لا تكوني " آسية " على الناس !
انت لست " آسيه " كما قال صاحبي الذي سافر قبل 3 سنوات الى معرض للرسوم التجريدية .. فقد ارسل لي زجاجة عطر
وقال انها رقيقة ودافئة .. ولكن خالته كانت عند اختها .. يعني امه , وهنا دار حديث حول شؤون المرأة ..
وفي المطبخ كانت سارينا تعمل المحشي وقالت الام يا سارينا في اوروبا هناك .. ماكينه تحشي المحشي
ولم يفهم صديقي من كلام الرسام التجريدي سوا جمله واحده " اياك ان تشتري بقره من أجل كأس من الحليب " وهنا تدخلت خالته اخت امه .. ولكن جارهم الذي عاد للتو من المركز الصحي
ووكيل الصحه على الفضائية يقدم اعلانا عن آخر وسائل العلاج النفسي عن القهر والسكري والاوجاع التي لم تكن من قبل
وقالت امه يا سعيد يا ابن بطني يا ابن البلد يا ابن الامة والشعب والانتخابات الديموقراطيه هل انت سعيد ؟ ولم يجب سائق التاكسي فقد كان مشغولا في فراءة مقال جريء عن كيفية تجنب المطبات في الشوارع .. و الحفر المطلة على الوجوه البائسة او اليابسة ..بينما يتجلى " الفران " بعمل رغيف من الخبز لصاحب الشأن والمقدار وصبي الفران الذي خرج قبل ساعات من مستشفى الامراض المعدية يجلس وامامه كومه من الاوراق المستعمله يشخبط عليها بما يشبه أرغفة الخبز لاصحاب الطوابير.. ويقول لك الرحمة واجبة .. نحن امة عظيمة
فقد كانت لنا بطولات ويقول معلمه الفران الكبير لا لا يمكن السكوت على هذا .. فقد تقاتل أجدادي وأجدادي مائة عام من أجل فرس .. ماذا تقول نحن امة " العباية اللف " والعقال الرومي المصنوع من شرايين المقهورين والمشردين " والهبل " الذي يظنون أن الأجيال القادمه ربما يكون لديها حل لمشكلة " غثاء السيل " الذي ما ان يشرب منه المواطن حتى يصاب بالجنون فينام ويصحو واذا به فنانا مغنيا وراقصا وخبيرا في صنع " المهلبيه وتلبيس الطاقيه " و في اكتشاف وكلاء العمارات اللي واكلينها وهيه مش مستويه وفي اكتشاف النجوم ..وتصوري هذا الكم الهائل من النجوم التي تشبه الطبول الفارغة حين تقرع بالعصا ويبلغ مدى صداها بلاد الاندلس ..فتسمعها بنات بني الأصفر فتهيم حبا وشغفا بالذكور العربية الذين ليس لهم مثيل الا في قصص الف ليلة وليلة .. وصديقي الذي حدثتك عنه ارسل لي برقيه عاجله يقول فيها بأن آسيا آل اوروبا اصيبت بمرض غير معروف وماتت هي وعائلتها ولم يبقى في العائلة رجال ليتقبلوا العزاء ..من أجل هذا سافرت سارينا الى بلادها واستقبلها " تسونامي " بالأحضان وبلغ به الشوق مبلغا يساوى ملايين الدولارات حتى كاد ان يشتري بها منطقة الخليج
ولولا دعاء المحاصرين في غزة وفي الاكواخ الخشبية وفي مصحات الأمراض النفسية والوافدين الذين يباعون من وكيل الى وكيل وأصحاب الأفتاء الذين قالوا بأن المسجد الأقصى ليس حرما وأن القول بأنه ثالث الحرمين الشريفين ليس الا خطأ ووهم ..لولا الدعاء لكان تسونامي يدور حول شرفات بيوتنا وأعناق نسائنا ونوادي التدليك وصالونات التجميل التي تجعل من " النسوان " لعبا رخيصة مثل الصناعات الصينية.. فلننتظر " تسونامي سويا " !! ماذا أقول لك ؟ لا تكوني " آسيه " على الناس .. وهذه تحيـة