وناصر الظاهري يتساءل في (الاتحاد الإماراتية)
تساؤلا عله يفك حيرته مما أسماها بظاهرة ارتباط الفساد والنهايات غير السعيدة برجال الأعمال والفنانين، ويقول: لماذا ارتبط الفساد بالمحدثين من رجال الأعمال والفضائح بالفنانين، بحيث لو أحصينا نهايات الكثير من الفنانين لا نجدها موتة ربهم، فهذه فنانة تغرق بسيارتها في الترعة، وأخرى تغيبها الأيام لارتباطها بجهاز استخبارات، وفنان يموت بمنتصف الطريق بحادثة بعد مطاردة ليلية غريبة، وأخرى تقتل في شقتها، وآخر يموت بجرعة زائدة مرمياً بجانب براميل القمامة، وفنانة تودَع السجن، وأخرى تقضي برشاش زوجها، وأخرى تسقط من الدور الخامس، ومنهن من تتحجب ستة شهور لتودعنا بمأساة مرضية لا نعرف عنها في حينها ونقول: الله هداها، أو أن الهداية من الله•• كل هذا وكأن نهاياتهم هي نهايات سينمائية.
ويستطرد: أما رجال الأعمال الجدد فمشوارهم الأول يبدأ بفساد وينتهي بفضيحة، يتساوى في ذلك من شق طريقه بطريقة إسلامية والربح الحلال كما يزعم، أو بقروض بدون ضمان لبنوك، أو بأموال مستثمرين صغار مغرر بهم، فواحد يستورد دجاجاً فاسداً، وآخر يبيع شاياً بنشارة خشب، أو حليباً ملوثاً للأطفال، فهو لا يكتفي بسرقة أولى بل يتبعها بجريمة شائنة تخص حياة الناس
مصير رجال الأعمال إما هروب للخارج، ومتابعات قضائية بلا طائل، وإما فضائح جنسية يتفرج عليها الناس عبر الفيديو، وإما أن يقبعوا في غرف مجهزة في السجون بفئة الخمس نجوم، منتظرين فساداً آخر يخرجهم منها.
ويرى الظاهري أنه بين حياة فساد رجال الأعمال وحياة الانفلات التي يحياها الفنانون، تجمعهم الطرق ليلتقوا في مناطق تقاطع تجمع الشتيتين، يضمهم الليل الذي لا يكون دائماً ستّاراً للعيوب، فالقصص التي تتناقلها الصحف والناس لهؤلاء يشيب لها الولدان، فراقصة بعد الحفلة الحمراء المصورة بالفيديو خلسة، تذهب في رحلة للعمرة، وهناك مشروع تحجب وحجاب للوجه بعدما اسودّ الوجه، وهناك نية للحج هذا العام، ليجب ما قبله، بحيث يستثمر حجاب الفنانة وحجها إعلامياً واقتصادياً، إعلامياً تكون مقررة على المشاهدين الكرام كل يومين مع دمعتين دليل التوبة، واقتصادياً تكون حملة الحج”في.أي. بي” مع الفنانة “العائدة” وشعارها إنعم بجوار الفنانة التائبة في رحلة العمر، ورافقها في حج هذا العام، وبعض هذه الحملات “الفنية” وصلت إلى 30 ألف دولار!
ويؤكد ناصر الظاهري أن هذا التشطر والانقسام في الشخصية، لا نجده إلا في المجتمعات العربية، وهذا الدجل المقزز لا نجده إلا عندنا، فدائماً من النقيض إلى النقيض، ولا نعرف السبب، حياة الراقصة معروفة.. لكن لماذا تصر بعد كل فضيحة على الستر الإعلامي والضحك على الذقون، وطلب الهداية والصلاح أمام الناس والكاميرات؟
كما يفعل الرجل المتشبه برجال الأعمال بعد كل فضيحة، بالإفصاح عن نيته ببناء مسجد في القرية النائية، ومساعدة الأطفال المصابين بالسكر أو التوحد، ورصد مبلغ لدور العجزة والمسنين، وكأنه كان ينتظر الفضيحة ليكفّر عنها بخدماته للمجتمع بطريقة التوبة الإعلامية غير النصوح!
أما جريدة (العرب القطرية)
فقد نشرت مقالا للكاتبة سهلة آل سعد، تناشد فيه بلهجة أقرب إلى الإستغاثة أمير قط بصفته ولي الأمر بأن يضع حدًا للفجور الذي استشرى في البلاد، خصوصًافي فنادقها ومنتجعاتها وشواطئها، على أيدي من أسمتهم بالوافدين الغربيين الذين جاءوا إلى قطر بقيمهم الغربية القائمة على التعري والإنفلات غير آبهين بأنهم في أرض شرقية لها عادات مختلفة.
تقول آل سعد راوية أول الحكاية: حينما ذهب أجدادنا في رحلاتهم البحرية الطويلة في زمن الغوص بحثاً عن اللؤلؤ لتوفير لقمة عيش ضنكة تفي بإعاشتهم لا رفاهيتهم، وخاضوا عباب البحر وصارعوا أهواله، فغلبها بعضهم وغلبت البعض الآخر، لم يعلموا أن نفس هذا البحر، البحر الخليجي العربي المنتمي للحشمة العربية والدين الإسلامي بانتماء أهله، سيشهد زمناً دخيلاً يدوس على ذكرى من سبقوا ومثلهم، وسيخجل لا أبناء البحر بل البحر نفسه من عري أجساد المئات بل الآلاف من الوافدين على شطآنه الجديدة التي لم يعرفها حتى أبناؤه أنفسهم.
وتضيف: لقد تلقيت عبر الإيميل رسالة ما وددت لو تلقيتها، فالجهل ببعض الأمور رحمة ونعمة، وسماع الشيء أهون بكثير من مشاهدته، فنحن نسمع عن السماح بتناول المشروبات الروحية في الفنادق، ونسمع عن رحلات أجنبية لجزيرة اسمها البنانا لا نعلم حتى أين تقع، مع أننا أبناء البلد!!
ونسمع عن المليون والربع أو والثلث وافد، ولكن لم يسبق أن شاهدنا أعدادهم الغفيرة متلاصقة وعارية الأجساد بأمهات أعيننا إلا بعد أن تفاخر أصحابها الأجانب بمفاتن ومحاسن الدولة المضيفة لهم، بعرض صور حفلاتهم التي لا تليق أبدا بديننا ولا بأعرافنا وقيمنا بالمئات على موقع الفيس بوك، الموقع الذي يحتضن الآن مسابقة لرسم الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-، وما هذه الدولة سوى أرضنا الطاهرة المضيافة!
وتؤكد آل سعد انها لا تنادي بالتضييق على الأجانب والوافدين، ولا لطردهم أو سوء معاملتهم، لكنها تدعو فقط إلى إلزامهم باحترام تعاليم ومحظورات ديننا الحنيف أولا، ثم احترام قيم مجتمعنا وتقاليدنا وثقافتنا القطرية الخاصة، كما يطالبوننا هم في المقابل بتطبيق نظم مجتمعاتهم وقوانينهم الخاصة ويعاقبون من يخالفها، ولهم الحق في اتباعنا لقوانينهم في بلدانهم.
وتتابع: هم لا يريدون نقاباً في غربهم ونحن لا نريد عرياً ومايوهات بكينية في شرقنا.. هم يعتبرون ذبح الماشية وحشية ويمنعونه، ونحن نعتبر تلاصق الأجساد العارية في البحر الذي خاض أجدادنا غمار أهواله وإنشاء الحانات وإقامة الحفلات على أرضنا، سواء التي تنظمها شركات أجنبية أو أفراد أو جهات، والمشاهد الحميمة العلنية خطاً أحمر يجب الوقوف عنده وعدم تجاوزه.
"لكم دينكم ولي دين" نحترمها ونطبقها، وهي تعني أن يؤدوا عباداتهم ومعتقداتهم لا أن ينشئوا مناطق رقص وشراب تغص بالبشر من كل نوع سواء في عرض البحر الذي هو رمز لماض تليد، أو على أي رقعة أخرى على أرض بلدنا المعروف بحشمته واعتداله واستقامته.
لا نقبل بالعري الفاضح، لا نقبل بالأجساد المتلاصقة في حميمية وإيحاءات، لا نقبل بإنشاء الحانات على إطلاقها ولو اكتفوا بالفنادق بهدوء لصمتنا ونحن منكرون ورافضون، ولكنهم ذهبوا بعيدا في تماديهم، وليت الشراب يمنع تماماً، فنحن في غنى عن مصدر ربح يخالف الشريعة، فمن أغلق باباً سعيا في مرضاة الله فتح الله له أبواباً أكبر وأوسع.
وتتساءل الكاتبة: هل نطلب الكثير إذا قلنا فلينتظر جمهور الوافدين بضعة أشهر حتى يعودوا إلى بلدانهم في إجازاتهم النصفية أو السنوية ويرتدون ما شاؤوا من بكيني أو غيره، ويتعانقون ويتلاصقون ويرتادون الحانات ويحيون الحفلات المزدحمة الصاخبة، أما هنا فليرتدوا الملابس معقولة الاحتشام ولا نقول العباءة والحجاب، ويكتفوا بالحفلات الهادئة الخالية من الكحوليات والازدحامات مهولة الأعداد التي تكشف فعلاً عن خلل التركيبة السكانية الرهيب الذي نعاني منه -بعد دبي– ويبتعدوا عن جميع المظاهر الحميمة العلنية، فهل نطلب الكثير؟!