في منتصف السبعينيات الميلاديه
قمنا بزيارة لقرية مليح ،،، وكانت أيامها قرية هادئه ،، ومع أنه لم يكن بها كهرباء ،، ويعيش سكانها على مياه البئر ،،، إلا أنها كانت قرية نموذجيه رائعة الجمال ،، بعيدة عن صخب المدينه ،، وكنت أشعر أنها بعيدة جدا عن عمان ـــ لا أعلم لماذا ،،، هل لعمر الإنسان سبب في قياس الوقت والمكان ،، أم لأسباب أخرى وكانت عمتي رحمة الله عليها ساكنة هناك ،،، لكم كانت الحياة جميله ،،
وكان زوج عمتي رحمة الله عليه أبو هاشم يعد لنا إستقبال حافل رغم أننا كنا نزورهم فجأه فلم يكن حتى هاتف في القريه ،،، وأعتقد أن أقرب هاتف كان في ذيبان أو على الشارع الرئيس المؤدي لذيبان في مكتب البريد ،، والله أعلم ،،، المهم أن عمي أبو هاشم كان يخجلنا من شدة كرمه وهذا ليس بغريب عليه أو على أبنائه البرره من بعده ،،
ففي كل زيارة كان يقوم بذبح عنزه أو خاروف لا أتذكر ،، وطبعا ذلك على شرف والدي رحمة الله عليه ،،، يا إلهى كم كانت الحياة رائعه ،، لكونها بسيطه فهي رائعه بدون أية تعقيدات ،،
وفي كل زياره كان الوالد رحمة الله عليه يشعر بحرج ،،، فالرجل رحمه الله كان يكلف نفسه كثيرا أي نعم نحن كنا عائله كبيره ،، ولكننا أطفال ،،، فكان هذا يحرج والدي ،، وفي إحدى الزيارات ،، طلب منا والدي بأن نخبره أنا وإخوتي ،،، عن أي تحرك غير طبيعي للعم أبو هاشم رحمة الله عليه ،،أي أنه إذا ذهب لأحضار خاروف او ما إلى ذلك ،، وفعلا قمنا بمراقبته ،، وعندها أخبرنا الوالد رحمة الله عليه بذلك ،،،، فما كان من والدي إلا أن طلب من العم أبو هاشم بأنه لن يأكل أي لحم عنده في ذلك اليوم ،، وقام والدي بحلف يمين ،، وكان جازما بذلك ////
ولكن الكرم لا ينتهي عند اللحم
بل قام عمي أبو هاشم بإحضار إحدى البدويات وطلبت منها عمتي بعمل خبز شراك على الصاج ،، وكانت عمتي قد جهزت خبز الطابون ،،،
وعملت فته بالسمن البلدي ،، ووضعو بقربه زبده بلديه مع اللبن المخيض ،،، يا ألله ما أروع تلك الوجبه
فلم أنساها طوال هذه السنين ،،،،
ولم يكتفي بذلك بل قام بوضع عدة أزواج من الحمام داخل سيارة والدي ،،، وعدنا لعمان ،،، وبعد عدة أيام إكتشف والدي بأن زوجا من الحمام خرج من الصندوق اللذي وضع فيه ،، وأختبئو خلف العجللا الإحتياطي في السياره وأكيد كانو قد ماتو ،،،، المهم أن سيرة الرجال العطره تذكر وتعاد على مر التاريخ
رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء الصادقين الصالحين ،، وحسن أولاؤك رفيقا ،،،، اللهم آمين
أسف لقد وضعت المساركه في الرسائل الإداريه ـــ عذرا سيدي أبوخضرة