من لاجىء قلسطيني

]من لاجئ فلسطيني الى ..............]


مني أنا الموقع أدناه، أتحدث بصفتي الشخصية والاعتبارية، كإنسان وكاتب، وكمواطن فلسطيني تم تهجيري من بلدي وأنا ما زلت أمنية في نفس أبي، الذي تم تهجيرة بالقوة في العام 1948، وولدت وعمر عذابات والدي عشرة سنوات، وأورثني منذ اليوم الأول ذاكرته المليئة بالغضب والحزن والشـوق إلـــى قريته في قضاء الخليل ،

أورثني بعد أن توفي في العام ، أرضه التي ورثها عن والده،

وأرضه التي اشتراها مترا مترا،

وأشجار زيتونه التي ورثها عن والده،

وأشجار زيتونه التي اشتراها شجرة شجرة، وعرقا عرقا،

كما أورثني حكاياته وتفاصيل شبابه وكهولته وشيخوخته،

وترك لي في صندوق صغير أوراق ملكية أرضه، بعضها باللغة العربية، وبعضها باللغة التركية، وبعضها باللغة الإنجليزية،

ترك لي مزاجيته التي تكونت جراء مزاجية السياسات العربية والعالمية والمنظمات الدولية،

فاغتال الإرث طفولتي،

وابتسامة سني الأولى،

وتشاؤما يصعب تجسيده ووصفه،

وغضبا يصعب كبحه،

وتأملا أرداني صمته، فبت قليل الكلام والطعام،

مزدحما بالغربة المتوحشة، وبالتوحش الغريب، حتى بت في حاجة إلى تدجين، ومن غربة إلى أخرى، تعلمت كيف أحمل ما أورثني إياه أبي سرا، حتى فاض السر بي، واجتماعكم جزء من مسببات الفيضان.

أيها المجتمعون لمناقشة ما ستفعلونه بي، وبأرضي، وبأمي أطال الله عمرها، وبأطفالي، وبأخوتي وأولادهم، وبأخواتي وأولادهن، وبستون سنة من طعم الحنظل.

أقول لكم وأنا بكامل قواي العقلية والروحية والعصبية والوطنية والإبداعية، بكامل غربتي وشتاتي ولجوئي،

بكامل لا انتمائي لأي مكان أبيت فيه وأطعم فيه وأتحرك فيه،

بكامل ثقافتي السياسية والأدبية والعسكرية والاقتصادية،

أقول لكم، بأنني لم أخولكم ، ولم أوكلكم، ولم أعطكم حق مناقشة مشكلة وجودي خارج الوطن، ولهذا، فإن كل قراراتكم ومناقشتاكم واتفاقاتكم ومعاهداتكم الخاصة بموضوع ما أسميتموه بقضية اللاجئين، غير قانونية ولا شرعية ولا إنسانية، وإنني وأبنائي غير ملزميين بها، حتى ولو قررتم عودتي منذ الغد، لأنكم غير مخولين من قبلي لمناقشة هذا، فالعودة حق فردي كفلته كل القوانين والمنظمات والهيئات والقرارات الدولية، وأنا وحدي، وكأي فرد من أبناء الشعب الفلسطيني، من يقرر العودة من عدمها، من يمنحكم حق مناقشة موضوعي من عدمه، من يفوضكم للتفاوض حوله من عدمه. وبما أنكم اجتمعتم دون توكيلكم، فإنني غير ملزم بما ستتوصلون إليه، تنازل أبو مازن أم لم يتنازل عن حق العودة، قبل نتنياهو أو رفض حق العودة، قررتم منح تعويضات أم لم تقرروا .

إن حق عودتي حق مقدس في كل الشرائع والقوانين والأديان، كما هو حقي في عدم العودة للعيش تحت احتلال لا يؤمن سوى بالدم والقتل والحرق.

إنكم يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي والسعادة، إلى آخر الألقاب التي حرمت منها،

إنكم حين تطرحون موضوع التعويض،

فإنكم تحفرون عميقا وبمعول حاد في الأخلاق الوطنية،

تفترضون الخيانة في شعبي وهو والله إنه لأمر عظيم. ولو تجاوزت هذا الحفر في المنظومة الأخلاقية العربية والفلسطينية، فإن موضوع التعويض ليس بهذه البساطة التي تنظرون،

إنني لست شاة يضحّى بها يوم عيد،

أو تذبح على عتبات المعابد،

ولست شجرة منقطعة عن جذورها،

ولست قطعة أثرية في متحف ما، تمت سرقتها وسيتم استرجاعها. اسمحوا لي أن أقول أن إن تعويضي تعجز عنه خزائنكم وميزانيات دولكم،

ليس لأن الأرض غالية،

وليس لأن الغربة دامية،

وليس لأن الشتات قاتل،

وليس لأن الحزن يشبه السل،

وليس لأن الوحدة معدية،

وليس لأن اللجوء كافر،

وليس لأن القلب مفجوع،

وليس لأن الفقد حرام،

وليس لأن الإحساس بالاضطهاد أصبح ورما سرطانيا،

وليس لأن الوقوف في المطارات وعلى الحدود يشبه وقوف بعير أجرب،

أو قنبلة موقوتة،

أو فيروسا نشطة،

وليس لأن اللجوء بات عند كثيرين سلوكا غير أخلاقي،

وبات لفظ اللاجئ كالعاهر،

وليس لأن الذل لله وحده فقط،

وليس لأن الليل في المخيمات كان طويلا جدا،

وإن النهار كان فاضحا جدا،

ليس لأنني حملت بطاقة تشهد بأنني لاجئ،

ووثيقة سفر تشهد بأني لاجئ،

ولهذا فصاحبها ممنوع من دخول القارات الخمس،

وليس لأنني بكيت حين استلمت بطاقة ابنتي الطفلة رائعة الجمال، والتي اعترفوا بها لاجئة!!

ليس لأنني منعت من العمل في أكثر من سبعين مهنة في لجوئي رغم قرار الجامعة العربية الذي يقر بأن يعامل اللاجئ معاملة أهل البد الذي لجأ إليه،

وليس لأنه تم استغلالي بسبب اللامكان الذي أذهب إليه،

وليس لتحملي منن الناس،

وليس لأنني شاهدت الخيانات القربية والبعيدة،

وليس لأنني شاهدت المؤامرات،

وليس لأنني حوصرت وأكلت عشب الأرض والقطط،

وليس لأن السكاكين تعبت من رقابي في صبرا وشاتيلا ودير ياسين وأربعين مذبحة أخرى،

ولكن لكل ما ذكرت.

فهل تستطيعون يا سادتي تعويض نصف قرن من العذاب والمطاردات والذبح والقهر والخوف والتوجس والليل الذي طوله بألف يوم مما تعدون، والذي جنن ولا يزال ستة ملايين نسمة،

وهل تستطيعون تعويض ستة أجيال عن التيه والتشرد والسجون والمعتقلات، وهل تستطيعون تعويضي شاب في حالة بسيطة في نظركم، حين سمع امرأة تقول لصاحبتها التي أحبته: اتركيه فهو لاجئ؟!!!

أو إحساس طفل ارتبط معنى العيد لديه بدموع الأب والأم واستحضار البيادر والذكريات،

أو إحساس رب أسرة يجب أن يسرب معنى اللجوء لأسرته في الغربة المضاعفة، وبأسلوب ثقافي حضاري مدني لا يربي عقدة للأطفال ؟!! .

إنني أيها السادة، ولا أظن بأنني تطاولت عليكم، أشكركم جزيل الشكر على اجتماعكم، وأثمن مساعيكم، لكنني أناشدكم عدم مناقشة قضية عودتي إلى فلسطين، لأنه حق مقدس،

لن أوكل أحدا لمناقشته بدلا عني،

ولن أخول أحدا للتحدث باسمي، لسبب بسيط:

أنتم تتحدثون عن عودتي إلى جزء بسيط من فلسطين،

أو تعويضي عن جزء أبسط من فلسطين،

وأنا أريد أن أعود إلى كل فلسطين،

لأدفن رفاة أبي وجدتي وأخي في الأرض التي ولدوا فيها،

وتحت غيوم سمائهم، حتى إذا ما أمطرت السماء تبللت عظامهم بالرضا وشكر الإله.

وأنا أريد أن أعود إلى فلسطين،

كي تتعود أمي على مشاهدة بيتها القروي الجميل، الذي لم تحتمل رؤيته حين زارته بعد أربعين عاما، فأغمي عليها.

إنني لم أعتد على أوطانكم يا سادتي،

فلي أوصافي التي أحملها غير وصف اللاجئ،

وحتى وطني الذي لم أره، أريد أن أتعود عليه،

لم يسبق لي أن عشت في وطن طوال حياتي،

ولا أستطيع أن أتخيل إحساس مواطن في موطنه،

إنه في نظري يشبه العبادة،

مليء بالخشوع،

هناك أود أن أتعبد أكثر وأعبد الله أكثر،

أود أن أبرمج ألوان الحياة،

فاللجوء أحدث لي عمى في الألوان والأفكار والقيم والمبادئ، وبت لا أصدق أحدا..

ربما اكتشفتم بأنني دخلت حلما أعجز عن تصور تفاصيله،

ليكن حلما،

ولتكن لا عقلانية،

وليكن هذيانا،

لكنه حق أنتم قررتموه بحبركم،

وبكامل قواكم العقلية والعصبية والسياسية ..

إنني أشكركم مرة أخرى لأنكم تجتمعون لتصفية قضية فلسطين واللاجئين الفلسطينيين بالطرق السلمية، بعد أن حاول كثيرون تصفيتها بالمذابح، والحروب ، والحصار، والاقتتال، والسجون، والاغتيال، والهجرة إلى دول القارات الخمس، بينما أنتم تجتمعون والابتسامة تعلوا وجوهكم، لأنكم علمتم وكما يبدو، أن إبادة شعب أمر مستحيل، فما بالكم بشعب لم تصل إليه فكرة تنظيم الأسرة، لأنه يفهم تنظيمها على الشكل التالي:

أن تنجب كل أم فلسطينية عددا من الأولاد والبنات يكفون لإنشاء تنظيم فلسطيني، بدلا من التنظيمات التي وضعها فخامة الرئيس بوش على قائمة الإرهاب،

أو إنشاء فريق كرة قدم، بدلا من الرياضيين الفلسطينيين الذين قتلهم شارون،

أو تأهيل بنائين لإعادة البيوت التي دمرها شارون على رؤوس ساكنيها

أو إنشاء فرقة فلكلورية فلسطينية بعدما سرق الصهاينة تراث فلسطين،

أو تأهيل عمال نظافة، لتنظيف المساجد والكنائس من وسخ البنادق الصهيونية، ومسح دماء الأطفال عن مدارسهم وحدائقهم..

إن الوطن يا أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي بناسه وسكانه، وليس بحفنة تراب، وفلسطين، والدولة الفلسطينية القادمة ، ستبقى ناقصة بدون سكانها جميعا، أي بدون تطبيق حق العودة للاجئين ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


العائد الفلسطيني بإذن الله

والطريق الى فلسطين من فوهة بندقيه...

الاخ علاء الدين
الاخت رولا
اولا اشكر مروركم الذي نور صفحتي
لا شك اننا مجمعون على حق العودة الذي كان حلم ابائنا واجدادنا حين ارغموا على النزوح واللجوء ولا شك ايضا اننا مجمعون ان لا احد لة الحق بالبيع او
التنازل نيابة عنا وسوف نعود بأذن اللة بكرامة لنستضل بضل الزيتون
الم تعرفي يا اخت رولا لماذا صمت جدك عن الاجابة
لانة يعرف يقينا ان الشعب الفلسطيني ترك وحيدا في مواجهة العدوان
ولكن سيجيب عنة ابناءة واحفادة(سنعود قريبا)
والطريق الى فلسطين من فوهة البنادق ان شاء اللة
واقل لك اخي علاء (من العايدين الفايدين) بأذن اللة
ودمتم

يا سيدتي نعم المشكلة في الدول العربية
والمشكلة الاكبر في قياداتنا الفلسطينية ولا احد ينكر ذلك لانهم صنيعة امريكا
مثلهم مثل غيرهم......فهل مطلوب منا ان نحط راسنا بين الروس ونقول اقطع
طيب ما همة البقية الباقية من الشرفاء في فلسطين قاعدين بقاوموا في اسرائيل
وفي السلطة الهزيلة وفي كل ما يتعارض مع مصلحتهم الوطنية وحتى لا نظلم الثوار فقد كان هناك مقاومة وابطال اشاوس قبل ظهور حركة حماس وهي جاءت منرحم الشعب لتكمل المشوار النضالي من اجل التحرير

يعني يا اخت سارة بدك نستورد قادة لشعبنا (بكون الواحد منهم وطني ومبدع ولما بقعد على كرسي المسؤولية ببلش ينافق ويتنازل ويبيع بس يظل مكانة)
ومش يوم ويومين النا ستين سنة عالحال
لكن هل يعني هذا ان نستسلم او نقبل بما يفعلونة بنا.

(لا نريد البكاء على الماضي نريد ان ننظر الى المستقبل الواعد)
ودمت ودام قلمك