مقدمة :
"الدوايمة"(Al-Dawayima) قرية كنعانية عربية تبعد عن مدينة "الخليل" نحو سبعة وعشرون كم وتبلغ مساحة أراضيها "60585" دونما وقد أسماها الكنعانيون "بُصقة" أي "المرتفع" وقد ذكرت بهذا الاسم في العهد القديم ونزلت بها بعض الحملات الصليبية في العصور الوسطى وأسماها الأوروبيون الغزاة "بيتا واحيم".. وفي القرن الرابع عشر الميلادي سكنها رجل صالح اسمه "علي بن عبد الدايم بن أحمد الغماري بن ويرجع نسبه إلى العالم الجليل عبد السلام بن مشيش" والذي يرجع نسبه بإجماع العلماء إلى الإمام "علي بن أبي طالب"- كرم الله وجهه- فسميت الدوايمة باسمه تخليداً لذكراه.
و بعد نكبة عام 1948م وتهجير سكانها العرب قسرا منها أقيم على أنقاضها عام 1955م مستعمرة "أماتزياه" اليهودية ودعيت باسمها هذا نسبة إلى "أمصيا" أحد ملوك المملكة اليهودية الذي امتد حكمه من "800- 783 قبل الميلاد ومن جرائمه قتله عشرة آلاف "آدومي" وسبي عشرة آلاف آخرين جنوب البحر الميت وأتى بالأسرى إلى البتراء شرق نهر الأردن وأمر بطرحهم من فوقها فماتوا جميعا. ترتفع الدوايمة 350 م عن سطح البحر، ويحيط بها أراضي قرى اذنا ودورا والقبيبة وبيت جبرين وعرب الجبارات، وقدر عدد سكانها عام 1922 (2441) نسمة وفي عام 1945 (3710) نسمه. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد اهلها البالغ عددهم عام 1948 (4304) نسمه. وكان ذلك في 1948 ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1948 حوالي (3358) نسمة.
نشأة الدوايمة
أدت حالة الفوضى والاستقرار التي عاشتها فلسطين، وارجاء أخرى من بلاد الشام. في عهود خلت. إلى جعل كثير من المناطق، تشهد فراغا سكانيا أو شبه فراغ. بعد أن باتت حياة الناس فيها، حياة خوف وتنقل من منطقة إلى أخرى، حيث يوجد الأمن والسلام والرزق. من هنا فإن الباحث في تاريخ نشأة أي قرية، لا يستطبع ان يقطع ببدايات وكل ما يمكن التثبت منه بخصوص النشأة الحديثة لمدينة الدوايمة، انها تعود إلى بضعة قرون من السنين. وقد يتفق ذلك مع مجئ العثمانيين إلى البلاد العربية في عام 1516م، وقبل ذلك بقليل، على أنقاض دواة الممالك. و المعروف بين أهالي الدوايمة بالتواتر والتوارث، ان (الزعاترة) هم أول من سكنوا الدوايمة في وقتنا الحاضر. وذلك بعد أن ارتحل إليها جدهم الشيخ - حسين بن أحمد الكيلاني وعائلته- من خربة البرج في دورا، وسكنوا بعض مغارات خربة المجدلة. ومع مضي الوقت، أخذت أفواج أخرى من العائلات والأسر والأفراد، في التوافد على الدوايمة والاستقرار فيها، يحرثون ويزرعون، في حياة هادئة. فكثر سكانها وكبر حجمها. فغدت قرية كبيرة، بعد أن كانت خربة بسيطة. و كانت من أوائل العائلات التي سكنت الدوايمة، بعد الزعاترة، عائلة الشيخ علي الغماري من احفاد الشيخ عبد السلام بن مشيش الحسني (نسبة إلى الحسن بن علي)المغربي، الذي كان يقطن في بلاد مراكش . والشيخ علي هو الابن الوحيد لعبد الدايم بن أحمد بن عبد السلام بن مشيش بن أبو بكر بن على بن عيسى الحسني المغربي. و يروي بان جده " احمد الغماري "، كان رجلا مباركا، قدم المغرب العربي من بلده غماره قصد الحج، ثم جاور في المدينة المنورة فترة من الوقت، رحل بعدها مع عدد من الحجاج المغاربة، لزيارة المسجد الأقصى. ثم انتقل بعدها إلى منطقة الخليل، وسكن قرب بلدة الظاهرية، ثم تزوج من عائلة ابي علان ن وله فيها مقام معروف، يزوره الناس في مناسبات كثيرة. اما الشيخ عبد الدايم، فقد كان رجل دين وعاش وتوفى في الظاهريه. و على ذلك ترك ابنه الوحيد، الشيخ على - قرية الظاهرية، ونزل خربة المجدلة بجوار مساكن الزعاترة وأبو قطام. وقد نشات علاقة مصاهرة بينه وبينهم. وبعد وفاته، اقيم على قبره مقام كبير، يقع فوق جبل عال، غرب الدوايمة بحوالي 4كم. أطلق عليه اسم الشيخ علي. تحيط به اشجار حرجية كثيفة وهي شجر الخروب، كان الأهالي يزورونه في مناسبات مختلفة. و يروى بان الشيخ علي، أنجب خمسة أولاد. أربعة منهم، عاشوا في القرية، ولهم فيها ذرار كثيرة. وهم اعمر ومنصور وخليل واسبيتان. اما الخامس، وهو جاد الله فقد هجر القرية نهائيا، ورحل إلى شمال فلسطين ومن ذريته يسكنون بلده عنبتا، واما إعمر فقد خرج أحد ابنائه من القرية نتيجه خلاف وهاجر إلى باقه الحطب ومن ذريته في قلقيليه عشائر الداود وشريم ونزال وهم من الاشراف الادارسه.
تمهيد
يستدل من الشواهد الأثرية والحضرية، التي عثر عليها الباحثون الأجانب في قرية الدوايمة، والمناطق المجاورة لها، أن تلك الأراضي، شهدت عبر العصور المختلفة، نشاطا سكانيا كبيرا وليس في ذلك إقحام للقرية في غير موضعه كما يتخيل البعض. فهي لم تكن معروفة باسمها الحالي - الدوايمة – في العصور الخالية. بل حملت أسماء أخرى. كما أنها لم تكن بمنأى عن التطورات التاريخية التي كانت تحدث في منطقة الخليل، وفلسطين عامة. ولا نجد حرجا إذا قلنا، أنه في خضم أحداث التاريخ، كانت الدوايمة تتبع القلاع الحصينة على أطرافها. كقلعة لخيش - تل الدوير- في القبيبة، وقلعة ماريسا في بيت جبرين. وإلا فبماذا يمكن أن يفسر ذلك الحشد الكبير من الخرب والرسوم الأثرية في أراضي الدوايمة ؟؟، فلا شك أن كلا منها تحكي قصة أجيال نشأت أو استقرت في مراحل متباينة، ثم انقرضت، أو هاجرت. و خير مصداق لما نقوله، نورد اللمحات التاريخية التالية.
لمحات تاريخية
ففي العصر التاريخي 3000 قبل الميلاد. نزل الكنعانيون أراضي منطقة الخليل، وإليهم تنسب معظم مدن وقرى تلك المنطقة. وأن قرية الدوايمة، ربما تقوم على البقعة التي كانت تقوم عليها قرية بصقة - BASCCA- الكنعانية.
وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد، نزلت جماعات امورية، وهي قبائل عربية جنوب فلسطين، وانشؤوا لهم مدنا في مناطق لخيش، وتل الحسي، وتل النجيلة، فضلا عن تجديد وتوسيع مدينة لخيش نفسها، وأحاطوها باسوار حجرية ضخمة قوية، فصاروا بذلك يسيطرون على المواقع العسكرية جنوب فلسطين.
وعندما نزل الفلسطينيون في بلادنا، قبل الميلاد، باكثر من ألف عام، من جزيرة كريت. امتد نفوذهم في الأراضي الداخلية حتى المرتفعات. فقد عثر في منطقة لخيش على نماذج الخزف، أدخلوها معهم، واوان خزفية للشرب وأخرى لشرب الخمرة.
وفي زمن الممالك اليهود، كانت الدوايمة ضمن نفوذ مملكة يهودا. وبعد ان فرغ نبوخذ نصر البابلي، من تدمير هه المملكة. حاصر لخيش، ثم أمر بتدميرها تدميرا كاملا، وسبي سكانها.
وفي العهد الروماني، عادت لخيش ونهضت، وأعيد لها بعض عمرانها ويدل على ذلك عشرات الكهوف والمغائر الكبيرة. فضلا عن بقايا معاصر الخمر، والمدافن الجماعية المنحوتة في الصخر. ويقول الأهالي، أن بعض الكهوف مقسم من الداخل إلى حجرات نوم، وقاعات استقبال، وبعضها الآخر، ربما كان يستخدم نكثات للجيش.
وفي صدر الإسلام، وطئت أقدام المسلمين أراضي الدوايمة، أثناء ز حفهم الأول بقيادة عمرو بن العاص، لاحتلال قلعة بيت جبرين الرومانية.
و لما دانت كل فلسطين للسيطرة الإسلامية، تدفق إليها عشرات العلماء والفقهاء، لوعظ وإرشاد المسلمين. فكان إن نزل أحدهم ويدعى - بشير بن عقربة أبو اليمان – منطقة الدوايمة، ما لبث أن دفن في خربة تحمل اسمه حتى اليوم، وهي خربة بشير، بجوار فرية الدوايمة.
وفي العصور الوسطى، استولى الافرنج أثناء الحروب الصليبية على منطقة الخليل عام 1099م. وكانت من أملاك غود فري دي بوايون. وقد ورد ذكر الدوايمة في كتاباتهم باسم (Bethawahin)، أي بيت واهين.
وأثناء معارك التحرير، اتخذت جيوش صلاح الدين، مواقع لها في أراضي الدوايمة، لضرب الصليبيين في قلعة لخيش الحصينة. ولما رحل الافرنج عن قلعة الداروم قرب غزة، ونزلوا على ماء الحسي، قلاب الدوايمة من جهة الغرب، خرج عليهم المسلمون، وقاتلوهم قتالا شديدا. ثم انهزم الصليبيون ورحلوا عن الحسي، وتفرقوا فريقين، فريق ذهب إلى الساحل، وفريق ىخر جاء بيت جبرين، وكانت قلعتها لا تزال في أيدي الصليبيين.
وفي عهد دولة المماليك، وربما كانت اراضي الدوايمة، منطقة عسكرية، أو مقرا لجماعات سكانية كبيرة، عاشت فيها لسنوات طويلة. ويدلنا على ذلك عدد من المقامات، وبقايا محراب لمسجد قديم متهدم، عثر عليه الأهالي قرب أحد الكهوف في خربة حزانة جنوب الدوايمة، كان الرعاة والمزارعون منهم يصلون فيه
مجزرة الدوايمة1948
من القرى التي ارتكبت فيها المجازر الصهيونية قرية "الدوايمة" التي تقع في قضاء "الخليل" وا التي تقع خارج قرار التقسيم وفق القرار 181 ونوعا شكلت ملجا امنا للقرى المهجره الأخرى ولهذا ظلت إلى نهاية العام 48 في تشرين منه التي هاجمتها كتيبة الكوماندوز رقم "89" التابعة للواء الصهيوني الثامن الهاجانا بقيادة "موشيه دايان" والتي تألفت من جنود خدموا في منظمتي "شتيرن" والـ"إرجون" الإرهابيتين وقد حاولت إسرائيل دائما وجاهدة طمس معالمها وتفاصيلها حيث صدرت الأوامر بدفن القتلى في قبور جماعية والتعتيم الإعلامي على تفاصيل المجزرة ومنع التحقيق فيها. وقعت فيها مجزرة الدوايمة في 29/ 10/ 1948، وهي واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية المسلحة (عملية يوآف)، وأسفر الهجوم على القرية إلى قتل حوالي مائة شخص حتى لم يتبق بيت بدون شهيد، ومارست القوات الإسرائيلية عنصريتها الارهابية بتكسير رؤوسهم بالعصي، واعقب المجزرة عملية نزوح كثيفة للسكان من المنطقة خوفاً على حياتهم. * على أنقاضها أنشئت عام 1955 مستعمرة "أماتسيا".
مجزرة الدوايمة
الرواية: كان في البلدة عدد من المدافعين عنها غير نظاميين.. وقفت أمام الكتيبة 89 من لواء هنيغف "النقب" وبعد أن احتلت الكتيبة البلدة جمعت ما بين 80-100 من النساء والأطفال وقام الجنود الصهاينة بتحطيم رؤوس الأطفال بالعصي حتى أنه لم يبق بيت في البلدة إلا وبه قتيل، كما تم احتجاز النساء وكبار السن من الرجال داخل البيوت وحرمانهم من الماء والغذاء، وعندما حضر خبير المتفجرات رفض هدم بيتين على رؤوس كبار السن في القرية، ولكن أحد الجنود تبرع بذلك وهدموا كثيرا من البيوت على رأس الأحياء.
لقد تبجح أحد الجنود بأنه قتل امرأة وطفلها الرضيع على يديها ولم تتحر ك القيادة الإسرائيلية لوقف المذبحة، وبعد أن انتشرت أخبار المذبحة تم إجراء تحقيق صوري مع أفراد الكتيبة التي هاجمت البلدة، وجاء في التقرير بأن سكان القرية قاموا بمهاجمة مستوطنات يهودية قريبة. ومساعدتهم في الهجوم على غوش عصيون.
وبعد تسرب أنباء عن المذبحة، وهجوم الصهاينة على بعض الكهوف التي التجأ إليها السكان حيث وقاموا بتوقيف ما بين 500 عربي في صف واحد وقتلوهم بنيران الرشاشات.
لقد أكد الجندي الإسرائيلي أن الكتيبة 89 تكونت من إرهابيين سابقين من عصابتي الأرغون وشتيرن، وشدد على أن المذبحة ارتكبها قادة ومثقفون... وتحولوا إلى مجرمين حقيرين... وقد وضع القادة الإسرائيليين عقبات أما زيارة البلدة من قبل مراقبي الأمم المتحدة وبعد عدد من الطلبات تم السماح للضابط البلجيكي هوفي وفريقه بزيارة القرية في 8 تشرين الثاني، وقد شاهد الدخان المتصاعد من المنازل وذلك لإخفاء الجثث المتعفنة في القرية وأكد على ذلك عندما قال " أشتم رائحة غريبة وكان بداخلها عظما يحترق" عندما سأل الضابط البلجيكي عن سبب تفجير المنازل، قال الضابط الإسرائيلي أن بها حشرات سامة، ولذلك قام بنسفها، وعندما سأل عن مسجد البلدة، قال له الضابط الإسرائيلي إنهم يحترمون قدسيته ولا يدخلونه، ولكن بعد أن أطل أحد مرافقين الضابط البلجيكي، وجد اليهود قد استوطنوه....ولم يسمح لفريق الأمم المتحدة بزيارة جنوب القرية بحجة وجود الألغام... مدعين أن سكان القرية قد هربوا قبل أن يصل الجيش الإسرائيلي إليها...
كان تعليقاً رائعاً من قبل وزير الزراعة الإسرائيلي في ذلك الوقت أهارون سيزلينغ الذي قال في مجلس الوزراء الإسرائيلي " أشعر أن هناك أشياء تحدث وتؤذي روحي وروح عائلتي وأرواحنا جميعاً... اليهود أيضاً تصرفوا مثل النازيين وأحس بأن كياني كله قد اهتز
مجزرة "الدوايمة": صياغة قانونية
في اليوم التاسع والعشرين من أكتوبر من العام 1948م كان أهالي قرية "الدوايمة" في أسواقهم أو في منازلهم على عادتهم في مثل هذا اليوم من كل أسبوع و"سوق الجمعة" في القرية كان واحد من أكبر أسواق جبل "الخليل" وسمي بـ"سوق البَرّين" لأنه كان يحتوي على منتجات "الساحل" و"الجبل" في فلسطين. وبينما سكان القرية على هذه الحال ولم في القرية أيا من مقاتلي المقاومة العربية أو أية قوة من قوات الجيوش العربية المحاربة في فلسطين قام جنود عصابات "شتيرن" والـ"إرجون" تقوم بحصار القرية وقيام عناصر أخرى منهم باقتحام القرية في ظل معرفة مسبقة من الحكومة الإسرائيلية الجديدة في "تل أبيب" وقياداتها العسكرية في هذه المناطق. وقد قام الجنود بارتكاب مجموعة من الممارسات التي تصنف قانونا على أنها "جرائم حرب" أو "جرائكم ضد الإنسانية" طبقا للعهد الدولي لحقوق الإنسان واتفاقيات "جنيف" الأربع لعام 1949م وبخاصة الاتفاقية الرابعة المتعلقة بوضع المدنيين وحمايتهم أثناء الحرب ومن بينها:
قتل الكثير من ذكور القرية في سن القتال دونما ضرورة عسكرية ما فيما لم يكن هناك في القرية قوة تدافع عنها أو مكامن نشاط مفارز مقاومة أو مخازن سلاح يخشى منها.
اقتحام أراضي مدينة أو قرية أو غير ذلك من مناطق التجمع البشري المدنية لا تقع في نطاق عمليات عسكرية حيوية وطبقا لاتفاقيات "لاهاي" للحرب البرية والجوية واتفاقيات "جنيف" فإنه حتى لو وقعت مناطق مدنية على طريق المعارك العسكرية بين قوتين عسكريتين مسلحتين فإن هناك إجراءات محددة للتعامل مع هذه الأراضي بحيث يتم ضمان أقصى قدر ممكن من الحماية للمدنيين ومعاملة المصابين منهم طبقا لما تتطلبه حالتهم.
مارسة أسوأ أعمال الانتقام بحق السكان العرب من أهالي القرية وهم من الفلاحين المسالمين العزل مما يتناقض مع بنود اتفاقية "جنيف" الرابعة التي تحرم ارتكاب الأعمال الانتقامية تجاه المدنيين والعسكريين من غير حاملي السلاح أو عندما تكون هناك فرصة لأخذ أسرى بدلا من ممارسة أعمال القتل على نطاق واسع.
ومن خلال ما ورد من تفاصيل موثقة عن مجزرة "الدوايمة" سنرى أن هناك أعمال ملاحقة وانتقام متعمدة جرت تجاه أهالي القرية العرب حتى داخل مسجد القرية والكهوف المحيطة بها مما يبرز أقصى درجات الإجرام والعنصرية.
تفاصيل جريمة "الدوايمة"
بعد اقتحام العصابات الصهيونية للقرية وارتكاب ما سبق ذكره من أعمال نورد هنا مجموعة من الشهادات الموثقة على لسان عدد من العسكريين والساسة اليهود في إسرائيل ظهرت في السنوات التالية للمجزرة في قرية "الدوايمة" توضح بعض تفاصيل ما جرى في القرية.
ومن ذلك تبجح أحد الجنود أمام زملائه قائلا: "لقد اغتصبت امرأة عربية قبل أن أطلق عليها النار" طبقا لما أورده الباحث "احمد العداربة" في كتابه "قرية الدوايمة" من منشورات جامعة "بير زيت".. وآخر قال أنه أجبر إحدى النساء من حاضنات الأطفال الصغار على نقل الجثث ثم قتلها هي وطفلها وآخرون أخذوا ثلاث فتيات في سيارتهم العسكرية ووجدن "مغتصبات ومقتولات" في إحدى أطراف القرية.. وطبقا لشهود عيان من أهالي القرية ظلوا أحياء بعد الجريمة فإن بعض جنود عصابة الـ"إرجون" اليهودية المجرمة أطلقوا النار على طفل يرضع من صدر أمه فـ"اخترقت الرصاصة رأسه وصدر أمه فقتلتهما والطفل يلثم الثدي وبقايا الحليب تسيل على جانبي فمه.
وبعد هذه الجرائم فزع المتبقين من أهالي القرية العزل ولجئوا إلى المسج والذي كان يسمى الزاويه وطور الزاغ وهو كهف شهير لتلافي خطر العصابات الصهيونيه ولكنهم لاحقوهم وقتلوهم داخل أحد المسجد الكهف فالزاغ" وقدر عدد الذين استشهدوا فيه أبناء أكثر من ثلاثين عائلة ولم ينج منهم إلا امرأة واحدة بين القتلى.. وبعد ذلك قامت العصابات الصهيونية بتقييد الرجال الذين تم الإمساك بهم بالحبال والسلاسل وقادهم الجنود كما وقد تم كشف تفاصسل المجزره في العام 1985 من المرحوم الشيخ حسن محمود هديب مختار القرية السابق للصحف الإسرائيليه.
التقسيم للغزاه
تقاد الأغنام ووضعوهم في أحد المنازل ومنعوا عنهم الماء ثم قاموا بتفجير المنزل بالديناميت على رؤوس من فيه.
وكان الملجأ الأخير لأهالي "الدوايمة" جامع القرية والذي كان يعرف باسم "جامع الزاوية" وكان المكان الرئيسي لتجمع أهل القرية كما قال "إسماعيل أبو ريان" أحد رجالات "الدوايمة" في كتابه الموسوم أيضا "قرية الدوايمة" وكان يستخدم كمركز تجمع لأفراد الحمولة واستقبال الضيوف وأبناء السبيل وللمناسبات مثل العزاء والزواج ومركز استعلامات وكذلك كان يقصده الشعراء والرواة.
وقد لجؤوا إليه اعتقادا منهم أن الجنود اليهود سيحترمون المسجد فدخلوا المسجد وهم يكبرون ويقرؤون القرآن الكريم وهم جاهلون لمصيرهم حيث تم قتلهم جميعا وكان عددهم "75" شخصا معظمهم من كبار السن والعجزة ممن لم يستطيعوا الفرار على الأقدام وأحرق المسجد بمن فيه بعد إغلاقه بإحكام خوفا من خروج جرحى محتملين منه ليشهدوا على الجريمة وقد تم دفن جزء من الشهداء في حفرة قرب الجامع حيث كانوا الأهالي يحفرون لتوسعة المسجد والجزء الباقي منهم دفن في قبر جماعي.
شهادات دولية وإسرائيلية عن المجزرة
بعد عدة أيام من وقوع المجزرة وصل فريق من مراقبي "الأمم المتحدة" إلى القرية برئاسة ضابط الصف البلجيكي "فان فاسن هوفي" بصحبة مجموعة من العسكريين الإسرائيليين وعندما طلب أحد المراقبين الدخول إلى المسجد المغلق تم منعه بحجة أن للمسجد قدسية عند المسلمين ولا يجوز دخوله لغير المسلم.. ولكن المراقب شاهد دخانا يتصاعد من المسجد فاقترب من النافذة وشم رائحة جثث بشرية تحترق وعندما سئل الضابط اليهودي المرافق عن الدخان والرائحة الكريهة تم منعه من إكمال التحقيق وعندما سأله عن منزل كان يعد للنسف عن سبب ذلك.. قال له: "المنزل يضمّ حشرات طفيلية سامة ولذا سنقوم بنسفه" (!!).. وقد قام المراقبون الدوليون بإرسال تقريرا سريا إلى رؤسائهم ذكروا فيه: "ليس لدينا شك بأن هناك مجزرة وأن الرائحة المنبثقة من المسجد كانت رائحة جثث بشرية" طبقا لما ورد في كتاب "احمد العداربة" سالف الذكر عن مذبحة القرية.
هذا عن شهادة المنظمة الدولية أما عن المجزرة في شهادات الساسة والمؤرخين الصهاينة فأولا يقول المؤرخ الإسرائيلي "بني موريس" في كتابه "تصحيح غلطة" والذي نشر على حلقات في جريدة "الدستور" الأردنية بدءا من 15 مارس 2001م: "لقد تمت المجزرة بأوامر من الحكومة الإسرائيلية وأن فقرات كاملة حذفت من محضر اجتماع لجنة حزب الـ"مابام" عن فظائع ارتكبت في قرية "الدوايمة" وأن الجنود قاموا بذبح المئات من سكان القرية لإجبار البقية على المغادرة".
وفي شهادته حول المجزرة قال "إسرائيل جاليلي" قائد فرع العمليات في الجيش الإسرائيلي في حرب عام 1948م وأحد قادة حزب الـ"مابام" الإسرائيلي إنه شاهد: "مناظر مروعة من قتل الأسرى واغتصاب النساء وغير ذلك من أفعال مشينة" وعن الجرائم الصهيونية في فلسطين بوجه عام نقتبس شهادات بعض المؤرخين والحاخامات ومن بينها ما قاله "أهارون كوهين" وهو أحد تيار المؤرخين الجدد في إسرائيل: "تم ذبح سكان قرى بأكملها وقطعت أصابع وآذان النساء لانتزاع القطع الذهبية منها".. أما الحاخام الصهيوني "يوئيل بن نون" فيقول عن هذا الصدد: "إن الظلم التاريخي الذي ألحقناه بالفلسطينيين أكثر مما ألحقه العالم بنا".
ضحايا مجزرة "الدوايمة": تقديرات عامة
إن عدد شهداء مذبحة الدوايمة يتباين وفق تقديرات العرب و"الأمم المتحدة" وجيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه ما بين 700 إلى 1000 مواطن عربي عدا الذين كانوا يحاولون التسلل للقرية لأخذ أمتعتهم وطعامهم بعد أيام من حصول المجزرة وعلى أي حال فإن الحصيلة النهائية- وهي حصيلة تقريبية- يمكن توضيحها كالتالي:
أول يومين من المجزرة 29، 30 أكتوبر 1948م "580" شهيدا منهم 75 شخصا معظمهم من كبار السن في مسجد الزاوية"
29/10/ 1948م 110 شهداء كانوا يحاولون التسلل للقرية لأخذ متاعهم وطعامهم.
الجرحى :8 جرحى كان عدد الجرحى قليل لأن الجنود اليهود حاولوا ألا يتركوا أحياء
الأسرى : 9 أسرى قتل (3) منهم في السجون الصهيونية.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ ?
الفن الشعبي (فلكلور القرية)
الأمثال
اعتاد أهالي الدوايمة، في حديثهم، استعمال امثال كثيرة، للتعبير عن شيء ما أو تدعيم موقف معين. ومن بين تلك الأمثال :
لولاي ركبتك ع حصاني ما دسيت ايدك في خرجي.
ان خف الحليب قلت قيمة الراعي.
لولاك يا لسان ما عثرت يا قدم.
رخاوة الحزام تورث الدبر.
الي بقلها جوزها يا عورة، الناس تلعب فيها الكورة.
كون مدير ولا تكون محيّر.
ارفع دقنك سالم الدم.
انت كبير وانا كبير، مين يسوق الحمير.
ناقص العورة مكحلة.
الردي ردي ولو ذبح كل يوم جدي.
نط من قاع القفة ع ذنيها.
ما بيجي الترياق من العراق الا المقروص ميت.
الشبعان بفت للجعان فت وني.
الغناء الفلكلوري للقرية
بعض اغاني الرعاة الفلاحين
وللي شرب دّراها لا عاش ما رّواها عده طنيب احذاها تفرعوا واعطوها حمر الطولقي اجوها عن مالهم عدوها يخسوا ولا يحووها
بعض أغاني الأعراس
آجين الدوايميات هيلي بهيلي زي الغزلان الواردةع العيني آجين الدوايميات بثياب الحبر وارجالهن ادامهن زي الوزر يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الأول طلبنا النسب منه اعطانا غزال مصور يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الثاني طلبنا النسب منه اعطانا جوز الغزلاني
رثاء قرية الدوايمة
في الدوايمة يا ولد نوح ونادي وين الكرم والطيب وين لجوادي
الدوايمة كانوا أسود اعوادي مضافاتهم كانت إلى الضيف جزار
يا حيف دار العز صارت خرابة هذا الحرب الدول ما هي حرابا
بالله انظر دورها والمساجد يا ما دخلها كل راكع وساجد
يا ما سكنها من خيار أماجد عادات اهلها دوم يحموا الجار
انظر لدور مهدمة والمضافات ياما لفى فيها ضيوف العشيات
ياما بها فك القضى والمجالات والزلم فيها الكل شيال قنطار
وجدي على الشباب ثم الشياب الكل منهم مثل فرخ العقاب
_____________________
في يوم المقحز وردنا توريد قبل الحكومة مثل جن النماريد
وسط الطواب يقطع الرأس بالايد بسلاحنا الأبيض خناجر مع النار
اللوم كل اللوم يغشى المباسيط باع الشرف ما فرط بقرش تفريط
اين أصحاب المال أين غناهم خلو الحبوب مخزونات وراهم
يا ديرتي بعدك شربت المرار مثل حكم تركيا غدينا فرار
حريمنا مثل العبيد الجواري بعد الحجاب الجار ما ينظر الجار
_____________________
يا دار والله ما طلع في يدينا بالله اعذرينا اليوم يا دار يا دار
يا دار لو معانا مدافع برني ومدافع الهاون معانا تغني
يوم العدو بمصفحاته لفني كنا فدينا الوطن برواح وعمار
الحق ع زعما العرب ما اتونا ولا بمدفع للحرب ساعدونا
لو نخينا الاموات لستنجونا لموات ما تسمع إلى دقة الطار
يا دار بعد هلك غديتي حزينة ياما اهلك ساعدوا لاجئين
اهل الكرم والجود للقاصدين غنا الكرم فيهم قصايد واشعار
نادي الكرم والجود أين المضافات أين الذي كانوا على الناس سادات
العائلات
الزعاترة
الملاد
الحجوج
العبابيد
مطرية
بصبوص
حمدان
أبو مطر
أبورحمة
الأطرش
أبو صقير
هديب
مسعد
العيسه
عبد الدين
نشوان
عفانه
النجار
الغوانمه
العداربة
أبو غليون
أبو حلتم
المناصرة
صندوقه
حرب
أبومعيلش
أبو صفية
الخضور
أبو ريان
شاهين
غانم
العبسي
أبوحليمة
الجمرة
عيد
الترك
زبن
الجواودة
أبو خضرة
أبوغالية
حنيف
سعادة
الخطيب
أبوصبيح
السباتين
عشا
أبوفروه
القطيشات
القيسيه
المصادر :
صحيفة الغد
كتاب الدوايمة للأستاذ موسى عبد السلام هديب
ملف دراسات اللاجئين / الباحث محمد عثمان الزعاترة
الاستاذ محمود أحمد عشا
(نقلاً عن الموسوعة الحرة - ويكبيديا)
* وعائلات الدوايمة أكثر من ذلك ولم يسعفني الحظ بسردها كاملة ،،،