وسط نقاش دائر بشأن وضع حد ادنى لزواج النساء في اليمن حيث تقول جماعات لحقوق الإنسان ان هناك واحدة من كل ثلاث فتيات تتزوج قبل سن 18 عاما
وقالت منظمة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان إن الهام مهدي شوعي العسي توفيت في غرب اليمن في وقت سابق الشهر الجاري.
وقالت " سيغرد كاج " المديرة الاقليمية لمكتب اليونيسف بالشرق الاوسط وشمال افريقيا في بيان "تعبر اليونيسف عن صدمتها لوفاة طفلة عروس أخرى في اليمن."
وقالت منظمة منتدى الشقائق العربي لحقوق الانسان في بيان ان "الهام هي شهيدة العبث بأرواح الاطفال في اليمن ونموذج صارخ لما يشرعه دعاة عدم تحديد سن الزواج."
وقالت المنظمة في بيان رسمي إن الطفلة إلهام مهدي شوعي العسي (13 عاماً) توفيت الجمعة الماضية بتاريخ 2 نيسان (إبريل)
وذلك بعد أن تم زفافها منتصف الأسبوع الماضي 29 آذار (مارس) 2010'. وذكرت المنظمة في بيانها أن الطفلة إلهام تزوجت ضمن ما يعرف محليا بزواج (البدل) أو (الشغار)، حيث مُنحت الطفلة إلى عائلة الزوج ومُنحت أخت الزوج بالمقابل إلى عائلة الهام المتوفية.
منظمة منتدى الشقائق العربي الناشطة في مجال حقوق الإنسان والمهتمة بقضايا المرأة اعتبرت 'الطفلة إلهام شهيدة العبث بأرواح الأطفال في اليمن ونموذجا صارخا لما يشرعه دعاة عدم تحديد سن الزواج من قتل يطال الطفلات الصغيرات'.
ودعت المنظمة إلى ضرورة أن تتحول الطفلة إلهام إلى (رمز) يؤكد بشاعة الجريمة والمخاطر التي تتعرض لها الطفلات الصغيرات بسبب الزواج المبكر.
وجاءت هذه الحادثة في ظل جدل واسع في الوسط التشريعي اليمني حيال قضية تحديد سن الزواج للفتيات، ففي الوقت الذي تطالب فيه منظمات حقوقية وناشطون في مجال حقوق الإنسان وكذا برلمانيون بضرورة إقرار تشريع قانوني يحدد سن الزواج بـ18 سنة، يعارض هذه التوجهات بشدة رجال دين ومشايخ علم وبرلمانيون قبليون، بذريعة عدم صلاح هذا التشريع القانوني للبيئة والواقع اليمني.
ويخوض مجلس النواب اليمني (البرلمان) مناقشات حادة وجدلا مثيرا حول هذه القضية منذ فترة ولم يستطع أن يحسم قراره لصالح أي من وجهتي النظر المتباينتين، حيث يستقوي كل طرف بموقعه الاجتماعي والجهوي وبحجم تأثيره في المجتمع، حيث لأول مرة تخرج قضية تشريعية من قبة البرلمان إلى الشارع ويعجز المجلس النيابي عن حسمها، تفاديا لأي ردود أفعال قد تلقي بظلالها السلبية على مستقبله التشريعي.
ويرى مراقبون أن قضية وفاة الطفلة إلهام بعد زواجها بأيام قد تلعب دورا في تغيير المسار التشريعي لقضية تحديد سن الزواج في اليمن، بتعزيز موقف الطرف المطالب بضرورة تحديد سن الزواج بثمانية عشر عاما وقد يضطر معها المجلس النيابي إلى تغليب موقف هذا الطرف على حساب موقف الطرف الآخر.
قضية نجود علي
وبرزت قضية الطفلة اليمنية العروس نجود علي ذات التسعة اعوام بعد أن تحدثت عنها صحيفة يمنية وكتبت صحفية فرنسية مذكراتها التي نشرت في مارس اذار.
وفي مذكراتها المروعة تروي نجود كيف اجبرت في سن التاسعة على الزواج من رجل سنه يبلغ ثلاثة أمثال عمرها وكيف تعرضت للاعتداء الجنسي والضرب قبل ان تصنع تاريخا في اليمن بالحصول على الطلاق قبل عامين.
رويترز
من يحمي صبايا اليمن وصغيراته من غوائل الذبح الظلم والتنكيل والاكراه والعنف الجنسي تحت مسببت الشرع والشريعة
في القرن الحادي والعشرين ؟؟
يمنيات تحملن لافتة مناهضة لزواج الاطفال في صنعاء يوم 23 مارس اذار 2010. تصوير: خالد عبدالله - رويترز
الفتاة هند ابنة الحديدة كانت لطمة في وجه كل قيادي في اليمن حيث قيدوها وفرضوا عليها السجن الانفرادي مع زوج كهل عمره 70 عاما ولاتزال اوضاعها المنهارة قائمة
ومسيرة نسائية يمنية تطالب بوقف زواج الصغيرات ولا جواب من المسؤولين في اليمن
---------------------
عائلة الصغيرة " الهام " التي نوفيت بعد أربعة أيام من زواجها
طالبت اسرة الفتاة اليمنية الصغيرة الهام التي قضت بعد ايام من تزويجها، باعدام زوج ابنتهم الذي تعامل معها بعنف متسببا لها في نزيف ادى الى وفاتها، فيما بات تحديد سن للزواج في اليمن بعد مأساة الهام قضية ملحة بنظر المدافعين عن هذا المبدأ. وكانت هيئة علماء اليمن التي يرأسها رجل الدين المتشدد والنافذ عبد المجيد الزنداني اصدرت بيانا ضد مشروع القانون واعتبرت ان تحديد سن الزواج يعني "تحريم ما اباحه الله".
ويطلق المجتمع المدني والصحافة على الفتيات اللواتي يتم تزويجهن في سن الطفولة "عرائس الموت" ولا سيما بعدما توفيت فتاة عمرها 12 عاما بينما كانت تضع مولودها الاول في ايلول/سبتمبر الماضي. ولكن رجالات الدين ذوي الصولة والجولة في الساحة اليمنية يتذرعون بان النبي محمد كان تزوج من عائشة وهي صغيرة !!؟.
وفي قرية العشة التي تملؤها مظاهر الفقر المدقع والواقعة في محافظة حجة اليمنية، قال عبدالله اخو الهام "قتلوها قتلا، زوجها واهله. لقد ربطوا اختي وقاموا بقتلها واستخدموا منومات ومنشطات وقتلوها".
اما الوالدة نجمة فقالت لوكالة فرانس برس من داخل كوخها الحجري ذي السقف المصنوع من القش وجذوع الاشجار "ظلموني. اطالب بشرع الله واطلب القصاص (الاعدام) بدلا عن ابنتي".
وما زالت عائلة الهام ترفض استلام جثتها من المستشفى الجمهوري في مدينة حجة.
وقال شقيق الهام مهدي العشي لفرانس برس "الله اعلم ما فعلوا لاختي قتلوها وتكالبوا عليها ونحن لن نستلم الجثة".
واضاف "ماذا نفعل بالجثة؟ نحن نريد القصاص لقتل اختي. طبعا زوجها هو القاتل الفعلي، ويقولون ان اخوانه واخته وابوه ساعدوه على القتل".
وكانت الهام جزءا من عملية زواج بدل، اذ زوجت لعماد الحكمي (24 عاما) وهو من قرية مجاورة، بموازاة تزويج شقيقة عماد لعبدالله اخي الهام.
وقال عبدالله الذي تزوج في نفس ليلة زواج اخته "تعارفت انا وعماد وطلب مني ان ازوجه اختي الهام على ان يزوجني اخته فقبلت، وبعد التفاهم مع والدتي واختي تمت الموافقة وتم الزواج".
وبحسب مصادر متطابقة من العائلة ومصادر طبية من المنطقة، قصد عماد مع زوجته إلهام مستوصف القرية غداة الزفاف بحثا عن اي شيء يساعده على اتمام الزواج.
وقالت الطبيبة الاوزبكية مكياييفا المتخصصة في امراض النساء والولادة لوكالة فرانس برس انها استقبلت الهام وكان معها زوجها "واستحت ان تكشف جسمها ولم تسمح لي بمعاينتها".
واكدت ان الفتاة كانت تبدو هزيلة وضعيفة
وبعد اللقاء مع الطبيبية، توجه عماد الى الصيدلية ليبحث عن حل آخر.
وقال صاحب الصيدلية الشيخ علي الهدى فرانس برس ان عماد طلب اقراصا منومة او مخدرة لكنه رفض ان يعطيه هذا النوع من الحبوب لعلمه بانه قد يستخدمها لتخدير زوجته.
الا ان عماد لم يذهب فارغ اليدين بل حصل على عقار منشط محلي الصنع وغادر.
وبعد يومين عاد عماد مع زوجته الى المستوصف نفسه ليتبين بحسب الممرضة فتحية حيدر بان الهام كانت تعاني من "جروح والتهابات فاعطي لها علاج وذهبت الى البيت وفي اليوم التالي ابلغنا انها توفيت".
وقال الطبيبة الاوزبكية "عندما عاينت الهام في المرة الثانية كانت تعاني من التهابات وجروح وطلبت من الزوج عدم الاقتراب منها لكن يبدو ان الزوج لم يلتزم".
اما تقرير الشرطة فقد اظهر ان الزوج عماد قال ان زوجته كانت تعاني من الاعياء عندما تزوجها ولم يتمكن من الأقتراب منها لانها رفضت ذلك بسبب خوفها ومرضها.
وفي قرية الهام، خصص شيخ القرية خطبة الجمعة لموضوع الزواج وكيفية التعامل مع صدمة وفاة الفتاة.
اما الناشطة والمحامية شذا ناصر فقالت لفرانس برس ان "الحادثة اكدت ان لا القانون ولا الدولة قادرة على حماية الصغيرات من الزواج المبكر ما لم يكن هناك حملة توعية" بان موضوع تحديد سن الزواج بات ملحا.
وشددت على انه يجب ان تقترن هذه الحملة ب"بمعاقبة معارضي قانون" تحديد سن الزواج الذي لم يتم اقراره بعد في اليمن بضغط من المتشددين.
وقالت "نطالب مجلس النواب باصداره (مشروع القانون) وبالابقاء على المواد العقابية التي تنص على معقابة ولي الامر والزوج والماذون" اذا لم يتأكدوا من سن العروس.
كما اكدت ناصر انها تولت الدفاع عن عائلة الهام وستطالب بالاعدام كعقوبة قصوى.
وكان الجدل تصاعد مؤخرا في اليمن حول ظاهرة تزويج القاصرات وهي ظاهرة منتشرة خصوصا في المناطق الريفية، وقد نظمت تظاهرات تطالب بتحديد سن دنيا للزواج، بينما نظمت تظاهرات اخرى ضد ذلك بدعم من التيارات الدينية المتشددة.
وكان البرلمان اليمني اقر العام الماضي مشروع قانون يضع حدا ادنى لسن الزواج هو 17 عاما للنساء و18 عاما للرجال، الا ان نوابا من اطياف سياسية عدة قدموا الى رئيس البرلمان طلبا لاعادة مناقشة القانون.
ولم تتم المصادقة على هذا القانون الذي يعول عليه من اجل الحد من ظاهرة تزويج الاطفال.
ويرى الاسلاميون ان الاسلام لم يحدد سنا للزواج ويتذرعون بان النبي محمد تزوج عائشة وهي في التاسعة من العمر.يرأسها رجل الدين المتشدد والنافذ عبد المجيد الزنداني اصدرت بيانا ضد مشروع القانون واعتبرت ان تحديد سن الزواج يعني "تحريم ما اباحه الله".
ويطلق المجتمع المدني والصحافة على الفتيات اللواتي يتم تزويجهن في سن الطفولة "عرائس الموت" ولا سيما بعدما توفيت فتاة عمرها 12 عاما بينما كانت تضع مولودها الاول في ايلول/سبتمبر الماضي.