القرش
عدد المساهمات : 665 السٌّمعَة : -156 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 41 الموقع : مصر
| موضوع: الأم المثالية لهذا العام / قصص من الواقع الخميس أغسطس 26, 2010 2:38 pm | |
| وانا فى طريقى الى العمل فى الصباح الباكر من هذا اليوم . كنت اقود سيارتى متجها الى الدوحة (قطر) . واسمع المذياع . قناة القران الكريم من الكويت . استوقفتنى قصة مؤثرة جدا . جعلت الدموع تسيل من عيناى وانا اسمع الشيخ يسردها ويسترسل فى قصها على المستمعين . وهى انة كانت امراءة فى الخمسين من عمرها ويراها الناس فى كل صباح تأخذ اولادها الصغار وتذهب بهم الى ان توصلهم باب المدرسة وتطمئن عليهم انهم دخلوا بأمان الى المدرسة وتعود الى البيت بكل احترام وتقدير من الناس . واخر اليوم الدراسى تذهب وتنتظرهم على راس الشارع لانهم يعودون بالباص وتكون هى فى انتظارهم قبل موعد الباص بساعة او يزيد . وتهتم بالاولاد اهتمام غير عادى من حيث الملبس والمظهر واستذكار الدروس وكل ما يشمل تربية الاولاد . وكانت تذهب الى المدرسة لتطمئن عليهم من خلال معلميهم ومربيهم فى تلك المؤسسة التعليمية العظيمة. وكانت تنتظرهم امام باب الفصل بالساعة او على مدى طول الحصة حتى يخرج المدرس وتسأله على مستواهم ودرجاتهم فى التحصيل الدراسى. وتغضب غضبا شديدا حينما يكون الفرد منهم قد نقص درجة او نصف درجة فى امتحانات الصف.وذات يوم سأل مدير المدرسة . من هذة الام التى تجلس امام الصف كل يوم.؟ وكان يراها من شباك المكتب بأستمرار وهى جالسة على الكرسى الخشبى المؤلم هذا كل يوم . حتى انة ذات يوم استعطف عليها العامل حين رأها تجلس على الكرسى منحنية رأسها الى الارض كأنها هى والكرسى قطعة واحدة لاتتحرك. واحضر لها العامل كرسى بلاستيك مريح نوعا ما عن تلك الكرسى الخشبى القبيح. فشكرتة بصوت خافت. وبعدها جاء يوم الام المثالية فقرر المدير منح جائزة الام المثالية لتلك المرأة التى تأتى كل يوم تنتظر اطفالها وتسأل عن مستواهم . وبعث اليها بالخبر مع الاخصائى الاجتماعى حيث ذهب اليها وقال لها. بعد التحية؟ ان ادارة المدرسة قررت ان تمنح اليك جائزة الام المثالية لهذا العام سيدتى؟ التفتت الية فى استغراب وقالت انا ؟ قال نعم انت التى تستحقينها. قالت فى صوت ملئ بالاسى والحزن ولكنى يابنى لست اما حتى استحق هذة الجائزة؟ نظر اليها المعلم قائلا فى دهشة كيف وانتى كل يوم تاتى وتذهبى مع ابنائك تلك. قالت والدمع ينزل من عينها انا امرءة عقيم ؟ وتزوجنى زوجى بعد وفاة زوجتة الاولى . وهى ام تلك الاولاد. وانا بعد الزواج اخذت عهد على نفسى ان اكون اما لهولاء الايتام بكل ما تحمل الكلمة من معنى . واحببتهم حبا جما . واحبونى ولا يقولون لى الا امنا. ولم استطيع البعد عنهم لانهم حياتى وعمرى وكل جوارحى واعيش فى هذة الدنيا من اجلهم . والبيت من دونهم ظلام . لا استطيع ان اتواجد فية الا وهم معى لاجل هذا انا اهتم بهم واتى اعد الساعات حتى يخرجوا وافرح بعودتهم واذهب بهم اى البيت.لهذا انا لا استحق الجائزة..... لانى لست ام. تأسر المعلم جدا وجرى يهرول الى المدير . وقص علية القصة المؤثرة . ومن جانبة قام المدير واخذ الجائزة وذهب بها اليها بنفسة . وقال سيدتى بل انت من يستحق تلك الجائزة لانك اما مثالية. لهذا العام. | |
|
abu khadra
عدد المساهمات : 2706 السٌّمعَة : -760 تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: رد: الأم المثالية لهذا العام / قصص من الواقع الجمعة أغسطس 27, 2010 1:30 am | |
| قصـــــة رائعـــــــة وأما مثاليـــــة جدا , وتستحــــــق أن نقف لها احترامـــا .. والشكر موصول لك أيضا أخي القرش على انصاتك للشيخ وهو يحكيها ونقلك اياها لنا .. وهذا دليل على نبل أخلاقك ورقة قلبك واهتمامك بالنواحي الأنسانيــــــة .. شكرا لك ويا ريت أن نتمكن من ملاحظة مثل هذه الأمور والقضايا في العمل وفي الشارع وعند الجيران وفي اي مكان نتواجد فيه .. تكون عندنا الملاحظة ثم نسجل الأحداث ان وجدت ونسجل مشاعرنا تجاه ما نشاهده ونسمعه في طريقنا للعمل او في سهراتنا او رحلاتنا او في اي موقع .. مثل هذه القصص تكون أكثر واقعية وأكثر ملامسة للمشاعر وفيها مصداقية واضحه .. مرة اخرى شكرا لك .. صباح الخير
عدل سابقا من قبل abu khadra في السبت أغسطس 28, 2010 2:29 am عدل 1 مرات | |
|
وردة الرياض
عدد المساهمات : 889 السٌّمعَة : -57 تاريخ التسجيل : 27/04/2009
| موضوع: رد: الأم المثالية لهذا العام / قصص من الواقع الجمعة أغسطس 27, 2010 1:10 pm | |
| قصه مؤثره اخي القرش ... وجميل كما قال ابوخضره هذا النقل لانه اكثر واقعيه وملامسه المشاعر وبشكل عام التجارب الشخصيه ادعى دائما للتصديق.. | |
|
abu khadra
عدد المساهمات : 2706 السٌّمعَة : -760 تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: رد: الأم المثالية لهذا العام / قصص من الواقع السبت أغسطس 28, 2010 2:22 am | |
| الساعة الثانية ظهرا من يوم الخميس .. الطقس حار جدا .. السراب يتوالد من الأسفلت والعرق يغطي الوجوه وكأن الدنيا ضاقت بالناس وهم يمشون على طرف الشارع العام ..
رأيت طفلة صغيره , ربما في السادسه من عمرها , حافية القدمين , تمشي بخطوات سريعه على الأسفلت وكأنها تقفز لا تكاد قدميها تلامس وجه الشارع من شدة الحرارة .. وقد بدت على وجهها علامات الجفاف .. خصلات شعرها ملتصقة بجبهتها , متعبة , بائسة , منهكة القوى , والدها يسبقها وهي تحاول اللحاق به .. لحقت بها وأمسكت بيدها , لم تستطع الثبات على الأسفلت الحار , ترفع قدما وتضع الأخرى , قطعت قلبي ! رفعتها عن الأسفلت الى صدري , خافت ونادت على والدها , أقبل على مستغربا , ايش هذا وين رايح بالبنت ؟ ما تخاف .. حرام عليك البنت مش قادره تحط رجلها ع الأرض , ونت تمشيها حافية والأسفلت نار , ولم يجب , أخفض رأسه قليلا , فسقطت من عينيه دمعة , نزلت علي كالصاعقة ! ألهبت مشاعري ! وفجرت في داخلي ذكرى أياما سوداء من الحرمان ! فبكيت , الطفلة لا تزال على صدري وقد هدأت قليلا , بردت قدماها من لهيب الأسفلت ! فمشيت أمامه وهو يتبعني , حتى وصلت الى دكان يبيع الأحذية , فأبتعت لها حذاء ملونا علية شريط أحمر , فرحت الطفلة , وأسرعت الى يد والدها تمسك بها .. وهي تنظر الي بعينين مليئتين بالشكر , وتابعتها وهي تمشي بهدوء وتنظر خلفها الى أن غابت عن ناظري ! ولا زلت نادما , لأنني لم أقدم المزيد ! تذكرت أياما من طفولتي , حين كنت في عمرها أو أقل قليلا , أطلب كسرة خبز ولم أعطها , تبللني دموعي حتى أنام ! فقد كنت صغيرا في عمرها , كان ذلك بعد خروجنا من البلد بفعل الأحتلال اليهودي ! لم أكن أنا وحدي صاحب المعاناة ! كان كل الأطفال كذلك ! لا توجد نقود , لا يوجد عمل , الناس مشردون , تائهون ! كان المأوي بعض ألواح " الزينكو " والفتات الذي توزعه الوكاله لا يكفي وجبة واحدة ! كنا نصعد الى المرتفع نفتش عن الحشائش التي تؤكل وقد دلنا الكبار عليها ! لقد كانت مأساة بالمعنى الحقيقي ! بعد أن كنا كما يقول أجدادنا في عز ورفاهية تحولنا الى أشياء تأكل الحشائش والديدان ! الطفلة التي حدثتكم عنها وأبوها عراقيين , كانا لاجئين في الأردن , حين رأيت الطفلة حافية تمشي على لهيب الأسفلت وأبوها شاردا عنها , وحين سقطت من عينه دمعه , عرفت أنه كان عزيزا في بلده وأن صبره وتجلده قد خانه فلم يقوى على كبت مشاعره وهو يحس بمعاناة طفلته وهي تمشي حافية على لهيب الأسفلت ! أكيد .. أنه يحبها أكثر مني ومن الناس أجمعين ! ولكنه العجز والفقر وقلة الحيلة ! انها مأساة اللجوء وقسوة الغربة .. أرجو أن لا تعود ! | |
|
القرش
عدد المساهمات : 665 السٌّمعَة : -156 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 41 الموقع : مصر
| موضوع: رد: الأم المثالية لهذا العام / قصص من الواقع السبت أغسطس 28, 2010 2:42 am | |
| (ارحموا عزيز قوما زل).. اخى ابوخضرة لك كل الشكر على تعليقك الذى يلمس القلب. وقصتك اروع واجمل فى تأثيرها واسترسال معانيها وحروفها. وعشان انت راجل طيب وعشت المعاناة لم تتحمل ما تراة امامك من زل للاطفال. ورأيت انك قدمت لها شيئا لا يذكر عندما ابتعت لها الحذاء لكنة فى عينها كأنها امتلكت النيا كلها وما عليها لمدى احتياجها لة . وثوابة عند الله اعظم ..
واخص بالشكر الاخت وردة الرياض على المشاركة الفعالة واقول لها كل عام وانتى بخير. ورمضان كريم وربنا لا يحرمنا من كلامك الجميل.... | |
|
ساره صاحبة أجمل قلم
عدد المساهمات : 617 السٌّمعَة : -179 تاريخ التسجيل : 31/05/2009 العمر : 31
| موضوع: رد: الأم المثالية لهذا العام / قصص من الواقع السبت أغسطس 28, 2010 7:07 am | |
| تسلم ايدك ابو خضرة .. قصة مؤثرة بواقعية ملموسـة ..
نعم هي الغربة القاسية , وهي ضيق ذات اليد , وهي عدم معرفة الناس بقيمتك .. فتراهم يحكمون عليك من النظرة الأولى , ولا يدرون ان كنت عزيزا او سيدا في قومك ! انها الغربة التي تضيع الأصل .. غريب وداير في البلاد ! من يجبر خاطره ؟ شكرا .. مساء الخير | |
|