جريدة صوت الأمة تكتب ..«القمص سرجيوس».. قبطي يهتف من علي منبر الأزهر:«عاش الهلال مع الصليب»
كتب:مايكل فارس
حظي تاريخ مصر بعدد من البطولات والمواقف الإيجابية للأقباط أبرزهم القمص سرجيوس صاحب شعار«يحيا الهلال مع الصليب خلال ثورة 1919 والذي تبناه حزب الوفد فيما بعد وفقا لما جاء في مذكراته.سرجيوس هو أول رجل دين مسيحي يعتلي منبر الأزهر الشريف، حيث ظل فيه نحو 5 أشهر يخطب في الناس بصحبة الشيخ محمود ابو العبر ومناديا بالوحدة الوطنية والكفاح ضد الإنجليز حتي لقبه سعد زغلول بـ«خطيب الثورة».ووفقا لكتاب الدين والسياسة في مصر المعاصرة «القمص سرجيوس» للمؤلف محمد عفيفي ولد سرجيوس في جرجا بمحافظة سوهاج عام 1883 باسم ملطي وتوفي في 5سبتمبر 1964 وبين الميلاد والوفاة زخرت حياته بالعديد من الأحداث المثيرة خاصة بعد أن دخل عالم الكهنوت باسم «مرقص سرجيوس» قبل أن يرحل للقاهرة في 1899.
حيث التحق بالمدرسة الاكليركية وتخرج فيها في 1903 وتم ترشيحه كاهنا عام 1904 علي ملوي ثم خدم في الفيوم والزقازيق وفي 1907 أصبح قمص رتبة أعلي من قس فعمل وكيلا لمطرانية اسيوط حتي 1912 حيث ارسله البطريرك ليصبح وكيلا لمطرانية الخرطوم وفي السودان بدأ كفاحه ضد الإنجليز.
فاصدر مجلة «المنارة المرقسية» في 1912 التي تدعو لوحدة المسيحيين والمسلمين في كفاحهم ضد المحتل الذي أمر بترحيله من السودان، ليغادرها في 16 مايو 1915 متجها لمصر حيث أقام في حي «القللي» وبعدها انتقل إلي 7 ش العزيز المتفرع من شارع البعثة بشبرا ولم يتوقف أبدا عن التحريض ضد الإنجليز وعن بداية علاقته بالثورة قال القمص سرجيوس في مذكراته:
كنت بمنزلي فسمعت ضجيجا في الشارع والشباب يهتف «يحيا سعد.. يحيا الاستقلال» وسألت فعرفت أن المستعمرين اعتقلوا سعدا وهنا تدفقت الدماء الحارة إلي رأسي، وكأنما براكين الدنيا كلها تفجرت في نفسي فأسرعت للشارع وانضممت للمتظاهرين وتوجهت علي رأسهم إلي الأزهر وهناك اعتديت منبر الأزهر وصرخت «ليحيا الهلال مع الصليب» ومن مأثوراته في احدي الخطب «لو الإنجليز متمسكون ببقائهم في مصر بحجة حماية الاقباط فليمت القبط ويحيا المسلمون احرارا» كان عمره 36 عاما عندما دخل الأزهر وقوله لو احتاج الاستقلال استشهاد مليون قبطي فلا بأس من التضحية».
وتمتع في خطبه بأسلوبه المثير والساخر ففي ذات يوم اعتلي منبر الأزهر وقال:
كنت اسير في كلوت بك ووجدت اطفالا في الشارع يصرخون: أمنا في المنزل وهناك جنود يعتدون عليها فصعدت للمنزل فوجدت امرأة يعتدي عليها الجنود الإنجليز، أتدرون من هم الاطفال ومن هي الأم فقال الجهمور لا.. فقال لهم الاطفال هم فئة الموظفين والأم هي مصر. فثار الموظفون فقال لهم.. اظهروا شعوركم هذا حيال أمكم مصر».
وفي مظاهرة اخري بميدان الأوبرا طلب من المتظاهرين.
أن يرددوا وراءه «يحيا الانجليز».
فأبدوا استغرابهم ثم هتفوا قبل أن يوضح لهم قائلا «نعم يحيا الإنجليز لانهم استطاعوا بظلمهم واستبدادهم وفجاجتهم أن يجعلوا منا هذه الكتلة الموحدة المقدسة الملتهبة».
وفي السرادق الذي اقيم لتكريم سعد بعد عودته من المنفي هتفت الجماهير باسم سرجيوس وقال سعد «فليسمعنا خطيب الثورة كلمته» فرد عليه « والله انك لمجنون ياسعد» فبهت الجميع، ثم استطرد وقال« والله انك لمجنون ياسعد؟ تقدم علي دولة عظمي خرجت منتصرة من حرب عظمي وتملك كل شيء ولاتملك انت شيئا، ثم تنتصر عليهم، والله انك لمجنون ياسعد فوقف سعد ضاحكا قائلا مجنون والله انت ياسرجيوس وفي احدي خطبه هاجم سرجيوس الانجليز فتقدم نحوه جندي إنجليزي مشهرا مسدسه وعندماخاف الناس قال بثبات« ومتي كنانحن المصريين نخاف الموت؟! دعوه يقتلني ليري العالم كيف يعتدي جنود الانجليز علي رجال الدين.
وحينما تم الإفراج ذات مرة عن سعد زغلول ورفاقه ظل يخطب ساعات متواصلة حتي التهب مشاعر المستمعين فصرخوا «عاش سرجيوس ويسقط الإنجليز»، وعندما اطلق عليه الإنجليز الرصاص، قال له الجمهور أهرب فرد عليه وهل مثلي يهرب؟!.
وعندما اعتقلته السلطات الإنجليزية في رفح 80 يوما أرسل خطابا للمندوب السامي البريطاني قال فيه «هذا مخالف للتقاليد المتعارف عليها فاذا كانت الفرمانات العثمانية قالت إن القس الذي يرتكب ما يستوجب السجن فليسجن بالبطريركية وأن كان هذا منحه الاتراك للاقباط فهل «تعتقل دولة الإنجليز رجال الدين المسيحيين؟!».
ورفض خطيب الثورة في اجتماع للبطريركية عقب تولي يونس وهبة باشا الوزارة تولي قبطي الوزارة في ظل السلطة الإنجليزية، وطالبه ضمن آخرين في برقية برفض المنصب احتراما للوطن المقدس.
لكن نجم هذا الرجل العظيم لم يستمر متوهجا بعد دستور 1923 وتأسيس الاحزاب وكونه رجل دين منعه من الانضمام إلي أي حزب كما تراجعت أهمية قضية الوحدة الوطنية التي ناضل من أجلها وظهرت قضايا اخري مثل الاستقلال وتعديل الدستور والصراعات الحزبية ودخل سرجيوس في صراع مع حزب الوفد بعد ان نسب لنفسه المناداة بالوحدة الوطنية وشعار يحيا الهلال مع الصليب.
وزاد الخلاف عندما رفض «الوفد» ترشيحه علي قوائمه في 1949 لعضوية مجلس النواب عن دائرة الشماشرجي بشبرا بل رشح ابراهيم فرج خصما له ورغم شعبية القمص بشبرا فاز فرج بعد أن منعه الأمن من استخدام «الميكروفون» في الدعاية ولم يف النحاس باشا بوعده معه بتعيينه بمجلس الشيوخ حال الانسحاب لصالح ابراهيم فرج الذي كان النحاس يرغب في ضمه لوزارته وانسحب القمص بالفعل.
ولانه كان مناضلا بطبعه لم يقصر كفاحه علي الإنجليز فقط حيث اتهم ذات مرة ضباط الثورة. بالتواطؤ مع الإخوان المسلمين مطالبا بحقوق الاقباط وتمثيلهم النسبي في الحكومة وازداد نقده للثورة بعد ابداء رغبتها في تعديل قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين وعليه تم اغلاق مجلته «المنار المرقصية» ليعيد اصدارها فيما بعد باسم «المنار المصرية» كما امرته وزارة الداخلية بالبقاء في المنزل وعدم الخوض في السياسة أو الوعظ في الكنائس قبل أن تسمح له في 1959 شريطة عدم الحديث في السياسة.
وقال منير ان جده تعرض للاتهام باثارة الفتن الطائفية وازدراء الدين المسيحي وفي يوم المحاكمة حمل مؤلفاته علي عربة «كارو» وعرضها علي القضاة الذين قضوا ببراءته.
واضافت حفيدته نرجس «60 سنة) أنها كانت تشاهد مسئولين كبارا يأتون لجدها ومنهم السادات نفسه الذي جاء أكثر من مرة ليحذر القمص من أمور لا أتذكرها.
توجهنا إلي 7 ش العزيز بشبرا، حيث منزل القمص القديم من دورين ووجدنا شقته المكونة من 6 غرف خالية منذ رحيل آخر أولاده أورجانيوس، وفي الدور الأرضي اشاد عبدالمنعم محمود صاحب ورشة نجارة انشأها منذ 1952 بالقمص وقال انه كان محترما جدا ويزوره.
هذا الرجل المثير للجدل بنضاله ضد القهر الاستعماري والداخلي رأت «صوت الأمة» أن تنقب عن فروعه فبدأنا البحث عن أولاده واحفاده وعلمنا من منير فايز عبدالله «علي المعاش» حفيد القس لابنته ايزيس أن القمص أنجب 10 أولاد 5 من الأولاد ومثلهم من البنات ماتوا جميعا مخلفين 18 حفيدا للقمص جميعهم لبناته باستثناء سيدة تدعي سهير حفيدته لابنه ألفي.
وأضاف منير أن جده تفرغ في آخر ايامه للدفاع عن العقيدة المسيحية فأصدر عدة كتب في هذا المجال قبل أن يموت حيث شهد تشييع جنازته إلي مثواه الأخير بمقابر الأسرة في الجبل الأحمر وفد من رئاسة الجمهورية و22 مطرانا والمسئولون ومنهم علي ماهر رئيس الوزراء الذي شاهدته بنفسي.
وقال مجدي أحد الاحفاد ان جده الذي توفي عن عمر 81 سنة كان مريضا بالكلي والبروستاتا وتم حجزه في المستشفي القبطي، حيث كلف البابا كيرلس السادس الانبا يوساب اسقف البلينا بمرافقته.
------------------------------
أخي القرش .. تحية واحتراما وبعد :
اي هلال واي صليب .. هذه شعارات للأستهلاك السياسي ليست لها معنى في شرعنا ..
وسأذكر لك لاحقا قصة كيف تم اختيار الهلال رمزا للأسلام ..
اما بالنسبة للرجل : طبعا هو مسيحي علماني تطابق فكره مع شعارات 1919
التي أشاعها سعد زغلول بين الجمهور المصري فلقيت رواجا كبيرا جعلت من زغلول
ثائرا وطنيا , لذلك التقت مصالحهما من خلال الأعجاب المتبادل بين الشخصيتين !
بعيدا عن نصرة الدين وتأصيل الشريعة في حياة الشعب المصري !
هي مصالح حزبية لخدمة مشروع تغريب الأمة وأبعادها عن مصدر قوتها وعزتها
بحجة التحرير من الأستعمار والسعي في نفس الوقت الى التطلع نحو الغرب لتقليد
" حضارتهم " الفاسده ! من خلال " تطوير المناهج التعليمة لتتناسب مع الأفكار الجديدة
وتحرير المرأة والسفور" خلع النقاب والحجاب " وأشاعة الأختلاط كرمز للتحرر كما فعلت
زوجة الثائر سعد زغلول على ظهر الباخرة حين تم الأحتفال بعودته من المنفى !
مساء الخير ..