متابعة للرحلة الى مزرعة محمد مصطفى ( ابو مكي )
أحضر أبو مكي البيض وحرك الفحم في المنقل وبسطه ليضع البيض في النار , كنا جالسين نتسامر , دقائق قليلة وأذا بالبيض يتفجر وينثر الفحم المفتت الى وجوهنا وملابسنا ! شو اللي صار ؟ قلت لأبو مكي .. كان لازم تطفي الفحم وتحط البيض في السكن " الرماد الساخن " مش على نار الفحم مباشرة ! فأحضر البيض من جدبد ووضعه في الرماد الساخن حتى نضج ! قضينا الليل كله جالسين , نشرب القهوة والشاي ونتحدث عن ذكريات مضت وأحداث في العائلة حتى جاء وقت السحور, تسحرنا وحمدنا الله ثم صلينا الفجر ونهضنا لنتمشى خارج المزرعة , وكان صباحا جميلا رائقا , الندى يغطي المزروعات وخيوط الشمس توشك على الظهور , وكان أحد كلاب المزرعة يلاحقنا لوجود صاحب المزرعة معنا , وكان هناك أحد الرعاة يسرح قريبا منا , وما أن لمحنا " كلب الراعي " حتى أخذ بالنباح والقفز يمينا وشمالا توقفنا قليلا وأذ بالكلب الذي يرافقنا يتصدى له ويهاجمه مباشرة , تعجبنا لجرأته , ثوان قليله جاء كلب آخر للراعي وأخذ بالنباح وكان المنظر كلبين للراعي مقابل كلب المزرعة وقفنا نتفرج , الكلاب تتقافز وتنبح مكشرة عن أنيابها , وتوقعنا حدوث معركة ! اقترب كلبي الراعي قليلا الا ان كلب المزرعة بقي ثابتا ولم يتراجع وأدار بوجهه ناحية المزرعة وأصدر نباحا غير الذي كان , وفي أقل من دقيقة وفي مشهد لم أره في حياتي ! رأينا جميعنا خطا من الغبار الكثيف قادما من المزرعة يخترق الطريق بسرعة هائلة , فقال ابو مكي : اجت النجدة , واذا به كلب الحراسة الآخر يقفز خلال المزروعات مختصرا الطريق الطويل وهو ينبح بقوة وواصل الجري حتى وصل المكان ثم قفزة ناحية كلاب الراعي وهاجمها ولحقه زميله , فهربت كلاب الراعي ! فوقف الكلبين متلاصقين ينبحان , حتى ابتعد الراعي بقطيعه وكلابه ! ما حدث كان مفاجئا لنا وأدهشنا الموقف الشجاع والجريء وتصرف كلب المزرعة في طلب النجدة وسرعة التلبية من الكلب الآخر الذي سمع النداء من مسافة كبيرة قدرناها ب 2 كم , فجاء يجري وسلك طريقا مختصرة عبر المزروعات ولم يسلك الطريق الطويل , كان تصرفا ذكيا ومدهشا , ولم ينتهي المشهد عند هذا الحد , وحدث الأكثر غرابة , ما ان هدأ الموقف حتى عاد الكلب المنقذ من حيث جاء بنفس السرعة القصوى متجها الى المزرعة وكنت تمنيت لو أن معي كاميرا فيديو لأسجل الحدث لشدة روعته , كان مشهدا يستحق الأعجاب والفخر وكان فيه عبرة لمن أراد أن يعتبر ...