ظاهرة الصوت المرتفع ..
بصراحة .. أنا ضد الصوت المرتفع وأحاربه على طول الخط ..
ما دام في الظروف العادية , لأن فيه خروج على المألوف ..
وتشتيت للمعنى وفقدان التركيز على كلام المتكلم !!
فلماذا أرفع صوتي ما دام الطرف الآخر يسمعني ؟!
وهل ارتفاع الصوت له علاقة بالذوق أو الأحساس أو الشفافية أو رفعة الأخلاق ؟
الصوت المرتفع يؤذي السمع ويورث العصبية كونه يحفز الأعصاب
ويجعلها في حالة توتر دائم ! فلا يشدك المتحدث الى متابعة الحديث ..
من حيث يظل ذهنك شاردا عن المكان وما يدور فيه من أحاديث ..
كائنا ما كانت صفة الكلام الذي يقال !
فهل يندرج الصوت المرتفع تحت طائلة المنكر لقول الله تعالى :
( .. أن أنكر الأصوات لصوت الحمير )
الله تعالى هو من خلق الحمار وخلق له صوته الذي يعرف به ..
ومن ثم جعله منكرا تنفر منه النفوس السوية والفطرة السليمة ..
بيانا حسيا مسموعا ومشاهدا ( بالصوت والصورة ) كي يظل ثابتا في الأذهان ..
وتعليما لنا على كيفية التخاطب فيما بيننا حتى لا يذهب الكلام سدى !
والملاحظ أن الله تعالى لم ينكر الحمار كخلق من خلقه .. خلقه فأبدع خلقته ..
وبث فيه تلقائية الأدراك كي يقوم بالدور والمهام التي خلق من أجلها !!
بينما كان الأنكار حصريا على الصوت المرتفع مهما كانت " النغمة واللحن "
الذي يجمله ! فهو منكر ولا فائدة من تجميله بالموسيقى وتصفيق الحضور !!
هو منكر لخروجه عن مألوف الأصوات ! سواء كانت ( مادة الصوت ) التي تبث من الأشخاص أو أنظمة الصوت أو الأجهزة المختلفة تتعلق بالغناء أو في التعبير عن الفرح أو الحزن أو القاء الدروس او المحاضرات
أو في القراءة أو خطب الجمع في المساجد أو في الكلمات التي تلقى على الناس في المقابر أو في مكبرات الصوت التي تعلقها اللجان على المآذن بحجة ( اعلاء كلمة الله ) وهذا يشير الى فظاعة الجهل لمعنى اعلاء كلمة الله التى يتوق اليها الجميع ويتشرفون بحملها بل ويموتون من أجلها .. يعذبون وينفون من الأرض من أجل اعلاء كلمة الله ! اعلاء كلمة الله ليست اعلاء للصوت وجعله مرتفعا اشتقاقا من كلمة ( علو ) اعتمادا على المعني السمعي للكلمة ( علو وأعلاء ) للصوت المرتفع ! بينما الحقيقة أن اعلاء كلمة الله تكون في تطبيق شرع الله
في مختلف أوجه النشاط الأنساني وجعله مقدما على كل ما سواء من الأنظمة والتشريعات والقوانين الوضعية
شرقية كانت أم غربية , وأن لا يعلو فوق كلام الله أي كلام , ليس في علو الصوت وأنما في الممارسة الحقيقة
لتثبيت أوامر الدين في كل مناحي الحياة وفي كافة أوجه المعاملات , سواء مع الذات أو الآخرين , في الحرب والسلم او في الظروف العادية , ولا يصح أن تتكلم بصوت عال ثم تقول أنا أخدم الدين وأعلي كلمة الله !
من خلال صوتي المرتفع ! بينما من الأفضل ان يكون الأعلاء في تطبيق الشرع وأن لا يعلو أي تشريع فوق تشريع الله تعالى وما جاءت به السنة المطهرة ..
رجاء المتابعة ..