وقاحة صهيونية:مطالبات إسرائيلية بضرب السفير الأردني بالحذااء!!!
--------------------------------------------------------------------------------
وكالات:
طالب مقال نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية بضرب السفير الأردني لدى إسرائيل على رأسه، فيما طالب مقال نشرته صحيفة "معاريف" بضربه بالحذاء..!
ملخص وجهة نظر مقال "يديعوت احرونوت": "حقا لا يكفي الخازوق الذي أعددناه للسفير التركي. الآن ينبغي استدعاء السفير الأردني وإعطاؤه ضربات على رأسه. يوجد ألف سبب وسبب لإجلاسه على أريكة منخفضة: فمنذ سنتين لم تزر هنا شخصية اردنية كبيرة؛ في البتراء يرفعون أسعار الدخول للسياح الإسرائيليين؛ سلطة الآثار الأردنية تتذكر فجأة أن تطالبنا بأن نعيد لها الوثائق السليبة؛ وفي مظاهرات الشوارع في عمان يحرقون علم اسرائيل؛ سفيرنا يتعرض للتهديد؛ النقابات المهنية تقاطعه. فلماذا يشعر سفيرهم، علي العايد،.. لندعوه فورا ونصفعه على الرأس. ولا ننسى أن ندعو الكاميرات".
أما ملخص مقال "معاريف" فهو تقديم صورة ساخرة كاريكاتورية لما يسميه "عصفا ذهنيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية"، يتم خلاله اختيار السفير الأردني علي العايد، ليكون التالي بعد السفير التركي، لكن من خلال "الحذاء" بدلاً من "الكرسي المنخفض"!
الخازوق التركي
هنا نص مقال "يديعوت احرونوت" الإفتتاحي، وهو بقلم سمدار بيري، وعنوانه "الخازوق التركي":
حقا لا يكفي الخازوق الذي اعددناه للسفير التركي. الان ينبغي استدعاء السفير الاردني (وهو بالذات دبلوماسي عاطف يعرفنا جيدا وبحكم رأيي يستطيبنا ايضا، ولكن ماذا يهم هذا؟) واعطائه ضربات على رأسه. يوجد ألف سبب وسبب لاجلاسه على أريكة منخفضة: فمنذ سنتين لم تزر هنا شخصية اردنية كبيرة؛ في البتراء يرفعون أسعار الدخول للسياح الاسرائيليين؛ سلطة الاثار الاردنية تتذكر فجأة بان تطالبنا بان نعيد لها الوثائق السليبة؛ وفي مظاهرات الشوارع في عمان يحرقون علم اسرائيل؛ سفيرنا يتعرض للتهديد؛ الاتحادات المهنية تقاطعه. فلماذا يشعر سفيرهم، علي العايد، مظلوما؟ لندعوه فورا ونصفعه على الرأس. ولا ننسى ان ندعو الكاميرات.
يمكن، بسهولة، ايجاد مائة سبب وسبب لان ندعو ايضا ياسر رضا السفير المصري. صحيح، سلاح الهندسة المصري يحفر بنشاط اساسات لحائط فولاذي يرمي الى اغلاق انفاق التهريب الى غزة. هذا جيد لاسرائيل ايضا. ولكن ما هو الحائط الفولاذي هذا مقابل الكاريكاتيرات اللاذعة عن رئيس الوزراء نتنياهو في صحف القاهرة ولماذا توقفوا هناك عن التشهير بليبرمان؟ أيتساوى طقس الاهانة مع التجاهل المتعمد لوزير خارجية اسرائيل؟
صحيح اننا أغلقنا حسابا مريرا وطويلا مع وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، وافشلنا حلمه في الوصول الى منصب امين عام اليونسكو، ولكن كل الاتحادات المهنية المصرية، ولا سيما تلك التابعة لوزارة الثقافة، تقاطعنا.
لندعو السفير ونصوره وهو يتلقى الصفعات. توجد فقط مشكلة فنية صغيرة: رضا، السفير المصري، طويل جدا، ورأسه قد يبرز ايضا حتى لو اجلسناه على الاريكة المنخفضة.
الاكثر سهولة هي الشقاق مع كل العالم. وأسهل من ذلك الشقاق مع سفراء الدول المجاورة التي تذكر علاقاتنا معها بورق شجر تتقاذفها رياح عاصفة. غزة تشتعل بقوة في عظامهم. السفير المصري (بسيوني أتذكرون؟) اخرجون من هنا بسبب قصف سلاح الجو في غزة، واستغرق الامر سنوات طويلة من الاستجداء الى أن اعادوه الى تل أبيب.
وكذا السفير الاردني دفعوه الى اجازة احتجاج طويلة بسبب الحرب في غزة. فهل فكر احد ما بامكانية ان ينقل حضرة السفير التركي تقريرا مفصلا عن الاهانة بالبث الحي والمباشر وان يستدعيه وزير خارجيته الى تشاور ممزق للاعصاب في أنقرة؟ كيف نعيد سفيرا استدعي الى وطنه؟ ماذا نفعل بسفيرنا عندهم؟ أنطيره بمبادرتنا أم ندعهم يطيروه هم.
في أيام افضل كانت لدينا ممثليات دبلوماسية ومكاتب مصالح ايضا في قطر، في تونس، في عُمان، في المغرب وفي موريتانيا. في الايام الافضل اياها كان بوسع موظفي وزارة الخارجية ان يرفعوا الهاتف للبحرين، لابو ظبي ودبي. منذ الحرب في غزة بقينا مع ثلاث سفارات اسلامية، مع غضب متعاظم في الشارع العربي ومع كرامة وطنية مصابة عندنا. هذا هو الموجود، كما يقال، وليس بالضبط ما حلمنا به.
ولكن العلاقات مع تركيا مهمة. الرابط الاستراتيجي مع الاردن مجدٍ، مبارك هو "ح س" (حامي السلام) مع عض على الشفتين. سلسلة التعليم التي اجتازها السفير التركي لن تقمع حماسة رئيس وزرائه. كيف كنا سنرد لو ان وزارة الخارجية في أنقرة أجلست غابي ليفي، سفيرنا على اريكة منخفضة وصفعته أمام عدسات الكاميرة. كيف كنا سنبدو في العالم بعد قضية الاريكة؟
صحيح، محظور الصمت اذا كان الطرف الاخر تجاوز الخطوط الحمراء. ولكن لا ينبغي ان ننسى بانه عندما يلقي طرف ما حجرا في ماء عكرة، فان الف حكيم من الطرفين لن يتمكنوا من اخراجه. ثمة على الاقل عشرة سبل للاعراب عن الاحتجاج ولا سيما اذا كان موجه الضربة لا يريد أن يحطم الاواني، فيتعرض بالذات الى ندبة عميقة من الشظايا.
عصف أدمغة في وزارة الخارجية
مقال "معاريف" كتبه نداف ايال، وعنوانه "عصف ادمغة في وزارة الخارجية"، وهنا نصه:
داني (أ): الموضوع التالي. علاقاتنا مع الاردن
ايفات (ل): وقاحة، مسلسل تلفزيوني هناك. لاسامية.
نائب المدير العام (يائس، شاحب): المسلسل أزيل، كان هذا في قوابل غير قانونية...
ايفات: لا تزعجني. يا لك من منبطح.
داني: انا موافق، سيدي الوزير. انت محق جدا. قصف الصخرة الحمراء هو فقط الخطوة التالية. وقبل ذلك يمكن ويجب التصرف بدبلوماسية.
ايفات (بشك): كيف؟
داني: سنوات من الدبلوماسية في واشنطن جورج بوش علمتني بان شأنا واحدا ينجح مع المسلمين: الاهانة. مثلما في سجن ابو غريب في بغداد. انظر، بتكتيك الكرسي المنخفص استخدمنا أمس مع تركيا. في حالة الاردنيين لعله يمكن استخدام استراتيجية مباشرة. الحذاء.
ايفات: ليس جيدا. ماذا، أنحن عراقيون؟
داني: سيدي الوزير، هذه حظوة ان يعمل المرء معك. صغت هنا خيارا سياسيا: ندعو السفير الى وجبة عشاء. نقدم له لحم مشوي. وما أن يقضم منها حتى نقول له انه خنزير! في ذات اللحظة بالضبط يدخل الى الغرفة مصورو القناة 2 والقناة 10. وأنا سأهمس لهم: انتبهوا باننا لا نضحك، هو يأكل الخنزير والشحم يسيل منه.
ايفات (خيبة أمل طفيفة): هذا كل شيء؟
داني: لا، حقا. في اللحظة التي يركز فيها المصورون على السفير نقول له ان ينهض، وعندها يتبين أن تحت بطانة الكرسي وضعنا صورة الملك عبدالله. استوعبتم؟ هو يجلس بمقعدته على صورة ملكه! هذه اهانة. مستوى.
ايفات: وهذا ناجع؟
نائب المدير العام: أجننتم؟! هذا سيعرض للخطر علاقاتنا وسيؤدي الى مخاطرة على حياة اسرائيليين...
داني: مجرد تحريض على نمط م.ت.ف . بالطبع هذا ناجع. صفحة اولى في الصحف. الاف المعقبين. ايتمار بن جبير وكاتسيلا سيشكلان لنا مجموعة معجبين في الفيس بوك.
ايفات: الى الامام. ماذا نفعل مع المصريين؟
داني: مصر هي قوة عظمى اقليمية وعنصر ملطف حرج. السلام معها – وليس فقط بسبب تقلص حجم القوات على حدودنا الجنوبية – حيوي استراتيجيا. نحن علينا أن نعمل باعتدال...
ايفات: يا داني، اغمض عينيك وفكر فيّ.
داني (يتراجع): سيدي الوزير، لم اصل بعد الى النقطة! لان الحديث يدور عن مصر فقد اعددنا لهم شيئا خاصا. قبة حمراء. رأيت هذا أمس في البث المعاد لـ "المحكم".
ايفات (متشجع): نعم؟
داني: ندعو السفير الى لقاء خاص. اصل أنا مع ربطة عنق زرقاء – بيضاء، الى جانبي فتاة هوى دعوناها مسبقا. ما أن تضع يدها عليّ حتى يلقى عليهما صحن فول مصري وننتظر نوصباوم. فيدخل الى الغرفة مع الكاميرات. أنا اقول: هذه مومس، هي عضو في "الاخوان المسلمين" والفول هو بشكل عام طعام اسرائيلي أصلي. وفي الغداة صباحا نطرد السفير ونحتل طابا. تبييض وجه ديلوكس ودي يورا.
نائب المدير العام (مشفق): هي حرب.
ايفات (متحمس وحالم): يا داني اذا كانت هناك حرب... اذا كانت هناك حرب...
داني: أيها الوزير، بالتأكيد سنقصف أصوان. لم أنسى. ولكن سنبدأ باهرامات الجيزة. قتلى أقل – ولكن فكر فقط في الاهانة.
نقلاً عن (مجلة الأقلام الثقافية)