abu khadra
عدد المساهمات : 2706 السٌّمعَة : -760 تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: سأظل احبك عكس التيار ! السبت سبتمبر 25, 2010 3:18 pm | |
| مأساة الحرب الأهلية في لبنان / بيروت , تصورها غادة السمان ..
في قصيدة تفاعليه مع الواقع الذي كان وهي شاهدة عليه .. ------------------------------ غادة السمــــــــــــان
قصيدة : أشهد أن زمنك سيأتي |
|
|
|
|
| أسبح عكس التيار خارج قطيع الأسماك المذعورة لأعود اليك .. و ها أنا من جديد هناك في بيروت المكنفة بفلاشات عدسات التصوير و روائح احراق النفايات و الجثث و ظلال الحرائق على أعمدة البكاء كمدينة ضربها الطاعون طالعة من أساطير اللعنة و أكمام العصور المنقرضة ... *** حتى النوافذ تنكرت لنا و لم نعد نرى عبرها و لكن يرانا المسلحون من الخارج بوضوح و نحن نلملم أطراف الحذر و نأوي كالجراذين الى أوكارنا في الدهاليز حين يرفع القصف عقيرته بالنباح الأسود... *** اقترفت خطيئة فتح نافذة للتجسس على الشمس شاهدت الرجل المسلح يختال في الأرض مرحا على جثث الشوارع الخاوية ... ذراعه بندقية لم تعرف طلقاتها غير قلوب الأبرياء و الأطفال ... شاهدت أوراق الأشجار تموت و تتساقط حين مر و الأزهار تذبل فجأة و الألوان تهرب من المرئيات مثل صورة تلفزيونية ملونة تستحيل بيضاء و سوداء .. و العصافير تطلق صيحات الذعر و هي تفر من دربه ... و السيارات تنقلب على ظهرها كالصراصير المعدنية الميتة ... و المسلح يمشي تتصاعد أبخرة الكبريت الخانقة من أنفاسه الحوامض الكاوية تتفجر من موضع قدميه... عند المنعطف التقى بالمسلح ضبع مخيف... فانضم اليه بعدما تعانقا بحرارة... أغلقت النافذة أحصيت أعضائي.. تلمست بطاقة سفري... *** ولم تعد الغابات ملعبنا و الشطآن الليلية ها نحن محشوران داخل بكاء الأطفال في الملجأ و الفئران تقرض أطرافنا و بطاقات هويتنا و أحلامنا... و نحيب خافت لمشلولة يصم اذاننا كالقصف.. ولد صغير يسأل بالحاح مخبول كلما سقطت قذيفة " ماذا يحدث " ؟ من يجرؤ على أن يقول له أنهم يحاولون اقتسام الجوهرة المسروقة النادرة منذ ثلاثة عشر عاما و يفشلون ؟... من يجرؤ على أن يشهد عكس الريح ؟ *** عبثا يسطون على دفء القلب اني أتذكر ... أحارب الجدران بنوافذ الحلم .. ذلك الصباح منذ ألف عام وجدتك مرميا على الشاطىء أمامي شهيا و دافئا كعشبة بحر استوائية لكنني أعدتك الى الموج.. شكوت لي الملمس البارد لعرائس المحيطات و أهديني مركبك فصنعت من سرير عرس عبثا يحوله ضباع الليل و دبابيره الى تابوت .. *** هذا ليس زمنك أيها المرهف شفافية و عذوبة هذا زمن اعدام العصافير و الأطفال و الفراشات و النجوم ... و أنت تدفق الحنان صوب كائنات الله كلها ... هذا ليس زمنك لكنني أشهد عكس الريح على أن حبك وحده سيبقى و أزهارك الربيعية اتية من ميتاتنا العديدة... لتنمو كنباتات الأساطير فوق القبور المنبوشة و أشلاء المخطوفين.. و شفاه شققها الأنين... و سأظل أحبك عكس الريح ريثما يطلق الموت سراحي
|
| |
|
أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 2407 السٌّمعَة : -667 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 46
| موضوع: رد: سأظل احبك عكس التيار ! الأحد سبتمبر 26, 2010 7:12 am | |
| عند المنعطف التقى بالمسلح ضبع مخيف... فانضم اليه بعدما تعانقا بحرارة...
أتذكر إيلي حبيقه وشارون معاً ،،، آآآآآه ياغادة ياغزالة أتقنت فن الكتابات الغير ملتزمة ،،، وحشتني القراءة لك غادة ،،،
| |
|