ليش اتغير طعم التفاح

الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

ثورة الغضب في صور

فتافيت ربع قرن

أبصر ليش اتغير طعم التفاح ؟

... حين النساء أكثر أنوثة، ورائحة الباميا تتسرب من شبابيك البيوت، وساعة "الجوفيال" في يد

الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة، وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء.

زمان ... حين أخبار الثامنة أقلّ دماً، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب، وطريق "المصدار" أقل ازدحاماً بشاحنات الأثاث،

وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم.

لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة، و"مجلس النواب" حلماً يداعب اليسار المتشدد، وأجرة الباص قرشين،

والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالتوجيهي.

عندما كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة، وحلو العرس يوزع في كؤوس

زجاجية هشّة تسمى "مطبقانيات"، والجارة تمدّ يدها فجرا من خلف الباب بكوب شاي ساخن للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار!

زمان.. عندما كان ، "فكر واربح" أهم برامج المسابقات، ولم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم

مع منظف الأحذية "الكيوي"، وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا!!

كانت "القضامة المالحة" توصف علاجاً للمغص، والأولاد يقبّلون يد الجار صباح العيد، والبوط الصيني في مقدمة أحلام

الطلبة المتفوقين!

كانت "أخبار الأسبوع" لصاحبها عبد الحفيظ محمد أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق، و"ألمانيا" بلد الأحلام، وصورة المطربة

صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط.

حين تصحو على صوت "مازن القبج" أو"سمرا عبد المجيد" وظهرا تسمع "كوثر النشاشيبي" ومساء تترقب "ابراهيم السمان"....

والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم!

عندما "مدينة الأهلي للالعاب السياحية" في رأس العين هي وجهة الأثرياء، والسفر الى صويلح يحتاج التحضير قبل يومين،

والجامعة الأردنية بلا شقيقات!

حين أقلام البك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل اوراقها

مزوّقة بالورد،..أما الورد ذاته فكان يباع فقط في جبل عمان، الحي الأرستقراطي الباذخ في ذلك الزمان!!

حين جوازات السفر تكتب بخط اليد
كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن "ابو ذان وأبو حجر" الحديدي، والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح،

والأغنام تدق بأجراسها أن بائع الحليب صار في الحي، والجارة الأرملة تجلس من أول النهار لصق الجدار مهمومة ويدها على خدّها!

كان مسلسل "وين الغلط" لدريد ونهاد يجمع الناس مساء، ومباريات "محمد علي كلاي" تجمعهم في سهرات الثلاثاء،

وكان "نبيل التلّي" أفضل لاعب هجوم في كرة القدم!

كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر "أبو خط أحمر" وزن مئة كيلو غرام، والأمهات يحممّن الأولاد في اللجن، و"القرشلّة"

يحملها الناس لزيارة المرضى!

حين مذاق الأيام أشهى، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها، وعندما

كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة!

الموظفون ينامون قبل العاشرة، ، والزوجة في يوم الجمعة

تخبئ كبدة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله!

والنمل، حتى النمل، كان يبتهج حين تمرّين...

كانت الحياة أكثر فقرا وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء!

قال وليش

تغيّر طعمُ التفاح؟

ههههههه ، الحمد لله إنّي لحقت أيام العز (( هذا معناااااه إني دقه قديمه )) !!!

كلمات في غاية الدقة واللطف والعاطفة والصدق والبساطة والوفاء ،،،

يرحم زمااان وأيام زمان لما كانت هدية العريس لعروسته حبة راحه ( حلقوووم) !!! وكرتونة الراحة أعز هديه لأعز إنسااان وحلو (( الناشد )) نلقيه على رأس العريس في الزفة ،،، ذاكر يا عم ؛ يرحم زمان وأيام زمان !!

حيالله أحمد .. والله فيك الخير ..

كل سنة ونت سالم .. هذه التحية كانت رائجة .. وكان الجواب ونت من العايدين
صحيح ولا انا ناسي ؟ حاكم انا قربت أضيع ..
انا متذكر الحامض حلو والكعكبان وقلادة الملبس ..
ومتذكر صينية الكفته من لحم القعود .. أكلة العيد .. ولا أروع من هيك ..
وعمك " رمضان الملاد " يطوف بالقاعود أو العجل ..
يتبعه الأولاد وينادي على اللحم الطري بكره الذبح ..
فيشتري الناس مباشرة من الذبيحة .. لا ثلاجات ولا فريزرات ولا تجميد !
لا .. كانت ثلاجته في المحل " نمليه خشب عليها منخل " ما عمرها خربت ..
وكان عنده وسيلة متطورة للحماية من التلوث .. شريط لاصق يتدلى من سقف العريشة
رائحته تجذب الدبابير والذبان والهسهس ..
اما بياع " الكسيبــه " الخليلي الأصلع .. كنا ننتظره على راس الشارع ..
ماسكين " التعريفه " وما أن نسمع صوته حتى نتراكض اليه ونمد ايدينا ..
أنا أنا أعطيني كسيبه ! أنا الأول ..
ولا زالت أيام العز فينا .. ترفد نفوسنا بالقناعة ..
بعيدا عن الطمع والنظر لما في أيدي الناس ..
كنا راضيين وفرحين بالحياة على بساطتها ..
حياة فيها الصحة والعافية من غير بطاقات تأمين ولا أدوية ..
كانت حياة يتجلى الحب فيها بأروع صوره .. في العيد وفي الأعراس وفي " العونه "
عند بناء البيوت .. الكل بسارع للمساعدة ..
كانت حياة فيها شرف وحمية على الأعراض والجيران .. ليس فيها تجاوز للحدود ..
أحمد .. لقد كنا وكانت لنا أيام ..
وهذه تحيـــــــــــــــة ..

عمي الحبيب لدي ذكريات جميله ورائعه من بقايا هذه الفترة الرائعه سأكتبها حتماً (بإذن الله ) عندما أكمل ذكرياتي المتواضعه عن طفولتي التي صنعت ما أنا عليه اليوم من حب لكم جميعاً ،،،

أخواني الأفاضل ..

على ماذا تتكلمون .. وفي أي زمن ؟
ايش هاذي الكسيبــــه .. اللي ب تعريفه ؟
افيدونا يا جماعة ..
مساء الخير ..

هههههههه : عمرك يا كريمة الوالدين بس (17) ؛ يا أختنا الغاليه الكسيبة أو الكسبه بضم الكاف أوكسرها ، هي : عجينه تستخلص من بقايا وقشور السمسم بعد عصره حيث أن زيت السمسم المستخرج هو الذي نسميه نحن أهل فلسطين والدوايمة ( زيت السيرج ) أما بقايا البذور الناتجة عن العصير فإنها تعجن مع السكر وتؤكل فإنها تعطي الجسم طاقة هائلة وتعينه على الأعمال الشاقة وكثرتها تسبب السمنة لمن لا عمل له سوى الأكل والنوم وهي مفيدة للجسم ،،، طعمها في رأيي مقبول ولكنها كانت محببة عند آبائنا وأجدادنا واشتهر الكثير من أهل الخليل ببيعها (( يمكن الحصول عليها من مصانع الطحينية )) على كل أكيد عند عمي أبو خضره معلومات أكثر مني حولها كونه أسن مني وعايش هذه الأمور أكثر مني ،،،

مبين عليها هاذي أكلة تراثيـــــة ..

خلينا نشوف عمو ابو خضرة ايش ح يقول ..
يا ترى في منها هالأيام ؟

مرحبا .. أنا سمعت عنها من ام خالد جارتنا ..

امرأة في الخمسين , لكنها في نضارة بنت عشرين !
من أكل الكسيبه ودهن السيـــــــــــــرج !
دايما تقول : ساق الله على هذيك الأيام .. كانت تتحسر وهي حزينة ..
أيامكم هاذي ما عليها آسفـــه .. كانت العيشــــه أحلى والناس أطيب !
اعتقد ان " الكسيبه " زي ما قال احمد .. أنا ما ذقتها ابدا .. ما في منها اليوم !
مساء القل ..

أعتقد ممكن الحصول عليها تواصي من معاصر السمسم ومصانع الطحينية ،، نادر جدا أحد يطلبها اليوم ،،،

مساء الخير ..

كما قال أحمد .. " الكسيبه " هي من مخلفات السمسم بعد استخلاص " السيرج " " والطحينه "
ومن مخلفاته تصنع " الحلاوه "
زمان .. لم تكن الماكينات التي تعالج السمسم قادرة على تصفيته تماما .. فكانت بقايا التصنيع
كثيرة وكثيفة .. وقد شاهدت كيفية صنع الكسيبة في مصنع للحلاوه في منطقة راس العين قديما !
كانت المخلفات توضع في حفرة اسمنتية مبلطه ثم ينزل اليها احد العمال حافي القدمين ومن ثم يعمل
على عجنها وخلطها بقدمية الى أن تتماسك العجينة وبصيح لونها بني فاتح ..
وكنا نأتي الى المكان لنشتري " الكسيبه " فيناولنا العامل من تحت قدميه كتله كبيرة منها ..
ونعود فرحين الى بيوتنا ثم نقوم بخلطها بالسكر .. وكانت طيبة المذاق ..

كذلك كان القدماء زمن الرومان وغيرهم يعصرون العنب بأقدامهم داخل معاصر وأواني ضخمة مصنوعه من الصخر لها قنوات ليسيل العصير الناتج ويجمع في براميل خشبية أو أواني فخارية من الطين ليصنع منها النبيذ ،،،

صحيح نسيت أقول لكم ان التعريفه هي نصف قرش أردني (( صح اليوم ما بتجيب شيء )) لكن زمان كان جدتي تعطي أخواني الخمسة الكبار (قرطه) يعني قرشين ونصف وتقول : (( هييييه يا جده لكل مِن هوووو تِعْريفِهْ يا جِدِّه فاهمين )) ،،،فيتراكضون خمستهم ليشتروا من الدكان في مخيم البقعه ،،، يرحم زمان وأيام زمان ،،،

احمد .. صباح الخير

ما زال في جعبتك الكثير من ذكريات أبام زمان .. وأسلوبك الرائع في عرض التاريخ

تعرف .. حتى صغارنا لا يعرفون " التعريفة ولا القرش " والقرطه " صارت من الذكرى

احدى جداتنا من ابو خضرة كانوا يقولولها " القرطه " رحمها الله رحمة واسعة ؟

هيييييييه .. أيام !