عودة الأنسان الى الحياة بعد الموت وما دام الأنسان كائنا حيا كالنبات , فأن أمكانية عودته للحياة مرة أخرى مؤكدة بالقطع , أن يعود للحياة كما النبات .. وهناك أحد التصورات القديمة , انبثقت من التفسير الساذج ( الحلم بالموتى ) لقد لاحظ الأنسان أن أصدقاؤه وأقاربه الذين ماتوا قد زاروه في الأحلام والرؤى ! وكانوا حاضرين في شعوره وخياله , ومعنى هذا عند البدائيين والجهال بالعمون : أن الشخص الذي مات هو موجود على هيئة أو شكل ما , في مكان ما
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! السبت ديسمبر 17, 2011 4:53 pm
السلام عليكم اخوي ابو خضره جزاك الله خير الجزاء وبارك الله في علمك وأعمالك ونفع بك. وانها لتذكره وفي موازين حسناتك ((الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيقبض التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى الى أجل مسمى ان في ذلك لأيات لقوم يتفكرون ")) (كل نفسٍ ذائقة الموت ) فهن المنايا أى وأدٍ حللنهُ عليها القدوم أو عليك سََتقَدَمُ . كل إبن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول الله احسن خاتمتنا اللهم يسرنا لعمل صالح ثم اقبضنا عليه اللهم احسن خاتمتنا جميعاً اللهم أجعل أخر كلامنا لا إله إلا الله محمد رسول الله اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة اللهم امين
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا * بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها اللهم اجعل خير أيامنا يوم نلقاك اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم اجعل آخر كلامنا أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الأحد ديسمبر 18, 2011 7:31 am
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة السابعة
من المعتقدات البدائية القديمة أن الأنسان ما دام يرى - الميت - في الأحلام معناه أنه موجود في مكان ما , على هيئة ما , قد يمثل أمام ناظرينا في لحظة ما ! وكذلك أعتقد المصريون القدماء بأن الجسم تسكنه صورة أخرة تسمى - القرينة - الكا - كما تسكنه روح تقيم فيه أقامة الطائر ! وهذه الثلاثة مجتمعة الجسم والقرينة والروح , تبقى فيه بعد ظاهرة الموت !
أما التصورات الفلسفية للموت والخلود , فأنها تشير الى أن الأيمان بالحياة بعد الموت : هو الطريق لرفع كل المظالم وتصحيح كل الأخطاء ! فهذه الحياة اللاحقة ’ حياة يعاقب فيها المسيء ويثاب المحسن بأجزل الثواب !
وقد رسخ أفلاطون في أذهان الكثيرين الأعتقاد بأن : أنكار الحياة بعد الموت كنتيجة لأنكار الثواب والعقاب : فيه هدم للقيم والمعايير الخلقية ! فلو كانت النفس فانية في مرحلتها الأولى للموت الظاهري , لما بدا لنا أن الظلم أمرا فظيعا ولما كان الشر منفرا ومقيتا بحق !
ولو ثبت هذا الفهم في الوعي الأنساني لصار الظلم عملا يفتخر فاعله به ولمات المظلوم وهو يشكر ظالمه من شدة الرعب .. والحياة ستصبح مقتلة عظيمة لا يتمناها أحد ! وعند موت الظالم سيتنفس الناس الصعداء لخلاصهم ! ولكن حين يفكر الأنسان في الثواب والعقاب يتكون لديه شعورا بأنه حتى لو تأخر العمر فأن نهايته قريبة وسيمثل أمام الله ليحاسبه عما اقترفته يداه ! ونحن نقول في الفكر الأسلامي تبعا لما قال الله تعالى : حذَّر الله تعالى من الظلم ، فقال عز وجل: {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص في الأبصار} [ إبراهيم: 24 ]. وقال تعالى : {فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم } [ الزخرف: 65]. وقال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} [ هود: 18 ]. وقد حذرنا النبي أيضًا من الظلم، فقال : (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [ مسلم ]، وقال الله : (ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) [ البيهقي]. وقال الله : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) [البخاري] هذه الآيات وسواها تؤكد أن الظالم لن يفلت من العقاب ! لذلك فأن الأيمان بالحياة الأخرى ضروريا لبقاء الأنسان بالأضافة الى انه يولد لديه شعورا بأن الله تعالى لن يضيع حقه وسيرد اليه مظلمته ! هذا الأعتقاد يجعل الظالم في كثير من الأحيان يفكر في نتيجة عمله .. فقد يرتدع اذا كان مؤمنا ! أما اذا كان كافرا فهو في جهل وعمى اذا لم يتوب الى الله تعالى : [ ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ] وليس المقصود أعمى البصر وأنما أعمى البصيرة الذي لا يرى حقيقة المنهج فيتبعه وأنما هو يغمض قلبه عن ذكر الله وعن الآيات البينات ويتبع هواه وشهواته ورغباته على غير هدى من شرع الله !
فالأيمان باليوم الآخر أحد أهم مقومات الأيمان الحق .. فالظالم والمظلوم سيقفان جنبا الى جنب ليحكم بينهما الله تعالى بالحق والعدل ! وهذا جانب آخر من الأيمان بالآخرة وهو أن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين وسيعاقب الظالمين وهذه هو العدل المطلق ! اللهم انا نسألك حسن الخاتمة !
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الجمعة ديسمبر 23, 2011 2:45 pm
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة الثامنة
من جهة اخرى فأن هناك مكافة عظيمة للفضيلة ! ومن هنا كان خلود النفس بعد الموت - أمرا محققا - ! لأن الأنسان اذا كان يعاني من الفقر والمرض , أو أي شيء آخر من صنوف المعاناة فلا بد أن تعود الأمور في النهاية عليه بالخير - في حياته أو بعد مماته ! لأن الله تعالى لا ينسى أبدا ذلك الذي يتوخى العدل ويمارس الفضيلة ! [ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ] ولتقريب أكثر يقول الله عز وجل : [من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون] وفي هذا قيل أن هناك - قرار نفعي - يعود على الأنسان اذا مارس الخير ونبذ الشر وسيلقاه بالتأكيد عند الله الذي يثيب ويجزل العطاء لمن يعمل الصالحات ويعاقب من يتنكب الهدى ويشيع الضلال !
وقال آخرون عن واقعة الموت بأفتراض أنه شكل من الغياب أو الموت الطويل ! ولا بد للغائب من أن يعود ولا بد للنائم من أن يستيقظ !!
في الأدب البريطاني يقول - تورانديا - مؤرخ معاصر - أن للمخلوق روحا تؤخذ منه حين الوفاة ! لكن هذه الروح ليست قوة مجهولة , أنها حياة التنفس , وعندما يقبض الله الروح عند الوفاة , فأن المتوفى يدخل في دنيا يكون الوعي فيها غائبا ! كما يحدث في حالة النوم العميق ! ( توراديا / لندن 1936حياة محمد في المصنفات التاريخية المعاصرة / من كتاب محمد الرجل والأيمان
وفي رواية الحب في زمن الكوليرا - للكاتب غبريال غرسيا ماركيز - يعترف الكاتب أن أحد أبطال الرواية : كان يهوي أكثر فأكثر في - اليأس - كما لو أن موته لم يكن قرار ذاتيا , وأنما قدرا محتما ! ( يقصد الكاتب ان ارادة الموت بالأنتحار أو السقوط الذريع نحو اليأس والقنوط بنية الوصول للموت هي قرار ذاتي ! أي أن الأنسان يستطيع بقرلر ذاتي , أرادي , أن ينهي حياته حسب طلبه في أي مكان وأي زمن يريد !
وشخص آخر في الرواية ذاتها هو الطبيب - اوربينو - له رأي آخر في شكل الموت ! كان يحس بالموت واقفا خلف الباب , لم يكن من شدة الخوف لوفاة صديقه , وأنما من تلك الغمامة اللا مرئية - شيئا ما لا يدري كنهه - شعور فظيع بقرب النهاية - والذي أعتبره أنذارا نهائيا بأنه يعيش - آخر أمسياتـــــــــــــــه !
وهو بصفته - طبيبا - كان يعتقد بأن معظم الأمراض القاتلة لها رائحة خاصة ! وأن أيا من هذه الأمراض ليس محدد الرائحة كما هي في الشيخوخه , لأن الشيخوخة تظل ماثلة أمامه طول الوقت ! كان يدرك وهو في الحادية والثمانون , بأنه مشدود للعالم بخيوط واهية , قد تنقطع في أية لحظة , وفي أي وقت , وكان خوفه من أن تنقطع هذه الخيوط ! [ فلا يجد - الرب - في ظلمات الموت ] لقد أدرك الطبيب أن قدرة - الرب - ليست متوقفة على الأسباب وأنه أي الرب قادر على اجراء فعل الموت بغير سبب ! وكان هذا الأدراك ينبع من معرفة الطبيب بالأمراض القاتلة , وأنه وأن استطاع أن يقي نفسه الأمراض والأوبئة بتحسين ظروف حياته ! الا أنه لا يستطيع أن يصنع ما يحول بينه وبين الموت !! فشعوره بأنه - مربوط بالحياة بخيوط واهية يمكن ان تنقطع في لحظة ما .. جعله يخاف وهذه عقدته من أن لا يجد الرب في ظلمات الموت .. فقد يكون هذا الشعور في عقله الباطني فقط لعلمه ان عقيدته ربما أوقعته في ضلال فالنفس المطمئنة تقبل على الله تعالى بفرح لما ينتظرها من نعيم مقيم والنفس الضالة تكره لقاء الله تعالى ليقينها بأن حسابها سيكون عسيرا .. اذن فالخوف حين يعتري الكافر قد يكون بالنسبة اليه مبررا .. فهو لم يكن مؤمنا ولم يكن ليتزود للقاء الله تعالى .. على كل حال .. سواء خاف الكافر أو كره لقاء الله فلن ينفعه هذا ! فهو سيلقى الله عز وجل على أية حال .. سيلقاه بخوفه وقلقه ثم لن يحدث الا ما أراد الله !
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين يناير 09, 2012 2:00 pm
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة التاسعة
أن الأحداث العظيمة التي كانت تعيشها الشعوب القديمة وعاشها العرب في الجاهلية ويعيشها عالم اليوم تمثل للعموم قيما كبيرة لها صلة ما بالعقائد ! ان كل ما يتصل بالأنسان عموما من أحداث , لا يوازيه من حيث قوة التأثير في مجريات الحياة سوى - الموت - كونه الحدث الأعظم في الحياة بكليتها ! ومن أبرز تلك المعاني الجميلة - للموت - ما رسخه الدين الأسلامي في الأذهان حول - الموت - في سبيل الله , وقد ربط الله عز وجل - موت الشهداء - بمعاني ذات قدسية وأهمية قصوى لدخول الجنة والحشر مع الأنبياء والصالحين وأهمها وأولها رضى الله تعالى ومحبته لمن - يقتل في سبيله - وليس أدل من تلك الآية الكريمة على المنزلة الرفيعة للشهداء : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
وأذا أستعرضنا أشكال - الموت - المرتبطة بقيم عليا - نجد ن الموت في سبيل - العقيدة - يعد من من أبرز - أشكال الموت - وأعظمها قدرا - من حيث هو مؤسس على أن الله تعالى هو من يختار - الشهداء - من بين جميع الذين - ماتوا في ساحات القتال - مما يخلق الرضى عند المقاتلين فيجعلهم هذا الأعتقاد - يتقدمون الصفوف - ويبلون في محاربة أعداء الدين !
ان من أعظم النعم التي يتفضل بها الله على العباد بعد نعمة - الهداية - هي - نعمة الأختيار والأصطفاء - لنصرة الدين - فقال الله تعالى : ( وأنا أخترتك فأستمع لما يوحى ) ويقول ايضا (اني جاعل في الارض خليفة) واصطفى نوح واصطفى آل ابراهيم واصطفى آل عمران على العالمين واصطفى امة محمد عليه الصلاة والسلام وقال (كنتم خير امة اخرجت للناس) واصطفى من امة محمد الصحابة وجعلهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي خير القرون قرني ثم اصطفى من امة الاسلام الشهداء وقال عز وجل "ويتخذ منكم شهداء" فالموت شهيدا عند المؤمن يعد من أبلغ أمانيه ! وقصة الصحابي الذي كان يأكل - التمرة - والمعركة دائرة - فقد اعتقد ان في تناول تمرة أخرى - زمن طويل يبعده او يحول بينه وبين الجنة فرماها ولحق بالمقاتلين فقاتل حتى قتل شهيدا !!
ما كان المؤمنون يطلبون - الدنية - بالموت وأنما كانوا يتوقون الى - العلا - لما عرفوا من فضائله وما كانوا - يتثاقلون الى الأرض - وما كانوا يخافون جمع الناس عليهم ولا كثرتهم - وما كانوا يقولون حين يسمعون النداء - ( ان بيوتنا عورة ) بل كانوا يشمون ريح الجنة من أول صيحة - يا خيل الله أركبي - فهمو ان الموت حق وأن أفضل أشكاله - هو الموت في سبيل الله -
فالموت يحمل قيما عليا ومعاني جميلة يتغنى بها الناس اذا ما كان ناتجا عن فعل كريم , كالدفاع عن الدين وعن حياض الأسلام , فقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجند الأسلام عموما في معاركهم كلها - يقلون عددا وعدة - عن أعدائهم - وكانوا يخضون المعارك ويغلب على ظنهم - الموت شهداء - أي دخول الجنة بضمان من الله عز وجل !
وفي عصرنا الحاضر تغنت الأمم بالشهداء - الأبطال - الذين قاتلوا دفاعا عن الدين وتراب الوطن ودفاعا عن العرض وعن المقدسات : زفو الشهيد وخلو الزفه ع السنة زفو الشهيد ل بيتو الثاني ف الجنة زفوا الشهيد ب جرحه ب دمه ب ثيابه عطر جبينه اياكم تنفضو ترابه جرح الشهيد بريحه حلوه يتفجر جرح الشهيد عطوره المسك والعنبر
وغيرها من الأوصاف الجميلة والتي تريح النفس حين سماعها فتؤجج فيها الرغبة في الأمتثال لنداء الشهادة أن هدفا عظيما تضعه نصب عينيك تجد نفسك مرغما بمحض أرادتك على اتخاذا قرار على مستوى عظيم من الأهمية - بما يوازي الهدف - ولما لم يكن لدى الأنسان - أغلى من الروح - فأنه - يقدمها قربانا لهذا الهدف النبيل - الموت في سبيل الله
اللهم أني اسألك أن ترزقني الشهادة في سبيلك وحين تسألني لم قتلت أقول قتلت في سبيلك فتقول صدقت وهذا كل ما أتمناه ..
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين يناير 09, 2012 3:23 pm
السلام عليكم تزدان في درب الشهيد جنانُ مهما طغت في قلبنا الأحزانُ موت الشهيد حياته في روضةٍ وحياة آلآف الملا خسرانُ يا غزة العبارات ماذا نرتجى والعرب ذلٌ في الدنا وهوانُ سيفٌ لغزة ما يحيد عن العدى مهما تجبر خائنٌ وجبانُ جرحٌ سقى زهر الجنان بأمةٍ فتخلفوا وتقدم الشجعانُ أكذا نرى قصف العدو لاهلنا وكأننا وكأنهم خرفانُ؟! لكن فيهم همة مضريةٌ ولها على كل العدى طوفان وأسأل اله ان يجعل خاتمتنا شهادة وان يتقبل شهداء المسلمين
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الثلاثاء يناير 10, 2012 11:15 am
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة العاشرة
وكانت الشعوب القديمة قبل مجيء الأسلام لها عادات خاصة في سبيل التقرب - للآلهة - فكانت تقدم لها - القرابين - طمعا في رضاها , ومن أجل نيل بركاتها ! وكان الموت كأعظم حدث في الحياة يوازي في نظرها ويكافىء اللآلهه كي تنظر بعين العطف الى أتباعها فتهبهم الرزق والصحة والحفظ ! فكانوا يجرون فعل الموت على - فرد أو أكثر لأسترضاء القوى الخفية التي تؤمن بها فتطلب تأمين حاجياتها الضرورية ! وكانوا يعتقدون بأنه أذا ما تقدم أحد أفراد المجتمع بقتل نفسه تطوعا لتلك القوى ! فأنه يمكن أن تنزل الأمطار التي كانت تعني لهم الحياة !
للموتى أهمية في الأستسقاء .. فقد آمنت أكثر الشعوب بوجود حياة في القبر ! وأن روح الميت - تعي وتفعل وتفكر وتؤثر في الآخرين وتتأثر بهم ! فقد أستسقى عرب الجاهلية بعظام الموتى ! وهذه المعتقدات كانت شائعة عند - العبرانيين القدماء - أيضا ! فقد آمنوا بأن المطر ينزل بواسطة الطقوس السحرية التي تجري على عظام الموتى ! خاصة عظام الأمراء .. الذين كثيرا ما كان ينتظر منهم أن - ينزلوا المطر وهم أحياء !!
ويعتقد الصينيون أنه أذا ما تركت - جثة رجل ميت دونما دفن - فأن روحه تنزعج من المطر ! بالطريقة التي تنزعج منها روح رجل حي حين يفاجأ بالأمطار الغزيرة لذلك فأن هذه الأرواح البائسة , تعمل كل جهدها لتحول دون سقوط الأمطار ! ومن هنا كانت السلطات الصينية تهتم أشد الأهتمام في أوقات الحرب والقحط بدفن العظام الجافة للموتة الذين لم يدفنوا من قبل - لوضع حد للبلاء - !!!!!!!!
وهذه الطقوس كانت تمارس عند العرب منذ القدم ! قال ابن قتيبية : ان عظام - سلمان بن ربيعة الباهلي - كانت عند أهل - بلنجر - في تابوت اذا أحتبس المطر أخرجوها فأستسقوا بها فسقوا ! " ابن قتيبية / كتاب المعارف / تحقيق ثروت عكاشة / الجاحظ / البرهان والعرجان أن لنا قبرين : قبر بلنجر وقبر بصين آستان يا لك من قبر فأما الذي بالصين عمت فتوحه وسلمان يستسقى بها فتنزل القطر
ووصف القزويني قبر أبي أيوب الأنصار وهو صحابي معروف موجود في القسطنطينية فقال : " تربته معظمة عند النصارى يكشفون سقفها عند الأستسقاء اذا قحطوا فيغاثون / القزويني / آثار البلاد ص 606
أما الساميون القدماء فكانوا يضحون بأنفسهم وأولادهم حرقا في النار المقدسة ! فقد أقدم - ملك مؤاب - ميشا - على التضحية بأبنه - البكر - حيث ألقاه في لهيب النار فمات على الفور ! فالموت أقصى ما يجود به الأنسان ليعبر عن قدسية الغاية التي يسعى اليها ومن أجلها قد مات ! فقد أقدم - الملك الآشوري - سرذابالس - مؤسس طرطوس على - قتل نفسه - بأن ألقى نفسه في محرقة هائلة ! وكانت - الوثنية الفنيقية - تقدم الضحايا البشرية للنار ! فكانوا يقدمون أعز أبنائهم - قرابين - تلتهمهم نار اللآلهه !! / امين مدني التاريخ العربي وبدايته
وقد ظل المصريون يقدمون الضحايا لنهر النيل طمعا في أسترضاءه كي يفيض فينعمون بخيراته لسقي مزارعهم ودوابهم ولشربهم , حتى جاء الأسلام وأوقف تلك العادة ! فقد أعتقدت تلك الشعوب ان الأهداف التي يسعون للحصول عليها , ذات قيمة عظيمة , لا يوازيها شيء سوى الموت ! وسواء كان فعل الموت - حرقا في النار أو رميا في الماء غرقا ! أو انتحارا جماعيا كما حصل في آواخر هذا القرن في امريكا واليابان ! فكأنهم يقولون أن - الروح - أغلى ما لديهم وما داموا يملكونها حسب معتقداتهم , فأنهم يقدمونها من أجل ما يحبون !!!! ------------------------ حتى في زماننا الحاضر تسمح حديثا من رجل يحب امرأة فيقول : أنا بموت فيك / وأنا مستعد أن أضحي بكل شيء من أجلك ! وروحي فداك .. يعني كأنه يريد ان يقول لها , أنت أغلى شيء في الوجود وأفديك بروحي التي هي أغلى ما أملك !! كما يأخذ هذا الحب صورا أخرى فيقال للزعيم : كلنا فداك يا ريس بالروح بالدم نفديك يا رئيس وصورة أخرى سمعناها في حب البلد : نموت وتحيا مصر !! وأما أروع صور الفداء فكانت تلك الصورة التي يكون عليها الشهيد , حين يتمنى لو أن له ألف روح تخرج واحدة واحدة فيقتل ثم يعود فيقتل وذلك لما يراه من النعيم في الجنة جزاء تضحيته بروحه التي هي أغلى ما لديه
اللهم ان نسألك حياة السعداء وموت الشهداء ولا حول ولا قوة الا بك
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الأربعاء يناير 11, 2012 8:02 am
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة الحادية عشر
كان العرب في جاهليتهم , أذا خافوا شر رجل , أوقدوا خلفه نار ليتحول شره معه ويقولون : أبعده الله وأسحقه ! وأوقدوا نارا في أثره وتمنوا له الموت !! ويبدوا أن تمني - الموت - هو أقصى تعبير عن الشعور بالكراهية الشديدة تجاه شخص ما , حتى يومنا هذا , فنسمع في هتافات المتظاهرين ضد الفساد والظلم يقولون صراحة : نريد أعدام الرئيس ! يجعله يموت ونتريح منه ! وقد جاء في الأحاديث ان موت - الظالم - راحة للعباد - فقد يكون في موت الآخرين كالطغاة مثلا راحة نفسية للشعب المظلوم تماما مثلما يكون لموت الأحبة حزنا وألما شديدين ! فأذا كانت الحياة السعيدة تعني الحب في عنفوانه وشدته ! فأن الموت كشيء مضاد للحياة , هو من يوازيه ويكافئه !! والكراهية كذلك تحمل التعبير الأقسى من النفور وعدم الملائمة وعدم التوافق فيقولون : أكرهه حتى الموت وأتمنى له الموت وأماته الله ..
روى الأخباريون من قبل الأسلام أن " المهلهل بن ربيعة " رثى " كليبا " بقصيدة منها : نبئت أن النار بعدك أوقدت ............ وأستب بعدك يا كليب المجلس وقد شرح هذا البيت من الشعر أنهم كانوا - أي قومه - لا يجرءون على أيقاد النار عندما يوقدها كليب ولا يختصمون بحضوره !!! ولما - مات - حصل عندهم الخصام وأيقاد النار / ابو تمام ى/ ديوان المحاسبة
وشدة الخوف أيضا , ان اريد التعبير عنه بصيغة المبالغة فيقال : - كدت أن - أموت من شدة الخوف أو لقد - مت خوفا ! وربما يوحي هذا المعنى , أن - موت كليب - جعل لقومه متنفسا ليمارسوا حريتهم التي حرموا منها حتى وأن حصرت تلك الحرية في الخصومة وأيقاد النار ! ولا بد أن الحظر الذي كان يفرضه كليب قد تعدى أمورا أخرى , الا أن الرواة أكتفوا بالخصومه وأيقاد النار ! - فالموت هنا يحمل قيمة عظيمة مثل الحرية ! لذلك يمكننا القول ان في موت كليب كانت حرية قبيلته ! وهذا ينطبق على كل - كليب يقهر أمته أو رعيته - عبر التاريخ الأنساني فالحرية اذن تكمن في - موت - الظالم أو الطاغية عموما ! وقد رأينا في الثورة المصرية كيف كان الشباب يسقطون في شارع الداخليه فيلحق بهم رفاقهم وهم يشاهدون القناصة تقتلهم ولا يهابون الموت ! فقد كانوا يعتقدون أن الموت يكافى الحرية .. واذا كانوا يريدون التحرر لا بد من الموت لتحقيق ذلك وقد قال الشاعر : وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق كان هذا تعبيرا صريحا على ان انك اذا أردت بلوغ غاية عظيمة لا بد وأن تدفع في مقابله ثمنا عظيما ولا يملك - الأنسان الحر - أعظم من - دمه - ليقدمه فداء لهدفه ! وأذا أردت - بنت السلطان - عليك أن تدفع المال الكثير للحصول عليها ! - اللي معه فلوسه بنت السلطان عروسه - دلالة على التكافؤ بين العرض والطلب ! تريد حرية ادفع الدم , تريد بنت السلطان ادفع الفلوس .. تريد الجنة ادفع بالتي هي أحسن .. جاهد نفسك .. خاف الله تعالى ثم أستقم تريد محبة الناس عاملهم بالحسنى .. تريد النجاح في الدنيا والآخرة عليك بطلب العلم وعليك بالحكمة
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وأرزقنا فيها ما نتقوى به على طاعتك
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الإثنين يناير 16, 2012 8:12 am
كثيرا ما يعد الموت بلا سبب منطقي أو اذا لم يكن له هدف ضربا من الجنون .. وتتجلى أروع صور الموت حين يهون ويصبح طلبا ملحا وواجبا كما في صورة البطل المسلم , حيث الأيثار والأعجاب ! اذ أن الموت والأيمان يسيران جنبا الى جنب نحو المنزلة الرفيعه والمقام العالي في ظلال من التقوى التي كانت واقعا سلوكيا يعزز صفة الشجاعة في كيان البطل . فالموت في فكر البطل المسلم ليس انتحارا عبثيا أو موتا بلا هدف ! فالأسلام هو المبدأ الذي يقاتل البطل المسلم من أجل رفعته .. والعزم والتضحية على نصرته .. وذلك لثقة البطل بالله , فهو - أي البطل - اذ يخلص الدين لله , فأن الله تعالى ينصره بقوى الغيب التي ينصر بها الله عباده المؤمنين , مثل الريح والرعب وأنزال الملائكة ! ( أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ( وكان علينا حقا نصر المؤمنين ) وهل هناك - ضمانة أبلغ من تعهد الله تعالى بالنصر ان كانوا - مؤمنين !
في القرآن الكريم صورا عديدة لأشكال التأييد والنصرة التي لقيها الأنبياء والمؤمنون من ألله عز وجل لقاء أخلاصهم في سبيل الله .. والتلازم بين التقوى والشجاعة تلازم - عقدي - في صورة البطل المسلم - اي انه نابع من العقيدة الأسلامية .. فالتقوى تحمل صاحبها تلقائيا على جرأة الأقدام والتضحية ! فالموت في نظر البطل المسلم - فعل حر - يجريه بنفسه على نفسه بأرادته - لأن الموت في عقيدته يشكل قناعة راسخة - بأنه نهاية كل حي - فلماذا التردد !! فأذا كان الصون والأحتماء - لا يغني الحياة والأقدام لا يؤدي بها - اذن فالمعادلة بطرفيها رابحة عند المؤمن لما فيها من أمتزاج وألتحام , وكثيرا ما يتحدث المختصون عن الدوافع التي تجعل الأنسان لا يأبه للمخاطر المحدقة به - حيث الموت يبدوا وكأنه نهاية محتومة اذا كان ذلك تلبية لشريعة الدين !
في رواية - الثورة الفرنسية روح الثورات - يتحدث - غوستاف لوبون - في سياق حديثة عن الثورة وقوتها : أنها أي الثورة الفرنسية اذ وقفت في وجه اوروبا بأسرها ظافرة , فذلك لأنها أسست عهدا جديدا , بل ديانة جديدة , والتاريخ يدلنا على أنه لا يمكن مقاومة معتقد راسخ كهذا ! اذ أن - روما نفسها , تلك التي لا تقهر , اضطرت أن تولي الأدبار , أمام - جيوش الرعاة الرحل - تنيرهم - شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم . ويضيف الكاتب ليعزز رأيه من أن الأنسان المؤمن يقدم على التضحية بنفسه في سبيل معتقده فيقول : ان ملوك اوروبا لم يقدروا - لنفس السبب اي قوة العقيدة أيا كانت - لم يقدروا على مقاومة - جنود الكونفاسيون - ذوي الثياب البالية , وأنهم مثل سائر المؤمنين مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل معتقداتهم / عمر فاخوري / الأعمال الكاملة
ويرى المؤرخون ان شعب - مورسيكا المسلم - رغم الضغوط التي كانوا يرزحون تحتها , من تنكيل وتهجير وتقتيل وسجن وحرق وقلة عدد , فقد استمروا ينتفضون بين حين وآخر انتفاضات مشرفة ويقدمون تضحيات لا تنسى تحت وطأة الأسبان المتوحشين / مورسكيوا بلنسيا تحت وطأة السلطة الدينية / تحقيق محمد حتاملة / الجامعة الأردنية
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الأربعاء يناير 18, 2012 5:29 am
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة الثالثة عشر
ربما كان فعل الموت او تدمير الآخرين او الأنتقام بالقتل يعبر أيضا على أن الموت هو أقسى أجراء يمكن أتخاذه وأيقاعه على الآخرين !
وأفضل تعبيرعن هذا المعنى ما حمله التشريع الأسلامي من أن القاتل يقتل , وأن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا , وعبرت أيضا القوانين الوضعية على أن ايقاع فعل الموت عن سبق أصرار وترصد يعد من أفظع الجرائم ومنها : جريمة الأجهاض : اخراج الحمل من بطن امه قبل أكتمال نموه الطبيعي ! وهناك أشارة صريحة في قانون العقوبات الأردني مادة 321 : وعندما تقوم المرأة بأجهاض نفسها قصدا بأية وسيلة من الوسائل أو عندما توكل المرأة أمر الأجهاض الى شخص آخر ! وهناك نوع آخر : الأجهاض المفضي للموت , كما لو ناول أحدهم المرأة الحامل برضاها دواء مجهضا أدى الى خروج الجنين من الرحم مع لفظها أنفاسها الأخيرة مادة 322 ! وأن كان أجباريا كما لو دفع أحدهم امرأة حبلى بقصد أجهاضها فسقطت على الأرض وتوفيت ! ويقع تحت هذا المعنى أيضا أنهاء حالة الحمل قبل الآوان مما يؤدي الى الموت , سواء كان ذلك برضى الحامل أو رغما عنها !
ويعتبر القتل عمدا - أنهاء حياة شخص أو أشخاص بالقوة وبغير رغبة منهم - من أفظع الجرائم مادة 325 ! فالأنسان في نظر التشريع الأسلامي له حرمة لا يجوز أنتهاكها , وحفظ النفس من أساسيات الدين وقد جاء في الحديث ان حرمة المسلم أبلغ من حرمة الكعبة المشرفة وأنه لو هدمت الكعبة حجرا حجرا لكانت أهون على الله تعالى من أراقة قطرة دم امرىء مسلم !
ولعل من المفيد هنا أن أذكر - كراهة تمني الموت - اذ أنه يكره للأنسان تمني الموت لفقر أو مرض أو ضر نزل به , فأن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي ! وأن خاف ألا يفتن في دينه , فأنه يجوز له تمني الموت بلا كراهة ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم أني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين , وأن تغفر لي وترحمني , وأن أردت فتنة في قومي فتوفني غير مفتون , وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني الى حبك / الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وهناك أشكال من الموت لا تحمل أسبابها قيما ذات مغزى لدى الناس . في رواية الحب زمن الكوليرا يقول الكاتب عن أحدهم وهو الطبيب - خوفينال - بأن الموت لديه - فكرة عبثية - وأنه مات ميتة سخيفة - اذا سقط عن السلم في الحديقة وهو يحاول أنزال الببغاء عن الشجرة !! وتقول المجتمعات العربية في مسألة تقييمها للموت , اذ تصف موت أحد الأشخاص بأنه - مات موتة بلا ثمن اي بدون سبب مقنع لدى الآخرين !
أننا نرفض أيضا فكرة الموت الغير خاضعة للمواصفات المتعارف عليها , حيث يقول أحدهم مستهجنا , وهل من المعقول أن أموت مثل هذه الميتة ! أو أنا أرفض الطريقة التي مات عليها فلان !! وكان أحدهم في الرواية السابقة يرفض فكرة الموت ! فهو يصر على استعادة الماضي وعدم الرضوخ لواقع الشيخوخة , فقد أيقن انه لن يموت كميتة الطبيب - اورينو- لأن منطق الحياة برأيه لا يسمح لرجلين تعلقا لسنوات طويلة بحب المرأة ذاتها , أن يموتا بنفس الطريقة !! وشخص آخر ظل يردد طيلة حياته ( لن أصير كهلا أبدا ) فقد كان لديه العزم ليضع حدا لحياته حتى مات منتحرا !!
مما تقدم يتضح لنا ان هناك أشكالا للموت تأخذ معنى الرفض او عدم الأذعان لفكرة الموت ان - جاءت غير متطابقة لما هو مرسوم في الذهن ! يقول - بن جزي الكلبي - في تفسير قوله تعالى : ( يا أيها الناس آمنوا ولا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لأخوانهم اذا ضربوا في الأرض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا .. ) او كانوا غزا جمع غاز - لو كانوا عندنا لم يموتوا ولم يقتلوا ! وهذا اعتقاد فاسد لمن لا يؤمن بالقدر وهو مذهب المعتزلة في قولهم في الأجلين ! فيقول الله عز وجل : ( قل لن ينفعكم الفرار من الموت أو القتل واذا لا تمتعون الا قليلا ) ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة )
abu khadra
عدد المساهمات : 2706السٌّمعَة : -760تاريخ التسجيل : 23/04/2009
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! السبت يناير 21, 2012 8:19 am
أشكال الفهم الأنساني للموت الحلقة الرابعة عشر
السلام عليكم .. ربما يستشف الأنسان النتيجة العملية لفعل الزواج , قبل بدء وقوعه ! وأنه فيما لو وقع فستحدث ولادة .. ولكن في - الموت - يختلف الأمر , قد نعرف المقدمات مثل الأمراض المبكرة والشيخوخة والحروب والأوبئة , ولكننا لا نستطيع الجزم بالموت الفعلي لشخص ما , فيما لو حصل أمر كهذا ! بسبب مرض مبكر او المشاركة في حرب ما ! ان أدراك هذا الأمر حق لله تعالى , يخضع لتصريفه بقدرته , سبحان الذي قهر العباد بالموت .. لا ينتظر موافقة منك أو رفضا .. ولا سبيل لوقفه أو احتجازه بالرقى والتعاويذ والسحر .. انه قرار آلهي ( ثم أنكم بعد ذلك لميتون )
كما وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تتحدث عن ذكر الموت والأتعاظ به : قال صلى الله عليه وسلم : أكثروا من ذكر الموت فأنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا ! وقال : أكثروا من ذكر هادم اللذات , يعني الموت .. ومعناه نغصوا - الملذات بذكر الموت حتى ينقطع ركونكم اليها !!
قال بن عمر رضي الله عنهما : قام رجل من الأنصار فسأل من أكيس الناس يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : أكثرهم للموت ذكرا , وأشدهم استعدادا , اولئك هم الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة ! وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المسجد فأذا قوم يتحدثون ويضحكون فقال : اذكروا الموت أما والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا !
ومهما يكن من أمر , فأننا محكومون بالموت , ولا قدرة لنا على تغيير أسبابه ! أنما يأتي خوفنا كما يقول العلماء وكما ورد في آيات كثيرة من القرآن الكريم - بأن الجزاء يترتب على الفعل - فما دام كل شيء مسجل في كتاب وتشهد عليك نفسك ويحدد الكتاب أسباب الأشياء ونتائجها وفقا لمبدأ السببية , فأن لي أنا الكائن الخطاء أن أخاف الموت .. لأن ما بعده زمن مواجهة النتائج !! ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ( قل ان الموت الذي تفرون منه فأنه ملاقيكم ثم - تردون - الى عالم الغيب والشهادة - فينبئكم بما كنتم تعملون ) المشكلة هي في الأستعداد لذلك اليوم , بماذا نجيب والله يعلم سرنا ونجوانا ؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي امته : أيها الناس ان لكم معالم , فأنتهوا الى معالمكم - اي ان لكم آثارا تدل عليكم - وأن لكم نهاية فأنتهوا الى نهايتكم , وأن العبد بين مخافتين , بين عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به , وبين آجل قد بقي لا يدري ما الله قاض به , فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه الى آخرته ومن الشبيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الموت , والذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب - أي لامجال بعد الموت لطلب المغفرة لمن لم يعمل في الدنيا صالحا - وما بعد الدنيا من دار الا الجنة او النار !
أذن فليأخذ العبد من جهده اليوم ما دام قلبه ينبض بالحياة , ما يكفل لنفسه الخير في الغد ! ما بعد الموت من مستعتب .. هناك فرصة للتصالح مع الله تعالى ما دمت على قيد الحياة ! بعد الموت لا يوجد عمل تتقرب به الى الله .. ولا يوجد صدقة ولا توجد صلاة ولا صوم ولا حج ولا يوجد احسان الى الخلق هناك تكون المحاسبة وتكون النتائج وتحصيل الأجر الذي أخبر الله تعالى عنه : ( كل نفس ذائقة الموت وأنما - توفون أجوركم يوم القيامة - فمن زحزح عن النار فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ) كل ما يتعلق في الدنيا سيظل خلفك وستحاسب عليه .. كل شيء
والله أعلم بأسرار خلقه , سبحانك ربنا لا علم لنا الا ما علمتنا , غفرانك ورحمتك التي وسعت كل شيء , ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا , ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا , ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به , وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا انت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين .
المراجع : القرآن الكريم / السنة النبوية / مجلة بلسم / ابن جزي الكلبي / عمر فاخوري الأعمال الكاملة المورسيكون في مملكة بلنسيا / ابة تمام ديوان الحماسة / منهاج القاصدين / امين مدني التاريخ العربي وبدايته / جيمس فريزر الغصن الذهبي / ابن قتيبه كتاب المعارف / القزويني آُثار البلاد / الأستسقاء في الشعر الجاهلي / ابن سينا / ابو العلاء المعري / تورنديا حياة محمد / الغزالي / مع كامل الشكر والتقدير
موضوع: رد: أشكال الفهم الأنساني .. للموت ! الخميس ديسمبر 20, 2012 9:28 am
الموت في العراق .. أذا كان الموت عرس المؤمن .. أعراسنا في العراق لا تتوقف .. كل ساعة او كل يوم لنا عرس , فرح كبير , مهرجان من الموت على طول الشارع , على مساحة السوق .. قنوات الدماء كأنها نشرات أخبار .. تقول عن كل نقطة حكاية .. هذا عائد من عمله يحمل خبزا لأطفاله وذاك جندي أرهقته أوامر رؤساءه .. وتلك امرأة تخوض في مخاضها كي تلد مولودة تصطف على الدور كي توأد !! وهناك على الرصيف المقابل شيخ عجوز يهم في قطع الشارع فيقطعه الأنفجار الى نصفين .. وتلك معلمة مدرسة تقود بضعة أطفال تعلمهم او ترشدهم ما هي الأشارة الحمراء , فوقفوا ينتظرون , ثوان قليلة فيدوي أنفجار , توقفت الأشارة الحمراء وتوقفت معها عن العمل قلوب خمسة أطفال كانوا يتعلمون كيف تكون الحياة أفضل وأجمل !!!!!! كيف يكون المستقبل .. تلك هي أحتفالاتنا .. ذلك هو حالنا .. وبين كل مهرجان ومهرجان لنا عرس من القتل عرس ودماء وبكاء .. نواح وآهات .. أحتفالات .. احتفالات !!!!