وفاء قسطنطين
بيان الأنبا موسى يكشف اكاذيب الكنيسة
مسيحية سابقة : رفضت النظر إلى وجوه اعضاء لجنة النصح حتى لا يسحرونى كما سحروا وفاء قسطنطين
حسن الشيخ
لا يمكن وصف ما يحدث الآن في حدوتة وفاء فسطنطين إلا بأنه مسلسل هابط وأن هناك تخبطاً كبيراً من قبل الكنيسة ورجالها في التعامل مع الملف منذ تصريح د.زغلول النجار بأن وفاء فسطنطين قد قتلت في دير وادي النظرون. عندما نشرنا في الخميس تصريح د.زغلول.. توقعنا أن نهايته مع الكنيسة قد اقتربت وأنه قدم لها رقبته علي طبق من ذهب.. لأنه تحدي وأجزم بأن وفاء قد قتلت.. في هذه الحالة كان المتوقع أن يكون الرد سريعا وحاسماً باظهار وفاء علي أقرب شاشة تليفزيونية من مقر إقامتها.. لهزيمة زغلول بالضربة القاضية ولكن المفاجآت بدأت بخروج نجيب جبرائيل ـ محامي الكنيسة ـ برفع دعوي ضد زغلول.. والادعاء بأن وفاء حية ترزق وبأنها تعيش في مكان ما في القاهرة وهي بصحة جيدة.. وأنه تحدث مع شقيقها ـ وليس معها ـ وأكد أنها بخير.. ولأن ما كنا ننتظره لم يكن دعوي قضائية.. ولم يصدق أحد إدعاءات جبرائيل.. واستمر الملف في الاشتعال.. ومن لم يسمع عنه تسبب جبرائيل في لفت نظره إليه.. وطرحت التساؤلات حول رفض الكنيسة إظهار وفاء.. وقلنا أيضاً هنا في الخميس أن هذا الرفض له احتمالات محددة منها: أنها قتلت فعلاً أو أن هناك مخاوف بأنها لو ظهرت ستحرج الكنيسة بطريقة أو بأخري.. ومرت الأسابيع ولم تحسم الكنيسة الأمر.. في نفس الوقت الذي زاد فيه اهتمام وسائل الإعلام بالموضوع أكثر فأكثر .. حتي فوجئنا بنشر وسائل الإعلام لخبر يؤكد أن البابا وافق علي ظهور وفاء قلسطنطين علي شاشة قناة "أغابي" القبطية الفضائية لاغلاق الجدل حول مصيرها بعد تصريحات زغلول النجار.. خاصة بعد أن قام رهبان الأديرة بابلاغ البابا بخطورة تصريحات زغلول مما قد يعرض سلامتهم للخطر.. لذلك تم تكليف الأنبا بيشوي بالإشراف علي طريقة ظهورها تليفزيونيا من خلال اعداد حلقة علي شكل حوار معها عن كيفية حياتها بالدير بعد اسلامها وعودتها إلي المسيحية مرة أخري.. ولم ينس الخبر أن يؤكد علي أن وفاء مريضة منذ دخولها الدير إلا أن المقدسات في الدير يقمن علي رعايتها وخدمتها.?
استبشرنا خيراً بعد التصريح وقلنا الأزمة ستنتهي مع ظهور وفاء.. رغم أن الخبر ربط ظهورها بقناة أغابي القبطية.. ومن خلال اعداد حلقة وربما تستغرق وقتا لاذاعتها.. وهذا طرح أسئلة جديدة.. فلماذا الظهور علي أغابي فقط ولماذا لا تظهر علي أي فضائية أخري وفي أحد البرامج المشهورة مثل البيت بيتك أو العاشرة مساء أو غيرهما.. ليكون ظهوراً داحضا لأية مزاعم أو شكوك حول مصير وفاء؟ ولماذا تضمن الخبر الاشارة إلي مرض وفاء؟. وأن هذا المرض منذ دخولها للدير.. ومع ذلك ليس مهماً المهم أن يتم الظهور بأي شكل ويغلق الملف.. ولكن هيهات ففي اليوم التالي خبر آخر تنقله معظم وسائل الإعلام يؤكد أن موافقة البابا علي ظهور وفاء في التليفزيون ليست مؤكدة وأن الأمر مازال في طور المناقشة.. إيه الحكاية؟ زادت البلبلة والتساؤلات وزاد عدد المهتمين بالحدوتة.. وزادت أيضاً الأسئلة الافتراضية حسنة النية والخبيثة أيضاً.. فهل نحن أمام سيناريو لتتويه الملف؟.. هل تعجز الكنيسة عن ضمان ظهور آمن لوفاء؟ أم هناك اتفاق لاستمرار المسلسل في إطار سياسة الالهاء والتحذير للتغطية علي قضايا فساد سياسي؟.. أيضاً كان ذلك من ضمن الأسئلة التي طرحت.. بل زاد الأمر سوءاً وتلقيت مكالمة من رجل ادعي أن زوجته كان مسيحية واسلمت وعندما تم عرضها علي لجنة النصح والارشاد رفضت تنظر إلي وجوههم.. ولما طلبوا منها مواجهتهم رفضت بحجة أنهم سيسحروها كما سحروا وفاء قسطنطين وأصابوها بالأمراض وافقدوها تركيزها بالعالم من حولها.?
وبصرف النظر عن صحة ما جاء في المكالمة.. فإنها أيضاً من آثار التعامل السيء من قبل الكنيسة مع هذا الملف منذ بدايته حتي اليوم.. ثم جاء البيان الصدمة للأنبا موسي أسقف الشباب بالكنيسة المرقسية وعضو اللجنة المجمعية والأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس الذي أكد أن وفاء قسطنطين حية ترزق وتعيش داخل دير الأنبا بيشوي بوادي النظرون.. هذا البيان وبهذه الصيغة يخرج عن وزارة الداخلية أو أي جهة أمنية أخري وليس من رجال دين.?
فماذا يعني مجرد الإعلان أنها تعيش وحية ترزق.. وهذا حسب البيان يكفي لأن يسكت الجميع لا يسأل مرة أخري عن اختفاء مواطنة داخل مؤسسة دينية قبطية.. وإذا استثنينا أن البيان يكذب كل ما جاء بدعوي نجيب جبرائيل.. خاصة أنه أكد وجود وفاء قسطنطين خارج الدير وأنه تحدث مع شقيقها.. وطبعاً حكاية تحدث مع شقيقها كانت لتبرئة نفسه ماذا أظهر عكس ذلك وإلا لماذا لم يتحدث معها شخصياً ويقول أنها بخير.. المهم أن بيان الكنيسة نفي كل المعلومات التي صرح بها جبرائيل.. في تضارب واضح في كل خطوات سيناريو قصة وفاء الذي يشبه البيانات الحكومية التي تصدر لتبرير حادث أو مصيبة.. إما علي طريقة أن مرتكب الحادث مختل عقلياً.. وإما علي طريقة كله تمام يا فندم!! فقد أجاب الأنبا موسي علي عدد من علامات الاستفهام بنفس الطريقة الحكومية فقال نائياً موافقة البابا علي ظهورها تليفزيونياً أنه لم يصلنا شيئاً يفيد موافقة البابا. ولكنها فكرة جيدة ولو حدثت يكون أفضل لأن الكنيسة ليس لديها ما تخفيه وعاد وأكد أن وفاء تمارس طقوس الديانة المسيحية بكامل حريتها وتعيش حالة إيمانية تقترب من الرهبنة.. مؤكداً أنه لا أحد يستطيع إجبارها علي اعتناق المسيحية وإنما اختارتها بمحض إرادتها.. ودافع عن عدم تركها تعيش حياتها بشكل طبيعي مادامت اعتنقت المسيحية باختيارها بقوله: لو عاشت وفاء بشكل طبيعي بين أهلها فثتثار الشكوك وسنكون خائفين عليها من تعرضها لأي مكروه من الجانبين سواء المسيحي والمسلم لذلك اخترنا ـ والكلام للأنبا بيشوي ـ ابعادها إلي مكان ناء تعيش فيه بهدوء وتمارس حياتها الطبيعية بشكل يومي.. كل هذه التصريحات كان الأنبا موسي في غني عنها لو اكتفي بظهور وفاء لدقائق معدودة منذ اليوم الأول لتصريحات النجار حتي ولو لم يكن له حق فيها.. المهم أنها خرجت وهي ليست مجرد تصريحات صحفية عادية إنها تحمل تهمة القتل.. ولا يمكن لاحد أن يقول إن وجود وفاء داخل الكنيسة أمر كنسي أو قبطي داخلي.. لأن تصريح زغلول لفت نظر الرأي العام لقضية هي عامة بالفعل منذ بداية أزمتها.. ومع ذلك لم يتفاعل الرأي العام مع هذه الاتهامات إلا بعد الطناش المتعمد الكنيسة والتضارب فيما خرج منها من ردود لا تتفق مع الواقع ولا تفند اتهاماً.. ومنحت زغلول النجار قوة لم يكن يتخيلها علي الأقل حتي تظهر وفاء تليفزيونياً.. ونعود لتوابع الأزمة وتصريحات الكنيسة ورجالها.. حيث صرح أحد رهبان الأنبا بيشوي أن وفاء قسطنطين مريضة منذ دخولها الدير وحالتها الصحية سيئة جداً.. وأنها ممنوعة من الظهور أو مقابلة أحد إلا بإذن البابا شنودة وأنها تقيم داخل المقر البابوي بالدير.. طيب.. وفاء بصمة جيدة وسيتم تصوير برنامج تليفزيوني معها أم انها مريضة ولا تستطيع؟ إذن التضارب في كل التصريحات.. بالإضافة إلي طول الوقت تسبب في زيادة علامات الاستفهام حول وفاء قسطنطين وهل ماتت أم علي قيد الحياة بصحة جيدة.. أم مريضة.. بل إنه دفع البعض أن يطلق الأراء والتصريحات التي تخلق مزيداً من التوتر فمثل الزوج الذي حكي حكاية زوجته المسيحية السابقة.. خرجت أيضاً منظمة أقباط المهجر بتهديد للمسلمين بأنها تنوي صياغة السيرة المحمدية بصورة كاريكاتورية، ونشرها علي موقعها الالكتروني.. ليس هذا فقط ولكنهم منحوا شيخ الأزهر مهلة شهر للضغط علي الدكتور زغلول ليتراجع عن تصريحاته ومواقفه تجاه العقيدة المسيحية ويقدم اعتذاراً رسمياً بالجريدة الرسمية وإلا سيتم نشر الرسوم!! مرة أخري لا ندافع عن النجار وتصريحاته.. ولكننا أمام اتهام بقتل مواطنة مصرية.. والكنيسة تنفي ذلك شفوياً وكل محاولاتها جاءت غير مقنعة.. رافضة تماماً أن تكشف عن وجه وفاء قسطنطين لينتهي الأمر وتضرب التجار في مقتل.. والغريب أن كل الأطراف المتعلقة بالكنيسة مصرة علي مهاجمة زغلول ولم يقدموا مبرراً واحداً لرفض الكنيسة ظهور وفاء والأغرب أن جمعيات حقوق الإنسان وكل من يتشدق بهذه الحقوق لم تطلق تصريحاً واحداً يتساءل عن مصير وفاء علي غرار اهتمامهم بتعثر نملة في إحدي عزب مركز قطور مثلاً.. فليس لهم إلا مهاجمة كل من يتطاول ويعتدي علي حرية الآخرين وحقوقهم حتي ولو كانت هذه الحقوق غير مقبولة اجتماعياً أو دينياً فهل اختفاء وفاء وانقطاع أخبارها في ظل تصريحات النجار لا يثير حفيظة أحد هذه المراكز الحقوقية والجمعيات والمنظمات الأخري.. خاصة وأنه يدخل ضمن المعتقدات الدينية والحرية الشخصية.. أم أن الأمر له حسابات أخري، فقد سبق وهاج الحقوقيون علي حقوق البهائيين العائدية للمسيحيين والخارجين من الإسلام.. وكل من علي شاكلتهم.. ألا تستحق وفاء بياناً واحداً يطالب بالكشف عن مصيرها.. عموماً وللمرة الألف الموضوع من البداية كان مجرد تصريح لزغلول النجار.. والكنيسة هي التي جعلته قضية رأي عام من خلال طريقة تعاطيها وأؤكد للأنبا موس أن بيانه لا يسكت عدواً ولا حبيباً.. وأن الأمر سيظل معلقاً وسيفتح أبواباً كثيرة ويطرح تساؤلات أكثر ما دامت وفاء قسطنطين مختفية بهذه الطريقة.. والحل الوحيد الذي يغلق هذا الملف إدارة كاميرا التصوير علي وجه وفاء في أقرب فرصة.. وحتي يحدث ذلك سيظل السؤال قائماً.. لماذا تخشي الكنيسة من ظهور وفاء؟ فهل قتلت فعلاً؟ أم سحرت لدرجة المرض الشديد؟ عموماً هناك المزيد إذا ظل الوضع علي ما هو عليه.