(يوليو 1952).. ثورة تخطت حدودها الزمان والمكان
اضغط للتكبير
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر اضغط للتكبير
الرئيس الراحل محمد نجيب
احفظ الخبر
اطبع
أضف تعليق ارسل
7/24/2010 3:41:00 AM
احفظ الخبر
اطبع
أضف تعليق ارسل
7/23/2010 5:09:00 AM
إعداد: سامي مجدي - تمر علينا هذا العام الذكرى الثامنة والخمسين لثورة 23 يوليو وقد تعرضت الثورة منذ قيامها لتحليلات ودراسات من جانب دارسين وأكاديميين من الغرب قبل الشرق لما أحدثته من تغيير ليس على الساحة المصرية فقط بل على الساحتين العربية والعالمية أيضا لما كان لقائدها الفعلي الرئيس الراحل جمال عبد لناصر من كاريزما وتأثير خاص ظهر هذا في الشعبية التي كان يتمتع بها ناصر بين شعوب الدول النامية ومازال يحظى بها رغم مرور أكثر من أربعين عاماً على رحيله.
كان الضباط الأحرار الذين قاموا بالانقلاب العسكري في يوليو 1952 ينوون القيام به سنة 1955 كما قال فيما بعد جمال عبد الناصر لأحد الصحفيين، ولكن حصول حريق القاهرة عجل بالحركة، واستقر الرأي في البداية على أن يتم الانقلاب في شهر نوفمبر 1952 حيث يقضي الدستور بضرورة اجتماع البرلمان في هذا الشهر، فإذا حدثت مخالفة دستورية أو تزييف في الانتخابات فأن حركة الجيش عندئذ تكون لحماية الدستور.
وقد ظلت الخطة تسير في ذلك السبيل إلى أن أصدر الملك قراره بحل مجلس إدارة نادي الضباط، مما جعل الضباط الأحرار يقررون الإسراع بالقيام بحركتهم العسكرية لأن التأجيل لن يكون في مصلحتهم، وقررا يوم 5 أغسطس 1952 موعداً للحركة لأن هذا التاريخ هو موعد استكمال حضور كتيبة مدافع الماكينة الأولى لتزيد القوة الضاربة للضباط الأحرار، وأيضا يكون الضباط قد تسلموا رواتبهم.
وقد عملت أنباء ترددت في ذلك الوقت عن اعتقالات في صفوف ضباط الإسكندرية وأشياء أخرى حدثت ساعدت على التبكير بالموعد ليكون في ليلة 21 أو 22 من يوليو 1952، وأيضا لصعوبة تجهيز كافة الترتيبات والانتهاء من كل الاتصالات، تقرر تأجيل الموعد يوماً واحداً لتكون الحركة 22/23 يوليو 1952. وقد أخذت الخطة اسماً كودياً هو (نصر) وتحددت ساعة الصفر انتصاف ليل القاهرة.
لقد حققت الخطة أهدافها في القاهرة بعد سويعات من انطلاقها باكتمال مظاهر الحركة ووصول القائد الجديد إلى مركز قيادته، واحتلت الوحدات مراكزها التي تحاصر بها المنطقة العسكرية وتعزلها تماماًُ عن القاهرة، وأصبحت الإذاعة بشطريها (المبنى ومحطات الإرسال) تحت سيطرة الحركة. وبدأت القيادة الاتصال بالمناطق الخارجية في القنال والعريش وبقية المدن. ووصل أنور السادات إلى مبنى الإذاعة في الساعة السابعة إلا ربع صباحاً لإذاعة البيان الأول، وفوجئ المواطنون في الساعة السابعة والنصف من صباح الأربعاء 23 يوليو ، ببيان تذيعه الإذاعة المصرية باسم القائد العام للقوات المسلحة، يعلن انتفاضة الجيش المصري على الطغيان وعلى الفساد الذي استشرى في البلاد.
لقد كان لإذاعة البيان الأول للحركة وقعاً مدوياً على معظم أفراد الشعب المصري، وعد ذلك البيان من قبل بعض الباحثين أنه لعب دوراً فاصلاً في تحديد الموقف لصالح الضباط الأحرار، مع كون كافة الاحتمالات واردة، لان ضيق الوقت والإسراع في وضع الخطة كان سبباً في عدم دراسة كل التفاصيل ووضع الإجابات الحاسمة على كافة التساؤلات. فلم تضع الخطة حلولاً لأية مواقف اعتراضية مفاجئة فيما إذا صدرت من القوات البريطانية في القنال، وتركت معالجتها لطبيعة الموقف وللمبادرة الشخصية.
وقد حققت الثورة انجازات عدة على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ فمن انجازاتها الداخلية ما هو سياسي مثل تأميم قناة السويس، استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي الاستعمار البريطاني، السيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي، إجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى ايطاليا، إلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية، توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال الإنجليزي لمصر، بناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين.
ومن انجازات الثورة الثقافية أنها أنشأت الهيئة العامة لقصور الثقافة وقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديمقراطي للثقافة وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته مدينة القاهرة وهو ما يعد من اهم وابرز انجازاتها الثقافية، وإنشاء أكاديمية الفنون التي تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية، تقدي الرعاية والدعم للمؤسسات الثقافية التي أنشاها النظام السابق ثقافي ورعاية الآثار، كما أنها سمحت بتحقيق أفلام من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.
وتمثلت إنجازاتها العلمية في مجانية التعليم العام وأضافت مجانية التعليم العالي، مضاعفة ميزانية التعليم العالي، وإضافة عشر جامعات أنشئت في جميع إنحاء البلاد بدلا من ثلاث جامعات فقط، إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمي.
وتعتبر الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا اشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية، وأسفرت الثورة عن توجهها الاجتماعي وحسها الشعبي مبكرا عندما أصدرت قانون الملكية يوم 9 سبتمبر 1952 ، وقضت على الإقطاع وأنزلت الملكيات الزراعية من عرشها، كما أنها مصرت وأممت التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب، إلغاء الطبقات بين الشعب المصري وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري، وقضت على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل وحررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، وبسطت يدها على الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي.
زمن انجازاتها على الصعيد العربي والأفريقي مساعدة الدول العربية والأفريقية في حشد طاقاتها للتحرر من الاستعمار، وتحقيق الوحدة بين مصر وسوريا والدفاع عن حق الصومال في تقرير مصيره، ومساهمتها في استقال الكويت ودعم الثورة العراقية، وبذلك أصبحت مصر قطب القوة في العالم العربي مما فرض عليها مسئولية والحماية والدفاع لنفسها ولمن حولها، كما أنها ساعدت اليمن الجنوبي في ثورته ضد المحتل حتى النصر وإعلان الجمهورية، ساندت الثورة الشعب الليبي في ثورته ضد الاحتلال، دعمت الثورة حركة التحرر في تونس والمغرب حتى الاستقلال.
ولعبت قيادة الثورة دورا رائدا مع يوغسلافيا بقيادة الزعيم تيتو ومع الهند بقيادة نهرو في تشكيل حركة عدم الانحياز مما جعل لها وزن ودور ملموس ومؤثر على المستوى العالمي، ووقعت صفقة الأسلحة الشرقية عام 1955 والتي اعتبرت نقطة تحول كسرت احتكار السلاح العالمي، ودعت لعقد أول مؤتمر لتضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية في القاهرة عام 1958.
ومما لا شك فيه أن ثورة 23 يوليو 1952 حققت انجازات عظيمة على صعيد حياة مصر الداخلية وسياستها الخارجية، بالإضافة إلى انجازاتها على الصعيد القومي العربي والإقليمي والدولي، ولكن هذا لا ينكر أنها أخفقت في بعض المناحي الأخرى، وقد امتد تأثيرها إلى ابعد من حدود زمنها ومكانها، فسطع نورها في كافة جنبات الوطن العربي
الغريب والمثير للدهشة والتساؤل أنه وبعد مرور 58 عاما من قيام ثورة يوليو يبدو وكأن شيئا لم يتغير وكأن الفارق بين ما قبل الثورة وما بعدها انه قبل الثورة كانت حياة ملكية إقطاعية قمعية بالأبيض والأسود و وما بعدها لم يتغير شيئا سوى أن الأوضاع أصبحت بالألوان.
فبعد مرور 58 عاما مازالت أحداث رواية القدير يوسف السباعي " رد قلبي " والتي تحولت لفيلم بنفس الاسم تكرر نفسها وتفاصيلها، فـ"علي" الشاب المصري الحالم بطل الرواية حتى الآن لم يتزوج فتاة أحلامه "إنجي" ولا حتى قادر على الزواج من غيرها ، ومازال الريس عبد الواحد رمز الطبقة العاملة أو السواد الأعظم من الشعب، يعمل في حديقة ومصانع وشركات القصر بالرغم من اختلاف أسماء ونوعية مالكيه.