قصيدة عراق الحضارات
--------------------------------------------------------------------------------
يَبقى العراقُ وتبقى أورُ والحَضَرُ والرافدانِ وشمْسُ الله والقمَرُ
وبُرجُ بابلَ يبقى شاهداَ أبَدا يُعطي الحضارَةَ معناها فتفتخرُ
مِنْ قبْلِ ان تعرفَ الدُنيا هَويّتَها كانَ العراقُ وفيه الحَرْفُ يُبْتكرُ
في أرضه أنبتَ الابداعُ رايتهُ وفوْقها أزْدهرتْ في عُمقِها الفِكَرُ
مزهُوةً تلبسُ الزوراءُ حُلتَها وقدْ أضاءتْ على تيجانِها الدُررُ
هذا العراقُ به التأريخ ُ مُنبهرٌ وما يزالُ به التاريخ ُ ينبَهِرُ
فيه أقاصيصُ (أنكيدو) مُصَوّرةً تروي ملاحمَ مجْدٍ خطهُ البّشّرُ
سِفرُ الخلودِ عصياتٌ مسالكه لكنّ جلجامشاً بالموْتِ ينتصرُ
فيهِ النؤاسيُّ يسْتجلي قريحَتهُ بالراح ِ،منْ حوله السّمارُ قدْ سكروا
يقولها حكمَة ً صارَتْ مُدَوية ً لا يثملُ العقلُ حتى يثمَلَ النظرُ
فيه الدراويشُ والحلاّج تصلبُهُ جَهالة ٌ فِكرُها بالغيّ ينصهرُ
فيهِ جرائمُ هولاكو وقسوتهِ إذ ْ استباحَ ثرى بغدادنا التترُ
وبصرة ُ الحسن البصري شامِخة ً ثالوثها الشِعْرُ والسيّابُ والوَترُ
فيه ابو الطيّبُ الجبّارُ مُرْتجلاً روائِعاً منْ لظاها يَقدَحُ الشررُ
على خيول بني حمْدان أسرَجَها وكانَ ينبُضُ فيها النصْرُ والظفَرُ
قصائدا خالداتٍ حينَ يسمعُها يكادُ فرْطِ إنتِشاءٍ ينطقُ الحَجَرُ
منْ وحيِ كوفتِهِ او سيْفِ دولتهِ لهُ المعانيَ مثلَ الغيْثِ تنهَمِرُ
انْ كُنتُ أحسَسْتها بالقلبِ نابضَة ً فالقلبُ يُدركُ ما لا يُدركُ البَصرُ
لا يركبُ المجدَ الاّ منْ يُصارعه ومنْ تَرددَ صارتْ (مَجْدَهُ) الحُفرُ
هذا العراقيّ ُ َمنْ آشور صوْلته للآن بالغضبِ المشحونِ تَنفجرُ
لمْ تحْنَ قامَتهُ الاّ لِخالِقِهِ ولنْ يُدَجّنَهُ أنّى طغى الخطرُ
مُكابرا أبداً يكبو فترفعهُ مُروءةُ النخلِ،، طوْدا ليس ينكسرُ
يبْقى العراقُ عظيماً في مهابتهِ مهْما دَجَتْ حقبَة ٌ واسْتكلبَتْ عُصُرُ
*** *** ***
إيْ يا عراقُ انا مازلتُ مُنتظراً أن ألتقيكَ وشوقي ليسَ ينتظرُ
لُحْ في سمائي سَحاباُ وارو ِ لي ظمأ ً جفتْ حقولي فاينَ الغيمُ يا مطرُ
أينَ الفراتُ يُغطيّني ببُردتِه وقدْ تراخى نسيمٌ باردٌ عطِرُ
على الضفافِ تطوفُ الروحُ هائمة ً ولا تبارحُ حتى يثملَ السَحَرُ
أينَ المساءات والمقهى* وصُحْبتها واينَ تلك الليالي البيضُ والسَمَرُ
والجسْرُ والغادة ُ السمراءُ ترمُقهُ بالرمْش والطرفِ حتىّ كادَ ينفطرُ
في خافقي كلّ ُ احشائي تصيحُ اسىً انا المُزارعُ اين الطيب يا ثمَرُ
* المقهى هو مقهى محسن الذي كان ينام على خاصرة الفرات في مدينة المسيب.
(( منقوووووول ،،، منتديات مكتوب ))