رولا ابو خضرة
عدد المساهمات : 176 السٌّمعَة : -88 تاريخ التسجيل : 09/11/2009 العمر : 31
| موضوع: هناك .. وراء الغروب ! السبت مايو 29, 2010 3:03 pm | |
| السلام عليكم ..ويسعدني أن تكون اولى مشاركاتي ( هناك .. وراء الغروب ) من تأليفي , لعلها تلقى القبول لديكم .. كما أرجو عدم الأحراج في توجيه النقد اذا كان هناك ما يلزم وشكرا . ---------------------------------------
حينما يأتي الربيع , تكثر الضحكات والزهر في الحدائق , وتتراقص جدائل الصبايا في حنايا الورود , كما أتراقص أنا في حضن جدي ! في هذا المكان , لربما لا يتخيل أحد من البشر الرقص في حضن أحد آخر .. ولكن بالنسبة الي .. حضن جداي ليس ضمة يدين فقط .. بل جنة في ذراعين حانية ! ما هذا الكلام ! لا .. هذا ليس مجرد كلام , بل هي نسمة من عبق الماضي , تندفع من بين شفتاي , لتلتصق بهذه الورقة , تخرج .. مثل لحن لا مثيل له ! أتذكر الماضي , ظل شجرة يعانق طرحة جدتي البيضاء , المطرزة بطرز ذهبية , وهي جالسة كملكة بين السنابل , تتراقص مع نسمات الهواء العليل . ما بالي أذرف الدموع ؟ لا يا جدتي , ليس مرة أخرى , انها تتلاشى من خيالي , أهز برأسي لربما تتجمع صورتها مرة أخرى , ولكن عبثا ! يقاطع سلسلة ذكرياتي صوت صراخ عال , انه أخي اسامه وجدي هناك , يقول اسامه أنا ؟ أنا أذل اليه ؟ فيرد جدي : تواضع ولكن لا تذل لأحد ! أجد هذه الكلمة تطوف في خيالي , أين .. أين سمعتها ؟ يا اٍلهي ذاكرتي تبرق ! انها القصة التي روتها جدتي , تلك القصة التي ما زالت راسخة في خيالي , هي قصة وعبرة معا, وكثيرا ما كانت تقول لي , يا نشميـة , أنت يا جدتي تروين لي القصص كل يوم , في لحظات الربيع الدافىء وليل الشتاء البارد , وكل فصول السنة, بعد لحظات يدق الباب , اذ هي خالتي أمل , أهلا بك , تذكرت .. نعم .. أمل ! هي القصة الرائعة التي اندفعت من فم جدتي .. قصة فتاة تتصارع مع أحاسيسها, لماذا يصر القوم على حصاري ويغلقون علي حدودي .. لقد كبرت وصرت أدرك أن الأشياء دائما تبدأ صغيرة ثم تكبر , وأن هذا القلب هو مركز الأحداث , يريدون أن تظل طفولتي حكايات على مدار العمر يتسلون بها , لماذا كل هذا اليوم يحوم حول تلك الجدة ؟ النور الساطع .. النور الساطع ! نعم هي التي حدثتني عنك يا خير المرسلين يا صديق يا أمين , فأنت النور الساطع , أنت السراج اللامع , انظروا أحاديثها قصصها , روعتها لماذا ؟ لماذا لا أستطيع نسيانها ؟ لقد رسمت في قلبي لوحة حب وحنان ! وعز واطمئنان ! وسأظل أذكر لمسة يدها وهي تطوف على شعري , با بنيتي اذا صدقت مع نفسك ستعبرين مضيق الحياة .. ببضع خطوات ! ماذا جرى .. أيضا هناك امي ! فارقتني تلك الملاك , وعصفت بشراييني عاصفة من الحزن كادت تهلكني ! لقد وضعتني تلك الحادثة في هالة سوداء أكاد لا أستطيع الخروج من هوامشها , ولكن ! ما بالي أنسى الأحياء كي أذكر الأموات ؟ رحمة الله عليك يا سراجي , يا بهجة العمر الذي لم يكتمل , يا فرحي الذي كان سيأتي في الربيع القادم , كنت قد جهزت ثوبي الأبيض , والطرحة المقصبة وشال الحرير , وزجاجة عطر جاءتني خصيصا من اليمن السعيد , كنت قد وعدت أن أرشها على عتبة البيت , ابتهاجا بقدوم الأمل ! نعم يا أبي , ها أنا قادمة , أرد بصوت عال , ثم ما بالي أقول في نفسي ! يا أبي ! يا ملاكا اجتاح قلبي , لربما في قصتي هذه لم أذكر أبي كثيرا ! لأنه هناك أراه وأسمعه وأحس بحنانه !ولكن جدي .. هناك وراء الغروب ! فلا تحكموا على قلمي , بل احكموا على دموع قلبي ! أستأذنكم الآن .. سأذهب لأنام في حضن جدتي ! | |
|
( زياد )
عدد المساهمات : 157 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 17/05/2009 العمر : 44
| موضوع: رد: هناك .. وراء الغروب ! الإثنين نوفمبر 01, 2010 1:42 am | |
| تسلم ايدك اختنا رولا ابو خضرة .. كتابة متميزة وتحليل منطقي لما يدور في النفس من مشاعر
فالنفس البشريه تعج بالأهواء وواجب صاحبها أن يقنن هذه الأهواء ويوجهها نحو الخير وفعل كل كل ما يندرج تحت مفهوم القيم العليا النبيلة ! كمشاركة الآخرين وقبولهم كما هم واشاعة الصداقة والتعبير الحر عن الأحساس بالغبر وتقديم العون وقت الحاجة .. قلمك جيد وجريء ! | |
|